صحة المرأة
كتبتها الدكتورة مها النقاش
سمعنا النساء يتحدثن عن اهتماماتهن الصحية لزمن طويل حتى قبل شيوع استخدام عبارة "صحة المرأة."
كانت المرأة دائما تعنى بصحتها وجمالها وتبدوا الطبيعة اكثر انسجاما مع غريزة المرأة وخاصة مع تزايد الاهتمام بالاعراض الجانبية التي تسببها الادوية الكيميائية على صحة المرأة بشكل خاص.
ويجب على المرأة الحفاظ على مستوا ثابت للطاقة الحيوية للجسم ومناعة قوية لكي تستطيع التغلب على مطالب الحياة الحديثة ولتقاوم الاجهاد. يمكن تحقيق هذا المستوى من الصحة البدنية بإتباع نظام تغذية متكامل وممارسة رياضة مناسبة مع تناول العناصرالغذائية الطبيعية المكملة من أجل حياة مليئة بالصحة والنشاط والحيوية.
على المرأة اختيار العناصرالغذائية المكملة من مجموعات الفيتامين والمعادن المركبة بصيغة مناسبة لإحتياجاتها الخاصة.
ويتسائل البعض, لماذا يجب علينا تناول هذه العناصر الغذائية المكملة؟ اليست هذه العناصر موجودة في الطعام الذي نتناوله يوميا وخاصة اذا كنا نتناول الاغذية الصحيحة؟ ولكن هل نتناول الكميات المطلوبة من هذه العناصر الغذائية؟
لا تستطيعين التأكد من أن ما تتناولينه من وجبات غذائية نباتية و صحية توفر بالفعل التغذية الكاملة حسب النسب المطلوبة للحفاظ على صحة جيدة. حتى وإن كانت وجباتك معتمدة على الفواكه والخضروات و البقوليات كمصدر اساسي للتغذية. وذلك بسبب عوامل عديدة منها استنفاذ المعادن الغنية من التربة والمهمة للصحة و يتحمل الجسم جهدا اضافيا نتيجة تعرض الفواكه والخضروات التي نتناولها الى المخصبات الكيميائية والمبيدات الحشرية التي تنزع من التربة معادنها الثمينة و تدمر قدرة النباتات على الانتفاع بهذه المعادن. مما يعني أن تغذيتنا ناقصة من البداية. ومما يزيد الأمر سوءا أن معظم المأكولات التي نتناولها, وخاصة سابقة الإعداد منها, يتم نزع ما فيها من عناصر وقيم غذائية لتحسين الطعم وخلافه. لذا يتحتم علينا تناول المكملات الغذائية والفيتامينات من أجل صحة أفضل.
ولكن ما هي انواع العناصر الغذائية التي يجب ان تتناولها المرأة؟
للنساء احتياجاتهن الخاصة ويتأثرن بأمراض نقص كثافة العظام والمفاصل والقلق والإكتئاب وامراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وانقطاع الطمث والامراض الخبيثة بالإضافة إلى الكثير من المشاكل الاخرى التي تتعرض لها المرأة.
تختلف المرأة عن الرجل من حيث الغذاء و الهرمونات. فمرض هشاشة العظام (Osteoporosis) يصيب المرأة بالدرجة الاولى. ومرض هشاشة العظام هو فقدان المعادن من الهيكل العظمي وضعف العظام بما يؤدي الى مساميتها والتكسر بسهولة. وبالرغم من أنه لا يمكن علاج هذا المرض والقضاء عليه تماما إلا أنه من السهل منع حدوثه او تأخير تطوره. الطريقة المثلى لمنع هذا المرض هو بناء عظام قوية في المراحل العمرية المبكرة من خلال تناول وجبات غذائية غنية بالكالسيوم و جعل التمارين الرياضية جزءا رئيسيا على الجدول اليومي.
يعتقد الكثيرمن الناس بان السبب وراء هشاشة العظام هو فقدان معدن الكالسيوم من الجسم, وعليه فإن الحل هو تناول عنصر الكالسيوم, وهو اعتقاد خاطئ. الكالسيوم مهم جدا عندما نتعامل مع مرض هشاشة العظام ولكن للعديد من الفيتامينات مثل فيتامين "ج" © و"د" (D) و"ه" (E) والبوتاسيوم (K) دور مهم ايضا في العلاج. تؤثر الكثير من العناصر في تكون العظام وتعتبر ذات اهمية اكبرمن مجرد تناول غذاء غني بالكالسيوم للسيطرة على المرض. وللحفاظ على منسوب منتظم للكالسيوم في الجسم يجب الحفاظ على معدلات متكاملة لنوع وكميات المعادن الاخرى المساعدة كالمغنسيوم والفوسفور والسيلكون والبورون والزنك والمنغنيز والنحاس.
يعتبر بناء عظام قوية والحفاظ عليها أمرهام جدا لكل امرأة. ولحماية العظام والوقاية من الامراض يجب علينا أخذ النقاط التالية بالاعتبار:
تناول الكالسيوم يوميا (بحدود 1200 الى 1500 مغم) مع الوجبات الغذائية ليتم امتصاصه في الجسم بصورة جيدة.
تناول فيتامين "د" والذي يعتبر عامل مهم لزيادة امتصاص الكالسيوم.
ممارسة التدريبات الرياضية بصورة منتظمة.
خفض كميات البروتين في الطعام لان البروتين يصفي الكالسيوم من العظام.
امتنعي عن تناول الكحول و الكافايين والمشروبات الغازية المليئة بالفوسفات لأن تلك المواد تقلل نسبة الكالسيوم وتزيد من كميته في الادرار.
تناولي كميات كافية من البقوليات والفواكه والخضروات مثل السبانخ وغيرها من الخضروات الورقية. حاولي تناول عناصر غذائية اضافية في حالة وجود نقص غذائي في وجباتك الغذائية.
هنالك العديد من المستحضرات الطبيعية التي توفر لنا عناصرغذائية تكميلية مختلفة. وتتوفر في صور عديدة كالحبوب والكبسول. ويعود الفضل في توفر هذه البدائل الطبيعية الى البحوث المتزايدة في مجال الطب البديل. وكذلك توجد مستحضرات طبيعية عديدة, يمكن الوثوق بها, لتكميل التغذية الصحية في حالات عديدة اخرى مثل امراض القلب والعظام والعدوة بالفطريات واعراض سن اليأس وغيرها من الحالات الصحية مثل الضعف البدني والإرهاق والتي تواجهها اجسامنا كل يوم.
يجمع المختصون في مجال صحة المرأة على أنها سريعة التأثربالعوامل المحفذة لامراض القلب والشرايين. وهنالك بعض العوامل المتعلقة بالتغذية التي تساعد على تجنب الاصابة بهذه الامراض بالإضافة إلى بعض الأمورالاخرى مثل:
التريض المستمر حيث يحافظ على صحة القلب والعظام. وعليه فإن المرضى رهن الفراش يفقدون الكثير من المعادن.
تناول وجبات غذائية قليلة الدهون مع الابتعاد عن الدهون المشبعة.
تلعب الدهون المفيدة للجسم, مثل الزيوت السمكية (Omega 3 fatty acids), دورا مهما في تحفيض احتمالات الاصابة بامراض القلب ويمكن الحصول عليها من خلال تناول العديد من انواع الأسماك والمأكولات البحرية الاخرى.
التخفيف من الاجهاد اليومي فالاجهاد يلعب دورا كبيرا في تطورامراض القلب.
الحفاظ على مستوا طبيعيا لضغط الدم و الكولسترول ومتابعة إجراء التحاليل اللازمة بشكل دوري.
تناول الاغذية الغنية بفيتامين "ه" (Vitamin E) الذي يساعد على تقليل نسبة الاصابة بامراض القلب بنسبة ملحوظة حسب الدراسات الجديدة.
تناول جرعة من الاسبرين, بعد استشارة الطبيب, فتناول كمية قليلة من الاسبرين يوميا تقلل من الاصابة بتخثر الدم التي تؤدي الى الجلطات القلبية.
واخيرا الإمتناع عن التدخين فهو مؤذي جدا و يزيد من احتمالات الاصابة بأمراض عدة منها امراض القلب والعظام. يؤثرالتدخين سلبا على كثافة العظام وعلى امتصاص الكالسيوم في الدم ويقلل من انتاج الاستروجين نتيجة لتأثيرالنيكوتين الضارعلى زيادة تحلل هذا الهرمون.
يعتبرانقطاع الطمث جزء من التغيرات الطبيعية التي تحدث في حياة المرأة وهو تغير طبيعي و ليس مرضي. ولكن فقدان الاستروجين في هذه المرحلة يرفع من خطورة الاصابة بامراض العظام والقلب في سنوات ما بعد انقطاع الطمث.
يخفف تناول فيتامين "ه" (E) والأطعمة قليلة المحتوى الدهني والغنية بالخضروات من الاعراض الناتجة عن انقطاع الطمث دون الحاجة لاستعمال هرمون الاستروجين. هنالك بعض النباتات الطبية ذات التأثيروالفعالية المماثلة لهرمون الاستروجين. وأحد هذه النوعية من الأعشاب هوالنبات الشائع الإستخدام والمعروف باسم "البلاك كوهوش" Black Cohosh ويصفه الكثير من الاطباء المختصين للنساء عند انقطاع الطمث.
وتعرض السمنة المفرطة المرأة لمخاطر كثيرة منها ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وارتفاع معدل الكولسترول الضار في الدم.
ولمرض السكري نفس التأثيرعلى النساء حيث يعرضهن إلى الإصابة بامراض القلب و الشرايين وهذه مشكلة كبيرة و خاصة عند تقدم العمر إلا أنه يمكن تداركه بالتغذية الصحية السليمة.
الامراض الخبيثة مثل اورام الثدى وغيرها تنتج عن عوامل عديدة منها سوء التغذية. وللتغذية الصحيحة دور كبير في منع حدوث او تطور العديد من هذه الامراض. وتؤثرالدهون التي نتناولها في الوجبات الغذاء اليومية سلبا على صحة المرأة فهناك نظرية تذكر تأثيرالدهون على زيادة الاستروجين واخرى تذكر أن الدهون تضعف جهازالمناعة. ولكن يتفق الباحثون على أن تناول المزيد من الفواكه والخضروات والبقوليات يقلل من مستوى الدهون ويضعف من احتمالات الاصابة ببعض الاورام الخبيثة وخاصة عند الامتناع عن التدخين وتجنب العوامل الضارة الاخرى.
لاشك ان التغذية تلعب دورا مهما فيما يتعلق بصحة المرأة ولذلك يجب على المختصين تقديم الدعم المستمر للبحوث والدراسات ورفع مستوى الوعي الصحي لدى المرأة والمجتمع لتهتم المرأة اكثر بصحتها.
المصدر
رسالة بريدية من بلوي قروب
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات