قضايا و اراء
جريدة ألأهرام

43044 ‏السنة 127-العدد 2004 اكتوبر 12 ‏28 من شعبان 1425 هـ الثلاثاء


<div align="center">رســــالة الذي جـري في طـــابا</div>
هو‏:‏ إذا كانت اسرائيل قد فعلتها في دمشق‏,‏ فلماذا يستغرب أن يرد عليها في طابا؟
بقلم : فهمـي هـويـــدي





أرجو أن نؤجل لبعض الوقت محاولة الاجابة عن السؤال من فعلها في طابا لكي نفكر مليا في اجابة السؤال‏:‏ لماذا؟ ـ ثم انني أحذر في الوقت ذاته من المبالغات التي أثارت غبارا كثيفا حول الموضوع‏,‏ فسلطت الضوء علي الجريمة فيه‏,‏ وصرفت الانتباه عن القضية‏.‏

‏(1)‏
أولي قذائف الغبار أطلقتها إسرائيل‏,‏ حين أعلنت أن تنظيم القاعدة وراء العملية‏,‏ وهو الفخ الذي وقع فيه آخرون‏,‏ ممن انساقوا وراء ذلك الخيط‏,‏ ومضوا يقارنون بين ماجري في طابا وبين الممارسات المنسوبة إلي القاعدة في أماكن أخري‏,‏ حتي قال أحدهم أن ثمة تشابها في الاسلوب يشير إلي أن الاصابع التي تحرك عمليات العراق هي نفسها وراء الجريمة في طابا‏,‏ هكذا بمنتهي البساطة‏.‏
إسرائيل كان موقفها مريبا حين سارعت إلي اتهام تنظيم القاعدة‏,‏ وتبرئة الفلسطينيين من العملية‏,‏ وهو أمر غير مألوف‏,‏ لذلك أزعم أنها أرادت ان تحقق هدفين‏,‏ أولهما‏:‏ اشاعة ان الفعل قامت به تلك المظمة الدولية الخطيرة‏,‏ التي أصبحت تشيع الارهاب في العالم‏,‏ ومن ثم فلا علاقة لما جري بممارساتها وجرائمها الوحشية في الأرض المحتلة‏,‏ أما الهدف الثاني فهو أنها أرادت أن تقنع الولايات المتحدة أنها مثلها ضحية للارهاب‏,‏ وأن الذين قاموا بتفجيرات‏11‏ سبتمبر لاحقوا السائحين الاسرائيليين في طابا‏.‏

لم تنطل الحملة علي السلطات المصرية‏,‏ فأعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية‏(‏ في‏10/8)‏ ان اتهام اسرائيل للقاعدة بمثابة تقدير متسرع جدا ورغم ذلك التصريح الموزون‏,‏ فإن بعض التحليلات التي تصدي لها بعض زملائنا من الكتاب والصحفيين الذين ظلوا أكثر انجذابا للموقف الاسرائيلي‏.‏
قذيفة الغبار الثانية تمثلت في الاشارة إلي ان مصر هي المستهدفة من العملية‏,‏ ومن أسف أن وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي عبر عن هذه الفكرة في تصريح بثه التليفزيون يوم الجمعة‏10/10‏ حيث قال أن الهدف هو دفع مصر لأن تتخلي عن مسئولياتها تجاه أشقائها العرب‏.‏ وهي فكرة رددها آخرون من مسئولي الصحف القومية‏,‏ فقال أحدهم إن الهدف هو أمن مصر واستقرارها‏,‏ والتأثير علي عمليات الاصلاح والتطوير الجارية فيها‏,‏ وقرأت لآخر قوله أن هدفهم الاسمي هو ضرب مصر‏,‏ واستقرار مصر‏,‏ واعتدالها‏,‏ وتقطيع شرايينها الاقتصادية‏.‏

ذلك بدوره ادعاء لم تثبت صحته‏,‏ ليس فقط لأن الجماعات المتطرفة التي استهدفت زعزعة استقرار مصر‏,‏ إما تم القضاء عليها او أنها تراجعت عن هذا المسلك وأدانته في كتابات معلنة‏,‏ ولكن ايضا لأن جميع ملابسات الحادث تشير إلي ان الاسرائيليين هم المستهدفون‏,‏ وليس الاقتصاد المصري‏.‏ ذلك ان الذي رتب عملية بذلك الحجم الكبير والدقيق في طابا‏,‏ كان بوسعه ان يفعلها في أي مكان آخر يشبه جزيرة سيناء‏,‏ الحافلة بالمنتجعات المكتظة بالسياح‏,‏ ولكن اختيار طابا دون غيرها من المنتجعات ليس له إلا تفسير واحد‏,‏ هو انها المكان الأثير لدي الاسرائيليين‏,‏ باعتبار انه لايبعد سوي خطوات عن حدود الدولة العبرية‏,‏ يمكن قطعها مشيا علي الأقدام‏.‏
اللافت للنظر في هذا الصدد أن منظمي الرحلات السياحية إلي مصر أنفسهم أدركوا هذه الحقيقة‏,‏ بدليل مانشر بالأهرام يوم السبت الماضي‏(10/10)‏ عن ان السياحة المصرية لم تتأثر بما جري‏,‏ وأن حجوزات أفواج السائحين لم تلغ‏,‏ وأن جميع الرحلات المنتظمة والعارضة ظلت كما هي دون أي تغيير‏,‏ وأنه خلال اليومين اللذين اعقبا الحادث‏,‏ استقبلت مطارات شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان وطابا‏342‏ رحلة طيران‏,‏ أقلت نحو‏40‏ ألف سائح من مختلف الجنسيات‏.‏
اذا كان ذلك قد حدث فلماذا اذن يصر البعض علي ان الهدف هو ضرب مصر باستقراراها واعتدالها واقتصادها؟ وألا يؤدي الإلحاح علي هذه الفكرة إلي صرف الانتباه عن الاسباب الحقيقية الكامنة وراء الإقدام علي التفجيرات التي وقعت؟

‏(2)‏
حادث طابا قد يتكرر مالم تحل القضية الفلسطينية‏,‏ وتنتهي الحرب في العراق‏,‏ هذا الكلام ليس من عندي ولكنه تصريح لرئيس وزراء النرويج تشيل بوندفيك‏,‏ أدلي به عقب لقائه مع الرئيس حسني مبارك في شرم وأبرزته صحيفة الأهرام في أحد عناوينها‏(‏ عدد‏10/10)‏ الفكرة ذاتها عبر عنها رئيس تحرير مجلة فوستوك الروسية فيتالي نعومكين‏,‏ في مقال نقلته وكالة نوفوستي وبثته وكالة أنباء الشرق الأوسط في‏10/9‏ ـ قال فيه ان الأعمال الارهابية التي شهدتها طابا في مصر مرتبطة بممارسات إسرائيل الأخيرة في قطاع غزة وبأعمال الولايات المتحدة في العراق‏,‏ وأضاف أن تلك العمليات موجهة قبل كل شيء ضد اسرائيل‏,‏ لأن طابا وسيناء هي مناطق السياحة المصرية التي تجذب الاسرائيليين‏,‏ الذين اعتادوا أن يجدوا فيها الهدوء والأمان‏(‏ وهي أقل تكلفة بطبيعة الحال لأن بند مصاريف السفر والانتقال ملغي فيها تماما‏).‏
قد لانكون بحاجة إلي شهادة زعيم غربي أو خبير روسي لكي ندلل علي أن ماجري في طابا ليس موجها إلي الدولة المصرية بحال‏,‏ ولكنه وثيق الصلة بالسياسات الاسرائيلية والامريكية في المنطقة‏,‏ التي اتسمت بالتصعيد الخطير طيلة الأسابيع الأخيرة‏,‏ ولأن الوقت لايزال مبكرا ـ علي الأقل بالنسبة لتوقيت كتابة المقال ـ فلست أشك أن تحليلات الصحفيين الغربيين المحايدين والمنصفين سوف تلقي مزيدا من الأضواء علي ذلك الجانب‏,‏ الذي لم ينل حظه من الاهتمام في الصحافة القومية المصرية علي الأقل‏,‏ لكنني أردت بإيراد هاتين الشهادتين أن ألفت الانتباه إلي أن ثمة قراءة أخري للمشهد أقرب إلي المنطق والصواب‏,‏ وتؤيدها قرائن الواقع التي سبق أن أشرت إلي بعضها‏.‏

‏(3)‏
يوم الثلاثاء الماضي‏(10/5)‏ أفرغ أحد ضباط وحدة شاكيد التابعة لفرقة جفعالي التي تعتبر من أقسي وأشرس وحدات الجيش الاسرائيلي‏20‏ رصاصة في جسد طفلة فلسطينية تبلغ من العمر‏13‏ عاما اسمها إيــمان الهـمص‏,‏ قرب مركز مراقبة إسرائيلي في رفح‏(‏ قطاع غزة‏),‏ وحسب مانشرته صحيفة يديعوت أحرونوت في‏(10/8)‏ نقلا عن جنود شهدوا الواقعة‏,‏ فإن ايمان كانت عائدة من مدرستها‏,‏ لاتحمل علي كتفها سوي حقيبة دفاترها‏,‏ وإذ لاحظ الجنود الواقفون في مركز المراقبة اقتراب جسم متحرك نحوهم من علي بعد‏,‏ فإنهم ابلغوا قيادتهم بذلك‏,‏ فإن التعليمات صدرت بإطلاق النار نحوه فورا كان الجسم قد تقدم بضع خطوات‏,‏ ولاحظ أحد الجنود انه ليس سوي فتاة صغيرة‏,‏ فأبلغ الجميع بذلك‏,‏ لكن أحد زملائه لم يأبه بما قاله‏,‏ وأطلق عليها الرصاص فسقطت علي الأرض‏,‏ ولكن أحد ضباط الوحدة لم يكتف بذلك‏,‏ فتوجه صوب الفتاة وأطلق عليها طلقتين اضافيتين‏,‏ ثم تراجع خطوتين‏:‏ وواصل اطلاق النار عليها حتي أفرغ في جسدها الصغير كل مااحتوته خزانة بندقيته الأوتوماتيكية‏&#33;‏
يوم الخميس‏10/7‏ تكرر نفس المشهد مع صبيين من مخيم جباليا بقطاع غزة‏,‏ هما سليمان أبوفول وابن شقيقته زياد أبوزيد‏,‏ والاثنان كل منهما اقل من‏14‏ عاما‏,‏ كانا قد خرجا يلعبان معا في منطقة نادي شباب جباليا‏,‏ الذي دمره الجيش الإسرائيلي‏,‏ لكنهما سمعا صوت اطلاق النار فاحتميا بأحد الجدران‏.‏ التصقا بالجدار في فزع‏,‏ ولكن القتلة الإسرائيليين لم يرحموهما‏,‏ فأطلقوا عليهما قذيفة دبابة حولتهما إلي أشلاء في ثوان‏,‏ وبعدما نقلت أشلاؤهما إلي مستشفي كمال عدوان في جباليا‏,‏ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ان عدد الاطفال دون الثامنة عشرة من العمر الذين استشهدوا في قطاع غزة خلال الاسبوع الماضي فقط بلغ‏28‏ صبيا وفتاة منهم‏25‏ من مخيم جباليا وحده‏,‏ وهو الأكثر ازدحاما بالسكان والاكثر عنادا في المقاومة‏,‏ كما جرح أكثر من‏130‏ طفلا‏,‏ منهم‏110‏ من المخيم ذاته‏.‏

ليست هذه حوادث استثنائية‏,‏ ولكنها لقطات دامية من المذبحة المستمرة في غزة منذ عشرة أيام‏,‏ والتي لايمكن ان توصف بأقل من انها حرب إبادة بطيئة‏.‏
ثمة طبعة أخري من المذبحة في العراق‏,‏ الذي يتساقط أبناؤه بالعشرات يوميا من جراء القصف المكثف الذي يستهدف الفلوجة وكربلاء والرمادي ومدينة الصدر‏,‏ وهي الأجواء التي تستثمرها الجماعات مجهولة الهوية لكي تضاعف من الترهيب والترويع‏,‏ من خلال التفجيرات العشوائية التي أصبح المدنيون الأبرياء علي رأس قائمة ضحاياها‏,‏ أحدث ضحايا القصف الأمريكي في الفلوجة عشرة أشخاص قتلوا أثناء حضورهم حفلة عرس‏,‏ كان العريس والعروسة من بينهم‏&#33;‏
طيلة الاسبوع الماضي كنت خارج مصر‏,‏ لكنني ظللت طول الوقت أتابع مايجري في فلسطين والعراق من خلال الفضائيات‏,‏ التي نقلت صور الدماء وأشلاء الضحايا وآهات الجرحي ودموع الثكالي وصيحاتهم الهيستيرية ولأن البعد يثير حنين المشاهد ويهيج مشاعره بدرجة أكبر‏,‏ فإن تلك المشاهد تحولت إلي كوابيس مفزعة‏,‏ سربت إلي شعورا اضافيا اختلط فيه الحزن بالغضب‏.‏

في تلك الأثناء استفزني أكثر ورفع لدي وتيرة الغضب والنقمة‏,‏ أنني قرأت ذات صباح ان الأمين العام للامم المتحدة أصدر قرارا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في دارفور‏,‏ ضمت بين أعضائها رجلا ترأس محكمة جرائم الحرب في رواندا‏,‏ قرأت ايضا في يوم لاحق أن مجلس النواب الأمريكي أصدر قرارا باعتبار الحاصل في دارفور حملة إبادة‏,‏ وطالب بمعاقبة المسئولين ومصادرة أموالهم‏.‏
لم أجد أحدا مشغولا بالحاصل في فلسطين أو العراق‏,‏ وكأن المذبحة الحاصلة هناك من قبيل الأخبار العادية‏,‏ التي تقرأ دون ان تلفت الانتباه أو تحرك الضمير‏.‏ وخطر ببالي للحظة ان يكون هؤلاء الذين يقررون مصائر العالم ويتلاعبون بمقدرات الشعوب‏,‏ قد اعتبروا ان الفلسطينيين بشر لايستحقون الحياة لأنهم يرفضون الركوع أمام الاسرائيليين‏,‏ وأن العراقيين بدورهم غير جديرين بالحياة لأنهم يتحدون الإرادة الأمريكية‏,‏ ولانهم كذلك فإنهم ينبغي أن ينطبق عليهم القرار الأخير الذي كان منطلق هتلر في ابادة الأجناس الضارة وغير المفيدة في المانيا من اليهود إلي الغجر والمعاقين‏.‏
لم أنم ذات ليلة من شدة السخط والغضب فأضأت النور وكتبت‏:‏ إن هذا الذي يجري هو حصتنا العادلة التي نستحقها‏.‏ ذلك ان الكارثة ليست فقط في حرب الابادة والترويع التي تشن ضد الفلسطينيين والعراقيين‏,‏ وإنما هي ايضا في ذلك الصمت الدولي المطبق المسكون بالازدراء واللامبالاة‏,‏ غير أن أم الكوارث بامتياز هي ذلك الصمت العربي‏,‏ الذي لايمكن أن يعد من قبيل الذهول والغيبوبة‏,‏ وإنما هو محمل بإشارات أبعد من ذلك وأخطر‏,‏ تتراوح بين العجز والقبول والتواطؤ‏,‏ وإذا سألني سائل‏:‏ ما العمل اذن؟ فلعلي لا أجد في اللحظة الراهنة ردا شافيا ومقبولا من الجميع ولكنني أعرف شيئا واحدا هو‏:‏ أننا لاينبغي تحت أي ظرف أن نتصرف كمتفرجين ومحايدين‏,‏ ومن ثم لاينبغي أن نصمت‏.‏

‏(4)‏
لايعيب ماجري سوي أمرين‏,‏ أولهما أنه وقع علي أرض مصر‏,‏ والثاني أن من بين الضحايا بعض المصريين والمواطنين الغربيين أما الاسرائيليون فإن ماجري لهم يتحمل مسئوليته شارون وأمثاله‏,‏ ممن بددوا لدينا بسياساتهم أي تعاطف مع الاسرائيليين وملأوا قلوبنا بالنفور والكراهية لهم‏,‏ خصوصا تلك الأغلبية التي صوتت لصالحهم وجاءت بهم إلي السلطة لافتراس الفلسطينيين والتمثيل بهم‏.‏ ومن أسف ان معارضيهم أخذوا بجريرة الأغلبية‏,‏ تماما كما دفع الشعب الألماني كله ثمن جرائم هتلر وحزبه النازي‏,‏ أضف إلي ذلك ان الممارسات الاسرائيلية بما اتسمت به من وحشية‏,‏ جففت الدمع في مآقينا‏,‏ حتي لم يعد لدينا مزيد من الدمع نذرفه علي غير العرب‏.‏
لايسعدنا الذي جري بطبيعة الحال‏,‏ رغم أنه قد يشفي بعض ما في صدورنا من غل‏,‏ لن يقدر له أن يزول إلا اذا توقفت أساليب القهر والابادة‏,‏ وسلم الاسرائيليون بأن الفلسطينيين بشر أمثالهم‏,‏ لهم الحق في الحياة والكرامة‏,‏ أدري أن تلك مشاعر سلبية وغير صحية‏,‏ ولكنها جزء من المرارات المفروضة التي لاسبيل للتخلص منها إلا بعد استئصال مصادرها وأسبابها‏.‏
قل ماشئت في وصف ماجري في طابا‏,‏ ولكنك لن تستطيع أن تنكر أن ثمة وضعا متأزما ومختنقا لن يستبعد معه أن تتكرر العملية في أي مكان آخر‏.‏ وهو وضع لايحتاج إلي جهد تنظيم القاعدة‏,‏ لأن الممارسات الاسرائيلية تكفلت باستنساخ خلايا ومجموعات عديدة لا علاقة لها بالقاعدة‏,‏ وحسنا فعلت حركتا حماس والجهاد حين أعلنتا أن ساحة معركتهما ضد اسرائيل لاتتجاوز حدود الدولة العبرية‏,‏ ولكن ينبغي أن ندرك أن الأجواء الاسرائيلية التي فرخت هاتين المجموعتين‏,‏ ساءت كثيرا الآن علي نحو يهييء مناخا مواتيا لتخريج نظراء لهما‏,‏ ربما أكثر حدة وانفعالا‏.‏ ثم لاتنس ان اسرائيل هي التي بادرت بانتهاك جانب من قواعد اللعبة‏,‏ حين بادرت إلي اغتيال قيادي حماس عزالدين الشيخ خليل في دمشق‏,‏ الأمر الذي يثير سؤالا هو‏:‏ إذا كانت اسرائيل قد فعلتها في دمشق‏,‏ فلماذا يستغرب أن يرد عليها في طابا؟


http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...1.htm&DID=8272