أكد تقرير على انتشار اقراص الكبتاجون المنشطة في المنطقة وباقي أقطار المملكة، محذراً من التبعات الخطيرة والقاتلة التي تأتي جراء تعاطيها، وقال التقرير ان هذه الحبوب اصبحت خطراً يماثل الوباء القاتل فهي تؤدي إلى الوفاة بما تسببه من اختلال في ضغط الدم والجهاز العصبي المركزي والجهاز القلبي الوعائي، فضلاً عن الاختلال النفسي والعقلي المتمثل في الاضطراب السلوكي العدواني وفقدان الأهلية.. هنا رصد يعرف بأقراص الكبتاجون وأضرارها الصحية والنفسية والاجتماعية
١- حبوب تحتوي على مادة الامفيتامين (Ampheatamine) بصورتها النقية ولكن بنسب مختلفة مع وجود بعض المواد غير الفعالة والتي تستخدم لأغراض التصنيع.
٢- حبوب لا تحتوي على مادة الامفيتامين بصورتها النقية بل على أحد مركبات مادة الامفيتامين مثل الميتامفيتامين أو الفينثيلين (Fenethyiline) وهو عبارة عن (Amphammine 7.Ethyl thiophyilin) والتي ينتج عنها بعد التحليل كل من مادة الامفيتامين المعروفة بالاضافة إلى مادة الثيوفلين (Thiophiline) كما تحتوي أيضاً على بعض المواد غير الفعالة لأغراض التصنيع.
٣- حبوب تحتوي على أحد المواد الفعالة (الامفيتامين أو البفينيثلين) وأيضاً بنسب غير ثابتة بالاضافة إلى بعض المواد الكيميائية التي تساعد على زيادة تأثير المادة الفعالة سواء كان ذلك عن طريق مواد تعمل بذات الميكانيكية التي تعمل بها مادة الامفيتامين ومشتقاتها على الجهاز العصبي المركزي فتزيد من إفراز النواقل العصبية المعروفة باسم الدوبامين (Dopamine) والادرينالين (Adrenaline) والنور أدرينالين (Noradrenalin) والسيروتونين (Serotnine) وذلك كما في حال اضافة كل من مادة الايفدرين (Ephedrine) والبسيدوايفيدرين (Pseudoephedrine) أو الكافين (Caffein) أو عن طريق ميكانيكية أخرى تعتمد على تأخير تكسير مادة الامفيتامين في الكبد اثناء عملية الاستقلاب مما يؤدي إلى زيادة مدة بقاء مادة الامفيتامين الفعالة في الجسم وبالتالي زيادة المفعول وهذا ما يحدث مع اضافة مادة مثل مادة الكينين (Quinine) على سبيل المثال.
٤- حبوب تحتوي على أحد المواد الفعالة (الامفيتامين أو الفينيلين) بالاضافة إلى نوع أو أكثر من المواد الكيميائية الفعالة لأغراض أخرى لا علاقة لها بمفعول الامفيتامين وقد تستخدم في مستحضرات دوائية مختلفة وغير مثبت علمياً السبب الحقيقي وراء اضافتها على الحبوب المنشطة، ولكن على الأغلب أنها تضاف بغرض الغش التجاري عن طريق تقليل نسبة المادة الفعالة والعالية التكلفة في الغالب مقارنة بغيرها من المواد الكيميائية الأخرى وذلك بهدف الربح السريع، بالاضافة إلى وجود بعض الشوائب الأخرى مثل معدن الرصاص والزئبق واللذان يستخدمان عادة كمواد محفزة على التفاعل.
٥- حبوب لا تحتوي على المادة الفعالة إطلاقاً وإنما تحتوي على نوع أو أكثر من المركبات التي ذكرت سابقاً مثل الكافين أو الافيدرين أو البسيودوايفيدرين والترايبروليدين أو الكينين وغيرهم كثير وهي تشكل حوالي ما نسبته ٣٠-٤٠٪ من الحبوب المضبوطة في المنطقة وتحمل علامة الكبتاجون، وغالباً ما تستبدل المادة الفعالة بهذه المواد بغرض الربح السريع أيضاً بالاضافة إلى السهولة في الترويج حيث إن الكشف عن هذه المواد فقط دون وجود مادة الامفيتامين أو أحد مشتقاته المحظورة قد لا يعرض المروج للعقوبة المشددة.
ثانياً: التأثيرات السلبية لمادة الامفيتامين ومشتقاتها وعلاقتها بالظواهر الاكلينيكية والاضطرابات النفسية التي تم ملاحظتها مؤخراً على مرضى الإدمان بمجمع الأمل للصحة النفسية بالمنطقة الشرقية:
لقد أثبتت المراجع والدراسات العلمية ان مادة الامفيتامين ومشتقاتها مثل الميثامفيتامين تؤدي في الغالب إلى تدمير الخلايا العصبية التي تفرز النواقل العصبية أمثال الادرينالين والدربامين والسيروتونين وهذا يعود إلى ميكانيكية عمل هذه المادة (الامفيتامين) التي تؤدي إلى انتاج مواد مؤكسدة من النوأدرينالين والدوبامين (6-Hydroxy- Dopamune) والسيروتونين (5-6- Dihydroxy Tryptamine) والتي يستمر تأثيرها لفترة طويلة قد تصل إلى ثلاث سنوات.
وهذا يعتمد على عدة عوامل منها على سبيل المثال:
١- طول مدة التعاطي لهذه الحبوب المنشطة ومقدار الجرعات المستخدمة.
٢- تعاطي المدمن لنوع أو أكثر من المخدرات أو المؤثرات العقلية الأخرى بالاضافة إلى الحبوب المنشطة حيث ثبت أن:
أ- تناول نبات القات الذي يحتوي على مادة الكاثين (النورابسيدواإيفيدرين) والكاثينون يؤدي إلى زيادة في تدمير مراكز نهاية الأعصاب المركزية للسيروتوبين بالمخ مما يؤدي إلى اعاقة دائمة حتى بعد سحب الامفيتامين من الجسم.
ب- استنشاق مادة التلوين والتي توجد عادة في الباتكس على سبيل المثال قد يؤدي إلى تدمير بعض مراكز المخ مما يؤدي إلى إعاقة دائمة لا يمكن شفاؤها وهي تسمى (Encephalophathy).
ج- استخدام بعض مضادات الاكتئاب خاصة المضادات من نوع (MAO Inhibitor) قد تؤدي إلى إطالة مدة الأعراض النفسية والعصبية التي يعاني منها المدمن أثناء فترة انسحاب الامفيتامين.
٣- اضافة بعض المركبات الكيميائية سواء كانت معروفة التأثير أو مجهولة ومنها على سبيل المثال:
أ- مادة الايفيدرين أو الكافين واللذان يزيدان من إفراز النواقل العصبية وبالتالي من نواتج أيضهما مما يؤدي إلى زيادة في تدمير النهايات العصبية المركزية للسيروتونين بالمخ وغالباً ما ينتج عنها إعاقة دائمة حتى بعد سحب الامفيتامين من الجسم.
ب- مادة الكينين والتي تؤخر تكسير مادة الامفيتامين في الكبد مما يزيد من قوة ومدة تأثير الامفيتامين وبالتالي زيادة آثاره الجانبية في تدمير الأعصاب المركزية.
ج- وجود بعض العناصر الثقيلة مثل الرصاص والزئبق واللذان يستخدمان كمواد محفزة للتفاعل كما ذكر سابقاً ومن المعروف أنهما يسببان تلفاً في الخلايا العصبية المركزية قد يؤدي إلى الاصابة بالشلل الرعاش بالاضافة إلى آثارهما على الجهاز الهضمي والكبد ونخاع العظم مما قد يؤدي إلى قرحة معدية وتليف كبدي ويرقان وفقر دم.
د- لا يستبعد إطلاقاً خطورة الآثار الجانبية الناتجة عن اضافة مادة كيميائية أو أكثر من المواد المذكورة سابقاً في الجدول المرفق وإن كان سبب إضافتها إلى مثل هذه الحبوب المنشطة لا يزال غير مثبت علمياً، بل إن غياب المادة الفعالة يجعل المدمن يتعاطى جرعات كبيرة جداً من هذه الأقراص للوصول إلى المفعول المطلوب مما يؤدي إلى آثار صحية وعقلية لا يعلمها إلا الله.
٤- صغر سن المتعاطي لهذه الحبوب حيث لوحظ من قبل المختصين في مجمع الأمل للصحة النفسية انتشار استعمال هذه الحبوب المنشطة بين صغار السن ولوحظ أيضاً أن التأثير عليهم يكون أشد وأكثر خطورة.
٥- لقد ثبت أيضاً في عدة دراسات علمية أن الخلفية الجينية للمدمنين بالإضافة إلى التاريخ العائلي للمتعاطي قد تؤدي وبشكل كبير إلى زيادة الآثار التي تظهر على المدمن من حيث مدتها وخطورتها خاصة فيما يتعلق بالمنشطات وهذا أيضاً ما أكده الفريق العلاجي في مجمع الأمل للصحة النفسية حيث لوحظ لديهم أن الحالات التي يثبت فيها أن هناك أساساً وراثياً للفصام يكون فيها الاضطراب الذهاني أشد والتأثير أعم ويصل في بعض الحالات إلى تدهور عقلي مستمر قد ينتهي بمرض الفصام.
ثالثاً: الأضرار الصحية والاجتماعية والأمنية للحبوب المنبهة المعروفة باسم الكبتاجون ومكانتها بين بقية أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية الأخرى.
يتضح مما تقدم ذكره أن تعاطي مثل هذه الحبوب المنشطة قد أصبح خطراً مثل الوباء القاتل الذي ينتشر بسرعة مذهلة وبصورة لافتة للنظر في مجتمعنا حيث ظهرت آثار هذه الحبوب الخطرة على كافة المستويات فهي ليست على مستوى صحة الفرد وسلامته الجسمية والعقلية والمتمثلة في الاعتلال الصحي الجسماني وما تسببه من اختلال في ضغط الدم والجهاز العصبي المركزي والجهاز القلبي الوعائي والذي قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان أو الاختلال النفسي والعقلي المتمثل في الاضطراب السلوكي العدواني وفقدان الأهلية فقط بل تجاوزته لتمتد إلى مجتمعه المحيط به سواء كان ذلك على مستوى أمن وسلامة عائلته أو أمن وسلامة مجتمعه الخارجي، وعند مقارنة مثل هذه الحبوب المنبهة بأشد أنواع المخدرات المعروفة خطراً على صحة الإنسان كالهيروين والأفيون نجد أن الزيادة الخطيرة في انتشار مثل هذه الحبوب المنبهة والتي تعود إلى سهولة ترويجها وذلك لعدة أسباب لعل أهمها أنها تأتي على شكل مستحضر صيدلاني مألوف للجميع (الأقراص أو الحبوب) مما يجعل الشخص يتعاطاها ويروج لها بسهولة أكثر بكثير من الوضع في حالة بودرة الهيروين أو حتى حقن المورفين، كما يضيف إلى خطورتها أيضاً خلطها بمركبات كيميائية عديدة منها ما هو معروف التأثير ومنها ما هو غير معروف، الأمر الذي أدى إلى طول زمن تأثير هذه الحبوب وبالتالي طول الفترة العلاجية اللازمة للتخلص من آثارها، هذا بالإضافة إلى ما قد تسببه من عطب دائم في الجهاز العصبي المركزي تنتهي آثاره بعدم أهلية دائمة للمتعاطي، هذا وقد أثبتت إحصائيات مجمع الأمل للصحة النفسية بصحة الشرقية أن نسبة مدمني الإمفيتامين قد تضاعفت بشكل لافت للنظر في العشر سنوات الأخيرة في الوقت الذي تناقصت فيه وأيضاً بشكل ملحوظ حالات الإدمان على الهيروين وهذا أيضاً ما تؤكده إحصائيات المركز الإقليمي لمراقبة السموم بصحة الشرقية وعلى مستوى المضبوطات يضاف إلى ذلك ما أثبتته الإحصائيات من أن هذه الحبوب المنبهة ومقارنة بغيرها من المخدرات تقف خلف كثير من الظواهر السلوكية السلبية والغريبة على مجتمعنا. والمتمثلة في:
١- ظواهر العنف الأسري والاعتداء على أحد أفراد الأسرة خاصة الزوجات وذلك بسبب وجود ضلالات الخيانة الزوجية التي يسببها تعاطي هذه الحبوب.
٢- قضايا الاعتداء على النفس (الانتحار).
٣- زيادة العنف غير المبرر على الغير على شكل اعتداءات جسدية ولفظية واقتحام للسفارات والقصور وإزعاج متكرر للسلطات بدون سبب، وذلك لما يسببه تعاطي هذه الحبوب من إحساس مبالغ فيه بالاضطهاد بالإضافة لما يسببه تعاطي هذه الحبوب من إحساس مبالغ فيه بالاضطهاد بالإضافة إلى فقدان الأهلية والحكم الصحيح على الأمور.
٤- حوادث السيارات المميتة والدهس نتيجة لما تسببه هذه الحبوب من زيادة في الاستثارة والاندفاع والعدوانية.
٥- جرائم القتل والتي تصل إلى قتل الوالدين لذا ومما سبق يتضح للجميع أهمية الرفع بالتوصيات اللازمة حول ضرورة تشديد العقوبات الجزائية الخاصة بتصنيع وترويج مثل هذه الحبوب المنبهة والتي فتكت بشبابنا ومجتمعنا في غفلة منا، وذلك بسبب عدم تقدير هذه الحبوب بالتقدير المناسب لها والذي أثبت الوضع الراهن أنها تزيد من خطورة غيرها من المخدرات والمؤثرات العقلية، وليست كما هو معروف عنها بأنها لا تعدو عن كونها مواد منبهة محظورة لا تقاس بالمواد المخدرة.
٦- زيادة حالات التحرش الجنسي بالمحارم.
ملخص التقرير: لقد خلصت اللجنة بالإجماع إلى ما يلي:
١- إن مادة الفيتامين ومشتقاتها تعد من المواد المنبهة الخطيرة التي ثبت علمياً تأثيرها في تدمير الخلايا العصبية في المخ مما يؤدي إلى إعاقة مستديمة للشخص المتعاطي.
٢- إن حبوب الكبتاجون المنتشرة في المملكة لا تحتوي على مادة الإمفيتامين أو أحد مشتقاتها بصورتها النقية بل تحتوي أيضاً على مركبات كيميائية أخرى وشوائب ونواتج تحضير زادت من سمية وتأثير هذه الحبوب كما ساهمت ولا شك في إحداث الإعاقة المستديمة.
٣- مادة الإمفيتامين لا تقل خطورتها عن بقية أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية الأخرى سواء كان ذلك على مستوى النفس أم المجتمع بل أصبحت تفوقهم خطورة وهذا ما أثبتته الدراسات الإحصائية الخاصة بالمنطقة الشرقية والمقدمة من كل من المركز الإقليمي لمراقبة السموم ومجمع الأمل للصحة النفسية بصحة الشرقية.
٤- إن عدم وجود رادع جزائي مشدد لدى الجهات القضائية وذلك فيما يتعلق بتصنيع وترويج حبوب الكبتاجون أياً كان محتواها وسواء احتوت على المادة الفعالة أو لم تحتو ، ساهم بلا شك وبشكل كبير في انتشار مثل هذه الحبوب وبالتالي انتشار ضررها..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات