ابو خشيم بارك الله فيك
قصة في غاية الروعة والاتقان
ونص ادبي يستحق ان يكشف عن مكامن الجمال فيه وان تفكك رموزه وتحلل كلماته
للوصول الى غاية مقصوده
فلله درك
استطاع عبدالصمد أن يصمد بثبات واقتدار
وهو يقتطع الفيافي والقفار
فلم تثنه زحف الرمال الهوجاء ، ولا حرقة الصحراء والبيداء
ولم يستدعِ الخزعبلات التي عن البيد نسجت
فنفسه على الإصرار والعزيمة جبلت
حتى يحقق مراده ، ويقطف ثمر نجاحه
مرت عليه أياما وليلا لم يسمع فيها صوت إنسان أو حيوان ..
وفي صبيحة يوم إذ بالأفق طيور تحوم ..فستبشر خيرا ...فإليها سارت قدمه ...
فلم يصدق ما رأى ... روضة غناء في وسط صحراء جرداء ... عجبا عجبا ...
ولج إليها وهو في وجل
أشجار باسقة ، وثمار يانعة
و في وسطها نهر متدفق
على حافته شجرة انحنى غصنها كأنها بماء النهر تلهو وتعبث
فطاب فيها المقام
فلملم حطابا فأوقد نارا
فستراح قليلا ...
استنهض مشاعره لتنشأ شعرا فخيبت أمله ...
استنجد ذاكرته فأمدته بمداد من عبق الأصالة
فأنشد بصوت شجي:
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا---- وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا
إن الزمان الذي ما زال يُضحكنا---- أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا
أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً ------ فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا
هناك .. هنا ك
على سيفونية اللحن تمايلت حمامة على غصن تلك الشجرة .. برقصات شرقية و تغنج وزهو مع لحن طروب...
توقف الإنسان الغشوم عن الشدو فجأة ....
هبطت الحمامة من غصن إلى فنن تعلوها علامة التعجب من هذا الصمت الرهيب ....
قالت الحمامة : ما بكَ يا رجل
قال : لقد نسيت عزيزا
قالت: هل أستطع أن احضره لك َ
قال : نعم ..نعم .. وبكل اقتدار
لوح أسجل فيه أروع أشعاري
وأجمل ذكرياتي
افتقدته على مشارف دوحتكم
ففي لحظات إذا هو بين يديه ...
قالت : أنشد يا رجل
قال : لا استطع ... أين القلم ؟
قالت : أخبرني أين فقدته حتى احضره لك ؟؟
قال : إن قلم الشعر ...قلم مميز ... تجدينه في هذه الدوحة الخضراء ...
فلا أستطع أن نشد شعرا بدونه أيتها الجميلة
كل ما عليك ِ أن تقطفي ريشة من ريش صقر حر ... فلديه ريش كثير ... ما ضره إذا اختطفت ريشة واحدة ... أيتها الحسناء
قالت : مه ...مه ..مه
أيها الإنسان الجهول
أما تدرك العداء الذي بيننا وبينه ؟ وهو عداء متأصلة جذوره ...
قال : الحيلة .. الحيلة
يا ختاه
إذا رأيته حلق بعيدا
فعلى غفلت منه حلقي إلى عشه ستجدين هناك ريشا كثيرا ... أخطفي واحدة ...واحدة...
فإذا هي ... نعم هي ... الحمامة
بين يديه
تترنح بجراحها وفي منقارها ريشة واحدة
قالت هذه طالبتكَ
أرجوك ..أرجوك ..
خفف عني ما أجد من ألم
فأخذ الريشة..
و الفرح يعلو محياه
فكتب ومداده من دمها :
اقتطعت الصحراء
فولجت دوحة خضراء
غنيت لحمامة حمقاء
فقبيل هذا المساء
ما أشهى هذا الشواء
ابو خشيم بارك الله فيك
قصة في غاية الروعة والاتقان
ونص ادبي يستحق ان يكشف عن مكامن الجمال فيه وان تفكك رموزه وتحلل كلماته
للوصول الى غاية مقصوده
فلله درك
التعديل الأخير تم بواسطة فهد فريج الوابصي ; 11-28-2008 الساعة 10:47 PM
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات