و هذا الخبر الذي كان متوقعاً
.
مشروع جسر مصري سعودي يقلق إسرائيل
وليد محمود
الموقع المقترح للجسرالرياض- من المتوقع أن يضع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال زيارته لمنطقة تبوك الأسبوع المقبل حجر الأساس لمشروع جسر يربط بريا بين المملكة ومصر، وبالتالي بين المشرق والمغرب العربي، ليكون على غرار جسر الملك فهد بين المملكة والبحرين. يأتي ذلك فيما أعربت وسائل إعلام إسرائيلية عن قلقها من بناء هذا الجسر. وتقدر تكاليف الجسر بأكثر من 3 مليارات دولار، ويتم تمويله عبر تكتل من المستثمرين تقوده كل من شركة "الخرافي" الكويتية و"سعودي أوجيه" و"بن لادن"، وبتحالف من قبل الشركات المصرية بقيادة "المقاولون العرب"، وفقا لما أوردته جريدة "الجزيرة" اليوم الأربعاء.
وسيربط الجسر -الذي يستغرق إنشاؤه سنوات- بين رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية ومنتجع شرم الشيخ المصري، عبر جزيرة تيران بخليج العقبة بطول يصل إلى 23 كيلومترا.
وأوضح المهندس فؤاد عبد العزيز، رئيس الجمعية العربية للطرق بالسعودية، في تصريحات سابقة أن "هذه المنطقة تعد أقل مسافة بين مصر والسعودية، مشيرا إلى أن وجود الجزيرة في منتصف المسافة سيسهل كثيرا من إنشاء الجسر".
وبيّن أن الفكرة الأساسية للجسر تعتمد على إنشاء "كوبري" معلق بين الحدود المصرية وجزيرة تيران بطول 3 كيلومترات، ثم يكون امتداد الجسر عبر الجزيرة إلى الحدود السعودية بالطرق التقليدية لإنشاء الكباري.
وكان من المقرر وضع حجر الأساس خلال زيارة العاهل السعودي لمنطقة تبوك اليوم الأربعاء، ضمن جولة تفقدية لمناطق الحدود الشمالية والجوف وتبوك كان يفترض أن تبدأ السبت الماضي، إلا أن الجولة برمتها أرجئت لثلاثة أيام بعد وفاة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة.
وذكرت "الجزيرة" أن الرئيس المصري حسني مبارك سيحضر مراسم وضع حجر الأساس، فيما لم يرد نفي أو تأكيد حتى الآن من قبل المسئولين السعوديين بشأن موضوع الجسر برمته.
ويتوقع أن يختصر الجسر المسافات والزمن، ويفسح المجال لكثير من الاتفاقيات والتعاونات التجارية بين الرياض والقاهرة.
ووفقا لمحللين اقتصاديين، فسينعش الجسر الحركة التجارية بين البلدين، ويصبح ممرًا دوليا لكل دول الخليج العابرة إلى دول شمال إفريقيا؛ وهو ما يسهم في تحقيق تنمية شاملة لكل المنطقة الشمالية السعودية وخاصة تبوك، كما سيعمل على إنعاش الحركة التجارية في ميناء ضباء، بجانب تعظيمه من المكانة السياحية لمنتجع شرم الشيخ الذي يقبل عليه سياح الخليج.
وكانت صحيفة "أراب نيوز" السعودية قد ذكرت الخميس الماضي أن المشروع الذي طرحت فكرته منذ عدة عقود تقرر إطلاقه إثر غرق عبّارة مصرية (السلام 98)، كانت تقل ركابا مصريين وسعوديين، في البحر الأحمر في فبراير 2006؛ وهو ما أدى لمقتل ما يزيد عن ألف شخص معظمهم مصريون.
ويتوقع أن يسهم الجسر في إيقاف نزيف الدم على طريق الحج البري بين مصر والسعودية، إضافة إلى تأمينه راحة أكبر لعشرات الآلاف من الحجاج والمعتمرين، خاصة في اختصار الوقت الذي تستغرقه الرحلة حاليا.
كما يتوقع أن يسهم في الحد من استخدام العبارات؛ وهو ما سيقلل من المخاطر التي تتعرض لها العمالة المصرية المتنقلة بين البلدين.
قلق في إسرائيل
من جهته، أعرب موقع "ديبكا"، التابع للاستخبارات الإسرائيلية، عن مخاوفه إزاء مشروع إنشاء الجسر، معتبرًا أنه ستكون له عواقب وخيمة على الوضع الاقتصادي والإستراتيجي والعسكري والجيولوجي لإسرائيل.
وذكر تقرير للموقع أنه رغم "العواقب الوخيمة" للمشروع فإن المسئولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين ليس لديهم أي معلومات بشأنه، وإن الحكومة الإسرائيلية لم يردها إخطار حول هذا المشروع من قبل مصر أو السعودية.
وأشار الموقع الاستخباري إلى عدد من "النتائج المخيفة" لهذا المشروع على أمن إسرائيل، منها التقليل من الأهمية الاقتصادية لميناء إيلات الإسرائيلي على خليج العقبة في نقل النفط، مشيرا إلى أن شبكة أنابيب نفطية -ستقام تحت الجسر الجديد- ستكون بديلا متميزا للعديد من الدول.
ورأى الموقع أيضا أن المشروع سيحول شرم الشيخ إلى نقطة اتصال بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية؛ "فتصبح بذلك "ماربيلا" أخرى أو "أبو ظبي الشرق الأوسط"، في الوقت الذي سيخفت فيه دور ميناء إيلات، والذي يفصل جغرافيا بين المشرق والمغرب العربي، منذ إنشاء إسرائيل عام 1948.
ولفت موقع "ديبكا" أيضا إلى ما سيترتب على المشروع من تسهيل الانتقال لرجال الأعمال والمواطنين والحجاج العرب بين ضفتي العالم العربي بأقل التكاليف، فيما سيتضاءل حجم إيلات على خارطة السياحة العالمية.
كما أعرب التقرير عن مخاوف الاستخبارات من أن يؤدي المشروع إلى نقل سريع لوحدات عسكرية سعودية إلى شبه جزيرة سيناء في مصر، وتمركزها على امتداد الحدود الجنوبية الإسرائيلية، وإغلاق مضيق تيران أمام حركة السفن الحربية الإسرائيلية وشاحنات النفط القادمة إلى ميناء إيلات.
وألمح إلى إمكانية تفجر صراع مسلح على خلفية هذا المشروع الضخم، مشيرا إلى أن إسرائيل أعلنت الحرب عام 1967 حينما أغلق (الرئيس المصري الراحل جمال) عبد الناصر مضيق تيران أمام حركة السفن الإسرائيلية.
فكرة قديمة
وسبق الحديث عدة مرات عن فكرة الجسر؛ ففي عام 2005 أعلن وزير النقل المصري أن هناك دراسة تجرى حاليا لإنشاء أول جسر بري يربط بين مصر والسعودية من أقرب نقطتين بين البلدين، وهما "ضبا" و"شرم الشيخ".
وأشار الوزير إلى وجود دراسة مستفيضة أمام أحمد نظيف رئيس الوزراء حول الجسر الذي سينهي تماما مشاكل رحلات الحج والعمرة بالنسبة للمصريين.
وتتشابه فكرة الجسر السعودي - المصري مع جسر الملك فهد الذي يربط السعودية والبحرين، وبدأ العمل فيه سنة 1982، بتكلفة بلغت نحو 3 مليارات ريال سعودي.
.
المفضلات