وهذا الحديث رواه ابن ماجه في سننه في المقدمة باب "اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم" ولا بأس بسنده، وهو حسن، وفيه تحذير من فتنة الدنيا، وأن الدنيا لها فتنة، وأنه يخشى على الإنسان من الدنيا أكثر مما يخشى عليه من الفقر، وهذا واقع، فإن الفقر يتحمله بعض الناس ويصبرون، لكن الدنيا إذا جاءت الدنيا لا يستطيع كثير من الناس لا يصبر عليها، ولهذا قال بعض السلف: "ابتلينا بالفقر فصبرنا، وابتلينا بالدنيا فلم نصبر". جاءت الدنيا والأموال وكذا، تكون فتن الشهوات والشبهات.يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « الفقر تخافون؟ والذي نفسي بيده »(2) قسم حلف وهو الصادق وإن لم يقسم، لكن للتأكيد: « لتصبن الدنيا عليكم حتى يزيغ قلب أحدكم إن أزاغه إلا هي »(3) وهذا هو الواقع، كما هو الواقع الآن في عصرنا، صبت الدنيا علينا صبًا، نسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه وألا يزيغ قلوبنا. « حتى لا يزيغ قلب أحدكم إن أزاغه إلا هي، وايم الله »(4) قسم أيضا مرة ثانية، يقسم مرتين: وايم الله (وايمن الله)، قسم "وايمن الله" حذف النون "وايم الله". « قد تركتكم على البيضاء »(5) الشريعة، « ليلها ونهارها سواء »(6) يعني: الشريعة واضحة الآن، الحلال واضح والحرام واضح، « الحلال بين والحرام بين »(7) « قال أبو الدرداء: صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تركنا على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء »(8) وهذا فيه حث المؤلف على الاتباع. نعم.
https://halakat.taimiah.org/index.as...=959&node=6133
المفضلات