قصه جميله جدا
الف شكر لك
العصفور الأسود الغريب ليس عدو لنا..؟؟
السلام عليكم
حطّ عصفورٌ أسودٌ على غصنِ شجرةٍ.
ارتعشت العصافير التي كانت على عددٍ من الأغصانِ،
يتداولون في أمورِهم اليومية، وقد اقترب فصلُ الشتاءِ،
الموضوع الذي جمعَهم هو الهروب من بردِ الشتاءِ وإيجاد الطعامِ.
نشر رئيسُ العصافيرِ جناحيه وصفّق بهما طالباً من الأعضاءِ السكوت دقيقة لموتِ أحد العصافير الذي أصابته رصاصةٌ عدوّةٌ من بندقيةِ صياد. مرّت الدقيقةُ بصمتٍ كاملٍ، وما أن انتهت حتى عادت الأحاديث بينهم، وكلامهم نوعٌ من الزقزقات التي لا تنتهي، بعد قليل، عاد الرئيسُ ناشراً جناحيه قائلاً بزقزقةٍ عاليةٍ طالباً منهم السكوت، لبدء الحوار والتشاور بينهم. سكتت جميع العصافير إلا عصفور واحد وهو معروف بشخصيته الثورية وبحثه الدائم لإيجاد الخير والسلام لزملائه العصافير أينما وجدوا. رفرف هذا بجناحيه طالباً التكلّم من الرئيس، فسمح له، قال العصفور بصوتٍ كله زقزقة:
«يا حضرة الرئيس ويا حضرة زملائي، في كلِّ اجتماع نبقى ساعات نتحاور ونختلف ثم نتفق على أمورٍ وواجباتٍ»، قاطعه الرئيسُ: «هذا صحيحٌ». تابع العصفورُ قائلاً: «لكنا ما أن ننهي اجتماعنا حتى يطير كل واحد منا حراً ناسياً واجباته نحو الجميعِ، غير مكترث بما قرّرناه بالاجتماع إلا بمنفعته الخاصة». قاطعه الرئيس قائلاً: «لا.. لا.. زك.. زك.. س.. سس.. سس». رفرف كثيراً بجناحيه غاضباً، لكن العصفور تابع كلامه: «في الاجتماعِ الماضي اتخذنا قراراً بأن نجمع مؤونةً لهذا الشتاء، وها هو الشتاء قادمٌ، ولم نأت بأي شيء..».
قاطعه الرئيسُ: «عليك أن تقوم أنت بواجباتك.. أين المؤونة التي وعدت أنت بها؟». أجابه العصفورُ: «يا سيدي إني أنتقد زملائي، كذلك أنتقدُ نفسي». قال الرئيسُ: «سس.. سس.. هذا جيد». فجأةً سُمعت زقزقات العصفور الأسود الذي حطّ على غصنِ شجرةٍ قريبةٍ، عندها التفت الجميعُ معترضين، قال بعضهم: «لا يحق لهذا العصفور الغريب أن يدخل إلى داخل حدودنا، علينا طرده حالاً».
ما كان من العصفورِ الأسودِ إلا أن يرفرف بجناحيه بعصبيةٍ قائلاً: «ز.. ز.. ز.. س.. س.. س.. جئتكم لأخبركم أن صيادين كثرًا آتون باتجاهكم، أتيت حباً بكم، متمنياً عليكم أن تسرعوا بترك هذه الأمكنة حالاً.. وما عليكم سوى اللحاق بي إلى أماكنٍ لا خطر فيها، حيث ستجدون كل ما تشتهون من مأكل، وحيث ستشعرون بالدفء والاطمئنان».
بعد خطابه هذا، دارت وشوشات بين العصافير ثم تقدّموا معاً من العصفورِ الصالحِ وشكروه.
سُرّ العصفورُ الأسودُ ورفرف بجناحيه وطار ووراءه العصافير المزقزقة فرحاً إلى أجواء لا توجد فيها بندقيةٌ عدوّة ولا صياد لا يعرف الرحمة.
مازالوا يسرحون في الأجواء طائرين، والعصفورُ الأسودُ في مقدمتهم،
حتى ظهرت لهم سهولٌ مغطاةٌ بالأزهارِ الملونةِ والأعشابِ
الخضراءِ والأشجارِ المثمرةِ، هنا التفت العصفورُ القائدُ قائلا..
«سنهبط هنا وسنمضي فصل الشتاء على هذه الأرضِ الكريمةِ.
وسنبني أعشاشَنا وننتظر انتهاء الشتاءِ، وبعدها، نعود إلى أرضِنا»..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
قصه جميله جدا
الف شكر لك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات