شكرا للأخ /أبو البندري على طرح المفيد .....
الحمد لله رب العالمين0 والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه0 أما بعد
الامتحانات في المدارس والجامعات فيها عبر نستفيدها في واقع حياتنا0 والتفكر فيما بعد موتنا0 ومن ذلك00
1. المراقبة00 فهي تربينا على الرقابة الذاتية0 وحرمة الوقوع في الحرام00 ومن ذلك ما يسمى (الغش) فهو محرم لكونه نوع من أنواع الاختلاس00 والغش في البيوع هو اختلاس أموال الناس بالحرام وذلك ببيعهم سلعاً فيها من العيوب غير المرضية ما يردها الإنسان ويأنف منها0 وهكذا الغش في الامتحانات فإنه جار على غير الحقيقة00 بل فيه من المعايب ما يتنزه العاقل عنها00
فالمراقبة من أهم ما يتربى عليه الطالب أيام الامتحانات00 إذ أن جميع المدرسين يريدون الوصول بالطلاب إلى درجة لا يحتاج أن يكون معهم فيها رقيب أو حسيب0 ويكون الدافع الذاتي حاملاً لهم على الامتناع عن اختلاس المعلومات وسرقتها00
وفي المراقبة يقول الله جل وعلا00(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 00 (اتق الله حيثما كنت0 وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) وقال لابن عباس 00( يا غلام إني أعلمك كلمات00 احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك00)
2. الامتحانات تذكرنا بالامتحان الأكبر والبلاء الأدهى والأَمَرّ وهو00 أن الله جل وعلا خلقنا في هذه الحياة للامتحان والاختبار ليعلم الصادق من الكاذب00 والمؤمن من المنافق، قال الله جل وعلا 00( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) وقال جل وعلا00( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ 0 وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
فإذا كان الطالب يرتعد من ذلك الامتحان ونتائجه00 فكيف بنتائج امتحان الله لنا في هذه الحياة0 حينما تظهر للعبد نتيجته الفاشلة0 فيعطي كتابه بشماله من وراء ظهره0 أو تظهر نتيجة امتحانه الناجحة فيعطى كتابه بيمينه!!.. فهذا والله00هو الأولى والأحرى بالخوف منه0 والمقصود أن المسلم إذا تذكر الامتحان الأكبر الذي خلقنا لأجله هان عليه الامتحان الأصغر0 ويسر الله له ما صعب عليه0
لذا نجد في آيات كثيرة أنه عندما يذكر بلاء الدنيا وعذابها وكدرها نجد الإشارة إلى عذاب الآخرة وبلائها ونكدها كما قال الله عن أهل الحديقة00(كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون)3--
تعلمنا الاختبارات ضرورة التنافس في أعمال الخير التي تقربنا من ربنا، وتدخلنا جنته0 وتبعدنا عن ناره0 لأن كثيراً من الطلاب يتنافسون على المراكز الأولى والنسب العالية00 ولما ذكر الله الجنة وصفاتها الجليلة قال جل وعلا(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)
4 00اللجوء إلى الله في أيام الامتحانات من بعض الشباب0 والدعاء بالفوز والنجاح يذكرنا باللجوء إلى الله في جميع الأحوال0 وخاصة عند النوائب والمصائب00 لأن الله بيده رفع البلاء ودفعه0 وفي ذلك يقول الله جل وعلا00( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) 00وقال عن المضطر الذي ضاقت به السبل وانقطعت عنه الحيل (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ)
5--- الأخذ بالأسباب مما نستفيده من الامتحانات00 لأنَّ الطالب يبذل ما في وسعه من جهد لحفظ المعلومات وفهم الدروس00 وكذا الإنسان في هذه الحياة لا بد أن يبذل وسعه في العمل بالسبب والأخذ به00 ويترك الباقي على الله00 وهذا معنى التوكل على الله 0تعالى00 وفي العمل بالأسباب يقول الله لمريم 0عليها السلام00(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ) فهي امرأة ضعيفة نفساء وحيدة00 والنخلة ضخمة وكبيرة00 ومع هذا يرشدها الله إلى التحريك والهز00 جرياً على سنته في الكون00 أن الأمور بأسبابها ولو كان السبب ضعيفاً00 فإن الله يبارك في ذلك إذا بذل العبد قصارى جهده0
6. أن (من جدّ وجد، ومن زرع حصد) 00ذلك أن الطالب المثابر الجاد في تحصيله سيلقى ما يسره بعد الامتحان00 لأنه بذل ما في وسعه من جهد وطاقة00 والطالب المتكاسل المتغافل يكون مصيره بعد الامتحان الفشل والتحسر على ما فات00 لهذا ينبغي على المسلم أن يكون سباقاً إلى الخيرات0 مقداماً على الباقيات الصالحات00 بعيداً عن الشر، ولهذا فقد ذكر الله في كتابه العظيم عقوبة التقصير في جنبه فقال00(أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)
والمقصود أن نستفيد من الامتحانات الدنيوية ما يهمنا في امتحان الآخرة00 فالذي يقول الله غفورٌ رحيم00 ثم يقترف المعاصي والكبائر ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً00 ويعتمد على رحمة الله00 ولم يعلم أن الله شديد العقاب لمن خالف أمره00 لا شك أنه سيقع في الحبائل والشباك الجهنمية والعياذ بالله00 لأنه تكاسل وتخاذل وخالف الأمر وارتكب النهي00 واعتمد على الرجاء0 فمثله كمثل الطالب المهمل الذي يقول00 أظن أن الامتحان سيكون سهلاً00 وأن المدرس سيساعدني ويسهل علينا الامتحانات0 فلا داعي للمذاكرة والمثابرة! فتأتي المصيبة على رأسه فيخسر العام كله0 كما يخسر الكافر والفاجر العمر كله0 وشتان بين الفريقين00 فتلك خسارة آنية يمكن الفوز بعدها0 لكن خسارة الكافر خسارة سرمدية لا فوز بعدها0 ولكن المقصود من ذلك ضرب المثال وبالمثال يتضح المقال0
هذا0 والله أعلم واقدر وصلى الله وسلم
شكرا للأخ /أبو البندري على طرح المفيد .....
بارك الله فيك على هذا الطرح القيم
ابو البندري
طرح جميل جداً بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
ودمت بود
الف شكر على الطرح
جزاكم الله خيرا وجعل ماكتبتم في ميزان حسناتكم.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات