بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً
هذه قصة واقعية وليس من خيال زي مايزعم البعض وحبيت أكتبها بخطي
كان هناك شابآ طالبا في الكلية العسكرية و يعيش حياة بسيطة و ممتعة,
حتى تعرف على احدى الفتيات
عن طريق الصدفة والتي كانت طالبة هندسة.
و قد دخلت قلبه من أول نظرة, ووقع في حبها بدون أي مقاومة أو تحذير.
و بدأت علاقتهما. و عاشا معآ أجمل أيام حياتهما, فتقاسما السعادة و الحزن, عاشا كل لحظة من هذه السنين معآ. و كان الشاب مخلص لحبيبته لدرجة أن كان يمتنع عن مشاهدة التلفاز خشية من أن يخون حبيبته بالنظر عندما ينظر الى فتاة على التلفاز. لقد كانت الحبيبة تعامل الشاب بأقسى درجات الذلة عندما كانت تستفزه بكونها في طريقها الى الهندسة و هو مجرد خريج للأعدادية و تناديه بكلمة الفاشل بأكثر من مناسبة
و كانت تفضل زملائها في الكلية عليه و لكن الشاب تحمل كل هذا لكونه يحب هذه الفتاة من كل قلبه و كان يظن بأن التضحية واردة و واجبة عليه من أجل الحب فترك الكلية العسكرية من اجلها. و دارت الأيام, و بقى الحبيبان في صراع دائم بين الزمن و حبهما. ووصل الحب الى اعلى الدرجات عندما قرر الأثنان الزواج و العيش معآ تحت سقف واحد. لقد كانت الظروف المحيطة بهما صعبة و لكن كان الشاب يبث الصبر و العزيمة و الحب بقلب حبيبته. و تحمل ألأساءة و ألأهانة من قبل أهلها. فكانوا ينعتوه بالفاشل و كانوا يقولون بأن هذا الزواج من سابع المستحيلات وذلك بسبب الفرق الدراسي بينهما. فأصر الشاب على التضحية من أجل الحبيبة. فبدأ بالتضحيات واحدة تلو ألأخرى و كل ذلك من أجل حبيبته. و تقدم الى الأمتحانات الخارجية للدراسة الأعدادية, و خاض ألأمتحانات من أجل حبيبته, وظهرت نتيجته بأنه مكمل بدرس واحد, فتعلقت الأمال الى إمتحانات الدور الثاني. و قرر الحبيبان أن يتزوجا بعد أن ينجح الشاب و يدخل الى احدى الكليات لأرضاء حبيبته و أهلها.
وبعد أن أقدم الشاب على ألأمتحان النهائي للدور الثاني, لم يتمكن الشاب من الأجابة بصورة صحيحة و توقع الحبيبان الرسوب. فزاد ذلك من صعوبة الموقف. و أتفق الأثنين على الزواج حتى ولو كان بالسر. و اتفقا على مواجه كل منهما لأهلة.
لقد كان أهل الشاب معارضين لهذا الزواج, و ذلك بسبب معرفة ألأهل بطبيعة أهل الفتاة و تكبرهم على الواقع بكون أبنتهم في طريقها الى الهندسة. فوقف الشاب بوجه أهله و أخية الكبير, متحديآ الجميع, فقام أهله بطرده خارج المنزل. و لما عرفت الحبيبه بهذه القصة أشترطت على الشاب أن يقوم بتأجير منزل منفصل عن أهله. فقام الشاب بما طلبت الحبيبه و كما قام بشراء الذهب وكان مستعد على الرغم من مخالفة أهله لذلك. و بذلك تحدى العالم بأجمعه من أجل الحب الذي يؤمن به.
حتى حان موعد الخطوبة. فتقدم الشاب و بحسب العادات والتقاليد مع اهله الذين أتوا من اجله و بعد ذلك يتم التخلي عن ابنهم و الى يوم الدين, و لكن كل ذلك لم يهز من عزيمة الشاب لأن هدفه كان واضح. الحبيبة.
و قام أهل الحبيبة بما هو متوقع. فرفضوا الشاب و قاموا بطرده مع أهله حيث لم يتم أستقبالهم و اعتذر أهل الحبيبة و انهوا الموضوع عن طريق الهاتف و لم يسمحوا لأهل الشاب حتى بالقدوم و التحدث و مناقشة الموضوع. فحاول الشاب الأتصال بحبيبته لمعرفة الخطوة التالية, و اذا بصدمة للشاب بأن حبيبته استسلمت للأمر الواقع. و تقول له بأن يحاول للمرة الثانية و لكن لا يعلق أي آمال لأن أهلها مصرين على موقفهم. و لما سأل الشاب حبيبتة عن دورها في هذا الصراع فقالت بأنها فعلت ما بأمكانها فعلة, فقد قالت للأهل بأنها تريد هذا الشاب. و هذا كل مافعلته.
بعد يوم واحد من هذه الحادثة و رد الحبيبة للشاب, قام الشاب بمحاولة ألأنتحار. حيث قطع أورده يده اليسرى و نزف حتى غاب عن الوعي. و لكن مشيئة الله حكمت بأن يستيقض هذا الشاب بعد يومين في مستشفى بقشان بجده و بعد 3 أيام يتلقى هذا الشاب مكالمة هاتفية من أحد اصداقئه يبشره على النجاح الغير متوقع و قبوله في كلية ألأداب بجامعة الملك عبدالعزيز في قسم اللغة ألأنجليزية. مما شد من عزيمة الشاب على مواصلة الحياة و لكن لهدف واحد. وهو أن يثبت لحبيبتة و أهلها بأنه ليس شخص فاشل. و قد نجح هذا الشاب و أحرز المركز الخامس على دفعته. و ذاع صيته بين زملائه بالذكاء و المستوى الدراسي العالي. و لكن لم يتمكن الشاب من نسيان الماضي- كما فعلت حبيبته- و بقى طيفها يلاحقه في كل مكان. فكان يراها في وجه كل طالبة و يتذكرها بكل لحظة. و ظل يكتب الشعر باللغة ألأنكليزية و كانت جميع قصائده تشير الى حبه الضائع. و لم يتمكن من نسيان عمله السابق, فقد طغت الصبغة العسكرية علي الملابس التي كان يرتديها أثناء الدوام الرسمي للكلية. و كان معروف بين أصدقائه بالضحك و الحيوية, ولكن قلبه ينزف دمآ كلما مرت ثانية من دون حبيبته.
لقد أجتمع هذين الحبيبن و افترقا. ولم تحاول الحبيبة ألأطمئنان على الشاب بأي صورة من الصور. و لم تحاول الأتصال به. ولا تعرف عنة اي شيء, ولاحتى ان كان حيآ أو ميتآ.. فكيف يمكن لفتاة أن تنسى هذا الشاب؟ و قد ضحى بكل ما يملك, حياتة, مستقبله, كل شيء. كيف يمكن أن تستسلم بهذه السهولة؟ و كيف يمكن أن تنسى الحب الذي تحدى العالم و قاوم الى النهاية؟؟ كيف؟؟
لقد عانى هذا الشاب و لازال يعاني. ولكنه يكابر من أجل ان ينسى ولو للحظة واحدة غدر حبيبته و عمره و حياته..
المفضلات