الطرق الملتوية كثيرة!
اليوم يقف آلاف العاطلين على رصيف البطالة..
جميعهم يحملون شهاداتهم الجامعية في أيديهم..
موضوعهم تم طرحه مرات عديدة في جميع الوسائل الإعلامية،
وقد دخل بامتياز إلى دائرة الموضوعات المملة:
لماذا لا تصرف لهم رواتب ريثما يحصلون على وظائفهم التي يحلمون بها؟!
دعونا نتحدث بقليل من المنطق.. تصرف الدولة على الشاب مكافأة شهرية
حتى آخر يوم له في الجامعة..
وحينما يخرج من بوابة الجامعة يفاجأ بأنه أصبح عالة على الآخرين..
يعود ـ بعدما أصبح رجلاً ـ ليمد يده لوالده أو والدته ـ وأحيانا أخيه أو أخته ـ
للحصول على مصروفه اليومي!
الذين يعترضون على منح العاطلين رواتب خاصة بهم لا يشعرون أبدا بمعاناة هؤلاء..
ترك الشاب بهذه الحالة أمر لا إنساني..
الوظيفة قد تتأخر فكيف نتخيل حالة آلاف الشباب الذين لا يجدون قيمة ثمن صحيفة"الرياضية"؟!
كيف نتخيل حالة شاب لا يمتلك ثمن علبة بيبسي؟ أو بطاقة إنترنت أو بطاقة جوال؟
نحن لا نريد أن يضطر الشاب للبحث عن وسائل غير مشروعة للبحث عن المال..
فنجد أنفسنا أمام مشكلة أخطر وأكبر.. الطرق الملتوية كثيرة،
وليس هناك أسهل من استقطاب الشباب إليها..
أرجو ألا ننسى أن أكثر من نصف السكان هم من فئة الشباب.
الخلاصة:
أدرك جيدا أن مؤسسات الحكومة عاكفة على دراسة موضوع البطالة ـ
حتى وإن تأخرت الحلول ـ
لكن مسألة منح العاطلين رواتب تسد احتياجاتهم الأساسية
تتجاوز النظرة والدراسات الاقتصادية إلى أمور أخرى
تتعلق بالجوانب الاجتماعية والأمنية والإنسانية..
أنا أتحدث عن العاطل الذي يحمل مؤهلا دراسيا مناسبا للعمل
لكنه لم يجد الفرصة حتى الآن.
امنحوا هذا العاطل "تصبيرة" حتى يحين موعد الوجبة الرئيسية..
هؤلاء أبناء الوطن الذين يفتدونه بأرواحهم وقت الشدائد والحروب..
وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهم وقت الرخاء.
المفضلات