وحدة الفلسطينيين والطريق الى السلام


** اذا كانت اسرائيل تدمر الارض الفلسطينية.. وتقتل الابرياء.. فإن الفلسطينيين أنفسهم يشتركون في هذا التدمير بخلافاتهم.. وتباين وجهات نظرهم حول احلال السلام في هذا الجزء الذي لم يذق طعم الاستقرار منذ اكثر من نصف قرن.
** واذا كان العالم بأجمعه يسعى للسلام وجمع الاطراف المتنازعة لحل القضية برمتها عبر مشروعاته ومؤتمراته وندواته فإن الجانب الفلسطيني من خلال نزاعاته الداخلية يعيد كل حسابات السلام الى الصفر.. ليكسب العدو.. ويخسر صاحب القضية.
** ان ما يحدث في غزة يعكس الصورة الحالية للوضع الفلسطيني المأساوي الذي ضاعت فيه القضية وسط صراع الاخوة الفلسطينيين الباحثين عن وحدة حقيقية.. وكلمة تجمعهم ليستطيعوا التفاوض واتخاذ القرار من منطلق قوي لم يعد له وجود على ارض فلسطين اليوم.. فأية وحدة وطنية هذه التي يرجوها المواطن الفلسطيني التائه وسط صراع الفصائل وآلة التدمير الاسرائيلية? واي سلام نتحدث عنه والفلسطينيون منقسمون على انفسهم?
** ان استمرار الوضع المتأزم في فلسطين والأراضي المحتلة سيجعل العالم في حيرة من امره.. ذلك انه اذا اراد السلام فمع من يتفاوض.. واذا اراد الالتزام بقرار (ما) فمن يطبق هذا الالتزام.. واذا اراد تنفيذ خطة (ما) تعيد الارض.. وتصلح ما تهدم.. وتنشئ استقراراً وتعايشاً لا خيار حوله.. فمن يضمن تنفيذ هذه الخطة من الجانب الفلسطيني..
** لقد ذهب (ابو مازن) لأنه لم يستطع ضمان ما يتفق عليه مع الاسرائيليين على مائدة المفاوضات.. وسيذهب (قريع) لأنه لم يستطع الوقوف على ارض صلبة فيما يخطط له او يأمل به.
** السلام ليس صعباً اذا كان هدفاً.. لكن الوصول اليه.. والسير في طريقه لا يمكن ان يكون سهلاً لمسؤول أو فصيل أو تنظيم واحد يسير بمفرده لأنه وببساطة لا يمثل كل الفلسطينيين لأنهم هم لم يريدوا أو بالأحرى لا يريدون السلام من منطلق واحد وانما من منطلقات عديدة لا يجمعها رابط واحد.. والخاسر هو هذا الطفل وتلك السيدة واولئك الشباب الذين لا حول لهم ولا قوة وسط صراع الاهداف والنوايا بين الفصائل والمنظمات الفلسطينية.