تحري الهلال بالعين المجردة والمناظير


20/07/2009

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


لجينيات - أصدرت المحكمة العليا السعودية اليوم الإثنين 20-7-2009 بيانا دعت فيه لأول مرة في تاريخها عموم السعوديين إلى تحري رؤية هلال شهر شعبان، وحددت فيه إمكانية رؤية الهلال بواسطة المناظير الفلكية (التليسكوب)، بالإضافة إلى العين المجردة، وهو ما وصفه خبير فلكي سعودي بأنه "نقلة نوعية في آلية رؤية الهلال".

ودعت المحكمة إلى تحري رؤية هلال شهر شعبان مساء الأربعاء الموافق 29 رجب 1430 هـ ليلة الخميس، الموافق الأول من شهر شعبان حسب تقويم أم القرى، والموافق الثالث والعشرين من يوليو 2009.

وقال البيان: "نظرا لإكمال شهر جمادى الآخرة 30 يوما لعدم ثبوت دخول شهر رجب ليلة الثلاثاء الموافق 30-6-1430هـ حسب تقويم أم القرى, فإن المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية ترغب من عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر شعبان مساء يوم الأربعاء الموافق 29 رجب 1430 هـ ".

المناظير الفلكية

وترجو المحكمة العليا ممن يرى الهلال بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه وتسجيل شهادته لديها, أو الاتصال بأقرب مركز منه ليتولى مساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة.

وجاء في نص البيان: تود المحكمة العليا من جميع المترائين الانضمام إلى اللجان المشكلة في المناطق لهذا الغرض، وتأمل ممن لديه القدرة على الترائي الاهتمام بالأمر والمشاركة فيه والاحتساب، لما فيه من التعاون على البر والتقوى.

وكانت المحكمة العليا أصدرت في وقت سابق بيانا دعت فيه إلى تحري رؤية هلال شهر رجب، وقد خلا البيان من تحديد إمكانية الرؤية بالمناظير، لكنها أخذت في بيانها الأخير بفتوى صادرة من هيئة كبار العلماء تجيز استخدام المناظير لرؤية الهلال كانت قد صدرت أوائل ثمانينيات القرن الماضي.

وكان مجلس الوزراء السعودي أصدر قبل 12 عاما لائحة لرصد الهلال شكلت لجانا للرؤية مكونة من وزارة العدل، والعلوم والتقنية، وإمارات المناطق.

رؤية شرعية

وعلى الرغم من الفتوى الصادرة من هيئة كبار العلماء بخصوص اعتبار الرؤية بالتلسكوب "رؤية شرعية"، إلا أن هذا الأمر لم يكن يؤخذ في الاعتبار بشكل قوي خلال السنوات الماضية، أو حتى في بيانات مجلس القضاء الأعلى (الذي كان مكلفا بتحري الأهلة)، وهو ما يفسر تجدد الجدل السنوي بين الشرعيين والفلكيين.

إلا أن المحكمة العليا حاولت عبر بيانها تعزيز فتوى هيئة كبار العلماء بجواز استخدام المناظير وإدخالها حيز النفاذ.

وكان هناك فريق من الفقهاء يرى عدم جواز استخدام المناظير الفلكية في مسألة رؤية الهلال، لاعتبارات تتعلق بأن التوجيه النبوي في هذا الصدد حدد مسألتي الصيام والإفطار بالرؤية المجردة؛ لعدم وجود هذه التقنيات الحديثة في ذلك الزمن.

لكن فتوى هيئة كبار العلماء، وتأكيدات المحكمة العليا، جاءت لتنهي الجدل المتكرر حول استخدام المناظير الفلكية، بينما لا تزال مسألة اعتماد الحسابات الفلكية في الرؤية الشرعية، محل خلاف بين الفلكيين والفقهاء حتى هذا الوقت.

نقلة نوعية

من جهته، رأى الخبير الفلكي السعودي الدكتور خالد الزعاق أن البيان الأخير للمحكمة "يعد نقلة نوعية في بيانات الترائي التي سبق صدورها؛ حيث ظلت صيغتها كما هي طوال 70 سنة، ولم يتغير فيها سوى أرقام التواريخ".

وأضاف د. الزعاق في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت": "هذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها السعودية رسميا إلى استخدام المناظير الفلكية، لترائي أهلة الأشهر الهجرية"، مشيرا إلى أن هذا البيان يعتبر الثاني من حيث الترتيب الذي تصدره المحكمة العليا إثر إيكال هذه المهمة إليها في أبريل الماضي، بعد أن كانت مسئولية هذا الملف في يد مجلس القضاء الأعلى في شكله القديم.

وكانت المحكمة العليا، التي تماثل محكمة النقض، قد أنشئت بمرسوم ملكي صدر في أكتوبر 2007، غير أنها بدأت مهامها عمليا بتعيين أول رئيس لها في فبراير 2009، واعتبرت من حينها أعلى هيئة قضائية، واستقلت عن مجلس القضاء الأعلى تماما، وارتبطت بالملك مباشرة.