عندما انهار الاتحاد السوفييتي سابقا في 25/ ديسمبر 1991م كان العالم يترقب ماذا يحدث لبقية دول أوروبا الشرقيه والاتحاد السوفيتي يمثل فيها راس الجسد وقد انهار فبالتأكيد يلحق بقية الجسد برأسه وكانت النظره الشعوبيه للشعب الألماني هو كيف يصير وضع برلين الغربيه وبرلين الشرقيه والفاصل بينهما جدار مبني من الخرسانه والحديد يعلوه الاسلاك الشائكة لايمكن تسلقه أو تجاوزه وهذا الجدار على أمتداد المدينتين يتوسطه بوابة محروسه بشكل جيد .والأتحاد السوفيتي وهو يتزعم المعسكر الشرقي لأوروبا الشرقية طبيعة نظامه النظام الشيوعي الاشتراكي أي الأقطاعي بينما الانظمه في المعسكر الغربي أي اوروبا الغربيه هو النظام الرأس مالي المتحرر .مدينة برلين قبل تقسيمها كانت عاصمة المانيا في زمن الحكم النازي وكان مواطني برلين الشرقيه يعانون من البؤس والفاقه لصرامة النظام فيها والفقر قد أنشب انيابه في بعض دول المعسكر الشرقي وهذا ما يعانيه أبناء برلين الشرقيه بالاضافه الى حرمانهم من ابسط وسائل الحياة وهم يرون أندادهم من سكان برلين الغربية وهم منعمين بالحياة والرفاهية وهذه مشكلة الفقير حين لايجد في البيت ما يسد رمقه ويخفف لوعة جوعه قد يدفعه بؤسه وحرمانه وقد تتقد في جوفه نار الجوع ولايرى من يعطيه ما يستعين به على بلغة العيش وأسباب الحياه يسوقه حادي السغب الى مغادرة البيت أو البلد وهذا ما كان حاصلا في سكان برلين الشرقيه والذي لا يفصل بينهم سوا الجدار العازل ،ولما كانت برلين هي مدينه واحده ولكن الحرب العالميه الثانيه أدت الى هزيمة المانيا وحلفاؤها وانتحار زعيمها النازي (هتلر) وحصل بعده تقسيم المانيا الى معسكرين شرقي وغربي ومدينة برلين يفصلها جدار ولكن انهيار الاتحاد السوفييتي وهو مؤشرا لأنهيار بقية الانظمة الشيوعية الاشتراكية لفشله الذريع لأيجاد حياة مستقره لشعوبه مثل ماهو موجود في أوروبا الغربية .فكان لزاما أن يزيلو هذا الجدار العظيم أتفقو على أن تكون ساعة ازالة ذلك الجدار العازل هو الساعه الثانية عشره من أخر ليله في نهاية سنة 1991م ولعلهم ارادو في ذلك توديع سنين العداوه والجفا والقطيعه التي استمرت أكثر من نصف قرن ولعلهم يبدئون في مرحله جديده في بداية عام جديد.كانت مئات البلدوزرات والدركترات مزروعة على امتداد هذا الجدار .انها ساعات مخيفه ومنظر رهيب والكل يتسائل ماذا يحدث للأنسان الالماني والانسانه الالمانيه بعد ازالة هذا الجدار العازل ماذا يحدث عندما يتواجهون والعدى بينهم قد بلغ ما بلغ خاضوا حروبا طاحنه فيما بينهم وجميع الصلات الانسانيه مقطوعة والعدى والحقد والكراهية بلغ ذروته .دقت الساعه والكل متأهب أزيل الجدار في ساعات قليله .وحصلت المقابلة وجها لوجه هل تقابلو بالسلاح أو بالسيوف أو بالخناجر أو بالهراوات أو بالشتم .(لا) تقابلو بالاحضان والدموع تذرف من الاعين يقدمون الهدايا والحلوى لبعضهم الكل نادما على سنين الحرب والعداوه والكراهية التي عايشوها عشرات السنين قد تجاوز نصف قرن ثم ماهي الرابطة بينهم هل يربطهم دين أو عقيده مثل ماهي روابط المسلمين طبعا لاتوجد بينهم إلاًً رابطة الإنسان بالإنسان ولعلني استأذنكم معشر القراء أن أروي لكم هذه القصة التي رائيتها في نفسي بعد أن ساقتني الصدفه في تواجدي في مدينة برلين بعد أن مددت إقامتي ليلتين حتى أشاهد احداثها, لعلنا نأخذ منها الدروس والعبر ثم نقيسها على روابطنا نحن المسلمين مذا تعاني مجتمعاتنا وأسرنا من تناحر وعداوه وفرقه وتشرذم وتشتت هل حصلت بين هذه الاسر حروب أدت الى ذلك هل حصل بينها سفك دماء هل أستبيحت المحرمات هل أنتهكت الاعراض أو أكلت الأموال .إن الناظر إلى مجتمعاتنا وأسرنا يرى العجب والحسره ،القلوب مملوءة بالبغضاء والشحناء والحقد والكراهيه.أين المحبة والوئام والمودة .أما يأمرنا ديننا بنبذ الظغينه والبغضاء والأحقاد .أما يأمرنا ديننا بالاخوة والصفح والتسامح أما يأمرنا ديننا أن لا يهجر المسلم أخيه المسلم فوق ثلاثة أيام أما يأمرنا ديننا بصلة الارحام أما يأمرنا ديننا بالأحسان الى الوالدين والأقربين أما يأمرنا ديننا بالتواصل والتواد والتراحم أما يأمرنا ديننا ببشاشة الوجه ولين الكلام عند اللقاء أما يقول ديننا أن اسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم وأسرع الشر عقوبه البغي وقطيعة الرحم أما ينهانا ديننا عن الحسد والظلم والبغي والعدوان أما يأمرنا ديننا في حسن الاخلاق ونبذ سوؤها .اذا استعرضنا شريط حياة ابائنا واجدادنا رغم البؤس والفقر والفاقه فانها اجمل وازكى وأحلى وأبهى من حياتنا اليوم رغم اقبال الدنيا علينا وزخارفها وامكاناتها كانت القلوب متقاربة ومفتوحة على بعض يجتمعون على كسرة الخبزه.كان للفقر جانب ايجابي رائع على كثرة ماله من جوانب اخرى سيئه وقبيحه وشائنه ومؤذيه للنفس الكريمه فكانت الاسره الواحده يضمها بيت واحد ومائدة واحدة ومجلس واحد وهموم واحدة ومتقاربه حتى اذا كبر الاولاد وتزوجوا يقيمون مع والديهم وإخوانهم في منزل واحد اذا كان يستوعب الضيفة الجديدة وإلا نزح الابن بعروسته الى بيتا غير بعيد.أما الآن نسمع الكثير والكثير لعل أقلها ضررا أن تكون زوجة الابن بعيدة عن والدي الزوج وقد تكون هذه إملائات الزوجة وأهلها ومثل هذه الزوجه هل يرجا منها خير .كانت الام في حياة ابائنا وأجدادنا هي التي تطبخ وتنفخ على الحطب وتوقد الولايم الكبيره حين تحل مناسبه لابد من القيام بها وتتولى تجهيزها من ألفها الى يائها لا يوجد عندها خادمه أندنوسية تترقب الفرص حتى تعبث بالاطفال أو سيرلانكية تأخذ ما تطول يدها من المنزل أو حبشيه جاهزة للمصارعة .كانت حياة الاجداد والاباء جادة كل الجد مثابرة كل المثابرة فاضلة كل الفضل لاشحناء ولا قطيعه بين الأسر ولا لهاثا محموما خلف المال ولا انصرافا عن واجبات الصلة .اما حياة اليوم رفاهية مع تيسير اسباب التواصل صوتا وصوره ولكنها للأسف مقطوعة وأصبحت هناك جدرانا قائمه وأسلاك شائكه بين الاسر وبين الأبناء والأب والأم وبين الإخوان والقرابة والأرحام والجيران وبين الزوج وزوجه هل نحتاج بلودوزارات حتى نزيلها أو نطلب رحمة قلوب الالمان رغم أن هم كفار ان تغشا قلوبنا الرحمه ولكن جدارنا اقامه شيطان لايقدرو يزيلونه البشر الا بالعوده الى الله سبحانه هو القادر على أزالته وحده لكنه يحتاج الى عزم وقدره وإراده ونبذ جميع الخلافات من القلوب اللهم يامثبت القلوب والابصار ثبت قلوبنا على طاعتك ويامؤلف بين قلوب الالمان وهم كفارا الف بين قلوبنا ونحن ومسلمين واعدنا الى طريق الصواب واهد سخائم قلوبنا.بسم الله الرحمن الرحيم(ياأسفاه على روابطنا)
تحيات أبو فيصل
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات