الله يزاكي كل خير يا اختي خياله بلي على هذه القصه وهيه من قصص السلف الصالح جعلها الله في ميزان حسناتك ولكي جزيل الشكر والسلام..
السلام عليكم ,,
(( اردت ان اذكر هذه القصه لكي يعلم اصحاب المصائب ان هناك من ابتلوا بأعظم من مصائبهم ))
قصة إبتلاء و امتحان التابعي الجليل عروة بن الزبير بن العوام ..
ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
روي أن عروة خرج إلى الوليد بن عبدالملك ، حتى إذا كان بوادي القرى ..
فوجد في رجله شيئاً ، فظهرت به قرحة الآكلة ..
ثم ترقى به الوجع ، وقدم على الوليد وهو في محْمل ، فقيل : ألا ندعوا لك طبيباً ؟
قال : إن شئتم ..
فبعث إليه الوليد بالأطباء فأجمع رأيهم على أن لم ينشروها قتلته ، فقال شأنكم ..
فقالوا : اشرب المُرقد ، فقال : امضوا لشأنكم ..
ماكنت أظن أن خلقاً يشرب مايزيل عقله حتى لا يعرف ربه عز وجل ،
ولكن هلموا فاقطعوها ..
وقال ابن قتيبة وغيره : لما دعي الجزار ليقطعها قال له : نسقيك خمراً حتى لا تجد لها ألماً ، فقال :
لا أستعين بحرام الله على ما أرجو من عافية ، قالوا : فنسقيك المرقد ، قال :
ما أحب أن اسلب عضواً من أعضائي وأنا لا أجد ألم ذلك فأحتسبه ، قال : ودخل قوم أنكرهم ، فقال : ماهؤلاء ؟
قالوا : يمسكونك فإن الألم ربما عَزَبَ معه الصبر ، قال : أرجو أن أكفيكم ذلك من نفسي ...
فوضع المنشار على ركبته اليسرى فنشروها بالمنشار فما حرك عضواً عن عضو وصبر حتى فرغوا منها ..
ثم حمسوها وهو يهلل ويكبر ، ثم إنه أغلي له الزيت في مغارف الحديد فحسم به ، ثم غشي عليه ..
وهو في ذلك كله كبير السن وإنه لصائم فما تضور وجهه ، فأفاق وهو يمسح العرق عن وجهه ..
(( وروي أنه لما أُمر بشرب شراب أو أكل شيء يذهب عقله قال :
إن كنتم لا بد فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصلاة فإني لا أحس بذلك ولا أشعر به ، قال :
فنشروا رجله من فوق الآكله من المكان الحيَّ احتياطاً أنه لا يبقى منها شيء وهو قائم يصلي ..
فما تضور ولا اختلج فلما انصرف من الصلاة عزّاه الوليد في رجله ))
ولما رأى رجله وقدمه في أيديهم أو في الطست دعا بها فتناولها فقلبها في يده ثم قال :
أما والذي حملني عليك أنه ليعلم أني مامشيت بك إلى حرام ، أو قال : إلى معصية .
ثم أمر بها فغسلت وحنطت وكفنت ولفت بقطيفه ثم أرسل بها إلى المقابر .
وكان معه في سفره ذلك ابنه محمد ، ودخل محمد اصطبل دواب الوليد ، فرمحته دابة فخر ميتاً ..
فأتى عروة رجل يعزيه ، فقال : إن كنت تعزيني برجلي فقد احتسبتها . قال : بل أعزيك بمحمد ابنك ، قال : وماله ؟
فأخبره ، فقال : اللهم أخذت عضواً وتركت أعضاء ، وأخذت ابناً وتركت أبناءًا ..
فكان الوليد بن عبدالملك يبحث عن وسيله يخفف بها مصيبة عروه ..
في فقد رجله و وابنه في ساعات وايام معدودات ..
واذ بجماعه من قبيلة بني عبس فيهم رجل ضرير يزورون الخليفه ..
فسأله الوليد عن سبب عماه وكف بصره ..
فقال يا امير المومنين .. قصتي و خبري عجيب ..
لم يكن في بني عبس رجلٌ اوفر مني مالاً و لا اكثر اهلاً وولداً ..
فسرتُ يوماً بمالي و عيالي في بطن وادي ..
ونزلت فيه مع منازل قومي فطرقنا سيل لم نرى مثله قط ..
فذهب السيل بمالي و اهلي وولدي ..
ولم يترك لي غير بعير واحد وطفل صغير حديث الولاده ..
فهرب البعير وتركت الصغير على الارض لكي الحق بالبعير ..
فما جاوزت مسافه الا وانا اسمع صيحة الطفل ..
فإذا براسه في فم الذئب وهو ياكله ..
فرجعت لكي انقذ ابني من الذئب فحمله الذئب وهرب به بعيداً ..
ثم رجعت للبعير لكي انجو بنفسي ..
فلما قربت البعير لكي امسك به .. رمحني على وجهي رمحةً حطمت جبيني وذهبت ببصري ..
فصرت يا امير المومنين في ليله من غير اهل ولا ولد ولا مال ولا بصر ..!!
قال الوليد لحاجبه ..
خذ هذا الرجل واذهب الى ضيفنا عروة بن الزبير ليقص عليه قصته ..
وليعلم كل صاحب مصيبه ان في الناس من هو اعظم منه بلاءً ..
فسرّ عروه بسماع قصة هذا الرجل وخففت عنه مصيبته ..
فما سمع منه شيء في ذلك حتى قدم المدينة فلما قدم المدينة . أتاه ابن المنكدر ، فقال ، كيف كنت ؟
قال(( لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً )) وقال : اللهم إنه كان لي أطراف أربعة ..
فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد ..
وكان لي بنون أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد ..
وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لطالما عافيت ..
ولما دخل المدينة أتاه الناس يسلمون عليه ويعزونه في ابنه ورجله ، فبلغه أن بعض الناس ، قال :
إنما اصابه هذا بذنب عظيم أحدثه ، فأنشد عروة في ذلك متمثلاً أبياتاً لمعن بن أوس :
لعمـرك مـا أهويـت كـفـي لريـبـةولا حملتنـي نحـو فاحشـة رجلـيولا قادني سمعي ولا بصري لهـاولا دلني رأيـي عليهـا ولا عقلـيولسـت بـمـاشٍ ماحيـيـت لمنـكـرمن الأمر لا يمشي إلى مثله مثليولا مؤثر نفسي علـى ذي قرابـةوأوثر ضيفي ما أقام علـى أهلـيوأعلـم أنـي لـم تصبنـي مصيـبـةمن الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي
وكان أحسن من عزاه إبراهيم بن محمد بن طلحة ، فقال له :
والله مابك حاجة إلى المشي ، ولا أربُ في السعي ،,
وقد تقدمك عضو من أعضائك وابن من أبنائك إلى الجنة ،,
والكل تبع لبعض - إنشاء الله تعالى - ..
وقد أبقى الله لنا منك ماكنا إليه فقراء و ما نحن عنه بأغنياء ,,
من علمك ورأيك نفعك الله وإيانا به ، والله ولي ثوابك ، والضمين بحسابك ,،
وعاش بعد قطع رجله ثماني سنوات .. ولم يدع ورده من القرآن والقيام حتى في هذه الليلة..
الله يزاكي كل خير يا اختي خياله بلي على هذه القصه وهيه من قصص السلف الصالح جعلها الله في ميزان حسناتك ولكي جزيل الشكر والسلام..
جزاك الله خيراً وجعلك نبراس هدى للمسلمين
خبالة الشمال جزاكي الله خير
ويعطيكي العافية
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات