على عجل لعلي أوصل الفكرة في خضم زحمة االوقت والعمل ومتطلبات تدوين أعلام بلي التي جمعها أخونا الدكتور يوسف عبدالله البلوي وبذل فيها الجهد والوقت مشكورا ولو أن عبارات الشكر قاصرة ولكنه يعرف ما بمكنون النفس ويعرف مقدار الشكر وإن لم يكتب فأنا على ثقة أنه يستشعره عن بعد في نفوسنا
لايريدون حلا ونقدا بل يريدون الثناء والمدح !!!
من هم ؟
قبل أن تعرف من هم أريد أن أضعك بيننا في اول لقاء لي مع مجموعة من الناشطين والمتحمسين للقضاء على بعض الظواهر السلبيه في مجتمعنا السعودي والقضاء قدر الإمكان على بعض التصرفات الفوضوية والتي تعج بها شوارعنا للأسف الشديد حتى اصبحت سمة من سمات شوارع العاصمة الرياض .
كان بداية التعارف بعض المواضيع والمقالات التي كنا نشترك بها جميعا والتي تتطرق للازمة الاخلاقية التي تعاني منها طرقات العاصمة
إن من يتامل حال شوارع العاصمة وطرقاتها يدرك مدى خطورة الوضع ومدى الأزمة الاخلاقية التي تعيشها ولن اتحدث في هذا ولن أفصل فيه ...
لكنني اريد أن أشير إلى نوعية من مجتمعنا جبلت على المدح والثناء ولم تتعود يوما على النقد البناء وتقبله وتعتبر هذه النوعية أن النقد محرم وإن الاقتراحات حتى وان اسهب فيها بحثاً ودراسة محرمة أيضا...
كان اللقاء ناجحا قبل أن يعكر صفوه هذه النوعية
كان من ضمن الاقتراحات وضع حلول لاختناق الطرق في الفترة المسائية وبالتحديد فترة قبل صلاة المغرب وهي الفترة التي ينتهي بها عمال البناء عملهم.
كانت الدراسة التي قام بها أحدهم تؤكد أن نسبة كبيرة من العمال تطغى على الفئة الأخرى بنسبة كبيرة يملك كل واحدٍ منها سيارة وغالبا ماتكون السيارة غير صالحة للسير ناهيك عن الحمل الثقيل الذي يحمله العمال بسياراتهم التي غالبا ماتكون سيارات صغيرة غير مخصصة للتحميل بالإضافة الى الحوادث الناجمة عن تساقط المعدات ومواد البناء في الطرقات السريعة في هذه الفترة بالتحديد
فكانت أحد الحلول أن تلزم الشركات بتوفير وسيلة نقل لعمالها والغاء تنقلهم بسياراتهم الخاصة وأن يستثنى المهندسين والسيارات المجهزة للنقل وأن تتحمل الشركة مسئولية الاضرار الناجمة عن النقل في حالة عدم التزامها بقوانين السلامة وأن تكثف دوريات المرور في هذه الفترة على الاقل في بداية تطبيق القرار
الحقيقة لم يأتي هذا الحل من فراغ
واثناء تفسير مشروعية الحل عورض وأُنكر بصيحات استنكار وشجب كاد أن يصل إلى اتهام بالخروج والضلال !!!!
من من ؟!!!!!
من هذه النوعية التي تعتبر أن أي نقدا هو خروج و أي رفض هو ضلال
هذه النوعية التي للأسف بعضها يحمل شهادات علمية عالية لازالت لاتريد خيرا للبلد بدواعي حب الوطن
أخينا بالله عذره في الرفض مايلي
(( يقول : يعني الحين انتم تبون تجدون حل ماوجده ضباط الامن ووزير المواصلات وامين العاصمة ومهندسيها ... يعني الحين انتم أحسن منهم ... وبعدين حكومتنا الرشيدة وفرت لكم كل شيء وانتم بدال ماتثنون عليها تسبونها وتتهمونهم انهم مايفهمون .. "مايفهمون طبعا هذه من كيسه" ....وبعدين اب اقولكم شيء خلكم في نفسكم واتركوا الموضوع للمسئولين تراكم مانتم احسن منهم)) انتهى كلامه
الحقيقة انا صدمت بهذا الكلام لانني اعرف أن اغلب الموجودين هم اساتذة ويعملون في تخصصهم وربما أنا الوحيد غير المتخصص وقد دعيت لمسائل فنية فقط من أحد الأخوة ولانني ناقشت الموضوع مع الكثير منهم سابقا ولانه يشكل هاجسا بالنسبة لي
قد يكون هذا الحل ليس بالحل الأمثل وقد يحتاج إلى دراسة اكثر ولكن مالذي يمنع أن يطرح للنقاش وخاصة أننا نعاني من هذه الزحمة وأن مصلحة الوطن والقضاء على بعض سلبياته حق لكل مواطن أن يقترح ويبقى للمسئولين القرار في قبوله أورفضه
إن مثل هذه العقليات في نظري هي السبب في كل هذه الفوضى العارمة لانهم يقفون حجر عثرة أمام كل حل يقضي عليها ويحرمون تحريما قطعيا أي تدخل حتى وان كان هذا التدخل هو الحل ...
أما آن الأوان لهذه العقليات أن تنقرض ؟
أتمنى ذلك....
المفضلات