شكرا لك على هذه السيره
عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَبدِ الله، وقيل: عبد الله بن عبد الرحمن بن ثعلبة، وقيل: ابن ثبحان البَلَوِىّ الأَنصاريّ الأَوسيّ الإراشي الأنيفي، حليف بني جَحّجَبَى بني ثعلبة بن عمرو، وقيل: حليف الأوس.
أَخرجه أَبو عمر، وأَبو موسى. كان اسمه في الجاهلية: عبد العُزَّى، فسماه النبي صَلَّى الله عليه وسلم عبد الرحمن عدوّ الأوثان. قال الطبري: هو من ولد عَبِيلَة بن قِسمِيل بن فَرَّان.
غلبت عليه كنيته أبو عَقِيل. وكان كاتبًا. شهد بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال جعفر بن عبد الله بن أسلم الهَمْداني: لما كان يوم اليمامة واصطفّ الناس للقتال كان أوّل الناس جُرح أبو عَقيل الأنيفي، رُمي بسهم فوقع بين منكبيه وفؤاده فشَطَبَ في غير مَقْتَلٍ، فأُخْرِجَ السهم ووهن له شقّه الأيسر لما كان فيه، وهذا أوّل النّهار وجُرّ إلى الرّحل فلمّا حَمِيَ القتال وانهزم المسلمون وجازوا
رحالهم ـــ وأبو عقيل واهنٌ من جُرحه ـــ سمع مَعن بن عديّ يصيح بالأنصار: الله الله، والكَرّةَ على عدوّكم، وأعنق مَعن يقدم القوم وذلك حين صاحت الأنصار: أخْلِصُونَا أخْلِصُونَا فأخْلَصُوا رجلًا رجلًا يُمَيّزُون، قال عبد الله بن عمر: فنهض أبو عَقيل قومه فقلت: ما تريد يا أبا عقيل؟ ما فيك قتال، قال: قد نّوه المنادي باسمي، قال ابن عمر: فقلتُ إنّما يقول: يا للأنصار لا يعني الجرحى، قال أبو عَقيل: أنا رجل من الأنصار وأنا أجيبه ولو حَبْوًا، فتحزّم أبو عقيل وأخذ السيف بيده اليمنى مجرّدًا ثمّ جعل ينادي: يا للأنصار كَرّةً كيوم حُنين فاجتمعوا جميعًا يقدمون المسلمين دُرْبَةً دون عدوّهم حتى أقحموا عدوّهم الحديقةَ فاختلطوا واختلفت السيوف بيننا وبينهم، قال ابن عمر: فنظرتُ إلى أبي عَقِيل وقد قُطعت يده المجروحة من المنكب فوقعت الأرض وبه من الجراح أربعة عشر جرحًا كلّها قد خلصت إلى مقتل وقُتل عدوّ الله مُسيلمة، قال ابن عمر: فوقعتُ على أبي عقيل وهو صريع بآخر رمق فقلت: أبا عقيل، فقال: لبّيك، بلسان مُلْتَاث، لمن الدّبْرة؟ قلتُ: أبْشر، ورفعتُ صوتي، قد قُتل عدوّ الله، فرفع إصبعه إلى السماء يحمد الله، ومات يرحمه الله، قال ابن عمر: فأخبرتُ عمر بعد أن قدمتُ خبرَه كلّه، فقال: رحمه الله ما زال يسأل الشهادة ويطلبها وإن كان ما علمتُ من خيار أصحاب نبيّنا صَلَّى الله عليه وسلم وقديمَ إسلامٍ.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات