النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الأدلة العقلية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    678

    افتراضي الأدلة العقلية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته

    الأدلة العقلية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته
    د. أنس محمد الغنام


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:مما لا شك فيه أننا نعيش في عصر كثُر فيه التشكيك في الرسالات السماوية، وبخاصة رسالة الإسلام؛ لأنها خاتمة الرسالات، والتشكيك في الرسالات السماوية من قبل غير المؤمنين بوجود الله ما هو إلا نتيجة لإنكارهم لوجوده عز وجل، ولقد وقع البعض في التشكيك في الرسالات، ومنهم شباب يعيشون بيننا، ليس عندهم من العلم الشرعي ما يكفي لحماية عقولهم من أن تتلوث بلوثة الإلحاد، وأفكاره المصادمة للعقل والفطرة.ولأننا نعيش في مجتمعات إسلامية، فقد وجه الكثيرون سهام التشكيك إلى الإسلام، وأخذوا يثيرون حوله الشبهات، ويرمونه بالافتراءات والأكاذيب، حتى يصدوا المسلمين عنه، ويخرجوهم منه، وللأسف فقد صادف ذلك هوًى في قلوب كثير ممن أرادوا أن يتحللوا من قيود الشريعة وتكاليفها، لذلك اقنعوا أنفسهم زورًا أن الإسلام ليس دينًا سماويًّا، ولو أنهم أعملوا عقولهم، وأزالوا الغشاوة عن قلوبهم، وتفكَّروا في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وبحثوا في دلائلها بكل تجرُّد في طلب الحقيقة لأداهم هذا إلى اليقين الجازم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته، وأنه هو رسول الله حقًّا وخاتم أنبيائه صدقًا.والأدلة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة جدًّا، سواء كانت أدلة نقلية أو عقلية، وعلى رأس هذه الأدلة القرآن الكريم، كتابه الخالد وحجته الباقية، وكذلك معجزاته، لكن بما أننا نخاطب هنا من لا يصدق أصلًا بالأدلة النقلية من القرآن أو السنة، وكذلك المعجزات التي أتت عن طريق النقل، فإننا سوف نواجهه ببعض الأدلة العقلية التي هي من استنباط العقل، والتي استنبطها من خلال قراءته المتفحصة لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، وأحداث حياته، وبعض وقائع الوحي وملابساتها التي تُثبت بالدليل القاطع صدقَ النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته، وأنه ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].


    وأول هذه الدلائل:
    1- صدق النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته:

    إن صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته قبل البعثة أمرٌ مشهور، وقد بلغ من شهرته أنه لُقب بالصادق الأمين، وليس هذا باعتراف المسلمين أنفسهم، بل باعتراف كفار مكة، حتى إنه لما جمعهم لكي يبلغهم رسالة ربه، اعترفوا بأنهم ما جرَّبوا عليه كذبًا قط، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214].صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا، فجعل ينادي: «يا بني فهر، يا بني عدي» - لبطون قريش - حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: «أرأيتكم لو أخبرتُكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟» قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا؛ الحديث [1].وهذا أبو سفيان يعلن أمام هرقل قيصر الروم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سأله هرقل: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، ثم قال هرقل بعد ذلك في محاورته لأبي سفيان: وسألتك، هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فذكرت أنْ لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس، ويكذب على الله، والحديث رواه البخاري[2].بل كانوا يحكمونه عندما تنشب النزاعات بينهم، كما في قصة حكمه بينهم في وضع الحجر الأسود في مكانه من الكعبة، فعن قيس بن السائب أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ يَبْنِي الْكَعْبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ: وَلِي حَجَرٌ أَنَا نَحَتُّهُ بِيَدَيَّ أَعْبُدُهُ مِنْ دُونِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَأَجِيءُ بِاللَّبَنِ الْخَاثِرِ الَّذِي أَنْفَسُهُ عَلَى نَفْسِي، فَأَصُبُّهُ عَلَيْهِ، فَيَجِيءُ الْكَلْبُ فَيَلْحَسُهُ، ثُمَّ يَشْغَرُ فَيَبُولُ فَبَنَيْنَا حَتَّى بَلَغْنَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ، وَمَا يَرَى الْحَجَرَ أَحَدٌ، فَإِذَا هُوَ وَسْطَ حِجَارَتِنَا مِثْلَ رَأْسِ الرَّجُلِ يَكَادُ يَتَرَاءَى مِنْهُ، وَجْهُ الرَّجُلِ فَقَالَ: بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ نَحْنُ نَضَعُهُ، وَقَالَ: آخَرُونَ نَحْنُ نَضَعُهُ، فَقَالُوا: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ حَكَمًا، قَالُوا: أَوَّلَ رَجُلٍ يَطْلُعُ مِنَ الْفَجِّ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَتَاكُمُ الْأَمِينُ، فَقَالُوا لَهُ، " فَوَضَعَهُ فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ دَعَا بُطُونَهُمْ فَأَخَذُوا بِنَوَاحِيهِ مَعَهُ، فَوَضَعَهُ هُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "[3]، انظر إلى قولهم (أتاكم الأمين)، فهذا يدل على شهرته بالأمانة فيما بينهم، وما دعا السيدة خديجة رضي الله عنها لطلب الزواج منه إلا أمانته وهو يعمل في تجارتها[4]، فكيف بعد ذلك يدعي النبوة؟
    إن هذا أمر بعيد عن العقل والمنطق، إن العقل لا يمكن أن يتصور أن يظل إنسان كامل الصدق والأمانة أربعين سنة، ثم يتحول فجأة إلى إنسان يدعي دينًا جديدًا، هذا لا يصدق، لذلك كان من أكبر الدلائل على نبوته هو صدقه وأمانته وحُسن أخلاقه قبل بعثته صلى الله عليه وسلم.


    2- صبره على شدة الأذى التي لاقاها في سبيل دعوته:

    لو أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان غير صادق في دعوته - وحاشاه - فما الذي يجعله يتحمل كل هذه الآلام التي واجهها، والمشاق التي لاقاها؟ إنه من المعروف أن صاحب المبدأ هو الذي يتحمل الصعاب والعنت في سبيل مبدئه أيًّا كان، أما طالب الجاه والدنيا، فلا يستطيع أن يتحمل الألم والعذاب، ولو تحمَّله سنة فلن يتحمله أخرى؟
    أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد لاقى ما تنوء بحمله الجبال، فقد حوصر في شِعب أبي طالب ثلاث سنوات مع أصحابه حتى أكلوا أوراق الشجر[5]، وقد رُمي على ظهره وهو يصلي سلا الجزور، [وهي الفضلات المتبقية بعد ذبح الناقة من فرث ودم وجلد][6]، وقُذف بالحجارة لما ذهب للطائف يدعوهم إلى الإسلام[7]، وخنَقه عقبة بن أبي معيط بردائه حتى كاد أن يقتله[8]، وقد عُذب بعض أصحابه، ومنهم من قُتل، بل كان هو نفسه صلى الله عليه وسلم معرضًا للقتل، وذلك يوم الهجرة حين وقف الكفار بسيوفهم على بابه منتظرين خروجه، فهل يعقل أن يكون ذلك كله في سبيل جاه أو رياسة أو شهرة بين قومه؟ وما الذي يدعوه إلى مواصلة السير في هذا الطريق المؤلم وهو يعلم ضَعفه وضعف أصحابه، وأن من الممكن أن يُقتل في عشية أو ضحاها؟ ولو أنه بالفعل كان طالب دنيا لقبِل ما عرَضه عليه أهل مكة، فقد عرضوا عليه أن يكون أكثرهم مالًا فرفض، وعرضوا عليه أن يجعلوه ملكًا عليهم، فأبى[9].إن هذا الثبات المدهش لا يمكن أن يكون إلا عن مبدأ راسخ في عقله وضميره، لا يمكن أن يحيد عنه ولو لقِي فيه حتفه، وهذا ليس مسلك اللاهثين وراء حطام الدنيا ومتاعها الزائل، ولو بخداع الناس وتضليلهم.


    3- زهده صلى الله عليه وسلم في الدنيا:

    إن من يطالع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه كان أزهد الناس في الدنيا، وأبعدهم عن بهرجها الزائف، ومتاعها الفاني، فلقد كان ينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه[10]، وكان يبيت طاويًا من الجوع، حتى إنه لا يجد الدَّقَل، وهو أردأ التمر لكي يأكله[11]، وكان يربط على بطنه الحجر من الجوع[12]، وكان يمر عليه ثلاثة شهور ولا يوقد في بيته نار يطبخ عليه طعامًا، وكان يعيش في هذه الفترة على التمر والماء[13]، وما كان يشبع من خبز الشعير حتى مات[14]، وكان يفرِّق كل مال يأتي إليه، ولا يستبقي له في كثير من الأحيان شيئًا، حتى إنه فزع وتغير وجهُه؛ لأنه نسي أن يوزع سبعة دراهم كانت في بيته[15]، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير[16]، ولم يترك ميراثًا إلا بغلته التي كان يحارب عليها وسلاحه، وأرضًا تركها لابن السبيل صدقة[17].هذا كله غيض من فيض مِن زُهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا، فهل يعقل أن تكون هذه سيرة رجل يضلل الناس من أجل جاه ورياسة، إن العقل يقول باستحالة هذا، ولو أراد شخص ذلك، فإنما يكون ذلك منه قليل الوقوع، ونادر الحدوث، أما أن تكون حياته كلها من أولها لآخرها زهدًا منقطع النظير، وصبرًا على شظف العيش ليس له مثيل، فإن ذلك لا يكون إلا من رجل صادق اللسان، قوي الإيمان بما يعتقده ويدعو إليه، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    4- إعلانه بعالمية رسالته في وقت ضَعفه:
    من أول يوم بلغ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة ربِّه، أعلن أنه رسول للناس كافة، وأن الله عز وجل أرسله رحمة للعالمين، وهنا نتساءل: هل يمكن لرجل أضعف ما يكون وسط قومه يلاقي العذاب منهم، وأصحابه ضعاف لا يستطيعون دفع الضر عن أنفسهم؟ هل يمكن أن يأتي في مُخيلته أو يسبح في خياله أن يقول بذلك، لو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن صادقًا في دعوته، لكان من المنطق أن يحصر دعوته في قومه، أو على الأقل في شبه جزيرة العرب؟ هذا هو ما يستطيع أن يطمح إليه من يفكر في ذلك، وهذا هو ما يستطيع تحقيقه حسب الإمكانات المادية التي بين يديه، أما أنه يقول بكل ثقة نفس واطمئنان قلب أنه رسول للعالمين، وهو في أشد حالات الاستضعاف، ثم بالفعل بعد ذلك يدعو من حوله بالدخول في دينه مثل هرقل قيصر الروم، وكسرى ملك الفرس وغيرهما، ثم بعد مماته يصل دينه إلى هذه البلاد، ثم ينتشر هذا الدين حتى لا تجد بلدًا من بلاد العالم إلا وفيها مسلمون، إن هذا كله لا يكون إلا من نبي صادق مطمئن تمام الاطمئنان بصدق دعوته، وبنصر الله عز وجل لهذه الدعوة، وتمكينها في الأرض.



    5- أميَّته صلى الله عليه وسلم:
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أُميًّا لا يقرأ ولا يكتب، والأدلة على أُميَّته كثير جدًّا، والمقام لا يتسع لذكرها، ويكفي في بيان أُميته ما حدث في صلح الحديبية عندما أراد المشركون من علي بن أبي طالب أن يمسح من كتاب الصلح (محمد رسول الله)، ويكتب بدلًا منها (محمد بن عبدالله)، فوافقهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، لكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه رفَض أن يفعل ذلك مستعظمًا أن يمسح وصف النبي بالرسالة، فقال له النبي: (أرني مكانها)، فأشار علي على مكانها، فمسحها النبي صلى الله عليه وسلم[18]، فلو كان النبي يقرأ لما قال لعلي: أرني مكانها.ومع هذه الأمية نجد أنه صلى الله عليه وسلم قد أتى بدين شامل كامل لكل نواحي الحياة، دين فيه كل ما يحتاجه الإنسان لأمر دنياه وأخراه، وإن من يتأمل كتاب هذا الدين وهو القرآن يصيبه العجب، ويملؤه الدهش، ونظرة فاحصة متأملة للنظام التشريعي فقط، كفيلة بأن تجعل العقل يذعن أنه من المستحيل أن يكون هذا النظام المتكامل إلاَّ من دينٍ حقيقي، فالنظام التشريعي يشمل الإنسان منذ أن يكون جنينًا في بطن أمه، إلى أن يكون جثة في قبره. ونظرة واحدة فقط إلى أي فهرس لكتاب فقهي يتضح لك هذا، فهناك أحكام للصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، البيع والشراء، الزواج، الطلاق، الربا، الشفعة، الرهن، الإجارة، الوكالة، المزارعة، المساقاة، والأطعمة والأشربة، واللباس، إلى غير ذلك من كل نشاطات الإنسان في حياته، حتى موته تجد هناك أحكامًا متعلقة به، فهناك أحكام لغسله، ودفنه والصلاة عليه، وتوزيع تركته.فإلى كل عقل منصف، قد تجرد للبحث عن الحقيقة، هل يمكن أن يأتي بذلك كله إلا رسول من رب العالمين؟
    قد يقول المتشكك: إنه قد استنبطه من الكتب السابقة، والجواب عليه:أ*- أنه كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، فكيف يستنبطه إذًا من الكتب السابقة.ب*- أن هذه الكتب كانت غير مترجمة للغة العربية حتى يقرأها.ت*- أن هناك اختلافات كبيرة جدًّا في النظام التشريعي بين الإسلام والأديان السابقة، وليس في التشريع فقط، بل العقائد والعبادات؛ حيث حرف أصحاب الأديان السابقة كثيرًا من عقائدهم، فأتى الإسلام؛ لكي يصحح هذه العقائد، ويردها إلى طريقها الصحيح.


    6- أذكاره وتبتُّله وعبادته لربه:
    هناك تشريعات وعقائد واضحة بيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم، أما أن يجعل لكل فعل من أفعال الإنسان، وكل نشاط من نشاطاته ذكرًا أو دعاءً، فهذا لا يكون إلا من نبي مهمته في الحياة أن يصل الناس بربِّهم، وأن يجعلهم لاهجين بذكره، والثناء عليه في كل وقت وحين.إن منظومة الأذكار في الإسلام تدعو إلى التعجب من شمولها واتساعها، حتى إنك لن تجد فعلًا إلا وله ذكر، فللصلاة أذكار، وكذلك الصوم، والحج، وعند إعطاء الزكاة وعند أخذها، وعند النوم والاستيقاظ منه، وعند الأكل والفراغ منه، وللصباح أذكار، وكذلك للمساء، وعند الخروج من البيت، وعند الدخول، وعند الخروج من المسجد، وعند الدخول، وعند دخول الخلاء، وعند الخروج منه، وعند السفر وعند الرجوع منه، وعند ارتداء الملابس وعند خلعها، حتى أخص خصوصيات الإنسان وهو الجماع له أيضًا ذكر، وغير ذلك كثير جدًّا، وإذا أردت مراجعة ذلك، فعليك بكتب الأذكار.فإلى كل عقل منصف: إن هذه الأذكار دليلٌ على أنه نبي يتبتل في لربه عابدًا له ذاكرًا إياه، ويريد من الناس ألا ينسوا خالقهم الذي وهب لهم الحياة، وأن يظلوا ذاكرين له شاكرين لنِعمه.أما عبادته صلى الله عليه وسلم، فهي من أكبر الأدلة على صدقه، فما الداعي إلى كثرة الصيام، حتى إنه كان يواصل الصوم في الليل، حتى همَّ أصحابه أن يفعلوا مثله، فنهاهم عن ذلك[19]، وهذا دليلٌ لا شك فيه على أنه نبي يجد أُنسه ولذَّته في عبادته والتضرع إليه، بل بلغ من شدة محافظته على قيام الليل أنه كان يصلي الساعات الطوال، حتى إنه كان يقرأ أطول السور في قيامه، حتى إن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه صلى معه ذات يوم قيام الليل، فهَمَّ أن يجلس لعدم استطاعته مواصلة الوقوف الطويل معه في الصلاة[20]، أما الصوم فقد كان يواصله ويقول: إني أبِيت يطعمني ربي ويسقيني [21].فبالله عليكم يا أصحاب العقول الواعية، أليست هذه عبادة نبي صادق في دعوته، محب لربه، راج لرحمته وغفرانه.7- التكاليف في الإسلام:النفس البشرية بطبعها لا تحب تكاليف تُقلق راحتها، وتقف ضد شهواتها، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ببعض التشريعات التي قد تستصعبها بعض النفوس؛ لأن الغرض هو تطهير هذه النفوس وتزكيتها، ووصلها بربها، واختبارها عن طريق هذه التكاليف. ففرض عليهم الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة، ولو جاء أحد من الأدعياء، فقد كان يكفيه أن يجعل الصلاة فرضًا واحدًا، أو يجعل الصلاة في صورة دعاء وابتهال بلا ركوع أو سجود، وبلا وضوءٍ، كما عند كثير من طوائف النصارى، أما أن يفرض عليهم خمس صلوات، وخاصة صلاة الفجر بما فيها من مشقة الاستيقاظ من النوم، ومغالبة سلطانه، ويفرض عليهم الوضوء بما فيه من مشقة، وخاصة أيام الشتاء، ويوجب عليهم حضور الجمعة والجماعات، فهذا ليس مسلك من يريد إرضاء الناس وإراحتهم، حتى يتبعوه وكذلك الصوم عبادة شاقة على النفس، وقِسْ على ذلك الزكاة والحج، وتحريم الخمر والزنا والربا، والعقوبات مثل الجلد والرجم للزاني، وقطع اليد للسارق، وغير ذلك.

    8- حب أصحابه له صلى الله عليه وسلم:
    لن تجد في تاريخ البشرية أناسًا أحبوا رجلًا حبًّا استولى على قلوبهم، وملك عليهم نفوسَهم، مثل حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له، وقد شهد بذلك عروة بن مسعود وقد كان من زعماء المشركين يوم صلح الحديبية، فعنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قَالَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ ... وفيه: فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَيْ قَوْمِ وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ ، وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا، وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ[22].فقد كان الواحد منهم يحبه أكثر من نفسه وأهله وماله، فأبو بكر يدافع عنه لما خنقه عقبة بن أبي معيط غير مبال بما يلحقه من أذى المشركين[23].وتبرع بكل ماله حبًّا له ونصرةً لدينه، فيُسأَل ماذا تركت لأولادك؟ فيقول: تركت لهم الله ورسوله[24]، وقد كان الواحد منهم يبكي لفراقه رسول الله صلى الله عليه وسلم كمعاذ بن جبل لما بعثه النبي لليمن[25]، وأحدهم يكون في بيته فلا يطيق صبرًا بالبعد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيأتي إليه لكي يجالسه وينظر إليه، فعن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرَفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعتَ مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت ألا أراك؟ فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا حتى نزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69][26].وهذا خبيب بن عدي رضي الله عنه قبل أن يقتله كفارُ مكة يقولون له: أيَسرُّك أن يكون محمد مكانك، فيقتل بدلًا منك، وأنك سالم في بيتك، قال: ما يسرني أن يشاك محمد بشوكة وأنا سالم في بيتي[27]، وقد فدوه بأنفسهم يوم أُحد، وأحاط بعض أصحابه به؛ لكي يحموه من سهام المشركين حتى أُصيب كثير منهم، ونجا رسول الله، ومن هؤلاء أبو طلحة رضي الله عنه، فعندما كان يشرف النبي صلى الله عليه وسلم من وراء ظهره لينظر إلى القوم؛ يقول له أبو طلحة: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحْرك[28]، وغير ذلك كثير جدًّا من مواقف محبتهم له صلى الله عليه وسلم.إنهم ما فعلوا ذلك إلا ليقينهم بصدقه وصدق دعوته، ما فعلوا ذلك إلا لما رأوه من دلائل نبوته، وصدقه في دعوته، وحسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم.

    9- حادثة الإفك:
    إن حادثة الإفك من أكبر الأدلة على نبوته صلى الله عليه وسلم، ففي هذه الحادثة رمى المنافقون وعلى رأسهم ابن سلول السيدةَ عائشة رضى الله عنها، وكان وقْع هذه التهمة على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم شديدًا، حتى ظلَّ شهرًا كاملًا لا يدري ماذا يصنع، المنافقون يلغون في عرضه، وهو ليس عنده دليل قاطع على براءتها، لذلك أخذ يشاور بعض أصحابه؛ كأسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب، وظل على هذا حتى أنزل الله براءتها من فوق سبع سماوات.

    10-آيات من القرآن الكريم تدل على أنه كتاب ليس من عند البشر:

    هناك آيات فيها عتاب للنبي صلى الله عليه وسلم، مثل قوله تعالى في معاتبته على إذنه للمنافقين بالتخلف عنه في غزوة تبوك: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [التوبة: 43]، ومعاتبته في قبول الفداء من أسرى بدر: ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 67، 68]، إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على أنه منزل من عند الله، وليس من عند البشر.هذه الأدلة هي غيض من فيض من دلائل نبوته، وصدقه في دعوته، وفيها مقْنَع لكل من كان عنده عقل يبحث عن الحقيقة، وقلب سليم يطمح للوصول إليها، والحمد لله رب العالمين.





    [1]
    البخاري (4770).
    [2] البخاري (7).
    [3] مسند أحمد (15504)، وقال محققو المسند: إسناده صحيح.
    [4] السيرة النبوية لابن هشام 1 /188.
    [5] السيرة النبوية لابن هشام 1 /350.
    [6] رواه البخاري (520).
    [7] رواه مسلم (1795).
    [8] الحديث رواه البخاري (3678).
    [9] السيرة النبوية لابن هشام 1 /294.
    [10] رواه البخاري (4913).
    [11] مسلم (2977).
    [12] مسند أحمد (14211)، وقال محققو المسند: إسناده صحيح.
    [13] البخاري (2567).
    [14] البخاري (5414).
    [15] رواه أحمد (26514)، وقال محققو المسند: إسناده صحيح.
    [16] البخاري (2916).
    [17] البخاري (2739).
    [18] الحديث رواه مسلم (1783).
    [19] الحديث رواه البخاري (6851).
    [20] الحديث رواه مسلم (773).
    [21] الحديث رواه البخاري (1963).
    [22] الحديث رواه البخاري (2732).
    [23] الحديث رواه البخاري (3678).
    [24] الحديث رواه الترمذي (3675)، وقال: حديث حسن صحيح.
    [25] الحديث رواه أحمد (22052)، وقال محققو المسند: إسناده صحيح.
    [26] سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (2933).
    [27] رواه الهيثمي في مجمع الزوائد (10338)، وقال: رواه الطبراني، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وفيه ضَعف.
    [28] رواه البخاري (3811).


  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    678

    افتراضي رد: الأدلة العقلية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته

    *عشرين دليل عقلى على صدق رسول الإسلام





    إن الأدلة على صحة دين الإسلام ، وصدق نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة لا تكاد تنحصر ؛ وهذه الأدلة كافية لإقناع كل منصف عاقل باحث عن الحق بتجرد وإخلاص ،
    ولكن هذه الأدلة ليست مقنعة لكل متكبر عن الحق ولكل من يرى الإسلام بنظارة سوداء وكما قالوا قديماً الباحث عن الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل ! وليس لنا عليه سبيل !
    وعليه فنحن اليوم نقدم لكل من يبحث عن الحق بصدق أكثر من دليل منطقى ( عقلى وليس نقلى ) عن إثبات النبوة وصدق الإسلام ووجود الله أيضاً نعم فإن إثبات صحة النبوة للرسول = صحة الإسلام = صحة وجود الله :
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــ
    الدليل الأول :
    لو كان كاذباً حتماً سينكشف أمره ولكنه كان صادقاً وأن سيرته العطرة وأخلاقه وصدقه قبل وبعد النبوة دليل على صدق نبوته قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى بأن ” النبوة لا ينالها إلا أصدق الصادقين ولا يدعيها إلا أكذب الكاذبين ولا يخفى ذلك إلا على أجهل الجاهلين ! “
    وهذا من أقوى ادلة النبوة !
    الان إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يبعث نبياً للناس فمن سيختار ؟
    طبعا سيختار أفضل إنسان على سطح الأرض في الصدق والأمانة والإخلاص والأخلاق
    وفي المقابل من الذي يدعي النبوة ؟
    الذي يدعي النبوة هو أكذب أهل الأرض على الإطلاق لأنه تجاوز الكذب على الناس إلى مرحلة الكذب على الله تعالى وهذا أعظم الكذب على الإطلاق
    إذن نحن الان لدينا نبيٌ حقيقي وهو أصدق أهل الأرض
    ولدينا شخص دجال مُدعٍ للنبوة وهو أكذب أهل الأرض
    بالله عليكم الا يستطيع الإنسان العاقل ان يُفرِّق بين أكذب الكاذبين وبين أصدق الصادقين ؟
    الإنسان الصادق يُعرف من كلامه وتعامله وأخلاقه وتعابير وجهه ونوعية أصحابه وصدق ما يُحدث به ….
    وكذلك الكذاب يعرف الناس كذبه من كلامه وتعامله وأخلاقه وتعابير وجهه ونوعية أصحابه والأكاذيب التي عُرِفَ بها …
    هذا في الإنسان الصادق والكاذب ….. فما بالكم إذاً بأصدق الصادقين على الأرض وهو النبي وأكذب الكاذبين وهو مُدعي النبوة ؟
    الا يستطيع العقلاء التفريق بينهما بسهولة ؟
    ونحن ندعوا كل منصف وباحث عن الحق أن يقرأ فى ما صح من سيرته وأخلاقه ( فالسيرة بها أحاديث لاتصح ضعيفه كثيرة وأحاديث مبتورة ) ويحكم عقله بإنصاف
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
    الدليل الثانى :
    ولو كان كاذباً لماذا يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من أتباعه أشياء صعبة على النفس البشرية مثل الصيام والإستيقاظ يوميا لصلاة الفجر والحج إلى مكان حار في وسط الصحراء ؟؟
    …..لو كان صلى الله عليه وسلم مُدعياً للنبوة لطلب أشياء سهلة حتى لا يخسر أتباعه …. فبدلاً من أن يطلب منهم الحج إلى مكان حار بعيد مثل مكة كان بإمكانه أن يجعلهم يحجون إلى مكان بارد مثل جنوب الجزيرة العربية أو لقال لهم حُجوا إلى بلاد الشام بعد أن تفتحوها ….
    وكذلك الصلاة …. كان بإمكانه أن يجعلها صلاة واحدة في الإسبوع مثلا حتى يكسِب رضا الناس ….
    فطلبه صلى الله عليه وسلم هذه الأمور من أمته رغم أن فيها مشقة على النفس البشرية دليل واضح على أنها من عند الله سبحانه وتعالى وليست من عند بشر ……
    واستمرار الناس على أداء هذه الشعائر رغم مشقتها طوال 1400 سنة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم هو دليل آخر على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بأن حفظ الله تعالى دينه من التحريف وبقي الناس يسيرون على سنة محمد صلى الله عليه وسلم طوال هذه القرون الطويلة بدون أي تغيير أو تبديل …
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــ
    الدليل الثالث :
    لو كان كاذباً لماذا يعادى الدنيا كلها ولم ينافق ولم يداهن ولم يتنازل عن مبادئه أبداً بل ثابت عليها فى ظل كل الظروف فبدأ بدعوة العرب بترك عبادة الأصنام وعندما عرضوا عليه الملك والمال والنساء رفض ! وعندما عرض عليه العرب عباده ربه سنه وعبادته هو الاصنام سنه رفض ! ووو
    وبدأ بدعوة الملوك كسرى وقيصر رغم ان من عادات الملوك الرفض حرصاً على ملكهم وهذا شئ مستفز بالنسبه لهم والرسول كان مستضعفاً ولكنه كان لايخشى فى الحق أبداً وواثقاُ بتأيد الله له وبنصره
    ولم يتحالف جماعه ضد جماعه ولم يخون من خانه وووو كل هذا يدل أنه رسول
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ
    الدليل الرابع :
    لو كان كاذباً لماذا يُلزم نفسه بأمور صعبة هو في غنىً عنها ؟
    يقوم الليل حتى تتورم قدماه يصل الصيام لثلاث إيام متواصلة يكون فى مقدمه الجيش فى الحرب وووو
    لماذا لايخالف أقواله أفعاله ؟
    لماذا لا يكون فى السر غير العلن ؟
    فلماذا يُجبر النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على هذه المشقة العظيمة لو لم يكن نبيا يوحى إليه من الله سبحانه وتعالى ؟
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
    الدليل الخامس :
    لو كان كاذباً لماذا يؤيده الرب ويحميه من الأعداء الكثر الأقوياء فعدم تمكن أعداءه من قتله رغم كثرة عددهم وقوتهم وتمكنهم من مقاليد الحكم والسلطة…. فقد أمضى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة 13 عاما وحيدا ضعيفا فقيرا ليس له من يحميه سوى الحماية المعنوية من عمه الشيخ المُسِن ابوطالب الذي لن يستطيع منع العرب من قتله لو أرادوا ذلك ….
    ورغم أن النبي صلى الله عليه وسلم سفُّه دينهم وأهان ألهتهم وأصنامهم ووصف المشركين بأنهم كالأنعام بل هم أضل وبأنهم صم بكم عمي لا يعقلون …… ومع كل هذا الإستعداء الرهيب لهم وإغضابه لهم لم يتمكنوا منه وهو الرجل الذي يمشي وحده وينام وحده دون حراسة ….
    وكذلك في المدينة كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في وسط الناس بدون حراسة وينام لوحده مع أهله ومع ذلك لم يتمكنوا من الوصول إليه ……
    ورغم أن التاريخ القديم والحديث شهد إغتيالات لحُكام وملوك يسكنون في قصور مُحصنة غاية التحصين والحُراس يملئون تلك الحصون ومع ذلك تم اغتيالهم ……..
    ومع ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى بما هو اشد إثارة للحقد والغضب عندما قام بتسفيه كل الديانات التي على سطح الأرض …. وقام باستعداء كل الأمم عربهم وعجمهم …. واليهود والنصارى والمجوس وغيرهم ……
    فكل تلك الأمم كانت تريد قتله ومع ذلك لم يتمكنوا منه وهو الرجل الذي يمشي وسط الناس ويعيش عيشة البسطاء بدون تكلف ولا حراسة …..
    أليست هذه من اعظم آيات النبوة التي تُبين حفظ الله تعالى لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وكيف صرف أعداءه عنه ؟
    تنبهوا لهذا جيدا …. الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم يُمثِّل نهاية كل الإمبراطوريات والدول التي كانت موجودة في ذلك الوقت ……
    فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يُمثِّل تهديدا وجوديًا لكل مُخالف له …. وكان صلى الله عليه وسلم يُعلن هذا في كل وقت بأن الإسلام سينتصر على باقي الأديان وسيُزيل الله تعالى به دول الروم والفرس واليهود والنصارى ومشركي العرب …..
    ومع كل هذا التهديد المتكرر من النبي صلى الله عليه وسلم … ومع أنه كان في متناول أيديهم …. فإنهم لم يستطيعوا أن ينالوا منه صلى الله عليه وسلم ……
    وأولئك الملوك الذين تم اغتيالهم في قصورهم المحصُّنة لم يأتوا ولا بعشرة بالمئة من التهديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم …….. ومع ذلك لم يصلوا إليه وهو الذي يعيش عيشة البسطاء …
    قال سهيل بن عمرو رضي الله تعالى عنه : ” لو لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله لكان كالكِسرة في يد أي فتى من فتيان قريش ”
    وذلك لأنه كان وحيدا فقيرا ضعيفا ومع ذلك قهر كل خصومه بشكل لم يشهد له التاريخ مثيلا إلى يومنا هذا وانتشر دينه في كل انحاء الدنيا وخضعت له الأمم في زمن لا يكاد يُذكر
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
    الدليل السادس :
    فلو كاذباً لماذا يتحدى فحول العرب فى الفصاحة إن يأتوا بمثل هذا القرآن ؟!
    فمن عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان مشركو العرب في غاية العداوة له وفي غاية الحرص على إبطال دعوته وإلى وقتنا الحاضر لم يستطع أحد معارضة القرآن ولو بمقدار أقصر سورة من مثله رغم توافر الدواعي ولقد كان فصحاء العرب وبلغاؤهم كثيرين ومشهورين بغاية العصبية والحمية الجاهلية، وبتهالكهم على المباراة والمباهاة والدفاع عن الأحساب فكيف يتصور أن يتركوا الأمر الأسهل الذي هو الإتيان بمقدار أقصر سورة من القرآن، ويختاروا الأشد الأصعب الذي هو القتال وبذل الأرواح والأموال، والرسول صلى الله عليه وسلم يقرعهم ويتحداهم بمثل قوله تعالى في سورة البقرة آية 23-24: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 23 - 24] ولو كان العرب يظنون أن محمدا صلى الله عليه وسلم استعان بغيره في تأليف القرآن الكريم لأمكنهم أيضا من أجل المعارضة والتحدي أن يستعينوا بغيرهم" فدل العجز منهم على صدق نبوته
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
    الدليل السابع :
    لو كان كاذباً لظهر فى كلامه الكثير التناقض – النسيان – التغير فى الإسلوب – الإختلاف بصفه عامة
    وخلو القرآن من التناقض والإختلاف مع أنه كتاب كبير مشتمل على أنواع كثيرة من العلوم، فلو كان هذا القرآن من عند غير الله لوقع فيه أنواع من الكلمات المتناقضة؛ لأن الكتاب الكبير لا ينفك عن ذلك، ولما لم يوجد فيه أدنى اختلاف علمنا علما يقينيا أنه من عند الله كما قال تعالى في سورة النساء آية 82: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] وكذلك الأحاديث النبوية والقدسيه ليس فيها إختلاف ولا تناقض وهذا يدل على صدق نبوته
    وصدق الإسلام الذى هو الدين الوحيد الذي دعا للتوحيد وهو الدين الوحيد الذى أعطى تفسيرات مقنعة للحياة وسبب الوجود وهو الدين الوحيد كذلك الذي وضع منهج قويم للسير عليه فى هده الحياة وفى كافة المجالات ولا يوجد اى دين أو فكر وضع منهجا بهذه الدقة لاستقامة حياة الانسان فى كل مكان وزمان
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
    الدليل الثامن :
    فلو كان كاذباً سيكون هدفه الدنيا فى المقدمة ولكنه فى البدايه رفض عرض قريش عليه من ملك واموال ونساء ومات ودرعه مرهون عن يهودياً !
    ولكنه كان هدفه أسمى من ذلك وأَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تحمل فِي أَدَاء الرسَالَة أَنْوَاع المتاعب والمشاق فَلم يُغَيِّرهُ ذَلِك عَن الْمنْهَج الأول وَلم يطْمع فِي مَال أحد وَلَا فِي جاهه بل صَبر على تِلْكَ المشاق والمتاعب وَلم يظْهر فِي عزمه فتور وَلَا فِي اصطباره قُصُور ثمَّ أَنه لما قهر الْأَعْدَاء وقويت شوكته ونفذت أوامره فِي الْأَمْوَال والارواح لم يتَغَيَّر عَن منهجه الأول فِي الزّهْد فِي الدُّنْيَا والاقبال على الْآخِرَة وكل من أنصف علم أَن المزور وحاشاه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ذكر ذَلِك لَا يكون كَذَلِك فان المزور إِنَّمَا يروج الْكَذِب وَالْبَاطِل على الْحق لكَي يتَمَكَّن من الدُّنْيَا فاذا وجدهَا لم يملك نَفسه عَن الِانْتِفَاع بهَا لكيلا يكون ساعيا فِي تَضْييع مَطْلُوبه بل تَضْييع مَطْلُوبه بل تَضْييع دُنْيَاهُ وآخرته وَذَلِكَ مَا لَا يَفْعَله أحد من الْعُقَلَاء
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــ
    الدليل التاسع :
    إخبار الرسول إن كتب اليهود والنصارى تم تحريفها وهذا ما يؤكده علمائهم من إعترافهم ان النسخ الأصلية من المخطوطات ضاعت وان النسخ الباقية تعمد النساخ فيها بالخطأ ! وتأملوا قول رسول الإسلام (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) وإنما قال ذلك: لأنه علم أنهم حرفوا بعض كتبهم لا كلها فمنع من تصديقهم خشية أن يكون ما قالوه مما حرفوه ومن تكذيبهم خشية أن يكون مما لم يحرفوه. فالأول في غاية الحزم والثاني: فى غاية العدل، ولو لم يكن نبيا مأمورا فيهم بذلك كما في القرآن الكريم ( وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (4) لأغرى الناس بتكذيب كل ما عندهم وكان ذلك أتم لناموسه وأغض من رءوس أعدائه، لأنا علمنا بالاستقراء من ملوك الدنيا أجمعين أن أحدا منهم لم يترك من آثار من قبله من الملوك ولا الأنبياء ما يحذر منه على ملكه إلا عجزا وهذا الإنصاف والعدل مع مخالفيه يدل على صدق نبوته
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
    الدليل العاشر :
    كما سبق وقلنا أن مدعى النبوة إما أن يكون أصدق الناس وإما أن يكون أكذب الناس وحقيقته حتماً سيعلمها كل الناس فإنه لو كان كذاب سينكشف أمره لا محال فكيف لكاذب ومنافق إن يمثل ويكذب على كل الناس وكيف له أن يستمر فى خداعه وكيف له أن يكذب ويمثل حتى على أقرب الناس له مثلاً زوجاته على كثرتهن ورغم بعض المشاكل التى حصلت كبيوت البشر جميعاً مثلاً توقف فى أمر زوجته عائشه فى حادثة الإفك وطلق زوجته حفصه وعرض على كل زوجاته الطلاق كل هذا وأكثر لم نرى واحدة منهن تكشف كذبه أو تقول عنه كلمه سئيه فى حقه سواء فى حياته أو بعد مماته بالعكس كانوا ينقلون أخبار عبادته وصدقه وذهده فهذا يدل على نبوته صلى الله عليه وسلم

  3. #3
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    678

    افتراضي رد: الأدلة العقلية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته

    الدليل الحادى عشر :
    ولو كان كاذباً لماذا لا نراه يتكلم عن ما يراه ويسمعه حوله من الإرث الجاهلي الضخم من الأشعار والحروب والقصص التي لا تحصى في الجاهلية …
    لم يذكر القرآن شيئا منها !!
    أين حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه في القرآن ؟
    لماذا لم يذكر شيئا عن مكان ولادته ولا عن طفولته ولا عن مراهقته ولا عن شبابه ولا عن ما حدث له في الأربعين سنة التي سبقت نزول الوحي !
    هل هذا شيء طبيعي ؟
    إذا كان القرآن الكريم من صنع محمد صلى الله عليه وسلم فلماذا لم يذكر فيه أعز أصحابه من أمثال أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ولو مرة واحدة بالإسم ؟
    ابوبكر الصديق هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم من قبل الإسلام
    ومع ذلك لم يذكره بالإسم في القرآن ولا مرة واحدة !!
    أين ذكر السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها التي وقفت معه في أشد الأوقات صعوبة وتحملت في سبيل ذلك الأذى والحصار والجوع ؟
    لماذا لم يذكرها ولا مرة واحدة لو كان هو مؤلف القرآن ؟!
    أين ذكر بناته رضي الله تعالى عنهن ؟
    لماذا لم يذكر أيا منهن أبدا ؟
    أين ذكر والدته صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب ؟
    لم يُشر لها بأي إشارة !
    بل العجيب أن هناك سورة كاملة بإسم مريم عليها السلام والدة عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام !!
    عجيب فعلا أن تجد كتابا يقول المشككون أنه من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا تجد فيه سورة آمنة أو سورة خديجة أو سورة عائشة أو سورة فاطمة
    ولكن تجد سورة مريم !
    لو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القرآن الكريم …. أليس من المنطقي أن يقوم بتجاهل ذكر أقرب الأنبياء زمنيا إليه – عيسى عليه الصلاة والسلام – حتى ينساه الناس ؟
    عيسى عليه السلام ذُكر في القرآن 25 مرة
    ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يُذكر سوى خمس مرات !! … اربع مرات محمد ومرة واحدة أحمد
    يقوالدكتور غاري ميلر مؤلف كتاب ” القرآن المذهل ” :
    ” عندما قرأت القرآن لأول مرة كنت أتوقع أن أجد كلاما عن الصحراء وعن العادات والتقاليد المحلية في تلك البيئة الصحراوية البسيطة … كنت أتوقع أن أقرأ عن بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده…… لكنه لم أجد شيئا من ذلك ……
    بل الذي جعلني في حيرة من أمري أني وجدت أن هناك سورة كاملة في القرآن تُسمى سورة مريم وفيها تكريم لمريم عليها السلام لا يوجد له مثيل في كتب النصارى ولا في أناجيلهم !!
    وفي نفس الوقت لم أجد سورة عائشة أو سورة فاطمة !
    وكذلك وجدت أن عيسى عليه السلام ذُكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزادت حيرتي !! “
    إنتهى كلام ميلر
    ونُضيف أيضا أن موسى عليه الصلاة والسلام يُذكر في القرآن أكثر من 130 مرة !!
    بالله عليكم أيها المتشككون ما شأن رجل يعيش في صحراء مكة بموسى المصري الذي عاش قبله بألفي عام ليذكره 130 مرة ؟!
    كان يكفي محمدا عليه الصلاة والسلام أن يذكرموسى مرة أو مرتين ثم يترك باقي القرآن للحديث عن نفسه وأهله وأصحابه وتاريخ مكة وتراثها وعن شعراء الجاهلية العباقرة ومُعلقاتهم من أمثال إمروء القيس وعنترة
    تلك الأشعار كانت مُعظمة عند أهل الجاهلية حتى أطلقوا عليها اسم المُعلقات لتعلق قلوب أهل الجاهلية بها
    مع ذلك لم يُشر لها القرآن الكريم بأي إشارة !
    طبيعة النفس البشرية هي أن تتحدث عن ما تراه وتسمعه
    ولكن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مُخالف لما رآه وسمعه !
    وهذا دليل على أن القرآن الكريم هو من عند الله سبحانه وتعالى وليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم …
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
    الدليل الثانى عشر :
    فلو كان كاذباً لما يتعب نفسه ويتكلم بأكثر من أسلوب غاية فى الفصاحة وغاية فى البلاغة ومعلوم أن لكل إنسان أسلوب مميز في الكلام والكتابة
    يعني لو أنك تقرأ لكاتب مُعين بشكل مُستمر فسوف تميز إسلوب كتابته لو وقعت عيناك على كلامه بدون ان تعرف أنه هو الكاتب
    الان النبي صلى الله عليه وسلم جاءنا بشيء فريد وهو إستخدامه لثلاثة أساليب كلامية وكل أسلوب له طابع يتميز أدبيا وبلاغيا عن الإسلوب الآخر !
    1- القرآن
    2- الحديث القدسي
    3- الحديث النبوي
    هل يوجد إنسان يستطيع صياغة كلامه بثلاثة أساليب أدبية وكل أسلوب يتميز عن الآخر ؟
    العجيب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يُعرف بالشعر ولا بالبلاغة ولا بالخطابة !
    الان هل يوجد شخص أميّ لم يُعرف طوال حياته بالشعر ولا بالخطابة ولا بالبلاغة أن يأتي فجأة بثلاثة أساليب كلامية بلاغية تتميز عن بعضها البعض ؟!
    والأعجب ان فطاحلة اللسان العربي في عصره صلى الله عليه وسلم لم يستطيعوا أن يأتوا بشيء مشابه ولا قريب مما أتى به عليه الصلاة والسلام !
    هذا دليل على أن ما أتى به صلى الله عليه وسلم ليس من عنده بل من عند الله سبحانه وتعالى
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــ
    الدليل الثالث عشر :
    فلو كان كاذباً فلما يعرض نفسه للحرج تهدم رسالته من البداية ؟ ولما يأتى بأشياء فيها نوع من التحدى بل وأشياء فيها نوع يسهل تكذيبها ؟! نعم والأدلة على ذلك كثير ومنها : قوله تعالى عن اليهود في سورة البقرة آية 94-95: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } [البقرة: 94 - 95] ولا شك أن اليهود كانوا من أشد أعدائه صلى الله عليه وسلم، ومن أحرص الناس على تكذيبه، ومع ذلك لم يبادر أحد منهم إلى تكذيبه بأن يقول: إنه يتمنى الموت.
    ومنها : قال الله تعالى :{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ }المائدة82
    لقد كان في يد اليهود فرصة ذهبية لتشكيك المسلمين في دينهم ولا تزال الفرصة قائمة وذلك عن طريق إثبات خطأ الآية السابقة التي تُخبرنا بشدة عداوة اليهود للمسلمين ….. فكل ما على اليهود أن يفعلوه هو أن يُحسنوا للمسلمين وأن يتعاملوا معهم بأفضل أنواع المعاملة وأن يتوقفوا عن تدبير المؤامرات والحروب ضدهم ….
    ولكن ذلك لم يحدث خلال 1400 سنة !!
    سبحان الله العظيم
    كيف علِم محمد صلى الله عليه وسلم ذلك ؟
    هذا الأمر لا يمكن أن يُعلم إلا عن طريق الوحي فقط ….
    ومنها : سورة المسد يقول الدكتور ملير: “هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرهًا شديدًا لدرجة انه كان يتبع محمد – صلى الله عليه وسلم – أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول – صلى الله عليه وسلم -، إذا رأى الرسول يتكلم لناس غرباء فانه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود ولو قال لكم ليل فهو نهار، المقصد انه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – ويشكك الناس فيه، قبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القران اسمها سورة المسد، هذه السورة تقرر أن أبو لهب سوف يذهب إلى النار، أي بمعنى آخر أن أبو لهب لن يدخل الإسلام، خلال عشر سنوات كل ما كان على أبو لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول: “محمد يقول أني لن أسلم و سوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلما!!، الآن ما رأيكم؟ هل محمد صادق فيما يقول أم لا؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي الهي؟“. لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماما رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول – صلى الله عليه وسلم – لكنه لم يخالفه في هذا الأمر يعني القصة كأنها تقول أن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تنهيني، حسنا لديك الفرصة أن تنقض كلامي!….. لكنه لم يفعل خلا ل عشر سنوات! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام!! عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الإسلام بدقيقة واحدة! ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد – صلى الله عليه وسلم – ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم. كيف لمحمد – صلى الله عليه وسلم – أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحيًا من الله؟؟ كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله؟؟ لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا أمر واحد: هذا وحي من الله ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ﴾ [المسد: 1-5].
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
    الدليل الرابع عشر :
    فلو كان كاذباً لماذا يطلق عليه الصادق الأمين قبل البعثة وحتى بعد البعثة كانوا يثنون عليه حتى يوماً هذا نرى عشرات من شهادات المنصفين من غير المسلمين من المستشرقين والكتاب والفلاسفه يثنون ويمدحون فى شخصه الكريم وفى أخلاقه الفريدة
    وقديماً قالوا والحق ما شهدت به الأعداء
    فهؤلاء لم يأخذوا رشوة لكى يدافعو عن محمداً
    وهؤلاء ليسوا مسلمون
    فقط هؤلاء قرأوا بحيادية وشهدوا بإنصاف وتكلموا بدليل
    أضف إلى ذلك إنتشار الإسلام الأن بصورة ملفته للجميع رغم قله الإمكانيات والضعف ورغم تشويه صورته ممن نتسبون له ومن اعدائه بالكذب والزور والتدليس فى وسائل الإعلام
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــ
    الدليل الخامس عشر :
    ولو كان كاذباً لماذا لا يكذبه أعدائه من قريش فى الخبر المتواتر بإنقاذ الله للكعبة ؟!
    رغم ان هذه الحادثة وقعت في عام مولد محمد عليه السلام و الذي لم يسع المكذبين إنكاره
    من أحرص الناس على تكذيب حادثة الطير الأبابيل ؟
    ونزول سورة الفيل كان في بدايات الفترة المكية التي كان المشركون فيها متمكنين من مقاليد السُلطة والحكم في مكة
    والوحي نزل على نبينا صلى الله عليه وسلم وهو في الأربعين من العمر
    يعني بين حادثة الفيل وبين نزول سورة الفيل 45 سنة تقريبا
    يعني من كانت أعمارهم في الستين والسبعين والثمانين حين نزول سورة الفيل كانوا قد شهدوا بأعينهم حادثة الفيل
    سؤال بسيط جدا :
    من أحرص الناس على تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
    كفار مكة طبعا !
    لماذا لم يكذبوه ويقولوا له أين تلك الطير الأبابيل التي تتكلم عنها ؟
    لم يتجرأ أحد على تكذيب القصة لأن كبار السن فيهم قد شهدوها وهم لا يزالون على قيد الحياة
    فهذه حادثة معروفة لهم بل كانوا يتفاخرون بها ويقولون أن تلك الطيور التي ظهرت فجأة أنقذت بيت العرب (( الكعبة )) من الهجوم الحبشي
    وهذه الحادثة دليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم …. فالله تعالى أنقذ الكعبة من النصارى الأحباش رغم أنهم أقرب للمسلمين من مشركي مكة لأن النصارى يؤمنون بالأنبياء والكتب السابقة والبعث والحساب والجنة والنار …. بعكس مشركي مكة الذين لا يؤمنون بالأنبياء ولا بالبعث ولا بالجنة والنار …
    الله تعالى أرسل الطير الأبابيل من أجل النبي صلى الله عليه وسلم وأمته التي سترث الأرض
    فالمسلمون هم الأمة الوحيدة على سطح الأرض التي تُعظم الكعبة
    ومحمد صلى الله عليه وسلم هو من أمر المسلمين بالتوجه للكعبة في صلاتهم وفي الحج والعمرة
    فلو كان النصارى على حق لما أرسل الله تعالى عليهم الطير الأبابيل
    حادثة الفيل حجة على أهل الكتاب اليهود والنصارى بأن الله تعالى حمى البيت الحرام من كيدهم
    ولا يوجد من يُعظم البيت الحرام الذي حرسه الله تعالى سوى المسلمون

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا