نزول القرآن على سبعه احرف :
مقدمه:توافرت الادله والشواهد على ثبوت هذا الامر سواء من قول النبي صلى الله عليه وسلم واخبارة بذلك ، او من واقع الصحابه في تلاوتهم القرآن وتعلمهم له .
دليل 1 :
روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقراني جبريل على حروف فراجعتة ، فلم ازل استزيده ويزيدني حتى انتهى الى سبعه احرف ) 0
دليل 2 :
عن ابي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عند اضاة بني غفار( مستنقع الماء كالغدير وكان بموضوع من المدينه المنوره ينسب الى بني غفار لانهم نزلوا عنده )0
قال : فأتاه جبريل عليه السلام فقال : ( أن الله معافاته ومغفرته ، وان أمتي لا تطتيق ذلك ، ثم أتاه الثانية : فقال : أن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال : اسأل الله معافاته ومغفرته ، وان أمتي لا تطيق ذلك ، ثم جاءه الثالثة فقال: أن الله يأمرك أن تقرا أمتك القرآن على ثلاثة أحرف ، فقال : اسأل الله معافاته ومغفرته أن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال : أن الله يأمرك أن تقرا أمتك القرآن على سبعه أحرف ، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا .
دليل 3 : عن ابي كعب ايضا قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند احجار المروه قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل :
( اني بعثت الى امه اميين فيهم الشيخ الفاني ، والعجوز الكبيره ، والغلام ) ، قال ( فمرهم فليقرءوا القرآن على سبعه احرف )0
في روايه اخرى :فقلت : يا جبريل اني ارسلت الى امة اميه فيهم الرجل والمرأه والجاريه ، والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط قال :
( ان القرآن انزل على سبعه احرف ) 0
دليل 4 :عن ابي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو ان رجلا قرأ آيه من القرآن فقال : له عمرو : انما هي كذا وكذا ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ان هذا القرآن انزل على سبعه احرف ، فاي ذلك قرأتم واصبتم فلا تماروا ) 0
فلا تماروا :أي لا تشكوا ولا تجادلوا .
دليل 5 :عن ابي هريره رضي الله عنه انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ان هذا القرآن انزل على سبعه احرف ، فاقرأوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ، ولا ذكر عذاب برحمه )0
دليل 6 : ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سوره الفرقان في حياه الرسول صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقرائته فاذا هو يقرؤها على حروف كثيره ، لم يقرئيها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكدت اساورة في الصلاه ، فانتظرته حتى سلم ، ثم لببته بردائه او بردائي ، فقلت : من اقرأك هذه السوره ؟ قال : اقرانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت له : كذبت ، فو الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأني هذه السوره التي سمعتك تقرؤها ، فانطلقت اقوده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يارسول الله اني سمعمت هذا يقرأ بسوره الفرقان على حرف لم تقرئنيها ، وانت اقراتني سوره الفرقان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارسله يا عمر : اقرا يا هشام ، فقرأ هذه القراءه التي سمعته يقرؤها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا نزلت ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ان هذا القرآن انزل على سبعه احرف ، فاقرأها ما تيسر منه )0
دليل 7 :عن ابي بن كعب قال : كنت في المسجد ، فدخل رجل يصلي ، فقرا قراءة انكرتها عليه ، ثم دخل آخر ، فقرا سوى قراءه صاحبه ، فلما قضينا الصلاه دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ان هذا قرأ قراءة انكرتها عليه ، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبة ، فامرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرا ن فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شانها ، فسقط في نفسي من تكذيب ولا اذ كنت في الجاهليه فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما قد عشيني ضرب في صدري ففضت عرقا وكانما انظر الى الله عز وجل فرقا فقال له : يا ابي ارسل الى ان اقرا القرآن على حرف فرددت اليه ان هون على امتي فرد الى الثانيه : اقرأه على حرفين ، فرددت اليه : ان هون على امتي ، غرد الى الثالثه : اقرأه على سبعه احرف ، ولك بكل ردة رددتها مساله تساليها، فقلت : الهم اغفر لامتي اللهم اغفر لامتي واخرت الثالثه ليوم يرغب الى الخلق كلهم حتى ابراهيم صلى الله عليه وسلم 0
دليل 8 :عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انه سمع رجلا يقرا آنه سمه النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها ، قال : فاخذت بيده فانطلقت به الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( كلا كما محسن فاقرا) .
دليل 9 :عن زيد بن ارقم قال : جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :اقراني ابن مسعود سوره اقرانيها زيد بن ثابت ، واقرأنيها بن كعب فاختلفت قراءتهم ، فقراءة ايهم آخذ ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي الى جنبه ، فقال علي : ( ليقرأ كل انسان منكم كما تعلم ، فانه حسن جميل ) 0
جمع القرآن وتدوينه : على ثلاث مراحل:
اولا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة فكان يحرك شفتيه ، فانزل الله عز وجل :
( لا تحرك به لسانك لتعجل به أن علينا جمعه وقرآنه ) قال جمعه في صدرك ثم تقراه لقوله تعالى : ( ثم إن علينا بيانه ) فكان بعد ذلك إذا انطلق جبريل قرأه .
ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه الوحي يلقى منه شدة فكان اذا نزل عليه عرف في تحريكة شفتيه يتلقى اوله ويحرك به شفتيه خشيه ان ينسى اوله قبل ان يفرغ من آخر فانزل الله تعالى ( لا تحرك به لسانك لتعجل به )0
الخلاصه: وبهذا ، ومع نزول هذه الآيه الكريمه يتحقق اول جمع للقرآن على الصعيد البشري فمثلا في حفظه صلى الله عليه وسلم للقرآن ، مع توثيق الهي من الله عز وجل بضمان الحفظ والقراءة والبيان .
الصحابه:وبدأت حركه انتشار واسع ودائم ومستمر عبر الاجيال والقرون ، بدأت هذه الحركه باقبال صحابه محمد صلى الله عليه وسلم في تلهف على تلقف القرآن من فمه الطاهر ثم العكوف على تلاوته والحرص على محاكاته والتصميم على حفظه0
امره للكاتب معاويه رضي الله عنه:
( الق الدواه ، وحرف أتلقم ، وانصب الباء ، وفرق السين ولا تعور الميم ، وحسن الله ، ومد الرحمن ، وجود الرحيم ، وضع قلمك على آذنك اليسرى ، فانه اذكر لك ) .
تمت الكتابه على الوسائل الموجوده حينها :
1 العسب :جمع عسيب وهو الطرف العريض من مؤخره النخل بعد ان يزال منه الشوك والخوص ( الكافور )0
2 الخاف:جمع لخفه وهي رقائق من الحجاره .
3 الرقاع : جمع رقعه أي قطعه من ورق او قماش او غيره .
4 الاكتاف :جمع كتف وهو العظم المفلطح في الكتف.
5الاضلاع :جمع ضلع وهي العضام0
6 الايم :أي الجلد.
الاحتفاظ به :وبعد تمام الكتابه كانت الصحيفه او الصحائف تحفظ كوثيقه رسميه موثوقه في احد بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ولدى احدى زوجاته رضوان الله عليه0
وضع الآيات وحيا :كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند كتابة الآيات : ضعوها بعد آيه كذا، في سوره كذا، ولم يكن ذلك باجتهاد منه صلى الله عليه وسلم وانما كان من صلب الوحي 0
الدليل :عن عثمان بن العاص رضي الله عنه قال : كنت جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ شخص ببصره ثم صوبه ثم قال : ( لآتاني جبريل فامرني ان اضع هذه الآيه هذا الموضع من السوره : ( ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى ………….من الآيه )0
اضف الى ذلك :والى جوار الجمع هذا في الصدور ، والتدوين في السطور ، كانوا يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا وتكرارا في الليل والنهار في صلاته وعظاته وفي حكمه واحكامه عليه الصلاه والسلام .
المراجعه :فقد كانت تتم عمليه نراجعته وتوثيق على رأس كل عام في شهر الانزال ( شهر رمضان ) حيث كان جبريل يلتقي مع النبي عليه الصلاه والسلام فيعارضه بالقرآن ، بكل ما سبق نزوله من القرآن ، حتى اذا كان العام الاخير من حياته المباركه صلى الله عليه وسلم وشارف القرآن تمامه ، وعارضه مرتين تأكيدا وتوثيقا وايذانا بقرب تمام الرساله وختام الوحي 0
ثانيا : في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه :
مقدمه :لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى في السنه العاشره من الهجره ، وترك لنا القرآن الكريم ، مسجلا في السطور0
حكم ابو بكر الصديق رضي الله عنه :
وولى أبو بكر رضي الله عنه ، أمر المسلمين خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم في عهده أطلت فتن كثيرة برأسها وكان اشدها حركه الردة التي أدت الى معارك طاحنه بين المسلمين والمرتدين .
معركة اليمامه: وفي معركة اليمامه وهي اشد تلك المعارك استشهد عدد كبير من الصحابه الحافضين للقرآن والمجيدين لتلاوته ، ففزع المسلمون طوتهم ، ودفع ذلك عمر بن الخطاب ان يقترح على ابي بكر رضي الله عنهما جمع القرآن خشيه ضياعه بموت الحفاظ والقراء .
التردد : فتردد ابوبكر في ذلك مخافة الابتداع وظل الامر مراجعه بينهما حتى شرح الله صدره له ، واستقر الرأي على انتداب زيد بن ثابت للقيام بتلك المهمه بمؤازرة عمر بن الخطاب وتحت اشراف وبصر ابي بكر وكبار صحابه الرسول عليه الصلاه والسلام 0
مهمته اثقل من الجبال :حديث زيد الذي يروي عنه البخاري رضي الله عنهما قال : ارسل الي ابو بكر بعد مقتل اهل اليمامه ، ( أي عندما قتل حفاظ القرآن في معركه اليمامه ) فاذا عمر بن الخطاب عنده ، قال ابوبكر رضي الله عنه : ان عمر اتاني فقال : ان القتل قد استحر( أي كثر واشتد ) يوم اليمامه بقراء القرآن ، واني اخشى ان يستحر القتل بالقراء بالمواطن ، فيذهب كثير من القرآن ، واني ارى ان تامر بجمع القرآن ، قلت لعمر : كيف نفعل ما يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر :هذا والله خير ، فلم يزل عمر مراجعتي حتى شرح الله صدري لذلك ، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد : قال ابو بكر: انك رجل شاب عاقل لا تنهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه ، فوالله لو كلفني نقل الجبل من الجبال ما كان اثقل علي مما ارني به من جمع القرآن ، قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله الرسول قال : هو والله خير ، فلم يزل ابو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي يزل شرح له صدر ابي بكر وعمر .
خواتيم سوره براءه :
فتتبعت القرآن اجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ، حتى ةجدت آخر سوره التوبه مع ابي خزيمه الانصاري ، ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم )0
حتى خاتمه براءه ، فكانت الصحف عند ابي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر في حياته ،ثم عند حفصه بنت عمر .
التنفيذ:وقد نفذ زيد مهمته هذه بمعاضدة عمر وغيره من الصحابه وتحت اشراف ابي بكر في غايه الدقه والعنايه والاحتياط لكتاب الله عز وجل
شرط التسجيل : فكان لا يقبل ولا يسجل من القرآن الاما شهد عليه شاهدان انه كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاضد تلك الكتابه حفظ الحفاظ وقراءتهم .
الدليل:ان ابي بكر قال لعمر وزيد : ( اقعدا على باب المسجد فمن جاءكم بشاهد بين على شيء من كتاب الله فاكتباه ) الشاهدين الحفظ والكتابه
السخاوي :المراد أي انها الشاهد من يشهدان على ان ذلك مكتوب كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
خطه محكمه:وبهذه الخطه المحكمه الرشيده تم جمع القرآن للمره الثانيه ، باشراف ابي بكر وعمر واكابر الصحابه ، وباجماع من الامه التي تلقت تلك المعه بالقبول والاستحسان .
علي بن ابي طالب ري الله عنه : ( اعظم الناس في المصاحف اجرا ابو بكر رحمه الله على ابي بكر هو اول من جمع كتاب الله )
حفصة : وقد ضلت تلك الصحف الجاويه لتلك الجمعة محفوظة في بيت حفصة رضي الله عنها ، بعد وفاة أبى بكر وعمر حتى طلبها عثمان رضي الله عنه لتكون العمدة في نسخ المصاحف .
ثالثا: في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:
مقدمه:لقد تكفل الله جل وعلى في علاه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يجمع القرآن في صدر ، وان ينطقه على لسانه وان يبين له معانيه ، وبهذا الضمان لذات القرآن تم الحفظ المطلق من الضياع أو الزيادة أو النقصان أو التحريف كما قال تعالى : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )
الأحرف السبعه:فقد رأينا ان لقرآن انزل على سبعه أحرف تيسيرا على هذه الامة ومراعاة لحال الاميه فيها ، كما رأينا انه كان من الآثار الطبيعية لهذه الأحرف السبعة تعدد القراءات واختلافها ابتداء من جيل الأول في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده
جيل الصحابة :لقد انتشر جيل الصحابه في الآفاق ، هداة معلمين وقواد فاتحين ، ولكل منهم قرائته التي تلقاها عن المتعلم الأول صلى الله عليه وسلم ، وحيث استقر كل صحابي ، انتشرت قراءته يأخذ الناس عنه، فاصبح لكل قراءه جمهور واقليم .
مثال :ومثل ذلك حدث بصوره اقل على نطاق المدينة ومكة ن حيث انتشرت الكتاتيب لتعليم الصغار القراءة والكتابة والقرآن ، وخاصة في عهد عمر ، ولم يكن معلموا تلك الكتاتيب على على قراءة واحدة شانهم في ذلك شان الصحابة .
اختلاف القراءات :لكن اختلاف القراءات هذا وبعد بيان النبي لنزول القرآن على سبعه أحرف ، قد اصبح امراً متعارفاً لدى صحابه الرسول وأصبحت القراءات كلها معروفه على مستوى مجتمع المدينة بحيث يعرف الرجل احاها قراءه ، ويعرف الأخرى سماى ، فلم يكن لذلك ليثر بينهم اختلافا أو ملاحه لاسيما بعد بيان النبي وتعليمه وتحذير
سبب جمع عثمان للقرآن :عن آبي قلابة قال : ( لما كانت خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل ، والمعلم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون ، حتى ارتفع ذلك الى المعلمين حتى كفر بعضهم بعضا ، فبلغ ذلك عثمان ، فخطب فقال : ( انتم عندي تختلفون ، فمناي عني من الأمصار اشد اختلافا ) فهذا الأمر الذي دفع عثمان الى المبادرة بتدوين المصاحف ن وواد الاختلاف .
نداء حذيفة بن اليمان : عن انس بن مالك قال: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح ارميني وأذربيجان مع العراق فافزع حذيفه اختلافهم في القراءة فقال حذيفه لعثمان بان يأمر المؤمنين أدرك هذه الامة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان الى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلت بها حفصة فأمر 1 زيد بن ثابت 2 عبد الله بن الزبير 3 وسعيد بن العاص 4 وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف .
عثمان بن عفان:قال للرهط القرشين الثلاثة : إذا اختلفتم انتم وزيد في شيء من القرآن فاكتبوا بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا .
الانتهاء: حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ، رد عثمان الصحف الى حفصة ، فأرسل الى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأوامر بما سواه من القرآ، في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .
الجمع الثالث : وبهذه الجمعة الثالثة التي تمت في عهد عثمان على يد تلك اللجنة الموثوقه من كتاب القرآن وبإقرار من الصحابة ومحضر منهم ومشاركة ، يكون جمع القرآن، وتدوينه قد ازداد وسيله من وسائل الحفظ والتوثيق على الصعيد الإنساني فبعد ان كان محفوظ في الصدور ومسجلا في الصدور ، اصبح له وضع الكتاب المنشور ، وخرجت تلك الصحائف من وضع الوثائق المحفوظة الى وضع الكتاب المتداول بين الناس .
دفاع علي بن أبى طالب رضي الله عنه عن عثمان بن عفان في الطعن :
عن سويد ابن غفلة قال : سمعت علي بن أبى طالب يقول : يا معشر الناس : اتقوا الله وإياكم والغلو في عثمان ، وقولكم: حراق مصاحف ، فو الله ما حرقها إلا عن ملأ منا أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم .
دليل آخر :عن عمر بن السعيد قال : قال علي ن أبى طالب : أو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت في المصاحف مثل الذي فعل عثمان بن عفان ) وهذا يكفي للاطمئنان والثقة .
آيات القرآن الكريم :
مقدمه :تعتبر مي وحدات الإنزال التي كان النبي يتلقاها عن الوحي حيث اقتضت الحكمة نزول القرآن منجما وكان هذا هو الأمر الغالب ، وقليلا ما كانت تنزل سوره بتمامها ، وهي مؤلفه في جملتها من مجموع آياتها .
وآيات القرآن تختلف طولا وقصرا .
اقصر آيه : ( طه ) ثم مثيلاتها .
أطول آيه : قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا نديتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه ) البقرة 82 وتسمى آيه المدانية
معنى الآية :
والآيات جمع آيه ، ولها معان عده
1 المعجزة :قال تعالى ( سل بني إسرائيل كم أتيناهم من آيه بينه ) البقرة 211 معجزه واضحة
2 العلامة : قال تعالى ( إن آيه ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينه من ربكم ) البقرة 248 علامة ملكه
3 العبرة :قال تعالى ( إن في ذلكم لآيه ) الشعراء 8 عبره لمن يعتبر
4 الأمر العجيب : قال تعالى : ( وجعلنا ابن مريم وأمه آيه ) المؤمنون 50 حدثا عجيبا لا مثيل له
5 الدليل والبرهان :قال تعالى : ( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وأوانكم ) أي براهين وجوده سبحانه وتعالى ودلائل قدرته جل وعلا .
عدد آيات القرآن :اتفق العادون لآيات القرآن الكريم من العلماء على إن عددها يزيد على ستة آلاف ومائتي آيه 6200 آيه .
الاختلاف :وقد تردد اختلافهم بين الأربع والخمس والإحدى وعشره ، والأربع عشره والسبع عشره والعشرين والست والعشرين ، والست والثلاثين 6204-6205-6211-6214-6217-6220-6226-6236
سبب الاختلاف :إنما أحد العدد من قراءته صلى الله عليه وسلم ومن وقفاته على رؤوس الآي وفواصلها ، وقد ثبت انه صلى الله عليه وسلم كان يصل في التلاوة بين الآيتين المكملتين لمعنى واحد فمن سمع النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصل الآيتين عدها آيه واحدة ، ومن سمعه وهو يفصل بينهما عدهما آيتين ، وهكذا .
الخلاصة: إن هذا الاختلاف في عدد حروف الآيات هين لأنه لا يؤدي الى زيادة في الحروف أو في معناه أو في نقص فيهما وانما هو محصور في التقسييم العددي فقط0
ترتيب آيات القرآن :
أجمعت الامة على أن ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الموجود بالمصاحف التي بأيدي المسلمين منذ عثمان الى يومنا هذا والى ان يرث الله الارض ومن عليها ، وانما كان بتوقيف ، من النبي صلى الله عليه وسلم تلقاه عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل .
جبريل :وانه لا مجال للرأي والاجتهاد فقد كان جبريل ينزل الآيات على الرسول ويخبره بموضعها من سوره كذا بجوار آيه كذا ، ثم يتلوها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ويتكرر في ذلك مرات ومرات في صلاته وخطبته وأحاديثه .
كتاب الوحي :ثم كان يدعو كتاب الوحي ليسجلوا مبينا لهم موضوعها من سوره كذا بجوار آيه كذا 0
المراجعة :ثم كان جبريل عليه السلام يلقاه مرة كل عام ليعارضه بما نزل من القرآن حتى كان العام الأخير من حياته الشريفة ومعرضه به مرتين تثبيتا وتوثيقا .
الترتيب الأصلي :كل ذلك كان على الترتيب المعروف للمسلمين في المصاحف ، وكذلك كان كل من حفظ القرآن أو شيئا منه حفظه على هذا الترتيب وشاع ذلك وذاع ، وملأ الأسماع والبقاع ، يتدارسونه فيما بينهم ، ويقراونه في صلاتهم وياخذه بعضهم عن بعض جيلا عن جيل وأمه عن أمه متواترا عبر الأزمان والقرون حتى وصل إلينا كما هو أبدا مبرء من التحريف أو التبديل ومن التقديم أو التأخير طاهرا مضيئا كما خرج من الفم الطاهر
أهميته ومعرفة الآيات :ففي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بالستين إلى المئه ، وفيها : اعتبارها في قراءه قيام الليل ، ففي أحاديث : من قرأ بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ،50 الحافظين 100 القانتين 200 الفائزين 300كتب له قنطار من الأجر 500 700 1 الخ
سور القرآن الكريم: معنى كلمة سوره : السورة المنزلة ، أي يحتمل ان يكون من السور بمعنى المرتبه لان الآيات مرتبه في كل سوره ترتيبا منا سبا .
التسمية : إنما سميت سوره لارتفاع قدرها لأنها كلام الله تعالى ، وفيها معرفة الحلال والحرام 0
حكمه هذه التسمية ودلالتها : قال العلماء : لان فيها وضع كلمته بجانب أخرى ، آيه بجانب آيه كالسورة توضح فيه اللبنة بجانب اللبنة ، ويقوم فيه الصف.
معنى آخر : معناه العلو والرفعة ، ولأنها حصن للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكل قارئ لها وذلك لما تتضمنه من مبادئ الحق وأحكام الإسلام
ورود لفظ سوره القرآن : ورد لفظ السورة في القرآن الكريم في عشره مواضيع : قوله تعالى
1 وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فآتوا بسوره من مثله ) البقرة 23
2 ( وإذا أنزلت سوره أن آمنوا بالله ) التوبة 86
3 ( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سوره تنبهم بما في قلوبهم ) التوبة 64
عدد سور القرآن : القرآن يتكون من مائه أربع عشره سوره ، أتلها سوره الفاتحة وآخرها سوره الناس وذلك ما اتفق عليه جمهور الصحابة في تدوينهم القرآن الذي هو بايدي المسلمين وفي صدورهم منذ ذلك التاريخ والى ان يرث الله الارض ومن عليها.
بعض العلماء :من قال عدد السور مائه وثلاث عشره سوره ، معتبرا الأنفال والتوبة سوره واحدة لعدم وجود البسملة في أول براءه ، بما ثبت من أن رسول الله سمى كلا منها بذاتها0
حكمة سقوط البسملة أول براءه:عن ابن عباس قال: سالت علي بن آبي طالب : لم تكتب في براءه ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال : لأنها أمكن وبراءه نزلت بالسيف ليس فيها امانة 0
البسملة:والصحيح أن البسملة لم تكن فيها ، لان جبريل عليه السلام وما نزل بها فيها قيل: كان شان العرب في الجاهلية إذا كان بينهم وبين غيرهم عهد ، أرادوا نقضه كتبوا في أول كتبهم باسم الله الرحمن الرحيم فلما نزلت براءه بنقض الذي كان للكفار كانت بدون بسملة ، وقراها عليهم رضي الله عنه يوه الحج ولم يبسموا على ما جرت به عادتهم0
تفاوت سور القرآن، طولا وقصرا :فأطول سوره فيه سوره البقرة ، واقصر سوره فيه سوره الكوثر
الأقسام :وتنقسم السور الى 4 أقسام :
القسم الأول :الطوال : وهي سبع :
1-البقرة 2-آل عمران 3 -النساء 4 -المائدة5 - الأعراف 6- الأنفال7- براءه0
القسم الثاني :المؤمنون : وهي سوره التي تزيد آياتها على مائه آيه0
القسم الثالث :المثاني : وهي التي تلي المئنين في عدد الآيات وسميت بذلك لأنها بتثني أي تكرر.
القسم الرابع : المفصل : وهو أواخر القرآن من أول سوره ( الحجرات ) أو سوره ( ق) الى نهاية القرآن 0
وينقسم المفصل الى ثلاثة أقسام :
1 طول المفصل 2 وسط المفصل 3 قصار المفصل .
وسمي بذلك :لكثره الفصل بين سوره بالبسملة ، وقيل لقلة المنسوخ فيه ، ولهذا يسمى بالمحكم .
المفضلات