السعودية قد ترفع قيمة الريال دون تغيير ربطه بالدولار
قال مصدر سعودي لوكالة الانباء (رويترز) .. ان المملكة العربية السعودية قد تبحث مع منتجي النفط الآخرين في منطقة الخليج العربي رفع قيمة الريال لكن ليس لديها خطط للتخلي عن سياسة ربط سعر صرف الريال بالدولار الأمريكي المتراجع واستبداله بسلة عملات.
وفيما بدا انه إبلاغ لرد سعودي على توقعات متنامية في الأسواق بتحول خليجي في أنظمة ربط سعر الصرف قال المصدر وهو على دراية بالسياسة النقدية للسعودية ان أي رفع في قيمة العملة أكبر مصدر للنفط في العالم سيكون "صغيرا جدا" ويهدف الى صون خطط الوحدة النقدية الخليجية.
ودعمت الامارات ثاني أكبر الاقتصادات العربية بعد السعودية تلك التوقعات هذا الاسبوع عندما قالت انها قد تتخلي عن ربط الدرهم بالدولار وتتحول الى سلة عملات تشمل اليورو كما فعلت الكويت في وقت سابق هذا العام.
وقال سلطان ناصر السويدي محافظ البنك المركزي الاماراتي لرويترز يوم الخميس ان الامارات لن تتصرف بمفردها وستفعل ذلك فقط مع السعودية وجيرانها الآخرين استعدادا للوحدة النقدية.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز "فوجئنا بتصريحاته. تتناقض مع كل ما تم مناقشته على المستوى الاقليمي."
واضاف "لن تتحول السعودية بالتأكيد الى سلة عملات. لم نناقش مطلقا التخلي عن ربط الريال بالدولار سواء خلال اجتماعات وزراء المالية أو محافظي البنوك المركزية."
وقال المصدر ان الحكومة السعودية قد تبحث رفع قيمة الريال. وحتى الآن لم تقل السعودية مطلقا انها ستراجع سعر صرف الريال الذي أبقته مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) عند مستوى 3.75 ريال للدولار منذ يونيو حزيران 1986 .
وقال المصدر "سنستغرق وقتا لرفع القيمة. اذا كان ذلك سيحدث فسيكون صغيرا جدا لإعادة تصويب أسعار العملات الخليجية مع بعضها."
وأضاف "لكن ذلك لن يحدث في الأجل القصير. لن تتخذ المملكة خطوات أُحادية الجانب باتجاه رفع قيمة العملة." ممتنعا عن توضيح الحجم أو الإطار الزمني لأي تحول.
وصعد الريال السعودي الى اعلى مستوياته في 21 عاما عند 3.7148 ريال للدولار يوم الجمعة بعد تصريحات السويدي.
وقال المصدر ان قطر والبحرين والامارات والسعودية قد تقوم معا بتحول باتجاه سعر صرف مشترك مقابل الدولار "لتسهيل الوحدة النقدية".
واتفقت الدول الأربع مع الكويت وسلطنة عمان على إبقاء عملاتها مرتبطة بالدولار حتى تطبيق الوحدة النقدية في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم عام 2010.
لكن عمان اختارت العام الماضي عدم الوفاء بالموعد النهائي والقت الكويت بظلال من الشك على المشروع في مايو آيار عندما بدأت ربط سعر الدينار بسلة عملات قائلة ان ضعف الدولار يجعل بعض الواردات أغلى ثمنا.
ودفع القلق بشأن تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي بعد أزمة قروض الرهن العقاري عالية المخاطر الدولار هذا الشهر الى أدنى مستوياته في 26 عاما أمام الجنيه الاسترليني وأدنى مستوياته في 18 شهرا أمام الين والى مستوى منخفض قياسي أمام اليورو وسلة تضم ستة عملات.
وبخلاف رفع تكلفة الواردات فان ربط أسعار صرف العملات بالدولار يجبر البنوك المركزية على ان تحذو حذو السياسية النقدية الأمريكية للحفاظ على القيمة النسبية لعملاتها في وقت يخفض فيها مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة ويرتفع فيه معدل التضخم في دول الخليج لأعلى مستوياته في عقد.
وقال السويدي ان الامارات تحت ضغوط اجتماعية واقتصادية متنامية للتخلي عن ربط الدرهم بالدولار وان زعماء دول الخليج قد يجتمعون في أي وقت لاتخاذ قرار بتغيير السياسة. واجتماع القمة التالي مقرر في ديسمبر كانون الاول.
وعن قمة زعماء دول الخليج العربية قال المصدر السعودي "لن يبحث الزعماء التخلي عن الربط بالدولار" .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات