تمهيــد :
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال ) رواه البخاري ومسلم.
هذا الحديث من معجزات النبي الخاتم من الناحية الغيبية فبرغم مرور أربعة عشر قرن تجول فيها الطاعون في الكثير من بلاد العالم ومدنها وقراها إلا أنه لم يدخل المدينة المنورة علي الإطلاق وأما الشق الأخر من الحديث فهو وقوف المدينة المنورة في وجه المسيح الدجال مع ذكر أبواب دخولها (أنقابها السبعة) التي لم يتحقق وقوعها إلا منذ سنوات قريبة مع تخطيط ومشاريع الطرق الحديثة للمدينة المنورة.
كل ما يرد في هذا الموضوع هو اجتهاد قمت بوضعه اعتمادا على الثابت لدينا في صحيح كتب أهل السنة و الجماعة وما ورد في الحديث الشريف بخصوص ورود المسيح الدجال إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، و عجزه عن دخولها.
صورة لولاية أصبهان في إيران
الدجــــــــــــال ! بأي ديـن يـدين؟
على الأرجــح أنه يـهوديـا ثم طلب من الله أن ينظره ويطيل عمره حتى أحداث أخر الزمان سعياً منه في طلب الكفر بغرور وجحود لكي يفتن الناس وكما فعل إبليس وطلب من الله سبحانه ذلك وأجاب طلبه ( قال انظرني ليوم يبعثون, قال إنك من المنظرين ) الأعراف (15,14).
قال الرسول صلى الله عليه وسلم " يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألف عليهم الطيالسة " صحيح مسلم.
أما عن معنا الطيالسة: جمع طيلسان. والطيلسان أعجمي معرب.
وورد في كتاب معيار اللغة: ثوب يلبس على الكتف يحيط بالبدن ينسج للبس. خال من التفصيل والخياطة.
وأصفهان في وسط دولة إيران كما تظهر باللون الأخضر الفاتح بالوسط، وفي حديث تميم الداري أنه ببحر العرب غالبا بإحدى الجزر هناك، وكما هو معلوم انتشار هذه الجزر الصغيرة الغير مسكونة في الخليج العربي الذي كان معروفاً قديماً ببحر العرب، وأشهر هذه الجزر هي جزر أبو موسي المتنازع عليها بين إيران والإمارات والدجال ملك إسرائيل الموعـود لدولة إسرائيل الذي ينتظره اليـهود حول العالم.
المسيح الدجال سيجول الأرض، ورغم أنه لن يستطيع دخول مكة المكرمة أو المدينة المنورة، إلا أن الأحداث ستدور حولهما أيضاً وقد يكون هـذا بسبب إيمان اليهود أن المدينة المنورة و منجم سليمان " مهد الذهب " يعتبران داخل إطـار حدود مملكة إسرائيل كما يعلنون ذلك ويذكرون تاريخ القبائل اليهودية بها كبني قريظة وبني قينقاع وغيرهم.
صورة لأحد يهود إيران وهو يقرأ التوراة على أحد الأموات يظهر عليه الطيلسان الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم
صور ليهود يرتدون الطيلسان الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم
صورة الطيلسان الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم
صورة لمقبرة النبي دانيا في أصفهان أحد أهم مقابر اليهود في إيران
وقفة تأمل
كيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم بوجود يهود في أصفهان ومن المعروف أن في زمان كانت وسائل الاتصالات والإعلام شبه معدومة. كيف عرف أنهم سوف يبقون في أصفهان إلى وقت ظهور الدجال على الرغم من أن الكثير من يهود العالم هاجرون إلى إسرائيل، فلماذا بقي هؤلاء.
كيف عرف لباسهم (الطيلسان) الذي يلبسه رجال دينهم ووصفه للصحابة.
كيف عرف أن هذا الزي سوف يبقى زي رسمي لرجال الدين اليهود إلى قيام الساعة
إن لم عرف هذا من عند الله الذي أرسله فكيف عرف؟
وصول الدجال
يصل المسيح الدجـال الى المدينة المنورة قادما من شرقها، كمـا أشـار رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم "أشار النبي صلى الله عليه و سلم إلى أرض بعينها قائلا (وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقِ إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ)"، و لايوجـد أعظم فتنة من فتنة المسيح الدجال كما أشـار الرسول صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث الأخرى.
و نلاحــظ مـــدى دقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقـد أشـار بيــده إلى " الشــــرق " وهو في مسجده في المدينة المنورة، و قــد كان المستشرقين يشككون في دخول أي جيــش إلى المدينة المنورة من جهتها الشرقية و ذلك بسبب ( الحــــرة ) التي تعتبر عازلاً طبيعيـا للمدينة المنورة وتظهر بصـورة تكوين طبيعي أســود داكن اللون مكون من حديد ورصاص منصهر مخلوط بالتربة الأرضية شديد الصلابة والحدة والوعورة ومصدره الحمم البركانية.
لا يمكن لأي جيش حديث أو قديم السير علي أحجارها الضخمة المدببة القاطعة الصلدة.
فما بالنــا بالدجــال وهو الذي يركب هو وجنوده البغال والحمير والإبل في ظل نفاذ البترول كما دلت أحاديث أخر الزمان في عودة القتال بالخيل والسيف والحربة وبالأخيرة يقتل عيسي بن مريم الدجال.
إلا أن الوضع الآن قد تغير فهناك بالمدينة طريق الرياض القصيم قادم من الشرق بل ويصل امتداده لحدود العراق والتي بجوارها إيران حيث مكان خروج الدجال من ناحية أصفهان ويهودها الذين لم يهاجروا إلي فلسطين المحتلة وسوف يتبعون الدجال كما دلت الأحاديث المذكورة.
المدينة المنورة محصنة بالموانع الطبيعية
الآن نستعرض الموانع الطبيعية التي تحيط بالمدينة المنورة منذ الأزل وتمنع دخول الجيوش إليها, وهذه الموانع تتكون من نوعين هما (الحرار والجبال) وهي تحيط بكامل حدود المدينة الشبه دائرية إلا طريق واحد ممهد لدخول الجيش في السهل الواقع شمال غرب المدينة وهذا الذي حفر بعرضه رسول الله وصحابته الخندق لمنع دخول جيش الأحزاب منه.
وهناك منطقة العوالي التي كانت بيوت اليهود تشغلها وتشكل حائط سكني وبشري يمنع الدخول ولذا أقام رسول الله معهم عهداً. وهناك بعض الدروب الضيقة جدا والتي تكفي مرور أحادي للمشاة والدواب فقط من بين هذه الحصون والموانع الطبيعية التي تحيط بالمدينة المنورة، وهذه الموانع مازالت موجودة رغم التوسع العمراني في المدينة.
- الحرة الغربية
تقع في الجهة الغربية من المدينة، وتمتد من مسجد القبلتين شمالاً إلى محاذاة مسجد قباء جنوباً، وكانت تشكل حاجزاً طبيعياً يحمي المدينة من جهتها الغربية وجزء من جهتها الجنوبية، وليس لها سوى منافذ قليلة صغيرة أشهرها منفذ ثنية الوداع التي يخرج منها المسافرون إلى مكة والحرة مغطاة بالصخور والحجارة النارية المدببة القاطعة والمهلكة لأي محاولة مرور لاجتيازها، والحرة مكونة كما ذكرنا من حديد ورصاص منصهر مخلوط بالتربة الأرضية شديد الصلابة والحدة والوعورة ومصدره الحمم البركانية، فالحرة إذا منطقة جبلية ولكنه الآن تم استصلاح معظمها.
- الحرة الشرقية
وهي هضبة طويلة ممتدة شرقي المدينة فيها مجموعة تلال وسميت الحرة لأن سطحها مغطى بصخور وحجارة بركانية سوداء تجعلها شديدة الحرارة في الصيف، ويروى أنها سميت واقم قصد بها الدلالة اللغوية لكلمة واقم وهي الحاجز، ففي القاموس وقمت الرجل عن حاجته إذا رددته، وتشكل حرة واقم حاجزاً طبيعياً يحمي المدينة من شرقيها، فمن الصعب إن لم يكن من المستحيل السير عليها، ولكنها لا تخلو من ممرات ضيقة وقابلة للحراسة، وعلى الجانب الغربي من حرة واقم سكنت قبائل عدة قديماً للاستفادة من حمايتها الطبيعية ومن الأودية التي تنحدر منها، ويقال أنه في عام 654هـ ثار بركان قوي من إحدى تلال هذه الحرة واستمر قرابة ثلاثة أشهر فازدادت المقذوفات البركانية في المنطقة ولذا فهي أيضاً منطقة جبلية.
صورة بالأقمار الصناعية لحرات المدينة
تضاريس حرار المدينة المنورة وصعوبة اختراقها بواسطة المشي أو الدواب أو أي مركبات
فوهات الحمم البركانية حول المدينة المنورة وهي مصدر مناطق الحرار الوعرة التي تحيط بالمدينة وتمنع اختراقها
المفضلات