يعطيك العافيه
الله يثبتنا @
العنوان حلق اللحية
المجيب محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء
التصنيف الجديد
التاريخ 14/7/1423هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم حلق اللحية؟ وما الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح على وجوب عدم حلقها أو تحديدها؟ أي: إزالة البعض منها لتكون حسب قول البعض بصورة أجمل، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
سئل فضيلة الشيخ: محمد بن عثيمين –رحمه الله- عن سؤال مشابه لسؤالك، فإليك السؤال والجواب:
سـ/ هل يجوز تقصير اللحية خصوصاً ما زاد على القبضة فقد سمعنا أنه يجوز؟
جـ/ جاء في الصحيحين البخاري (5892) ومسلم (259) وغيرهما من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب" هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم:"خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى" وفي لفظ:"أعفوا" وله من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- (260)، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس"، وله من حديث عائشة –رضي الله عنها- (261) أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"عشر من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية" وذكر بقية الحديث.
وهذه الأحاديث تدل على وجوب ترك اللحية على ما هي عليه وافية موفرة عافية مستوفية، وأن في ذلك فائدتين عظيمتين:
إحداهما: مخالفة المشركين حيث كانوا يقصونها أو يحلقونها، ومخالفة المشركين فيما هو من خصائصهم أمر واجب؛ ليظهر التباين بين المؤمنين والكافرين في الظاهر كما هو حاصل في الباطن، فإن الموافقة في الظاهر ربما تجر إلى محبتهم وتعظيمهم والشعور بأنه لا فرق بينهم وبين المؤمنين، ولهذا قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"من تشبه بقوم فهو منهم" أبو داود (4031)، وأحمد (5115) قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"أقل أحوال هذا الحديث التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم".
ثم إنه في موافقة الكفار تعزيزاً لما هم عليه، ووسيلة لافتخارهم وعلوهم على المسلمين حيث يرون المسلمين أتباعاً لهم، مقلدين لهم، ولهذا كان من المقرر عند أهل الخبرة في التاريخ أن الأضعف دائماً يقلد الأقوى.
الفائدة الثانية: أن في إعفاء اللحية موافقة للفطرة التي فطر الله الخلق على حسنها وقبح مخالفتها، إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته، وبهذا علم أنه ليست العلة من إعفاء اللحية مخالفة المشركين فقط بل هناك علة أخرى وهي موافقة الفطرة.
ومن فوائد إعفاء اللحية: موافقة عباد الله الصالحين من المرسلين وأتباعهم كما ذكر الله –تعالى- عن هارون أنه قال لموسى –صلى الله عليهما وسلم-:"يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي" [طه:94] وفي صحيح مسلم (2344)عن جابر بن سمرة –رضي الله عنه- في وصف النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"وكان كثير شعر اللحية".
أما ما سمعتم من بعض الناس أنه يجوز تقصير اللحية خصوصاً ما زاد على القبضة، فقد ذهب إليه بعض أهل العلم فيما زاد على القبضة، وقالوا: إنه يجوز أخذ ما زاد على القبضة استناداً إلى ما رواه البخاري (5892) عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما-، أنه كان إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما زاد أخذه، ولكن الأولى الأخذ بما دل عليه العموم في الأحاديث السابقة فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يستثن حالاً من حال.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ: محمد بن عثيمين –رحمه الله- (11/127)].
رحمك الله يا والدي الغاليفلا تنسونه من الدعاءعبدالعزيز ابن باز (( اسال الله ان يرحمه ))
يعطيك العافيه
الله يثبتنا @
doPoem(0)
وإنك إن أهديت لي عيب واحدٍ =جدير إلى غيري بنقل عيوبي
doPoem(0)
أحسنت بارك الله فيك
جهد مبارك أخي نفعنا الله بعلمك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات