أبــو فــالـــــح ...
عـفـواً .. ماهــذا الجنون !!
أهـو من صـنـع البشـر أم لا ..
لذالك جئت لأسجل أعجابي وحضـوري بتلك المجنونه وبمن نقلها لنا بكــل أبـداع ..
أطيب الـمُــنــى ،،
سلمان الـعــــــــــرادي
فنظر "كليب" حواليه وتحسَّر، وذرف دمعة وتعبَّر، ورأى عبدًا واقفًا فقال له: أريد منك يا عبد الخير، قبل أن تسلبني، أن تسحبني إلى هذه البلاطة القريبة من هذا الغدير؛ لأكتب وصيتي إلى أخي الأمير سالم الزير، فأوصيه بأولادي وفلذة كبدي..
فسحبه العبد إلى قرب البلاطة، والرمح غارس في ظهره، والدم يقطر من جنبه.. فغمس "كليب" إصبعه في الدم، وخطَّ على البلاطة وأنشأ يقول ..
لا تصالحولو منحوك الذهبأترى حين أفقأ عينيكثم أثبت جوهرتين مكانهماهل ترى ..؟هي أشياء لا تشترىذكريات الطفولة بين أخيك وبينكحسكما - فجأة - بالرجولةهذا الحياء الذي يكبت الشوق .. حين تعانقهالصمت - مبتسمين - لتأنيب أمكماوكأنكما ما تزالان طفلينتلك الطمأنينة الأبدية بينكما : أن سيفان سيفكصوتان صوتكإنك إن مت للبيت رب وللطفل أبهل يصير دمي - بين عينيك - ماء ؟أتنسى ردائي الملطختلبس - فوق دمائي - ثيابا مطرزة بالقصب ؟إنها الحربقد تثقل القلبلكن خلفك عار العربلا تصالحولا تتوخ الهربلا تصالح على الدم .. حتى بدملا تصالحولو قيل رأس برأس! أكل الرؤوس سواء ؟أقلب الغريب كقلب أخيك ؟أعيناه عينا أخيك ؟وهل تتساوى يد .. سيفها كان لكبيد سيفها أثكلك ؟سيقولون : جئناك كي تحقن الدم .. جئناككن - يا أمير - الحكمسيقولون : ها نحن أبناء عمقل لهم : إنهم لم يرعوا العمومة فيمن هلكواغرس السيف في جبهة الصحراءإلى أن يجيب العدمإنني كنت لك فارساوأخا . وأبا . وملكلا تصالح .. ولو حرمتك الرقاد صرخات الندامةوتذكر (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد( ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامةأن بنت أخيك "اليمامة" زهرة تتسربل - في سنوات الصبا- بثياب الحدادكنت ، إن عدت : تعدو على درج القصرتمسك ساقي عند نزوليفأرفعها - وهي ضاحكة - فوق ظهر الجوادها هي الآن .. صامتةحرمتها يد الغدر : من كلمات أبيهاارتداء الثياب الجديدةمن أن يكون لها - ذات يوم - أخمن أب يبتسم في عرسهاوتعود إليه إذا الزوج أغضبهاوإذا زارهايتسابق أحفاده نحو أحضانه ، لينالوا الهداياويلهوا بلحيته (وهو مستسلم) ويشدوا العمامةلا تصالح
فما ذنب تلك اليمامة لترى العش محترقافجأة ، وهي تجلس فوق الرماد ؟لا تصالحولو توجوك بتاج الإمارةكيف تخطو على جثة ابن أبيك ..؟وكيف تصير المليك.. على أوجه البهجة المستعارة ؟كيف تنظر في يد من صافحوكفلا تبصر الدم .. في كل كف ؟إن سهماً أتانى من الخلفسوف يجيئك من ألف خلففالدم - الآن صار وساما وشارةلا تصالح
ولو توجوك بتاج الإمارةإن عرشك : سيفوسيفك : زيفإذا لم تزن - بذؤابته - لحظات الشرف واستطبت - الترفلا تصالح
" ولو قال من مال عند الصدام ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسامعندما يملأ الحق قلبكتندلع النار إن تتنفسلا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلامكيف تستنشق الرئتان النسيم المدنس ؟كيف تنظر في عيني امرأةأنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟كيف تصبح فارسها في الغرام ؟كيف ترجو غدا لوليد ينامكيف تحلم أو تغنى بمستقبل لغلام وهو يكبر- بين يديك - بقلب منكس ؟لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعاموارو قلبك بالدموارو التراب المقدسوارو أسلافك الراقدين إلى أن ترد عليك العظاملا تصالح- ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن - الجليلةأن تسوق الدهاء، وتبدي - لمن قصدوك - القبولسيقولون : ها أنت تطلب ثأرا يطول فخذ - الآن - ما تستطيع : قليلا من الحقفي هذه السنوات القليلةإنه ليس ثأرك وحدكلكنه ثأر جيل فجيلوغدا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةيوقد النار شاملة، يطلب الثأر، يستولد الحق ، من أضلع المستحيللا تصالحولو قيل إن التصالح حيلةإنه الثأرتبهت شعلته في الضلوعإذا ما توالت عليها الفصولثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباه الذليلةلا تصالحولو حذرتك النجوم ورمى لك كهانها بالنبأكنت أغفر لو أنني متما بين خيط الصواب وخيط الخطألم أكن غازيا ، لم أكن أتسلل قرب مضاربهمأو أحوم وراء التخوملم أمد يدا لثمار الكرومأرض بستانهم لم أطأ لم يصح قاتلي بي : "إنتبه"كان يمشي معي .. ثم صافحنيثم سار قليلا ولكنه في الغصون اختبأ!فجأة : ثقبتني قشعريرة بين ضلعينواهتز قلبي - كفقاعة - وانفثأ .وتحاملت ، حتى احتملت على ساعديفرأيت : ابن عمي الزنيم واقفا بتشفى بوجه لئيملم يكن في يدي حربة ، أو سلاح قديملم يكن غير غيظي الذي يتشكى الظمألا تصالح
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة النجوم .. لميقاتهاوالطيور .. لأصواتهاوالرمال .. لذراتهاوالقتيل لطفلته الناظرةكل شئ تحطم في لحظة عابرةالصبا - بهجة الأهل - صوت الحصان - التعرف بالضيفهمهمة القلب حين يرى برعما في الحديقة يذوي- الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي -مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرةكل شئ تحطم في نزوة فاجرةوالذي اغتالني : ليس رباليقتلني بمشيئته ليس أنبل منيليقتلني بسكينته ، ليس أمهر منيليقتلني باستدارته الماكرةلا تصالح
فما الصلح إلا معاهدة بين ندين(في شرف القلب لا تنتقص)والذي اغتالني محض لصسرق الأرض من بين عينيوالصمت يطلق ضحكته الساخرةلا تصالحولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخوالرجال التي ملأتها الشروخهؤلاء الذين يحبون طعم الثريدوامتطاء العبيدهؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهموسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخلا تصالحفليس سوى أن تريدأنت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك ..المسوخلا تصالح لا تصالح
الشاعر المصري الراحل / امل دنقل( اسقاط لقصة مقتل كليب على معاهدة كامب ديفيد )
أبــو فــالـــــح ...
عـفـواً .. ماهــذا الجنون !!
أهـو من صـنـع البشـر أم لا ..
لذالك جئت لأسجل أعجابي وحضـوري بتلك المجنونه وبمن نقلها لنا بكــل أبـداع ..
أطيب الـمُــنــى ،،
سلمان الـعــــــــــرادي
سلمان العرادي
شكراً لك هذا المرور الممطر ..شكراً لذائقتك الرفيعة .
تقبل مودتي
ابو فالح ....انت رائع وذو ذوق رفيع
استاذي الفاضل / ابن الجزل
اشكرك واتشرف بمرورك الكريم
تقبل مودتي
ابوفالح
لك التقدير والاحترام
واشكرك على هذه الكلمات الرائعة
تحياتي
ناصر ابن طليحه
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات