لن نبكيك يا شيخنا وان بكينا
سقطتْ حمامةُ فلسطينَ اليومْ
سقطتْ شهيدةً بيضاءَ وضّاءَ ،طيبةً طاهرةً زاهرةً عفيفةً متوضأةً مصليّةً مكبّرةً مهللةً بهيّة ْ
سقطتْ على دربِ الأبطالِ من الرجالِ الرجالِ ،ورأسُها شامخٌ للسماءِ على محجّةٍ بيضاء َ ودربٍ خالدْ
سقطتْ وعنوانها الإباءُ والشممْ ،والعزمُ والقدرةُ على قهرِ الألم ْ ، واحتسابُ الأجرِ على خالقِ الثناءِ وربِّ الكرم ْ
سقطتْ وهي تنيرُ الدربَ وتعينُ على الحقِّ ، وتتحمّلُ الكربَ وتقف ُ سداً منيعا ً ضدَّ الفتنةِ والشقِّ
سقطتْ ولم تفتنها عن مسيرتها الخالصة بهارجٌ ولا مفاتن ْ، ولم تحرفها عن رسالتها مواسمٌ ولا كمائنْ
سقطتْ وهي على الحقوقِ أمينة ْ ، وعلى تخاذلِ الحالِ حزينة ْ ، وفي استنهاضِ الهممِ ركينة ْ
سقطتْ وما كلَّت عنِ الفداءْ ، ولا رغبتْ عن الدعاءْ ، ولا حرصت على التصاقٍ إلا بأمر السماءْ
سقطتْ تناجي ثرى فلسطينْ ، وتعطِّرُ الدارَ بزهرِ المخلصينْ ، وتستبشرُ بالقادمينْ كما زفّت عندَ ربِّ العرشِ المكينْ
سقطتْ حمامةُ فلسطينْ
يا أيها الشيخُ الجليلْ
يا درعَ غزّةَ ، وصباحَ القدسِ ، وسكينةَ بيتَ لحمٍ ، وأمانَ يافا ، وبشرى الجليلْ
لا تذهبِ اليومَ منا قبلَ أن نقسمَ بينَ يديكَ وعلى مسمعِ روحكَ الطاهرةِ الجليلةِ بأنَّ الدنيةَ منا هي المستحيلْ
لا تذهبِ اليومَ قبلَ أن نجدِّدَ العهدَ ونؤكِّدَ الوعدَ بأنَّ كاملَ الترابِ وكاملَ الثأرِ هي الوصيةُ الوحيدةُ والحلُّ السبيلْ
لا تذهبِ اليومَ قبلَ أن نقسمَ من جديدٍ على البيعةِ وعلى انتهاءِ التشرذمِ والضيعةِ وعلى اللقاءِ من حولِ السلسبيلْ
لا تذهبِ اليومَ وإن بكيناكَ طويلاً وسمعتنا نندبُ رحيلاً ، لا تذهب قبلَ أن نقتلَ في يومنا هذا البكاءَ و العويل ْ
لا تذهبِ اليومَ قبلَ أن نحمِّلكَ سلامَنا لمن صرتَ بينهم وصاروا أمامنا وشددنا للحاقِ بهم ركبَنا وقطعنا القصيرَ والطويلْ
لم تمتْ يا شيخنا الشهيدْ
فلقد صدقت وعدا ً ووفيتَ عهداً وأتممتَ قصداً وأثمرتَ جهداً وولدتَ جنداً وأقمتَ سداً وهزمتَ حداً وأنرتَ لحداً وجنيتَ شهدا
اللهُ أكبرُ فيكَ حيّاً وفيّا ، ولكَ الخلودُ مع الأبرارِ والشهداءِ نحسبكُ ونحتسبكَ إلى اللهِ عليّا ، وفي جناتهِ ورضوانهِ اليومَ سفيراً رضيّا
فاستنفيري أيتها الكتائبُ والسرايا ، لم يعدْ بعد اليومِ في الوقتِ ما يقبلُ مهلاً ولا خبايا ، من سارَ معكِ هو منا ومن سار عليكِ لم يعد منا ولا فينا ولا استبقى طاعةً ولا في الأمرِ لهُ عندنا بقايا
فُصلَ القولُ وحانَ الصولُ وليسَ للمرجفِ ولا للمستعقلِ على العارِ سمعٌ ولا نول ُ
والهدمُ بالهدم والتدميرِِ، والنارُ بالنارِ والتسعيرِ ، والرأسُ بالرأسِ والتكثيرِ ، والباديءُ أظلم ُ
رفعَ العذلُ وسقطَت المهلُ ، ولا يأخذنَّ في الباغي هونٌ ولا حول
لا مانعَ إلا ما منعَ الله ولا مهربَ اليومَ للصهاينِ من القصاصِ إلا لسماه
شيخنا الشهيد أحمد ياسين
لن نبكيكَ وإن بكيناكَ
ونقرؤكَ السلامَ ولا سلام لقاتليكَ ونبلغكَ الأمانَ ولا أمانَ لغادريك َ ونشهدكَ الوفاءَ ولا بقاءَ لشانئيكَ
وما المهلُ إلا لتسّر بها ناظراكَ وتستريح عقبها من نواتجها في فردوسكَ وعلاك
ولا نقولُ وداعاً بل إلى لقاءٍ نسارعُ إليكَ فيه ومن سبق من شهدائنا الأبرارِ سراعا
فيا فرحَ وفوزَ المستبشرين ْ ممن بقي على دربِ ياسينَ
وحمى اللهُ فلسطينْ
تم تحرير الصور من قبلي ( موسى بن ربيع البلوي )
لاحول ولا قوة الي بالله
<div align="center"><embed SRC=http://media.islamway.com/several/esar/5.rm type="audio/x-pn-realaudio-plugin" CONSOLE="Clip1"CONTROLS="ImageWindow,ControlPanel, StatusBar" HEIGHT="230" WIDTH="240"AUTOSTART="false"></embed>
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات