بارك الله فيك لاطلاعنا على هالموضوع الأكثر من رائع ..
بالفعل كلمة الطلاق منتشره على ألسن الجميع مكن القدم إلى وقتنا الحالي وكأن الناس لايعلمون بأن الطلاق أبغض الحلال عند الله ..
موضوع جميل للشيخ موسى محمد هجاد الزهراني
هذا العنوان هو طاغوت ٌ وصنمٌ يُعبد من دون الله تعالى في بعض البلاد ! . عندنا في الجنوب ابتُلي بعضنا بتقديس هذه الكلمة أكثر من تقديسه للحلف بالله عز وجل .
ترى أحدهم إذا أراد أن يُعظِّم قسمه حلف بالطلاق فلا يستطيع من يسمعه أن يُحنثه في قسمه خوفاً من أن تطلق امرأته .. وكثيراً ما سمعت من يقسم بالله تعالى مراتٍ عديدة فلا يؤبه به ، ولا يُقام له وزن ؛ بل ويتهم بأنه لو كان جاداً في حلفه لحلف بالطلاق ! ..وهذا غاية الخذلان !.
وكم وقعنا في حرجٍ كبير من جراء إطلاق هذه الكلمة الشنيعة .. يأتي أحدهم إليك قاصداً الإكرام – ولا نشك في هذا فأهل الجنوب أهل الكرم – فيبتدرك بكلمة (عليّ الطلاق أن تأكل ذبيحتك عندي ) فتسودّ الدنيا في عينيك ، ولا تستطيع الاعتذار ، ولن يقنع بأعذارك وارتباطاتك ومواعيدك ، ولا تملك إلاّ أن تلبي صاغراً ذليلاً ؛ خوفاً على (كيلوباترا) ! ربة البيت ، حرمه المصون أن تذهب في خبر كان ! فحياتها معلقةٌ بهذه الكلمة ، ولا تعلم ما نيتُه ؟ هل يقصد طلاقها أم أنه لم يخطر على باله الطلاق ؟ .. وهكذا ندخل في دهاليز فقهية لا تنتهي .. ولو ذهبتُ أذكر لكم القصص المبكيات لتعجبتم من ذلك .
***
إني - أحياناً – لأتضايق جداً ممن يحلف بهذه الكلمة ويعظمها ويقدمها على حلفه بالله تعالى .. وإني لأحتقر بشدة من يُحلف عليه بالله وأسمائه الحسنى وصفاته العلى فلا يجيب ! وإذا تفوه أحد الحمقى بـ (عليّ الطلاق ) لبّى ذليلاً ! إنه الجهل المركب الذي غطى على العقول وجعل منها مطيّة لإبليس الرجيم ، وأنساهم قول النبي (« مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ » )[1]
أستطيع أن أحلف بالله تعالى ولا آثم أن بعضهم قد بانت زوجته منه وطلقت وذهبت إلى غير رجعة وهي لا تزال إلى الآن في عصمته ( كما يتوهم ) .. يجامعها ويؤاكلها ويشاربها.. بل إني لأعرف بعضهم لا يقوم ولا يقعد ولا يمزح إلا بـ "علي الطلاق".. وإذا نصح قال: إني لا أقولها صراحة وإنما أقول "الطباق"!! انظر إلى أي مدى وصل الذكاء بهذا الحمار!
حلف رجل على آخر بالطلاق؛ كي يتعشى معه الليلة.. فرد الآخر بالطلاق ألا يتعشى معه! حلها الآن! .
لست أعلم لماذا يلجأ بعض الأغبياء إلى جعل الزوجة تعيش على أعصابها.. مهددةً في أي لحظة بأن تذهب ضحية عشاءٍ أو غداءٍ!..
يتحدث عندنا العامة بقصة فحواها: أن القاضي منع مرة من الحلف بالطلاق وأن من حلف به يسجن..فقيل أن القاضي بلغه عن رجلٍ أنه حلف بالطلاق فاستدعاه.. فقال له:أأنت حلفت بالطلاق؟! قال: لا.. قال القاضي: قد شهد عندي عدول أنك حلفت بالطلاق.. فقال الرجل: "علي الطلاق" أني لم أحلف بالطلاق!.
لقد أزعج هؤلاء المجانين علماءنا ومحاكمنا بكثرة مشاكلهم الناتجة عن حمقهم وحلفهم بالطلاق.. وبكائهم وعويلهم.. إذا قيل لأحدهم: قد بانت منك امرأتك!
وضعوا أنفسهم في مآزق هم في غنى عنها..
***
لي أختٌ من الرضاعة .. سهرت عندها مرة أحدث بناتها وأبناءها عن أهمية الإيمان باليوم الآخر ووصف الجنة والنار.. ثم ذهبت.. ففوجئت بها في اليوم التالي تخبرني بأن البنات لم ينمن من خوفهن إلا بعد أن صلين الفجر.. حتى إن بنتاً منهن نامت على سجادتها..
فقلت لإحداهن: يا ليلى! هل صليتِ الفجر اليوم وأنت سهرانة من البارحة لم تنامي ؟
قالت: أي والله يا خالي موسى.. وعلي الطلاق أني صليت الفجر أنا و أختي سوسن! .. فضحكت وقلت كفى بهذا دليلاً!!
وهذه ابنة أخي الصغيرة ذات مرة تريد أن تلزمنا أنا وأباها بالذهاب معنا فلما أبى[2] أبوها أن تذهب أخذت تبكي وتتوعد وتهدد وتقول: "علي التلاك.. أروه معكم.." وأظن ترجمتها واضحة.. فقلت لأخي.. أنت الذي جنيت عليها حتى طلقت زوجاً لم تره بعد!.
بارك الله فيك لاطلاعنا على هالموضوع الأكثر من رائع ..
بالفعل كلمة الطلاق منتشره على ألسن الجميع مكن القدم إلى وقتنا الحالي وكأن الناس لايعلمون بأن الطلاق أبغض الحلال عند الله ..
اخوي سلمان شكرا على المرور
اشكر الجميع على المرور
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات