النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الوقف.. وضرورة التثقيف بمقاصده

  1. #1

    افتراضي الوقف.. وضرورة التثقيف بمقاصده

    ضعف ثقافة الوقف في المجتمع السعودي هي مشكلة حقيقية، ولذا هو بحاجة لمبادرات جدية، ودراسات ميدانية، ومؤتمرات لوضع آليات تنقله من الظلمات إلى النور.

    فثقافة المجتمع في الوقف مقتصرة على الجهات التقليدية - على الرغم من أهميتها - التي لاننكرها غير أن هناك إغفالاً تاماً للمشاريع الحضارية التي تواكب متطلبات العصر، فنحن بحاجة ماسة لدعم المشاريع ذات الطابع التنموي والثقافي للمجتمع.

    إننا بحاجة للتفكير في هذه الثروة الوقفية، وعدم القبول بهذا المستوى المتدني من الثقافة في إدارة الوقف، والتحرك لفتح آفاق

    جديدة تتناسب مع المرحلة الزمنية التي نعيشها، لا أن تكون مؤسسات الوقف في عالم والواقع في عالم آخر، وعلى العلماء والمثقفين دور مهم في حث رجال الأعمال بالقيام بمبادرات تحقق رؤية معاصرة للوقف.

    إن غياب الإدارة المؤسسية لهذه الثروات والإمكانات التي تدير شؤون دخله بشكل شفاف وحضاري، والنظرة التقليدية لصرفه جعل هذه الثروات مبعثرة دون أن يستفيد منها المجتمع، أو يعزز مسيرته الحالية والمستقبلية، فمع وجود الجمعيات الخيرية في المجتمع، والمحاكم التي تدير شؤون الأوقاف إلا أنها لم ترق إلى مستوى الطموح المنشود، ولم تحد من ظواهر الفقر والتسول والبطالة التي يعاني منها المجتمع.

    وأُرجعُ السبب الرئيس للمشكلة ؛ لعدم وجود الثقافة الصحيحة في مجتمعنا للوقف، وكذلك غياب المؤسسة الإدارية الوقفية التي لابد أن يكون لها دور في مساعدة الواقف مساعدة متكاملة في توظيف وقفه بما يخدم المجتمع، ويكون أعظم للأجر عند الله - تعالى - ؛ ذكر ابن تيمية : أنه ينبغي لمن أراد أن يوقف أن ينظر إلى ماهو أقرب إلى رضا الله ومحبته وأنفع لعباده، وأن يتحرى ما نتائجه أكثر، وعوائده أعم وأنفع، فلا يعقل أن توجه المبالغ الطائلة في زخرفة المساجد، ونتناسى الأمور المهمة المتعلقة بالإنسان من مرضى السرطان، والفشل الكلوي، والمعاقين، وطلبة العلم من أبنائنا الذين يحتاجون أموالاً للتعليم والتدريب في داخل المملكة وخارجها.

    كذلك يجب علينا أن نُفعل ونستثمر هذه الأموال بشكلٍ يرفع من مستوى وعي المحتاجين والفقراء بتشجيع على الالتحاق بالمعاهد التعليمية والفنية، وتحولهم إلى عناصر معطاءة تسهم في رفع مستوى المعيشة، وتحسين أوضاعهم ومجتمعهم.

    إن أنواعاً كثيرة من الإنفاق لأوجه الخير هي في أمسَّ الحاجة لأن تكون ضمن أُطر استثمارية تسهم بشكل كبير في رفع المستوى المعيشي والتعليمي والثقافي والاقتصادي في المجتمع، فالوقف الإسلامي من أسمى الأنظمة الاقتصادية التي ساهمت ببناء المجتمعات الإسلامية على مر العصور.

    وكان الوقف من أهم وسائل التقدم العلمي والفكري والثقافي للبلاد الإسلامية، حيث أسهم في بناء صروح العلم، ونشرها عن طريق المساجد والكتاتيب والمدارس والمعاهد، وتخرج من هذه المؤسسات العلمية الموقوفة عددٌ من العلماء في شتى فروع المعرفة البشرية مثل : الخوارزمي، وجابر ابن حيان، وابن سينا، والرازي، وابن الهيثم، ولم يصل هؤلاء إلى ماوصلوا إليه لولا الدعم المادي الذي توفر لهم من قبل الأوقاف.

    كما أن الوقف اهتم برعاية طلاب العلم ومعلميهم، وسهل هجرتهم إلى مراكز الحضارة لطلب العلم، حيث أُوقفَ عليهم دوراً ومدارس بيوتاً، ومخصصات مالية، وطعاماً، وكساء، وأدوات كتابية، وكتب ليتمكنوا من التحصيل العلمي.

    ولم يقف أثر الوقف في التعليم عند علمٍ بحد ذاته، وإنما شمل كل موضوعات المعرفة البشرية تستوي في ذلك العلوم الشرعية والعلوم البحثية والتطبيقية والاجتماعية، خاصة الطب، والصيدلة، والفلك، ولقد ساهم الوقف بشكل ملحوظ في نشر العلم تعلماً وتعليماً وبحثاً، وكان وراء الإنجازات العلمية والحضارية عن طريق مرافق التعليم : ( المساجد - المدارس - المكتبات - الجامعات ) المختلفة.

    ويزخر العالم الإسلامي بعدد كبير من المدارس الوقفية مثل : المدرسة النظامية، والمدرسة المستنصرية، ومدرسة ابن الجوزي، والمدرسة السليمانية بمصر، ودار السلسلة، ومدرسة الملك المنصور عمر، ومدرسة الملك الأفضل، ومدرسة الملك المجاهد بمكة المكرمة. وفي حلب وحدها أكثر من مئتي مدرسة شرعية.

    ولايقتصر دور الوقف عند إنشاء المدارس، بل اهتم بإنشاء المكتبات، وتزويدها بأمهات الكتب، ومن أشهر المكتبات الإسلامية الموقوفة، مكتبة الموصل، ومكتبة بغداد بالعراق، والمكتبات الوقفية في سورية كثيرة جداً كالمكتبة الظاهرية والأحمدية، ودار الحكمة بمصر.

    ومن هذا المنطلق ؛ فإن المسؤولية كبيرة جداً على إدارات الأوقاف الحكومية والأهلية في تفعيل الأوقاف، وإداراتها على حسب أولويات واحتياجات المجتمع.

    سلمان بن محمد العُمري
    نقلآ عن حملة السكينة
    الدعوات الصالحة الصادقة من الوالدين مظنة الإجابة وأن تفتح لها أبواب السماء فاجعلوا دعواتكم لهم جزءاً من مشروع التربية والتوجيه والأمل الجميل

  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية لمياء العرادي
    تاريخ التسجيل
    16 - 7 - 2010
    الدولة
    kSA
    العمر
    36
    المشاركات
    910
    معدل تقييم المستوى
    524

    افتراضي رد: الوقف.. وضرورة التثقيف بمقاصده

    وكأنك تعلم .. مافي قلبي ...

    .

    أنا أطلب تأسيس هيئة مصغرة خيرية تختص في تحسين الأوضاع المالية لدى أبناء القبيلة

    فأريد أن أكتب الكثير والكثير .. لأن في ما بيننا أخ عاطل .. وطفل جائع .. وعائلة بين منزل ومنزل يترحلون ..وأب مثقل بالديون ..

    وسأختصر .. ما كنت أود تنزيله في ردّي هذا .

    قال الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يُحبّ أخيه ما يحبّ لنفسه "

    هل نحن مؤمنون ... ؟؟

    فلينظر كل منا ماذا فعل لأخيه المحتاج بيننا ...

    لنعلم .. نحن من نكون ...!!


    أعتذر عن سوء أدبي .. ولكنّه والله كلام مكنون بداخلي
    ولم أعرف التعبير


    أحترامي للجميع
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]


    اللهم أرحم أرواح تلك الفتية الطاهرة ..

    سامي وأخيه .. وريان وعبدالرحمن


    اللهم أمين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا