جزاك الله خيرا
لا أوحــش الله منـك يا شــهر الصيـــام
أحبتي في الله بارك الله فيكم
بينما نحن اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان وإذا بالمؤذن يؤذن إعلاما لنا بدخول وقت المغرب تجرعت بعض المياه وذهبت إلى المسجد لأصلي المغرب وحدثتني نفسي قائلة يا ترى هل نحن ما زلنا في رمضان أم أن الليلة هي ليلة العيد
ودخلت المسجد وكالعادة لم أجد فيه غير القلة القليلة
فصليت ثم عدت إلى بيتي وأفطرت واسترحت قليلا حتى جاء وقت العشاء ذهبت إلى المسجد فاذا المسجد يتفقد مصليه الذي كانوا يتزاحموا في بداية الشهر على المسجد ولسان حاله هل بداية الشهر خير من آخره أم أن هذا المسجد لمضان فحسب وحتى لو كانت فلم لم يتموا رمضان في المسجد
وبعد صلاة العشاء جلسنا ننتظر رؤية الهلال لنرى أنصلي التراويح أم لا
وبينما أنا على حالتي إذ أسمع المنشد يقول : لا أوحش الله منك يا شهر الصيام
فإذا بشريط الأحداث يمر برأسي
اليوم استطلاع هلال شعبان
لقد بدأ شعبان
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان فهل نقتدي به
أصوم يوما وأفطر يوما
بل أصوم الاثنين والخميس
لالا سأكتفي بصيام الأيام القمرية
ودخلنا في النصف الثاني من شعبان
وإذ بالجميع بيتهلون إلى ربهم اللهم بلغنا رمضان
وتساءلت لماذا ؟؟
جاءني الجواب السريع بأنه خير الشهور يغفر الله فيه الذنوب ويعتق فيه الرقاب ويفتح أبواب الجنان ويغلق أبواب النيران ويصفد الشياطين
وهو المرادف لكلام النبي صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة * ( صحيح )
وأيضا: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف ما شاء الله يقول الله إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك * ( صحيح )
اذاً فها هو رمضان قد أقبل علينا فعلينا أن نستقبله
وقد أوصانا النبي بذلك : سبحان الله ماذا تستقبلون وماذا يستقبل بكم قالها ثلاثا فقال عمر يا رسول الله وحي نزل أو عدو حضر قال لا ولكن الله يغفر في أول ليلة من رمضان لكل أهل هذه القبلة .....
فما يمض الكثير حتى جاء رمضان وإذ بالفرحة تعم البلاد والعباد ورأيت المساجد ممتلئة
فتعجبت وقلت هل جاء أناس من الخارج ليصلوا؟؟لا
إنهم جيران المسجد
ولكن أين هم طوال العام
وبدأ رمضان
وكانت أيام رائعة
قررت خلالها أن أودع المعاصي والتزم الطاعات وقررت أيضا أن أكون طيب النفس صافي وألا أحمل لأحد غلا ولا حقدا وقررت أيضا أترك الغيبة والنميمة
وبدأت أستمع إلى الدروس العلمية التي تتحدث عن رمضان وفضائله
وتعلمت منها أن العلماء قسموا الصيام على مراتب ثلاث : صيام العوام وصيام الخصوص وصيام خصوص الخصوص
وفرقوا بين هذا بأن قالوا أن صيام العوام هو الامساك عن شهوتي البطن والفرج
وصيام الخصوص هو الامتناع عن المعاصي ما ظهر منها وما بطن
وأما صيام الخصوص فهو أن يفكر الغنسان في غير مليكه فيشغل ربه قلبه وعقله وجزارحه
ووجدتهم يتحدثون عن فضل النافلة وأنها تكون بأجر الفريضة وأن الفريضة بسبعين فريضة
وأن صيام يوما في سبيل الله يباعد الله به عن النار سبعين خريفا
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم النار من وجهه سبعين خريفا * ( صحيح ) _
وأنه بالصيام يتحول الإنسان من تلك الصور البهائمية التي تقودها فيها شهوتها إلى تلك الصورة الملائكية إذ بالاستغناء عن الطعام والشهوة وإختيار الطاعة يتشابه الانسان باللك وربما يفضله
وعلمت أن دعوة الصائم لا ترد
[ ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد ، ودعوة الصائم ، ودعوة المسافر ] . ( صحيح ) .وعلمت أيضا أن الصيام معلق في رمضان بصدقة الفطر لايرتفع الى السماء ولا يقبل إلا بخروجها
وعلمت أن للذهاب إلى المسجد والتبكير وحضور الصف الأول والانصات في الصلاة أجر عظيم
بل ولكل خطوة يمشيها الإنسان إلى المسجد ترفع درجة وأو تحط خطيئة
وأن قيام رمضان مغفرة للذنوب
من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
وأن غض البصر وحفظ اللسان وكف الأذى من الواجبات التي على المسلم والتي يشدد عليها في رمضان
ووووووووووووووووووووووووووووو
والكثير الكثير الذي يعجز القلم عن سطره
وبدأ أول يوم رمضان
كنت ألاحظ همة عالية من الجميع
في العمل في المنزل في المسجد في كل مكان
ولكن بعد يومين اذهب إلى المسجد فلا أجد به إلال القليل فأقو لعل لهم عذر
واذ بي أجد أن الأمور تعود إلى نصابها الأل
وإذ بي أعود إلى حالتي الأولي
ونفسي تحدثني بأن لا أشدد نفسي ففي العشر الأواخر من الخير الكثيروتكفيك ليلة القدر
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان . ( صحيح ) _
ووجدت أ الأمور تتحول من سيء إلى أسوأ
وتساءلت ما يمنع أن أخرج أنا وأقراني لنروح عن أنفسنا فليس في ذلك شيء
وإذ بي أخرج إلى الشارع فأجد به مالا ترضاه عين ولا قلب في غير رمضان فما بالنا في رمضان
وها هي العشر الأولى تنقضي
ولم أختم بعد الختمة والأولى ولا حتى أصل لمنتصف القرآن
ونفسي تقل لا ما زال متسعا من الوقت
وبدأت العشر الثواني في البدء
وما بدأت حتى انتهت في سرعة عجيبة وكأنها ساعة من نهار
وهاهي العشر الأواخر قد أقبلت
سأعتكف سأتصدق سأتم القرآن
وبدأت النفس تدفعني من يوم لاخر
أنها الليالي الوترية
جلست على مائدة الطعام وأكلت وكان الطعام شهيا فأكثرت منه
وذهبت إلى المسجد لأصلى فإذ بي غير حاضر الذهن وكنت مشغول بهضم هذه الكميات الهائلة التي تناولتها
حتى ليلة السابع والعشرين مرت كغيرها من الليال
لقد مر الشهر ..........
وتمنيت لو أن غدا المتمم لأعوض ما فتني
وإذ بي أفق من ذكرياتي بالمصلون يهنون بعضهم بعضا بالعيد
لا
ما هذا
لقد انفرط الشهر
هل لي من عودة؟؟
كيف وقد انتهى الشهر
هل سأنتظر إلى العام القادم
هل سأعيش حتى أرى رمضان آخر
صدق رسول الله إذ قال: خاب وتعس من أدرك رمضان ولم يغفر له
خاب وتعس
خاب وتعس
فياليت شعري
أخي الحبيب
أختي الفاضلة
هاهو رمضان يقبل عليكم فاستقبلوه وأحسنوا استقباله
جزاك الله خيرا
الف شكر على الطرح القيم
وبارك الله فيكم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات