:: من تحت غبار الأرفف ::
-1-
قبسات من الرسول
كتاب صغير الحجم
قليل الصفحات
ولكنه حوى ما لم تحوه المجلدات
من لمحات ونفحات
وسبحات وسنحات
في عدة أحاديث نبوية عظيمة
سبر كاتبه - محمد قطب - حفظه الله
أعماقاً لا تصل لها عقولنا لولا مداده
وأرجاءاً كانت لا تبين لنا لولا إيماضه
وهو مع هذا
كتاب لذيذ
ماتع لا يمل
تقرؤه وكأن محمد قطب بأسلوبه المبهر
يحدثك وجها لوجه ..
وأنفاسه تعطرك في كل جملة ...
وتنهداته تجدها بين كل سطر ..
اقرؤوا إن شئتم
ما كتبه في مقدمته :
"
ذلك أنه حب سلبي
لا صدى له في واقع الحياة!
وإن صورة الرسول صلى الله عليه وسلم
في قلوب هؤلاء المسلمين
لتعاني عزلة وجدانية عميقة.
إنه هنالك في أعمق أعماقهم .
إنه روح نورانية شفيفة،
إنه سَنى مشرق،
إنه ومضات من النور
الرائق والشعاع المتألق .
إنه روح سارية في حنايا القلب وفي أنحاء الكون ..
ومع ذلك فهو ليس حقيقة
واقعة!
"
ثم اقرؤوا
في تأمله للحديث الأول حين قال :
"
وهي كلم ة بسيطة لا غموض فيها،
ولا صنعة،
ولا " تفنن ".
كلمة -
رغم غرابتها لأول وهلة،
وبدهها للفكر على غرة -
تخرج بسيطة
كبساطة الفطرة،
عميقة
كعمق الفطرة،
شاملة واسعة فسيحة،
تضم بين دفتيها منهج حياة..
منهج الحياة الإسلامية.
"
و اقرؤوا أخيراً :
قوله :
"
رأيت حمرة الشفق المبدعة
ورأيت جمال الصبح الوليد؟
رأيت روعة الجبال
تبهر الأنفاس وتهز الوجدان؟
والبحر الممتد إلى غير نهاية منسرب الموج،
تراه في الليل الساكن كأنما تعمره الأطياف ..
أو
الأشباح؟
والليلة القمراء ..
هل " ذقتها "؟
و " ذقت " طعم السحر في
ضوئها،
وظلها،
وأطيافها الساربة
وحديثها المهموس؟
"
هذا والله أعلم
ولنا معاودة لنزيل أغبرة تراكمت
ونبهجكم بمزيد لألاء لهذه الجواهر
...
المفضلات