صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 15

الموضوع: (قصة ) لحـــــــــــــنٌ على المـــــــــــاضي ...!

  1. #1
    كاتبة مميزة الصورة الرمزية عاصفة الشمال
    تاريخ التسجيل
    15 - 1 - 2006
    المشاركات
    6,828
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    697

    افتراضي (قصة ) لحـــــــــــــنٌ على المـــــــــــاضي ...!

    أخـــــــــوتي /



    هذه كانت بداية مُصافحتي لفن القصة وقد كتبتها قبل 5 سنوات


    واستوحيت فكــــــرتها من قصة أعجبتني قرأتها آنذاك ونشرتها


    لي إحدى الصحف الخليجية أتمنى أن تنال إعجابكم ..!




    ********************





    بدأ يُحدق في أشعة الشمس ويتأمل في أشعتها الذهبية المتطايرة

    وهو يتلمس بأرجله قاع البحر بما فيه من طحالب وصخور ....

    مـــــــــلامحه تدُلك على أنه في منتصف السبعين من عمره شعرٌ كثيف

    كساه اللون الأبيض من الشيب حتى امتد إلى لحيته التي تقطن على

    وجهٍ قد رُسمت عليه التجاعيد... فنظراته نظـــــــــرات شيخٌ كبير

    رأى من غرائب الزمان وأعاجيبه ... عاش أفراحه وأتراحه حتى مُنح

    شهادة الخبرة فيها .

    هذا الشيخ كان في وقفةٌ تأملية عميقة مع نفسه عندما أخذ يتذكر أمجاده

    وبطولاته في شبابه ... عبق الماضي وذكرياته الجميلة التي لايكف عن

    ترديدها على مسامع ابنائه وأحفاده .. وشعوره بالفخر والإعتزاز كلما

    سأله أحدهم عن ماضٍ أو ذكرى تتعلق به .. أو بطولة قام بها ..

    وبينما هو على هذا الحال بإنغماسه في حديثه مع نفسه ...! إذ أحدث الموج

    صوتا قوياً مدوياً جعلت الشيخ يصحو من غفوته ويتنبه فجأةٌ إلى لحظته

    الحاضرة ... وإلى حقيقة عجزه عن مواصلة سيره إلى الجزيرة القريبة

    من الشاطئ وشعوره بالحسرة والألم من جرّاء ذلك وهذا ماأدى به إلى أن

    يتذكر شبابه في هذا الوقت بالذات .. وتذكُره بأنه كان يصل إليها في نفس

    واحد وزمن قياسي .. فأيقن في داخله أنه لايمكن للزمن أن يرجع إلى الوراء .

    . ومن المُحال أيضاً أن يعود شبابه إليه وأن هذا هو حال البشر على هذه

    البسيطة طفولة...وشباب ...وكهولة ...وشيخوخة .

    عند ذلك بدأ بإستكمال سيره مُزيحا هذه الأفكار من رأسه فأخذ يسير في نفس

    بطئ و متقطع إلى أن وصل ماء البحر إلى وسطه فأحس بالماء يتسلل إلى

    كل ذرات جسده حتى برد جسمه فشعر بالوهن والعجز

    وتحدث إلى نفسه بصوتٍ هزيل(( ماالذي تحاول أن تفعله أيها العجوز وأنت في

    هذا السن ؟؟؟ هل تريد أن تفعل ماكنت تفعله قبل ثلاثون عاماً...؟؟))

    ثم أخذ يواصل السباحة بإتجاه الجزيرة والأمواج تتلاعب بجسده يميناً ويساراً

    اشتـــــــــد تعبه والجزيرة لاتزال بعيدة وزادت ضربات قلبه وبدأ يسمع صوت

    دقاته فأدرك أن الشيخوخة تيار قوي يندفع في العروق يأتي من أعمق الأعماق

    بالهزيمة والخسران ممزوجة بشعور من العجز والضعف.

    مــــــــــرت اللحظات ثقيلة على الشيخ وهو على ظهر البحر حتى رأى

    بوادر الجزيرة تقترب من ناظريه ورويداً.... رويداً حتى أقترب منها

    فما أن لامست قدمه اليمنى صخور القاع حتى دبت الحياة فيه وتنفس الصعداء

    وبدأ بالسير على صخور الجزيرة التي انتشرت فيها رائحة العشب والماء

    حتى جلس على أحد هذه الصخور وعاد يُحدق بالشمس والجزيرة مُطأطأً

    برأسه الذي ازدحم بالأحداث والتواريخ واستند بمرفقيه على ركبتيه

    واستغرق في التفكير مرة أخرى.


    وبينما هو كذلك إذ خرجوا من الكهف صبية كأحفاده رآهم ينتشرون من حوله

    حتى اقتربوا منه.. وشيئا فشيئا حتى كونوا حوله دائرة وأخذوا يتأملون بصمت

    ويتمعنون بهذا الشيخ الكبير ويتبادلون النظرات بغير تصديق أن هذا الشيخ

    استطـــــاع إجتياز الشاطئ حتى وصل الجزيرة ...

    استمروا في تأملهم في شعره الأبيض ووجهه الأجعد وقدماه الهزيلتين

    بينما خاف الشيخ أن يصرخ هؤلاء الصبيان في وجهه فاشتد إرتعاش جسمه

    وأحس كم هو طاعن في السن وكم هو عجوزٌ حزين يبعث على الخيبة واليأس

    وكأنه شبحٌ قادم لتخويفهم ..

    إلا أنهم ســـــــــــرعان ماابتعدوا عنه ليعــــــــــــــــاوده التفكير مرة أخرى

    وأضحى حزيناً كبستان خريف تساقطت كل أوراقه ولم يتبقى سوى أغصانه

    البالية... وتجدد الشعور لديه بالوحدة القاسية ..

    وبينما هو كذلك شد إنتباهه صوت أمواج البحر وهي تتصارع على جوانب

    الجزيرة لتُلقي برذاذها عليـــــــــــه .


    فيما بقي ذلك الشيخ الكبير على صخرة قــــــــرب الشاطئ ينتظر

    مجيء الليل ويخـــــــــاف الرجوع ...!



    ( النهاية )






    ***********


    مع خالص تقديري

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة عاصفة الشمال ; 04-03-2006 الساعة 12:57 AM
    إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00
    سَأَكْسُرُه00
    ( العَاصِفْة )

  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 3 - 2006
    المشاركات
    144
    معدل تقييم المستوى
    684

    افتراضي

    أختي الكريمة :
    يعجبني هذا الإحساس العميق وهذا التصوير البارع ولا يروق لي المشهد الرمادي الذي تتشكل فيه سُدم سود كسحاب منخفض كثيف أسود في ليلة شديدة البرودة يعانيه شخص ضعيف يقبع وحيدا بين سفوح جبال داكنة مرتفعة تلامس قممها تلك السحب . أختي أكرر لماذا التشاؤم يقول إيليّاء أبو ماضي
    بكيت الصبا من قبل أن يذهب الصبا ................فيا ليت شعري ما تقول إذا ولّى
    ويقول :
    ايّهذا الشـــــــــــــاكي وما بك داء ....................كيف تغدو إذا غــدوت عليلا
    فتمتّع بالصبح مـــــــــــا دمت فيه ................... لا تخف أن يزول حتى يزولا
    كل من يجمع الهمــــــــــوم عليه ................... أخذته الهمــــــوم أخذا وبيلا

  3. #3
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    24 - 2 - 2006
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    362
    معدل تقييم المستوى
    685

    افتراضي

    عاصفة الشمال

    كم هو مؤسف حال هذا العجوز الذي يتخبط بذكريات الماضينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي0ويصارع أمواج الحياةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي0

    ويبحث عن بصيص أملنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيونتمنى المزيد من الكتابات الهادفة

    شكراًعلى هذا الطرح الرائع والهادف
    ملاحظة
    أتمنى أن لا يكون حال من هم بموضوع الأربعينيات بهذا الحال هههههههههههنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي مزحة
    بعض ما قيل في مدح بلي:
    إن لبــلـياً غرةٌ يهتــدى بـها.....كما يهتدي الساري بمطلع النجم

    وحش بلي

  4. #4
    كاتبة مميزة الصورة الرمزية عاصفة الشمال
    تاريخ التسجيل
    15 - 1 - 2006
    المشاركات
    6,828
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    697

    افتراضي

    أخي الكريم / منصـــــــــور العرادي


    صـــــــــــــدقني أنها مجرد قصة من فيض خيــــــــــالي


    ومحق أخي فيما ذكرت فربما أغرقتها بالحزن والحســـــــــــرة


    وهـــــــــــذا عيبٌ أجده يغلـــــــــــــب على كل كتاباتي


    لكن بقي أن تعرف شيئا مهماً وهو أنني لو تنصلت من الحـــــــــــزن


    لما عرفت أن أسطر حــــــــــــــرفاً واحداً


    دومــــــــاً أسعـــــــــدُ بنـــــــــقدكم وتوجيهاتكم


    لاعـــــــــدمناكم ...


    مع خالص تقديري وشكري.





    إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00
    سَأَكْسُرُه00
    ( العَاصِفْة )

  5. #5
    عضو جديد الصورة الرمزية سلمان العرادي
    تاريخ التسجيل
    4 - 2 - 2004
    الدولة
    نيوزلندا ..
    المشاركات
    18,223
    معدل تقييم المستوى
    779

    افتراضي


    عاصفـــــة الشمال ..

    أبدعتي وبجلال الله بصياغة تلك الباسقه ..

    لك القلب ..

    سلمان العرادي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    كاتبة مميزة الصورة الرمزية عاصفة الشمال
    تاريخ التسجيل
    15 - 1 - 2006
    المشاركات
    6,828
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    697

    افتراضي

    أخي / وحــــــــــــش بلي


    شــــــــــــــاكرةٌ لكم حضوركم وإطــــــــــــــلاعكم


    والحقيقة أنها قصة من بنـــــــــــــات خيالاتي ولاصلة لها بالواقع إطلاقاً


    لاعـــــــــــــدمنا تواجدكم


    مع خالص تقديري.




    إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00
    سَأَكْسُرُه00
    ( العَاصِفْة )

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا