يعطيك العافية
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى : { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } : " فجعل التوكل على الله شرطا في الإيمان، فدل على انتفاء الإيمان عند انتفائه، وكلما قوي إيمان العبد؛ كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان؛ ضعف التوكل، وإذا كان التوكل ضعيفا؛ كان دليلا على ضعف الإيمان ولا بد، والله تعالى في مواضع من كتابه يجمع بين التوكل والعبادة، وبين التوكل والإيمان، وبين التوكل والتقوى، وبين التوكل والإسلام، وبين التوكل والهداية؛ فظهر أن التوكل أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان لجميع أعمال الإسلام، وأن منزلته منها كمنزلة الرأس من الجسد؛ فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن؛ فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته وأعماله إلا على ساق التوكل " .
وقد جعل الله التوكل عليه من أبرز صفات المؤمنين، فقال سبحانه وتعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } ؛ أي : يعتمدون عليه بقلوبهم؛ فلا يرجون سواه .
تعريف التوكل :
قال الإمام ابن رجب العسقلاني : " وحقيقة التوكل هو : صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المنافع ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها ، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه " .
وقال الشيخ السعدي رحمه الله : " وحقيقة التوكل على الله : أن يعلم أن الأمر كله لله ، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله .
كيفية تحقيق التوكل :
إن للإيمان بأسماء الله وصفاته آثارا عظيمة في نفس المسلم وتحقيقه لعبادة ربه . فمن آثارها تلك المعاني التي يجدها العبد في عبوديته القلبية التي تثمر التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه
ولهذا كثر في نصوص القرآن والسنّة التّصريح بصفات الكمال ليعرف العباد ربّهم بأسمائه وصفاته وأفعاله ، وتمتلئ قلوبهم بمحبّته وصدق التوكّل عليه ؛
عاقبة التوكل:
أشار القرآن الكريم إلى عاقبة التوكل حتى يَحْمِلَ المؤمنين على التوكل
والإيمان بالله تعالى، فذكر هذه العواقب
العاقبة الأولى:
الكفاية من الله تعالى للمتوكلين: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } فأَعْظِمْ بالكفاية من شىء، ولكن القلوب لم تصل بعد إلى هذا المعنى.
العاقبة الثانية:
محبة الله تعالى للمتوكلين: { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ]
العاقبة الثالثة:
ما عند الله خير وأبقى لهم: { وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
العاقبة الرابعة
أن أجرهم أعظم الأجر بإضافة الصبر لهم: { نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) }
العاقبة الخامسة:
أن الشيطان ليس له عليهم سبيل: { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) } فكل الخيرات والعواقب الحسنة قد جمعها الله تعالى لهم... فليس للشيطان عليهم سلطان ، وإذا توكلوا على الله فى الدنيا كفاهم همومهم من أولها إلى آخرها، وإذا توكلوا عليه فى العبادة وفى أمور الآخرة كذلك كفاهم أمور الآخرة، ثم رزقهم محبته سبحانه وتعالى جزاء توكلهم عليه سبحانه، وأعظم الأجر فى الأولى والآخرة عليهم؛ فلا للشيطان عليهم سبيل والله حسبهم، وكافيهم فى الدنيا والآخرة.
م ن ق و ل
للفائـــــــــــــدة
يعطيك العافية
جزاك الله كل خير أختنا سجى الليل ,,,,,,,,,,,,
بارك الله فيك وثبتك على همتك العالية واثمر الله جهودك بالخير
كتب الله أجرك ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات