بارك الله فيك وجزيت خير الجزاء ..
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض فوائد سورة الفاتحه
هذه احدى رسائل شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وذكر فيها بعض فوائد سورة الفاتحة وحيث اننا نقرأها في اليوم الواحد اكثر من سبعة عشر مره فلابد من معرفة معناها وفوائدها واليك ماكتب الشيخ رحمه الله :
(الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين )
قال الشيخ رحمه الله : تضمنت ثلاث آيات ثلاث مسائل :
(الآية الاولى )فيها المحبة ، ان الله منعم والمنعم يُحب على قدر إنعامه . والمحبة تنقسم على اربعة انواع :
المحبة الاولى:
محبه شركية وهم الذين قال الله فيهم ومن الناس من يتخذ من دون الله انداداً يحبونهم كحب الله ) الى قوله تعالى (وماهم بخارجين من النار) .
المحبة الثانية :
حب الباطل وأهله ، وبغض الحق واهله. وهذه صفة المنافقين .
المحبه الثالثه :
طبيعيه وهي محبة المال والولد ، اذا لم تشغل عن طاعة الله ولم تُعِن على محارم الله فهي مباحة .
والمحبة الرابعة :
حب اهل التوحيد وبغض اهل الشرك ، وهي أوثق عرى الإيمان . وأعظم مايعبد به العبد ربه .
(الآية الثانية) فيها الرجاء.
(الآية الثالثة ) فيها الخوف .
(إياك نعبد) أي أعبدك يارب بما مضى بهذه الثلاث :
بمحبتك ,
ورجائك ,
وخوفك .
فهذه الثلاث أركان العبادة , وصرفها لغير الله شرك . وفي هذه الثلاث الرد على من تعلق بواحدة منهن ، كمن تعلق بالمحبة وحدها أو تعلق بالرجاء وحده او تعلق بالخوف وحده , فمن صرف واحده منهن لغير الله فقد أشرك.
وفيها من الفوائد الرد على الثلاث الطوائف التي تتعلق بواحده منها كمن عبد الله تعالى بالمحبة وحدها ، وكذلك من عبد الله بالرجاء وحده كالمرجئة ، وكذلك من عبد الله بالخوف وحده كالخوارج .
(إياك نعبد وإياك نستعين ) فيها توحيد الألوهية ، وتوحيد الربوبية .
(اهدنا الصراط المستقيم ) فيها الرد على المبتدعين .
وأما الآيتان الأخيرتان (صراط الذين انعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضآلين )
ففيهما من الفوائد ذكر احوال الناس . قسمهم الله تعالى ثلاث اصناف :
1ــ منعم عليهم ،
2ــ ومغضوب عليهم ،
3ــ وضال .
فالمغضوب عليهم أهل علم ليس معهم عمل , والضالون أهل عبادة ليس معها علم ، وإن كان سبب النزول في اليهود والنصارى فهي لكل من اتصف بذلك . والثالث من اتصف بالعلم والعمل وهم المنعم عليهم .
وفيها من الفوائد التبري من الحول والقوة , للأنه منعم عليه ، وكذلك فيها معرفة الله على التمام ونفي النقائص عنه تبارك وتعالى . وفيها معرفة الانسان ربه ، ومعرفة نفسه ، فإنه إذا كان هنا رب فلابد من مربوب ، وإذا كان هنا راحم فلابد من مرحوم ، وإذا كان هنا مالك فلابد من مملوك , وإذا كان هنا عبد فلابد من معبود ، وإذا كان هناهاد فلابد من مهدي ، وإذا كان هنا منعم فلابد من منعم عليه ، وإذا كان هنا مغضوب عليه فلابد من غاضب .
فهذه السورة تضمنت الألوهية والربوبية ، ونفي النقائض عن الله عز وجل ، وتضمنت معرفة العبادة واركانها . والله اعلم .
انتهى كلامه رحمه الله
وبالتوفيق للجميع..
عن عبد الله بن عمر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) وكان ابن عمر يقول إذا امسيت فلا تنتظر الصباح و إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك . رواه البخاري .
بارك الله فيك وجزيت خير الجزاء ..
جزاك الله خيرا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات