صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 29

الموضوع: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية

  1. #1
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    879

    افتراضي أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ( أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية )
    ***
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى : " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير "
    إنا و إن أحسابنا كرمت = لسنا على الأحساب نتكل
    نبني كما كانت أوائل = تبني و نفعل مثلما فعلوا
    المقدمة
    إن البحث في تاريخ القبائل العربية يعد محوراً مهماً من محاور فهم حركة التأريخ الإسلامي ، فبيئة الاسلام الأولى بيئة عربية قبلية صميمة ، فعلى أكتاف القبائل العربية قامت دولة الاسلام ، التي شجعت تلك القبائل على التنافس في نصرة الاسلام ، دون أن تحاول تمزيق أو خلخلة البنية الاجتماعية لتلك القبائل ، لا بل أن الدولة الاسلامية في فجر تاريخها حافظت على هوية تلك القبائل ، و ذلك لاعتبارات دينية ، و تنظيمية ، و سياسية ، و عسكرية ، و أمنية ، فقد نظمت الدولة الاسلامية دواوينها الأولى على حسب الأنساب ، و عندما أسكنت القبائل العربية في الأمصار الجديدة ، أسكنت حسب أنسابها ، ليسهل الاستدعاء للجيش ، و ليسهل المراقبة الأمنية ، فيعرف الغرباء و الوافدون لتلك الأمصار و الأحياء الى غير ذلك من الإعتبارات .
    وزادت العناية بتلك القبائل عندما أخذت بعض الدول الاسلامية تتكئ على بعضها دون البعض الآخر ، مما أحيا العصبية القبلية التي كانت وبالاً على تلك الدول و أدت في نهاية المطاف الى اضمحلالها و سقوطها و هي في أوج شبابها .
    لقد كنت طوال السنوات الماضية متردداً في الخوض في مثل هذا اللون من الدراسات ,وأسباب هذا التردد تعود الى قناعتي بأن عهد التفاخر بالأنساب والأمجاد قد ولى ,وأنه أجدى بنا أن نلتفت الى واقعنا ،ونقدر الأفراد والجماعات على ضوء عطائهم لأمتهم وتفانيهم في خدمة أهدافها.أما السبب الأخر لهذا االتردد فهو أنني أعي أن الباحث عندما يتناول موضوعاً يخصه قد يحيد عن الموضوعية بعض الشيء لذا كنت أتمنى أن يتناول تاريخ هذه القبيلة أحد الباحثين من خارج القبيلة ,وانتظرت سنوات طويلة ,وتحقق ما كنت أتمناه ,فكانت قبيلة بلي محل اهتمام العديد من الباحثين ,فخرجت عدة دراسات تتحدث عن اسهامات بعض رجالات هذه القبيلة في حضارتنا العربية الاسلامية ,التي من أهمها :تاج المفرق في تحلية علماء المشرق (رحلة البلوي)في مجلدين ,لأبي البلقاء خالد بن عيسى البلوي (ت ـ حوالي 780 هـ ـ1378م) الذي قام بتحقيقه الحسن السائح ،و نشر بدعم من صندوق إحياء التراث الإسلامي المشترك بين حكومة المملكة المغربية و حكومة الامارات العربية المتحدة عام 1404هـ / 1984م ، و ثبت البلوي ، لأبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي ( ت / 938هـ / 1532م ) ، الذي كان موضوعاً لأطروحة الدكتوراه لعبدالله العمراني ، و ذلك بتشجيع من المستشرق الأسباني المعروف الدكتور لويس سيكودي لوثينا ، الذي كان طوال تدريسه في جامعة غرناطة يحث طلابه على تحقيق هذا الكتاب ، و قد صدرت أول طبعة لهذا الكتاب باللغة العربية عن دار الغرب الإسلامي عام 1403هـ / 1983م .
    أما كتاب باء ,لأبي الحجاج يوسف بن محمد بن عبد الله البلوي ,المعروف بابن الشيخ (ت\ 604هـ\ 1208م )فقد رأى النور منذ فترة مبكرة اذ صدرت الطبعة الأولى منه في مجلدين عام 1287هـ/1870م وكان محل اهتمام الباحثين في اللغة والأدب والتاريخ .
    كما صدر كتاب سيرة ال طولون , لأبي محمد عبد الله بن محمد البلوي ,بعناية محمد كرد علي عام 1358هـ / 1939م ,ونال بعض الباحثين جوائز علمية رفيعة لجهودهم في ابراز مكانة بعض أبناء هذه القبيلة في حضارتنا الإسلامية أمثال الباحثة اللبنانية وداد قاضي التي نالت جائزة الملك فيصل العالمية لجهودها في نشر رسائل بشر البلوي . فضلاً عن حرص بعض المكتبات على إقتناء بعض المخطوطات لبعض علماء هذه القبيلة ، و التعريف بتلك المخطوطات في نشراتها المختلفة لتشجيع الباحثين على تحقيقها ، و لعل الخزانة العامة في الرباط من أهم المكتبات التي تحوي بعض المخطوطات الخاصة بهذه القبيلة إلى جانب مكتبة الأسكوريال في إسبانيا .
    لقد فتح هؤلاء الباحثين الباب واسعاً أمامي بعدما حققوا تلك المؤلفات ، و أبرزوا في مقدمات تحقيقاتهم نبذاً مختصرة عن دور هذه القبيلة في بناء حضارتنا العربية الإسلامية في مختلف البيئات و العصور ، عندها رأيت أنه لا حرج من تناول تاريخ هذه القبيلة بشكل خاص ليحذوا حذو أجدادهم فيشمروا عن سواعد الجد و يصلوا ما انقطع من تاريخهم المشرف ، فضلاً عن خدمة المعرفة التاريخية بتقديم معلومات قم تساعد على فهم بعض جوانب تاريخنا المجيد .
    لقد واجهت هذه الدراسة في بداية مشوارها بعض الصعوبات من ابرزها ، أن الدارس لمثل هذه الموضوعات لا بد له من تعمق في علم الأنساب ، لأن الكثير من افراد هذه القبيلة قد ينتهي إسمه بإسم فخذ أو بطن من بطون بلي دون ذكر إسم القبيلة ، و حاولت أن أجهد نفسي للتغلب على هذه العقبة فوجدت ذلك يحتاج الى وقت ، و الوقت لا يسعفني خصوصاً عندما قررت مغادرة الوطن العربي ، و فارقت مكتبتي الأثيرة على نفسي ، فقررت عندها ألا أثبت في هذه الدراسة الا من صرحت به كتب التراجم و التاريخ دون لبس بأنه من قبيلة بلي ، أو حتى اتضح أنه لا يمكن تتبع العديد من أبناء هذه القبيلة ممن قاموا بدور مشرف في تاريخنا المجيد ، عندها قررت الاكتفاء بذكر المشاهير فقط لتكون هذه الدراسة نواة لدراسات مستقبلية تكشف بشكل مفصل عن دور هذه القبيلة في تاريخنا المجيد .
    لقد جاءت هذه الدراسة في بابين تشتمل على تسعة فصول مسبوقة بمقدمة و تمهيد و مذيلة بخاتمة سجلت فيها بعض الملاحظات التي خرجت بها الدراسة .
    و تحدث التمهيد بشكل مختصر عن نسب قبيلة بلي ، و مكانة أبناء هذه القبيلة في التاريخ القديم فضلاً عن الحديث عن موطنها و أهر بطونها و علاقتها بالإمبراطورية البيزنطية و القبائل العربية .
    أما الباب الأول فقد أفرد لدور قبيلة بلي في نصرة الاسلام و يحتوي على خمسة فصول تتحدث عن موقف هذه القبيلة من الاسلام ، و جهادها مع المصطفى صلى الله عليه و سلم و دورها في حروب الردة ، و الفتوحات الإسلامية ، الى جانب الحديث عن دور أبناء هذه القبيلة في القيادو الإدارة .
    و خصص الباب الثاني لدور قبيلة بلي في الحياة العلمية ، و يشتمل على أربعة فصول ، تناولت إسهامات أبناء هذه القبيلة في مختلف فنون المعرفة من حديث ، و تفسير و قراءات ، و أدب ، و شعر ، و بلاغة ، و نحو ، و رحلة ، و تاريخ و غيرها .
    و بعد ، فإن هذه الدراسة مدينة للأخوة الباحثين الذين حققوا بعض الأعمال العلمية لأبناء هذه القبيلة . فعرفوا القارئ العربي و الأجنبي بتراث هذه القبيلة ، فلهم مني نيابة عن أبناء هذه القبيلة خالص الشكر و التقدير ، فقد أفدت من جهودهم في بناء هذه الدراسة . كما أن الشكر موصولاً لكل الذين شجعوا هذه الدراسة و دعموها حتى رأت النور .
    و أخيراً أقول ما قال الأجداد إن كان عمل لا يخلو من نقص فما كتبته اليوم قد تغيره غداً ، فإذا نظرت فيه بعد مدة أخذت تتمنى و تقول لو فعلت كذا ، و لو حذفت كذا ، و لو زدت كذا ، و هكذا هو ديدن الإنسان ، فأنا دوماً أردد مع الشاعر قوله :
    و ما أبرئ نفسي إنني بشر = أسهو و أخطئ ما لم يحميني قدر
    و ما ترى عذراء أولى بذي زلل = من أن يقول مقراً إنني بشر

    و الحمد لله رب العالمين
    د. سلامه محمد الهرفي البلوي







    بالامكان تحميل المادة كاملة من هنا
    http://www.bluwe.com/bluwe/showthrea...171#post183171




    ملاحظة /
    الحقوق محفوظة لمنتدى بلي الرسمي www.bluwe.com



    و لا أحل نسخه مطلقاً الا بعد وضع رابط المنتدى و الموضوع لا أكتفي بكلمة منقول ( لا بد من وضع الرابط )


    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    879

    افتراضي رد: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية ( متجدد )

    التمهيد :
    لمحة عامة عن قبيلة بلي :
    النسب ، المواطن ، علاقة قبيلة بلي بالإمبراطورية البيزنطية و القبائل العربية

    نسب قبيلة بلي
    تجمع كتب الا نساب والتاريخ على ان قبيلة بلي بطن من بطون قضاعه القحطانيه اليمانيه ,وان قبيلة بلي ينسبون الي بلي بن عمرو بن الحافي بن قضاعه ، الذي انجب فران ،وهني فتفرعت من نسليهما قبيلة بلي ،
    وتعد قبيلة بلي من اعظم بطون قضاعه فقد جاء ذكرها في شعر الشاعر الجاهلي النابغه الذبياني ، وأشاد بمكانتها مؤرخون كبار أمثال المقري وابن خلدون, والمقريزي والقلقشندي وغيرهم
    فقد جاء في كتاب "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" : "وبنو البلوي ذوو حسب واهل نعيم وتربية ملوكية حياهم الله وبياهم"
    ويشيد شيخ المؤرخين ابن خلدون بقوتهم وقدرتهم حيث يقول"... وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة, وكاثروا هناك سائر الأمم, وغلبوا على بلاد النوبة, وفرقوا كلمتهم, وأزالوا ملكهم وحاربوا الحبشة فأرهقوهم إلى هذا العهد"
    وتؤكد لنا الدراسات بأن قبيلة بلي منذ ظهور النصرانية تبوأت مكانة مرموقة في مصر من الناحية الاقتصادية, فكانت الإمبراطورية الرومانية تعتمد عليها في نقل التجارة من الهند.
    ويبدوا ان هذه المكانة الاقتصادية أضيف إليها مكانة سياسية وعسكرية في العصر الإسلامي ـ كما سيأتي .
    بحيث أسندت إمارة بعض المناطق في مصر إلى بعض بطون قبيلة بلي, يقول المؤرخ الكبير القلقشندي مؤكداً هذه الحقيقة " ... والموجود منهم الآن.. بنو شاد, وهم الأمراء الآن, وبنو عجيل بن المريب وهم العجلة وفيهم الإمارة أيضاً" لا بل أنه كانت إليهم حماية الحجية تقديراً لمكانتهم وما يتمتعون به من نفوذ.
    موطن قبيلة بلي

    أما بالنسبة لموطن قبيلة بلي قبل استقرارها في شمالي الجزيرة العربية فكان بالشحر ثم انتقلوا إلى نجران ثم نزحوا في ظروف لا نعرفها وزمان غير محدد إلى أقصى الشمال الشرقي للجزيرة العربية فانتشروا هناك, فصار لهم ولقبيلتهم الأم قضاعة ملك يمتد ما بين الحجاز والعراق والشام, وكل سواحل خليج العقبة الشرقية , لا بل أن ملكهم امتد حتى جبال الكراك.
    ويذكر ابن خلدون أنه من ضمن جنود مملكة تدمر أناس من بني سليح وحلوان وكلهم من قضاعة.
    ويؤكد جرجي زيدان بأن بلي كانت في مصر في عهد ظهور النصرانية وكانت منطقتهم مابين القصير وقنا.
    لقد حاول العديد من المؤرخين المسلمين تحديد مواطن قبيلة بلي وأماكن انتشارها بعد حركة الفتح, فموطنهم عند ابن خلدون : شمالي جهينة إلى عقبة آيلة على العدوة الشرقية من بحر القلزم " الأحمر", ثم يقول: وأجاز منهم أمم إلى العدوة الغربية , وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة.
    أما صاحب نهاية الأرب فحدد منازلهم بقوله" ومنازلهم الآن بالدماء وهي مادون عيون القصب إلى أكرى فم المضيق, وعليهم درك الحج هناك, ومنهم جماعة بصعيد الديار المصرية, قال الحمداني: وديارهم آخميم وماتحتها, قال: واتفقوا هم وجهينة فصار لبلي من جسر سوهاي إلى قمولة وصار لها من الشرق من عقبة قار الخراب إلى عيدان ..."
    ويبدو من خلال استقراء المصادر بان انتشار هذه القبيلة اتجه مع حركة الفتح باتجاه مصر والمغرب والأندلس ، فضلاً عن ان هذه القبيلة تعرضت إلى هجرة قصرية إلى مصر في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فقد نما إلى مسامعه عن طريق أحد عيونه بأن رجلاً من بلي في الشام تنازع مع رجل فصاح ياآل قضاعة ، فأرسل الفاروق من فوره إلى عامله على الشام بأن يسير ثلث قضاعة فسيرهم إلى مصر فتفرقوا فيها
    لقد انساحت قبيلة بلي في البلاد المفتوحة تقاتل في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله ، وان محمداً رسول الله ، فكان ابناؤها عنصراً نشطاً في كل مكان حلوا فيه ، وكانوا محل ثقة وتقدير حكام الدولة الإسلامية ، وهذا مايتضح من خلال إسناد المناصب الإدارية والعسكرية العليا لهم ، فضلاً عن كثرة اقطاعاتهم في المناطق المفتوحة .
    ومما تجدر ملاحظته بأن قبيلة بلي شديدي الاعتزاز بعروبتهم ولغتهم العربية, وعاداتهم وتقاليدهم العريقة بطريقة أثارت إعجاب المؤرخين, فعندما وصلوا إلى الأندلس فاتحين لم تبهرهم تلك الديار كما بهرت غيرهم فبقوا متشبثين بموروثاتهم الحضارية وذلك على النقيض من الكثير من القبائل العربية التي أصيبت بصدمة حضارية فاندمجت في مجتمعات البلاد المفتوحة, دون تحفظ, فهنا العالم الفحل ابن حزم يؤكد هذه الحقيقه بقوله:"وديار بلي بالأندلس الموضع المعروف باسمهم بشمالي قرطبه ،وهم هناك الي اليوم على انسابهم ،لا يحسنون الكلام باللطينيه ولكن بالعربيه فقط ،نساؤهم ،ورجالهم ،ويقرون الضيف ..وكانت لهم دار اخرى بكورة مورور"
    وتذكر لنا المصادر ايضا انه كان لقبيلة بلي اقطاعات واسعه في الاندلس منذ فتره مبكره من فتح هذا المصر فكانت لهم منطقة فحص البلوط الذي ينسب الي البلويين المعروفون ببني الافلاج كما كانوا يشكلون ثقلاً في مدينة اشبيليه ومدينة قرطبه . وفي عهد متأخر يذكر ابن الخطيب"ت 776هـ/ 1374م" ان معظم سكان غرناطه عرب تكثر من بينهم الانساب العربيه ومن بينها البلوي كما كان لابناء قبيلة بلي ثقل في مدينة وادي آش ولكن ابناء قبيلة بلي ملوا حياة الضعف التي كان يحياها الاندلس فغادروه قبيل سقوطه بسنوات قليله مفضلين العيش في كنف دوله قويه ترعى حرمتهم فغادروا الاندلس الوطن العزيز على قلوبهم في محرم 894هـ /28ديسمبر 1488م ،الى تلمسان ومن تلمسان الى وهران سنة 896 هـ/1491 ثم الى تونس 898هـ/1492م،ثم توجهوا بطريق البحر الى القسطنطينيه وقبل الوصول الى القسطنطينيه توفي احد علماء هذه القبيله المشهورين وهو ابو الحسن علي بن احمد بن علي بن احمد بن عبد الرحمن بن داود البلوي الوادي آشي الغرناطي الاندلسي ، وذلك في يوم الاثنين الخامس لرجب من سنة 898هـ،22 ابريل سنة 1493م ،مما اضطر السفن التي تحمل ابناء هذه القبيله الى الرسو في ميناء ششمه حيث دفن يوم السبت .
    وواصل البلويون رحلتهم بعد دفنهم لفقيدهم حتى وصلوا الى القسطنطينيه حيث وجدوا المأوى في ظل الدوله العثمانيه ولقوا من سلاطين آل عثمان كل رعايه وتقدير خاصه من قبل السلطان بايزيد الثاني "886-918هـ/1482-1512م" ابن محمد الفاتح ، والسلطان سليم الاول "918-926هـ/1512-1520م" والسلطان سليمان القانوني "926-974هـ/1520-1516م"، حيث شعر البلوين بالطمأنينه وبدأوا يشاركون في الحياة العلمية هناك, فتذكر لنا المصادر أن أبو جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي { ت 928/ 1532م} قد ألف في ربيع الأول عام 908هـ/ سبتمبر 1502م كتاب في شرح القصيدة المعروفة بالرامزة أو الخزرجية وكان ذلك في مدينة غلطة ( من ضواحي القسطنطينية ).
    ويبدو أن رعاية الدولة العثمانية لهذه القبيلة قد استمرت حتى سقوط الخلافة العثمانية.
    وتمتد ديار بلي هذه الأيام من ساحل البحر الأحمر الشرقي إلى سكة حديد الحجاز , وشمالاً إلى حرة الرها من جهة بني عطية , وجبل شار وما حوله من جهة الحويطات. أما على الساحل فتمتد ديارها من جنوب الوجه إلى ضبه, وفي الداخل يعتبر الحد بينها وبين جهينة , وادي الحمض.
    وجاء في معظم قبائل العرب: ديار بلي تقع بين المدينة ووادي القرى من منقطع دار جهينة إلى حدود جذام بالنبك على شاطيء البحر, ثم لها ميامين البر إلى حد تبوك, ثم إلى جبال الشراة ثم إلى معان.
    وتجاور قبيلة بلي أربع قبائل رئيسة وهي: عنزه في الشرق, وبنو عطية في الشمال الشرقي , والحويطات في الشمال الغربي , وجهينة في الجنوب.
    ومما تجدر الإشارة إليه أنه منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي نزح قسم من بلي الحجازية إلى مصر والأردن , وزادت هذه الهجرة بعد الحرب العالمية الأولى, لظروف خاصة تتعلق بالصراعات السياسية التي شهدتها المنطقة . ولا تكاد محافظة من محافظات الأردن تخلو من تجمع من تجمعاتهم, ولكن تعد مأدباً, والزرقاء, والكرك والعقبة والأغوار من أبرز منازلهم, ولا يزال أبناء هذه القبيلة في الأردن يرتبطون بروابط وثيقة مع القبيلة الأم في الحجاز.
    وتنقسم قبيلة بلي اليوم بشكل عام إلى قسمين مخلد وخزام.
    وتنقسم مخلد إلى الهروف, والزبالة, والسحمة, والعرادات, والبركات, والقواعين, وتنقسم خزام إلى وابصة والمواهيب والفواضلة, ولكل فرع من تلك الفروع بفروع عديدة.
    وحدد عمر رضا كحالة أفخاذ بلي الحجازيه بـ:الهروف،المعا قله ،الرموط ،الفواضله ،الزباله ،الشامات ،القواعين ،الربطه ،الوابصه ،العرادات ،السهامه .
    ومن اشهر بطون بلي الذي استقروا في مصر : بنو عمر ، وبنوهاشم وبنوهرم ،وبنو سواده، وبنوحارثه،وبنوآراش ،وبنوناب، وبنوشاد،وبنوعجيل بن المريب .



    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  3. #3
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    879

    افتراضي رد: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية ( متجدد )

    علاقة قبيلة بلي بالإمبراطورية البيزنطية والقبائل العربية

    يحدثنا التاريخ عن قبيلة بلي قضاعه ،القبيلة الأم لقبيلة بلي ،بأن السيادة والسؤدد كان لها على مشارف الشام ،وذلك بفضل ما يتمتع به ابناؤها من شجاعة وجرأة في القتال ،جعلتهم محل تقدير واحترام من حولهم من القبائل ،وهذا دفع بدوره الدول للتسابق لكسبهم إلى جانبها، فيذكر ابن خلدون كما تقدم بأنهم كانوا حلفاء لمملكة تدمر في عهد ملكتها الزباء .
    وقد تمكنت قبيلة قضاعة في نهاية المطاف من تأسيس مملكة لها في الشريط الضيق من الشام الممتدعلى حدود الجزيرة العربية، والتي تشمل منطقة مؤاب ،ومعان،ومؤتة.
    وما حولها من مشارف الشام ،وذلك بعد الميلاد، لذلك أطلق المؤرخون الاسلاميون على مملكة قضاعة في الشام كلمة مشارف الشام ،وملوك قضاعة في الشام .
    وكانت مملكة قضاعة تبعاً للروم طوال وجودها في الشام ،يجمعون لهم الضرائب ، ويجندون لهم الجنود من أبنائهم ليكونوا ضمن الجيوش الرومانية في حروبها ضد أعدائها.
    وقد تمكن ملوك قضاعة من إخضاع الغساسنة تغلبوا عليهم في أواخر القرن الثالث للميلاد .
    لقد كانت قبيلة بلي تمثل رأس الحرب لقضاعة ،ويبدوا أن الرياسة كانت فيهم عند بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم وليس أدل على ذلك من أن القوة الرئيسة العربية التي قاتلت المسلمين في معركة مؤته لحساب الروم كانت من قضاعه ،حيث كان قائد العرب المتنصره واكثرهم من قضاعه احد سادات قضاعة من قبيلة بلي واسمه مالك بن رافله البلوي ،والذي لقي مصرعه في هذه الموقعه،والذي كان يأتمر بأمره اكثر من مأئة ألف على حد قول بعض الروايات .
    ومن المصادفات العجيبة أن نرى في المعسكر الاسلامي أن الذي انقذ الراية الاسلامية من السقوط بعد استشهاد قادة مؤتة الثلاثة رجل من قبيلة بلي .
    أن الإمبراطورية البيزنطية ما كان لها أن تعين رجلاً من قبيلة بلي على هذا الجيش العظيم لو لم تكن لهذه القبيله مكانه خاصه في شمالي الجزيره العربية ،ولعل قبول القبائل العربية في شمالي الجزيره العربية بقيادة مالك البلوي هو بمثابة إقرار لسيادة هذه القبيلة في تلك المنطقة .
    وكما تقدم رأينا أن الإمبراطوريه البيزنطيه تعتمد على ريجالات قبيلة بلي في مصر في نقل تجارتها من الهند وهذا أن دل على شي إنما يدل على مراعاة حرمة هذه القبيلة عند الإمبراطوريه البيزنطيه اينما حلت .
    لقد كانت قبيلة بلي معروفه بين القبائل باالوفاء والكرم ،والشجاعه والامانه ونبل الاخلاق ، وليس أدل على ذلك من شهادة ابنة حاتم الطائي سفانة لها, التي وقعت في اسر المسلمين, ثم من عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم وأطلق سراحها , وقال لها: لا تعجلي حتى يجيء من قومك من يكون لك ثقة يبلغك بلادك.. فقالت: وأقمت حتى قدم ركب من قبيلة بلي, فجئت الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله قد قدم رهط من قوم لي منهم ثقة وبلاغ, فكساني الرسول صلى الله عليه وسلم وحملني وأعطاني نفقة, فخرجت معهم حتى قدمت الشام, مما كان سبباً في اسلام أخيها عدي بن حاتم الذي غدا فيما بعد من كبار قادة الفتح الإسلامي, ومن هذا الخبر يتضح لنا بأن العلاقة ما بين طيء وبلي كانت على افضل مايكون والا لما وثقت بهم سفانة, والأمر الاخر بأن تجار قبيلة بلي كانوا دائمي التردد على المدينة المنورة قبل إسلامهم, خاصة اذا علمنا بأن بطوناً من بلي كانت قد استقرت في المدينة, وتحالفت مع الأوس والخزرج, وشاركت في يوم بعاث.
    كما ان قبيلة بلي ربطتها مصاهرات عديدة مع القبائل العربية في الجزيرة العربية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ان بنو هذيل ابن مدركة بن إلياس كان له من الولد سعد ولحيان ، وعميرة ، وهرمة ، أمهم ليلى بنت فران بن بلي كما ان خؤولة الصحابي الجليل عمرو بن العاص (رضي الله عنه ) من قبيلة بلي ، فضلاً عن العديد من الصحابة الآخرين الذي سنسلط الضوء عليهم في هذه الدراسة .
    لقد كانت قبيلة بلي بحكم مجاورتها للإمبراطورية البيزنطية واحتكاكها المباشر مع نصارى بلاد الشام شديدة التأثر بالنصرانية ، فاعتنق بعض افرادها هذة الديانة ، إلا ان القسم الاكبر بقي على الوثنية يشارك بقية القبائل الحج إلى بعض الاصنام ، والتي من اشهرها : ( الاقيصر )الذي كان في مشارف الشام وكانت تعظمة قضاعة ، ولخم ، وجذام ،وعاملة ، وغطفان ، كما كان هناك صنم آحر يبدو ان هذه البيلة كانت تعظمة يقال لة ( باجر ) فضلاً عن تعظيمها لاصنام العرب المشهورة .
    ويجب التنبية ان الحديث هنا هو عن قبيلة بلي في شمالي الجزيرة العربية ، ولم يشمل الحدث عن بطون بلي في المدينة المنورة ، والتي سنلقي عليها الضوء من خلال الحديث عن موقف هذة القبيلة من الإسلام .


    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  4. #4
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    879

    افتراضي رد: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية ( متجدد )

    الباب الأول :
    دور قبيلة بلي في نصرة الإسلام



    الفصل الأول :
    موقف قبيلة بلي من الإسلام

    لقد وقفت قبيلة بلي (الام ) في شمالي الجزيرة العربية ضد دعوة المصطفى e شأنها شأن القبائل العربية الأخرى في الجزيرة العربية التي رأت في قيام دولة إسلامية قضاءً على سلطانها ونفوذها وتقييداً لحركتها وحريتها التي كانت تسرح وتمرح في ظل أعراف وتقاليد لاتتلاءم في معظمها مع تعاليم الدين الجديد ولكن موقف قبيلة بلي المعارض لدعوة الإسلام كان يذكيه فضلاً عن الإعتبارات السابقة ولاؤها للإمبراطوريةالبيزنطية ، التي جعلت من أفراد هذه القبيلة والقبائل القضاعية الأخرى حراساً لحدودها مع الجزيرة العربية.
    لقد كان أول احتكاك مباشر من الناحية العسكرية مابين قبيلة بلي والدولة الإسلامية في السنة الثامنة للهجرة عندما حشدت الإمبراطورية البيزنطية مائة ألف من متنصرة العرب في مؤتة لقيادة رجل من بلي يقال له مالك بن رافلة ،الذي قتل في هذة الموقعة كما تقدم .
    والمتأمل لهذا الخبر مرة أخرى يلحظ بان الزعامة في شمالي الجزيرة العربية كانت لقبيلة بلي ، بدليل ان القبائل العربية المتحالفة في مؤتة والمكونة من بهراء ،ووائل،وبكر ، ولخم ،وجذام ، لم يعترضوا على إمارة مالك ابن رافلة ،دلالة على تسليمهم وانقيادهم واعترافهم بتميز هذة القبيلة وزعيمها . لا بل ان اختيار مالك من قبل بيزنطة يدل دلالة لاتقبل النقاش على مكانة هذة القبيلة في هذة الفترة من الناحية العسكريه والسياسيه ، فالأختيار لم يكن عشوائياً ، بل كان يراعي حسابات قبليه دقيقة .
    ويبدوا ان قبيلة بلي لم تقبل بنتيجة موقعة مؤتة ، فاخذت بدعم من الإمبراطورية البيزنطية تحرض القبائل في شمالي الجزيرة العربية على الدولة الإسلامية ، وتحشد الحشود من أجل غزو المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية الناشئة ، وفور تلقي المصطفى e لهذة الأنباء المزعجة ، سارع بتوجية حملة عسكرية اختير قائدها بعناية فائقة .. فقد وقع الأختيار على الصحابي عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) الذي تعتبر قبيلة بلي خؤولتة وذلك من أجل استئلاف قلوبها ، ولتقدر خطورة جموع قبيلة بلي ان المصطفى e أرسل خيرة اصحابة في هذة الحملة امثال : الصديق ، الفاروق ، ابو عبيدة (رضي الله عنهم ) ، وذلك بعد ان طلب عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) النجده ، فبلغ عدد جيش عمرو بن العاص (رضي الله عنه ) خمسمائة مقاتل فاسروا في الليل والنهار ، حتى وطىء الجيش بلاد بلي ودوخها حتى انتهى إلى أقصى بلاد بلي ، وعذرة ، وبلقين ،في الغزوة المعروفة بذات السلاسل .
    لقد كانت هذة آخر محاولة لقبيلة بلي لمقاومة الدعوة الإسلامية داخل حدود الجزيرة العربية ، وبدأت هذة القبيلة تلاحظ انفضاضالقبائل العربية من حولها وانضمامها لدولة المصطفى e ، فأخذت تراقب الأوضاع ، وتصيخ أذانها لاخبار هذا الدين الجديد .
    لقد بدا شعاع هذا الدين يتسرب إلى أبناء قبيلة بلي (الأم) من خلال الإحتكاك المباشر مع دعاة المصطفى e نفسة ، ورؤيتة للمعجزات بأم أعينهم ، فيروي لنا المقزيزي ، أن الذي فرج عن الجيش الاسلامي عندما اشتد به العطش في تبوك ،امرأة من بلي ، فقال :عطش العسكر في تبوك فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأرسل أسيد بن حضير في يوم صائفوهو متلثم ،فقال :عسى أن نجد لنل ماء –فخرج أسيد –وهو فيما بين الحجر وتبوك –فجعل –يضرب في كل وجه ،فوجد رايوة من ماء مع امرأةمن قبيلة بلي ،فكلمها وأخبرها خبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت :هذا الماء ,فانطلق به ,فدعا فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالبركه
    ثم قال هلموا اسقيكم فلم يبق معهم سقاء إلا ملأوه ثم دعا بركابهم وخيولهم فسقوها حتى نهلت وفي روايه ولما قدمت على أهلها قالوا لها :لقد احتبست علينا قالت :حبسني أني رأيت عجباً من العجب ارأيتم مزادتي هاتين ؟فوالله لقد شرب منها قريب من سبعين بعيراً ،واخذوا من القرب والمزاد والمطاهر مالا احصي ثم هما الان اوفر منهما يومئذ، فلبثت شهراً عند أهلها ثم أقبلت في ثلاثين راكباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت واسلموا .
    وفد قبيلة بلي على رسول الله e :
    في شهر ربيع الأول من السنة التاسعة للهجرة نور الله قبيلة بلي (الأم) للإسلام ،وجاء وفدهم الى المديبه المنوره ،ليعلن إسلامهم أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيادة شيخهم أبو الضبيب ،فنزلوا على الصحابي الجليل رويفع بن ثابت البلوي (رضي الله عنه )، وأنزلهم في منزله ،ثم قدم بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:هؤلاء قومي ،فقال له رسول الله e ( مرحباً بك وبقومك ) ،فأسلموا، وقال لهم رسول اللهe (الحمد لله الذي هداكم للإسلام ،فمن مات منكم على غير الإسلام فهو في النار ) .
    وفي روايه أكثر تفصيلاً عن رويفع بن ثابت البلوي (رضي الله عنه ) قال :قدم وفد قومي ،فأنزلتهم علي ،ثم خرجت بهم حتى انتهينا الى رسول اللهe وهو جالس في اصحابه ،فسلمنا عليه فقال صلى الله عليه وسلم رويفع ؟فقلت: لبيك ،قال : من هؤلاء القوم ؟ قلت : قومي يا رسول الله ، قال : مرحباًبك وبقومك . قلت : يارسول الله قدموا وافدين عليك ، مقرين بالإسلام ،وهم على من ورائهم من قومهم ،فقال رسول اللهe : " من يرد الله به خيراً يهديه للإسلام " فتقدم شيخ الوفد أبوالضبيب فجلس بين يدي رسول اللهe ، فقال :يارسول الله أنا وفدنا إليك لنصدقك ،ونشهد أنك نبي حق ونخلع ما كنا نعبد وكان يعبد آباؤنا ، فقال r ( الحمد لله الذي هداكم للإسلام فكل من مات على غير الإسلام فهو في النار )
    وقال أبو الضبيب : يا رسول الله إن لي رغبة في الضيافة ، فهل لي في ذلك أجر ؟ قال r : نعم وكل معروف صنعته إلى غني او فقير فهو صدقة ) فقال : يا رسول الله وما وقت الضيافة؟ قال r ( ثلاثة أيام فما بعد ذلك صدقة ، ولا يحل للضيف أن يقيم عندك فيحوجك ( أي يضيق عليك ) وفي لفظ : فيؤثمك ، أي يعرضك للإثم ،أي تتكلم بسيء القول ، قال : يا رسول الله ، أرأيت الضالة من الغنم أجدها في الفلاة من الأرض قال r : هي لك أو لأخيك أو للذئب ، قال : فالبعير ؟ قال : مالك وله ؟ دعه حتى يجده صاحبه .
    قال رويفع رضي الله عنه : ثم قاموا فرجعوا إلى منزلي ، فإذا رسول الله r يأتي منزلي يحمل تمراً، فقال : استعن بهذا التمر ، فكانوا يأكلون منه ومن غيره ، فأقاموا ثلاثة أيام ، ثم ودعوا رسول الله r وأجازهم ورجعوا إلى بلادهم .

    وتذكر لنا المصادر بأن بطون بلي الأخرى المنتشرة في مختلف أنحاء الحجاز بدأت تتوافد على رسول الله r ، وقد أوردت لنا تلك المصادر نص كتاب كتبه المصطفى لأحد هذه الوفود وهو وفد بني جعيل من قبيلة بلي وجاء نص الكتاب على النحو التالي : إنهم رهط من قريش ، ثم من بني عبد مناف ، لهم مثل الذي لهم وعليهم مثل الذي عليهم .وإنهم لا يحشرون ولا يعشرون ، وإن لهم ما أسلموا عليه من أموالهم . وإن لهم سعاية نصر وسعد بن بكر وثمالة وهيل .
    وبايع رسول الله r على لك : عاصم بن أبي صيفي ، وعمرو بن أبي صيفي ، والأعجم بن أبي سفيان ، وعلي بن سعد ، وشهد على لك العباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ، وأبو سفيان بن حرب "
    ونص هذا الكتاب يؤيد الرواية التي جاءت في الإصابة بأن قسماً من بلي قد حالف على ما يبدو عبد مناف فنسبوا إليهم ، فقد روى البغوي من طريق عبد العزيز بن عمران عن جهم بن مطيع عن علي بن جهم البلوي عن أبيه قال : وافانا رسول الله r فسألنا من نحن فقلنا نحن بنو عبد مناف ..."
    وبرجوع وفد بلي إلى مضاربة تبدأ صفحة الجهاد والتضحية من أجل التمكين لدين الله في الأرض باللسان والسنان ، وهذا ما سنعيش معه في الصفحات التالية إن شاء الله .

    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  5. #5
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    879

    افتراضي رد: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية ( متجدد )

    موقف قبيلة بلي من الإسلام في مكة المكرمة:
    إن المتأمل لتاريخ هذه القبيلة العريقة يلاحظ بشكل عام أن موقفها من دعوة الإسلام ينقسم إلى قسمين : موقف القبيلة الأم في شمالي الجزيرة العربية ومشارف الشام ، الذي لاحظنا بأنة يتصف بالعداء والمقاومة للدعوة الإسلامية وصلت إلى حد قيادة الجموع العربية في غزوة مؤتةلكسر شوكة الدولة الإسلامية الناضة، أو من خلال الحشود التي تلت موقعة مؤتة ، وأعني بذلك الحشود التي كانت سبباًفي موقعة ذات السلاسل .
    أما القسم الثاني لموقف هذة القبيلة ، فكان متمثلاً بتلك الجماعات التي انفصلت عن القبيلة الأم ، واستقرت في المدينة المنوره ، وتحالف بعضها مع الأوس وبعضها الآخر مع الخزرج ، فهؤلاء موقفهم يختلف تماماً عن موقف القبيله الأم ، فكانوا أنصاراً للإسلام منذ فترة مبكرة ، وناصروا الرسول r باللسان والسنان ، ولم يتخلفوا عنه في موقعة من مواقعة مع الأعداء ، لا بل أن أفراداً من هذة القبيلة أسلموا على يد رسول الله r منذ فترة مبكرة من حياة الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة .
    فتحدث كتب السيرة والتاريخ والتراجم أنة كان أحد الستة الذين لقوا رسول الله r قبل بيعة العقبة الأولى أحد أفراد هذة القبيلة وهو الصحابي مالك بن التيهان بن مالك أبو الهيثم البلوي ، حليف بني عبد الأشهل ، وشارك كذلك ببيعتي العقبة الأولى والثانية ، وهو أول من بايع رسول الله r ليلة العقبة فيما زعم بنو عبد الأشهل .
    لقد استيقظت الفطرة عند أبي الهيثم منذ فترة مبكرة من حياتة ، فكان من الموحدين في جزيرة العرب هو وأسعد بن زرارة ، وكان يكرة الأصنام في الجاهلية ، ويؤكد ابن سعد انه أول من أسلم من الأنصار في بمكة ، ويجعلة في الثمانية نفر الذين آمنوا برسول الله r بمكة من الأنصار ، فأسلموا قبل قومهم ، وفي الستة نفر الذين لقوا رسول الله r من الانصار بمكة فأسلموا قبل قومهم وقدموا المدينة وأفشوا بها الإسلام .
    ويذكر ابن سعد ايضاً ان أبا الهيثم شهد العقبة مع السبعين من الأنصار وهو أحد النقباء الاثني عشر ، وآخى الرسول r بينه وبين عثمان بن مظعون .
    وكان رسول الله r يبعثة إلى خيبر خارصاً فخرص عليهم التمر ، وذلك بعد استشهاد عبد الله بن رواحة ، فلما توفي النبي r طلب منة الصديق ( رضي الله عنه ) أن يخرص فأبى ، فقال له : قد خرصت لرسول الله r فقال : إني كنت إذا خرصت لرسول الله r فرجعت دعا لي ، قال : فتركة .
    ولم يكن أبو الهيثم البلوي الوحيد الذي سجل لنا التاريخ اسمه في صحيفة السابقين للإسلام ، فهناك غيرة الكثير من أبناء هذة القبيلة ، فمنهم أيضاً على سبيل المثال لا الحصر يزيد بن ثعلبة بن خزمة البلوي الذي شهد بيعتي العقبة الولى والثانية ، وكذلك شهد العقبتين الصحابي معن بن عدي البلوي الأنصاري حليف الأوس الذي بايع المصطفى r على السمع والطاعة في الشدة والرخاء ، فلم يحنث ببيعته فكان مثالاً للجندي المجاهد المتفاني في خدمة دينه وطاعة قائده المصطفى r ، فلم يتخلف عن غزوة غزاها النبي r .
    وكان الرسول r قد آخى بينه وبين زيد بن الخطاب ، أخو الفاروق ( رضي الله عنه ) ، فاستشهدا في موقعة اليمامة .
    ومن مواقفة الإيمانيه الصادقة مارواه مالك عن ابن شهاب عن سالم عن ابيه قال : بكى الناس على رسول الله عليه وسلم حين انتقل إلى الرفيق الأعلى وقالوا : والله وددنا أنا متنا قبله ، ونخشى أن نفتتن بعده ، فقال معن بن عدي البلوي : لكني والله مأحب أن اموت قبله ، لأصدقه ميتاً كما صدقته حياً .
    لقد بر بوعده وأخلص لرسوله القائد في حياته وبعد مماته ، وخر شهيداً مع صديقه الأثير زيد بن الخطاب في موقعة اليمامة كما سيأتي .
    ومن الصحابة الآخرين من هذه القبيله الذين شهدوا بيعة العقبه من السبعين من الأنصار ، الصحابي أبو بردة بن نيار البلوي خال الصحابي البراء بن عازب ، الذي شهد مع النبي r كل المشاهد ، والذي تجرد لرفع راية الإسلام منذ أول يوم لدخوله في هذا الدين فتذكر لنا المصادر انه بعد اسلامه كان يكسر اصنام بني حارثة .
    ومن الصحابة ايضاً الذين شهدوا بيعة العقبة الكبرى من بلي عبيد بن التيهان البلوي الذي آخى الرسول صلى الله علية وسلم بينه وبين الصحابه مسعود بن الربيع القاري ، وقد شهد عبيد بدراً وأحداً وقتل يوم احد شهيداً
    ومنهم خديج بن سلامه بن اوس بن عمرو بن كعب البلوي حليف الانصار ، وقال ابن سعد : شهد خديج وزوجه ام منيع بنت عمرو بن عدي بن سنان العقبه وولدت شباث ليلة العقبه ( وشباث بضم أولة وتخفيف ثانيه )
    ومنهم النعمان بن عمرو بن عبيد بن وائلة البلوي الذي شهد بيعه العقبة وشهد بدراً



    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  6. #6
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,570
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    879

    افتراضي رد: أضواء على دور قبيلة بلي في الحضارة العربية الإسلامية ( متجدد )

    الفصل الثاني :
    جهاد أبناء قبيلة بلي مع المصطفى صلى الله علية وسلم :

    غزوة بدر الكبرى ( 17 رمضان 2 هـ / 623 م )
    بعد أن سجل ابناء هذه القبيلة السبق الى الاسلام منذ أن كان مضطهداً في مكة المكرمة نجدهم يبرهنون على صدق ايمانهم في الدفاع عن الدولة الاسلامية الناشئه في المدينه المنوره ، واضاف الى سجل امجادهم صفحات مضيئة من خلال تسابقهم في طلب الشهادة من أجل إعلاء كلمه لا اله الا الله وان محمد رسول الله ، وهذا يتضح من خلال المواقف البطولية التي سجلها أبناء هذه القبيله منذ غزوة بدر الكبرى ، التي اعطت لمن شارك فيه

    ا فضيلة لا تبارى لأنها اللقاء الأول الفاصل ما بين الكفر والايمان،وسنعيش خلال الصفحات التالية مع صور من البطولة والتضحية لأبناء هذه القبيلة من أجل العقيدة ونصرة الإسلام .
    وتطالعنا الصورة الاولى لمواقف ابناء هذه القبيلة عندما يتبارون في التسابق للانضمام الى جيش الرسول r المتوجه الى بدر ،فهاهو الصحابي أبو أمامة ،إياس بن ثعلبة البلوي يختلف مع خاله الصحابي أبو بردة بن نيار البلوي ، حول الخروج الى بدر ، وكانت أم أبو أمامه مريضة وتحتاج إلى رعاية ، فقال الخال لابن أخته أبو أمامه بأن يقيم مع أمه ولا يخرج مع المصطفى r، إلى بدر ، فرد إبن الأخت المتشوق إلى لقاء الأعداء بل أنت ياخال تبقى مع أختك ، وعندما إشتد الجدل بين الرجلين رفع الأمر إلى رسول الله r الذي أمر أبا أمامة بالمقام مع أمه،وخرج أبو بردة ، وعندما رجع المصطفىr وجد أم أبو أمامة قد توفية فصلى عليها.
    اجل انها صورة رائعه ان يتسابق الاقارب في الخير وطلب الدرجات العلى عند رب العالمين وفي ذلك فليتسابق المتسابقون .
    اما سواد بن غزية البلوي الانصاري فيقدم لنا صورة مفعمة بالحب لقائده المصطفى r وتفصيل الامر ان النبي r قبيل الاشتباك مع كفار قريش في بدر أخذ يعدل الصفوف وفي يده قدح أو عود فمر بسواد بن غزيه البلوي فطعنة في بطنه ، فقال : اوجعتني فاقدني ، فكشف المصطفى r عن بطنه فاعتنقه سواد وقبل بطنه ، فدعا له r بخير .
    ويقدم لنا ابن سعد روايه أكثر تفصيلاً من الروايه السابقه حيث يقول : وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع النبي r وهو الذي طعنه النبي r بعود أو سواك في بطنه فماد في بطنه فأثر في بطنه فقال :القصاص يا رسول الله ، قال رسول الله : القصاص ،وكشف له عن بطنه، فقالت الانصار: ياسواد رسول الله ،فقال : ما لبشر احد على بشري من فضل ، قال : وكشف له عن بطنه فقبله وقال اتركها لتشفع لي بها يوم القيامه .
    لقد ابلى سواد بلاءً حسناً في بدر وهو الذي أسر خالد أبن هشام المخزومي يوم بدر ، وقد أستعمله رسول الله r على خيبر كما جاء في رواية ابي سعيد وابي هريره .
    وكان للصحابي الجليل المجذر بن عمروبن أخزم البلوي موقف بطولي في غزوة بدر ، فقد تمكن المجذر الإحاطه بأبي البختري بن هشام ، وكان الرسول r قد نهى عن قتله لمواقفه المشرفه من النبي r في مكة المكرمة قبل الهجرة ، ولكنه قتل على يد المجذر ، فقد لقيه المجذر في المعركة وأصبح تحت رحمة سيفة ، وقال له : يا أبا البختري ،أن رسول الله r قد نها نا عن قتلك ،فاستأسر وكان مع أبي البختري زميل له يقاتلان سوياً ،فقال : وزميلي :فأبلغه المجذر ألامر صادر بشأنه فقط ، أما زميله فلا يمكن تركه بتاتاً فرفض أبو البختري الحياه ،وقال :إذن لأموتن أنا وهو جميعاً ثم اندفع يقاتل وهو يقول :
    لن يسلم ابن حرة زميله حتىيموت او يرى سبيله
    فاضطر المجذر إلى مقاتلته فلا يزال يحاول حتى قتله .
    ومن الجدير بالملاحظة أن أخو المجذر عبد الله ، وابن عمهما عبادة بن الخشاش بن عمرو بن زمزمة البلوي قد شهدوا جميعاًبدر .
    ومن الصحابة من قبيلة بلي الذين شهدوا غزوة بدر الكبرى عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة ،أبو عقيل البلوي ،الذي كان اسمه في الجاهليه عبد العزي فسماه الرسول r عبد الرحمن عدو الاوثان.
    ومنهم عبدالله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن الجد البلوي الأنصاري ،الذي كان بطل من الأبطال المشهود لهم بالشجاعه وفي الوقت نفسه كان يعتز بقبيلته وبشجاعته في أشعاره ،فكان يقول :
    أنا الذي يقال أصلي من بلي أطعن بالصعدة حتى تنثني
    ومنهم ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن الجد البلوي وابن عمه زيد بن أسلم بن ثعلبة البلوي وعبد الله بن طارق بن عمرو بن مالك البلوي وكعب بن عجزة بن أمية بن عدي البلوي والنعمان ابن عصرالبلوي وعبدالله بن عامر البلوي وعامر بن سلمة بن عامر بن عبدالله البلوي والنعمان بن عمرو بن عبيد بن وائلة البلوي وعبدة بن متعب بن الجد بن عجلان البلوي ومتعب بن عبيد ويقال عبدة بن إياس البلوي حليف بني ظفر من الأنصار وعبيد بن أبي عبيد البلوي ومرة بن الحباب بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي ورافع بن عنجدة البلوي وبحاث بن ثعلبة البلوي, وأخوه عبد الله وربعي بن رافع بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان البلوي ومعن بن عدي البلوي ومالك بن التيهان أبو الهيثم البلوي.
    أما الصحابي عاصم بن عدي البلوي فقد خرج مع رسول الله e فكسر فرده النبي e من الروحاء واستخلفه على أهل العالية وأهل قباء لشيء بلغه عنهم, وضرب له بسسهمه وأجره, فاتفقواعلى ذكره في البدريين وأنيف بن جشم ابن عوذ الله بن تاج البلوي.
    إن هذا العدد الضخم من أبناء قبيلة بلي المشاركين في غزوة بدر الذي يقارب الثلاثين من جيش تعداده 313 جندي – أي يقارب 10% - يدل على ثقل حجم هذه القبيلة في المدينة المنورة, ومكانة أفرادها في دولة المصطفى e وهو رقم يحتاج لمزيد من التأمل والتحليل لتسليط الضوء على التركيبة الاجتماعية لسكان المدينة المنورة, ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو ماهي الأسباب التي حدت بهذا العدد الضخم من قبيلة بلي ترك القبيلة الأم والاستقرار في المدينة المنورة ؟ إن المصادر لا تسعفنا للإجابة عن هذا السؤال, ولكن الذي يفهم من المصادر هو أن عوامل تتعلق بنزاعات قبيلة فضلاً عن عوامل سياسية واقتصادية دفعت قسماً من أبناء هذه القبيلة للاستقرار في المدينة المنورة.
    غزوة أحد (15 شوال 3هـ/ 624م):
    إن مشاركة أبناء قبيلة بلي في غزوة بدر كانت كبيرة من الناحية العددية فضلاًعن بطولاتهم وتضحياتهم المباركة فإنه لم يسقط منهم شهداء,ولم تقل مشاركتهم في غزوة أحد عن مشاركتهم في بدر الكبرى إلا أن الذي يميز أحداًأن هذا الجبل المبارك قد درجت على صخوره دماء أبناء هه القبيلة فكان لك شهادة صادقة على إخلاصها وتفانيها في خدمة دينها, كما أننا نسجل بكل تقدير وإعجاب ثبات أبناء هذه القبيلة على الإيمان إذ لم يسجل التاريخ حالة نفاق واحدة من أبناء هذه القبيلة فضلاًعن أنها لم ترتد عندما ارتدت معظم القبائل.
    لقد كانت غزوة أحد غزوة ثأرية عنيفة كانت قريش تسعى بكل طاقاتها استعادة هيبتها التي أهدرت في غزوة بدر الكبرى, وكانت الجاهلية بكل غطرستها قد حشدت كل ما تقدر عليها من أجل الثأر لقتلاها في بدر, وفي الوقت نفسه كان المسلمون يدافعون عن نبيهم وعن دينهم بكل ما أوتوا من قوة, لذا تعد غزوة أحد من أعنف المعارك التي خاضها الجيش الإسلامي في تاريخه المبكر.
    لقد تمكن القرشيون في مرحلة من مراحل القتال من استغلال مخالفة الرماة لأوامر القائد المصطفى e ونزلوا عن الجبل الذي يحمي ظهور الجيش الإسلامي, فالتف خالد ابن الوليد مع فرسانه على الجيش الإسلامي ليغير مجرى المعركة لصالح المشركين, وأصبح وضع المسلمين في غاية الحرج, بعدما استحر بهم القتل, فانفرط عقد الجيش الإسلامي ، خصوصاً عندما سرت شائعة بين الجيش الإسلامي بأن الرسول r قد قتل ،فتخاذل بعض المسلمين عن القتال جزعاً،وانهارت معنويات البعض الآخر .
    وفي هذا الوضع العسكري المنهار والروح المعنوية المدمرة هب الصحابي ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنم البلوي ،حليف الأنصار يصيح بأعلى صوته في قومه الأنصار يحرضهم على مواصلة القتال وعدم الاستسلام لليأس ،وكان يقول :"يامعشر الأنصار إلي إلي أنا ثابت بن الدحداحة،إن كان محمد قتل فإن الله حي لايموت ،فقاتلواعن دينكم ،فإن الله مظهركم وناصركم ".
    فأيقضت هذه الكلمات الواثقة من نصر الله المسلمين فنهض إليه نفر من الأنصار ، فحمل بهم على كتيبة فرسان المشركين التي فيها خيرة شبابهم فيها خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب ، ولكن القوة لم تكن متكافئه لا بل ليس هنا وجه مقارنه لا من حيث العدد ولا من حيث العده ، فكان جميع الصحابه مع ابن الدحداح البلوي مشاة ، وكان المشركون فرساناً ، فكانت النتيجه الحتميه استشهاد جميع أصحاب ابن الدحداحأما هو فهناك من يقول بأن خالد بن الوليد قتله برمح وهناك من يقول وعلى رأسهم الواقدي ، بأنه جرح ثم برأ من جراحاته تلك ، ومات على فراشه من جرح كان قد أصابه ثم انتقض به فرجع النبي r في الحديبه سنه 6ه /627م وقد تبع النبي r جنازته حتى فرغ من دفنه.
    لقد كان أبو الدحداح البلوي من الذين يسارعون إلى الخيرات ، وقد شهد له رسول الله r بالجنه ، ومن نماذج بذله في سبيل الله مارواه ابن شهاب من أن يتيماً خاصم أبا لبابه في نخله فقضى بها رسول الله r لابي لبابه ، فبكى الغلام ، فقال رسول الله r لأبي لبابه : أعطه نخلتك ، فقال : لا ، فقال : أعطه إياها ولك بها عذاق في الجنه ، فقال : لا .
    فسمع بذلك أبو الدحداح ، فقال لأبي لبابه : أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذة ؟ قال : نعم ، فجاء أبو الدحداح رسول الله r فقال : يارسول الله ، النخله التي سألت لليتيم إن أعطيته إياها ألي بها عذق في الجنه ؟ قال نعم . ثم قتل أبو الدحداح شهيداً من إثر جرح جرح به في أحد فقال r نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي رب عذق مذلل لأبي الحداحة في الجنة) .
    لقد عرف هذا الصحابي بالبذل والسخاء والإستجابه لأوامر ربه دون تلكؤ أو تباطؤ ، فلما نزلت الآيه القرآنيه الكريمه نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا )) كان أبو الدحداح نازل في حائط له هو واهله فجاء إلى امرأته ،فقال:اخرجي ياأم الدحداح فقد أقرضته الله عز وجل ،فتصدق بحائطه على الفقراء والمساكين .
    ولم يكن أبو الدحداح الوحيد الذي أبلى بلاء حسناًفي غزوة أحد ،فمن الذين سقطوا شهداء في هذه الغزوة الصحابي المحدر بن ذياد البلوي ، الذي قتل غيلة فأخبر الوحي رسول الله r بقاتله ، فقتله المصطفى r بالمجذر ، وتفصيل ذلك أن المجذر كان قد قتل سويد بن الصامت في الجاهلية ، فهيج قتله وقعة بعاث ، ثم أسلم المجذر ، وأسلم كذلك الحارث بن سويد بن الصامت ، وكان الحارث بن سويد يطلب غرة المجذر ليقتله بأبيه ، فشهدا جميعاً أحد ، فلما اضطرب معسكر المسلمين بعد نزول الرماة ، انتهز الحارث بن سويد وجاء المجذر من الخلف فضرب عنقه وقتله غيلة ، فأتى جبريل ( عليه السلام )رسول الله r فأخبره بأن الحارث بن سويد قتل المجذر غيلة ، وأمره أن يقتله به ، فقتل رسول الله r الحارث بن سويد بالمجذر بن زياد ، وكان الذي ضرب عنقه بأمر رسول الله r عويم بن سعادة على باب مسجد قباء .
    هذا وقد دفن المجذر بن ذياد البلوي ، والنعماء بن مالك ، وعبدة بن الخشخاش البلوي في
    قبر واحد .
    ومن شهاء بلي في غزوة حد الذين سقطوا وهم يذبون عن رسول الله r الصحابي عبدالله بن سلمه بن مالك بن الحارث بن عدي البلوي ، أبو محمد الذي آمن برسالة الإسلام منذ فترة مبكرة ، وتشرف بالمشاركة في غزوة بدر الكبرى ، وقد كان شجاعاً مقداماً ، سقط شهيدا مقبلاً غير مدبر .
    وعندما نقل الخبر لأمه أنيسه بنت عدي الأنصارية البلوية احتسبته عند الله ، ولكن عاطفة الأمومة قد دفعتها إلى الإستئذان من رسول الله r بنقل جثته من موقع المعركة في أحد إلى المدينة المنورة لتأنس به ، فأستجاب الرسول r لهذا الموقف العاطفي فأذن لها فنقلته إلى المدينة على ما رواه أصحاب السير ، فعدلته بالشهيد المجذر بن ذياد ، على ناضح ( بعير) في عباءة ، فمرت بهما فعجب لهما الناس ، وكان عبدالله ثقيلاً جسيماً ، وكان المجذر قليل اللحم ، فقال النبي r سوى ما بينهما عملهما .
    وقد ذكر ابن سعد أن الذي قتل عبد الله بن سلمه يوم أحد في شوال ، عبد الله بن الزبعري .
    ومن الذين درجوا بدمائهم سفوح أحد أيضاً الصحابي عبيد بن التيهان البلوي ، قتله عكرمه بن أبي جهل .
    وممن شهد أحد من أبناء قبيله بلي أيضاً .... الصحابي عبيد بن أبي عبيد البلوي ورافع بن عنجدة البلوي وبحاث بن ثعلبة البلوي وأخوه عبد الله ومالك بن التيهان أبو الهيثم البلوي ومرة بن الحباب بن عدي البلوي ومعن بن عدي البلوي وعبدة بن مغيث بن الجد البلوي وأبنه شريك بن عبدة وربعي بن رافع بن الحارث البلوي وأبو بردة بن نيار وكان فرسه أحد فرسين في أحد فرس لرسول الله r وأخرى لابي بردة وزيد بن أسلم وهو أبن عم الصحابي زيد أبن ثابت بن أقرم ونعمان بن عصر ومتعب بن عبيد البلوي وسواد بن غزية البلوي والصحابي معن بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي وعبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة أبو عقيل البلوي وعبد الله بن طارق البلوي وغيرهم .
    وهكذا نرى مرة آخرى كثافة مشاركة أبناء هذه القبيلة في غزوة أحد قفد بلغ عدد المشاركين فيها ما يقارب الثلاثين ،سقط منهم سبعة شهداء أي 10% من اجمالي عدد شهداء احد وهي شهادة اخرى على بلاء هذه القبيلة في خدمة الإسلام ،وكأن الفرع الذي سكن المدينه المنورة أراد أن يكفر عن خطيئة القبيلة الأم في الشمال التي تأخر إسلامها الى السنه التاسعه من الهجره .


    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 6 (0 من الأعضاء و 6 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا