سالفة مقولة جاورينا وأخبرينا..؟؟
كانت هناك امرأة جميلة من علية القوم أحبها رجلان أحدهما كان جميل الطلعة ووسيم الشكل بينما الأخر كان على العكس تمامًا، فكانت تميل إلى الوسيم ولا تطيق النظر إلى الدميم،
وكان دائمًا ما يقول لها الوسيم:
عاشرينا وانظري إلينا، بينما كان الدميم يقول لها جاورينا وأخبرينا، وعلى الرغم من تعلقها بالرجل الوسيم إلا أنها قررت أن تصنع اختارًا لكل منهما حتى تعلم من هو أحق بقلبها.
أرسلت المرأة رسولًا إلى كل منهما يطلب منهما أن يذبح كل واحد ناقة وينتظر قدومها، فقام على الفور كل منهما بتنفيذ طلبها وقاما بذبح النوق، وجلسا في انتظارها، وفي ذلك الوقت كانت المرأة تحضر نفسها للاختبار الذي سوف تصنعه لكل منهما فقامت بالتخفي في ملابس رثة وغطت وجهها حتى لا يستطيع أي منهما التعرف عليها، وهمت بالذهاب إليهما.
وعندما وصلت إلى بيت الأول وهو الوسيم دخلت عليه، فوجدته جالس واللحم أمامه ينهش فيه كالكلاب في البرية، فطلبت منه أن يعطيها شيئًا مما رزقه الله، فأمر لها بذيل الناقة، تفاجأت المرأة من صنيع الرجل وكيف يكون بهذا البخل والوقاحة على الرغم من وسامته، ومضت في طريقها إلى الرجل الثاني.
وعندما وصلت بيته ودخلت عليه وجدته يضع اللحم أمامه ويقوم على تقسيمه ويعطي للفقراء فطلبت منه أن يعطيها شيئًا مما رزقه الله، فأمر لها بأطيب اللحم وأرسل معها من يحمله عنها ظنًا منه أنها امرأة مسنة، خرجت المرأة وهي مذهولة من هول ما رأت ..
فقد كانت متيقنة أنها سوف ترى من الوسيم الأخلاق الحسنة مثل طلعته الحسنة لكنها رأت منه العكس وكذلك القبيح الذي كانت تتشاءم من وجوده رأت منه أطيب الفعل، مضت المرأة في طريقها وقد علمت على من وقع الاختيار.
وفي اليوم التالي جاءها الرجلان ليعلم كل منهما سبب عدم مجيئها كما وعدتهما، وعندما حضرت أمامه المرأة قالت لهم أما الآن فقد علمت سبب مقولة كل منكما فأنت وأشارت على القبيح كنت تقول جاورينا وخبرينا لأنك تعلم أنك حسن السيرة محبوب فيمن حولك ، أما أنت وأشارت إلى الوسيم كنت تقول عاشرينا وانظري إلينا لأنك مغرور بوسامتك وتظن أنها تكفي لأن أتغاضي عن بخلك وشحك.
أما الآن فأنا أعرفكم بنفسي فأنا المسنة العجوز التي أعطيتها الذيل وبخلت عليها باللحم، فأرجو منك أن تنصرف وأن لا تعود هنا مرة أخرى، فقام الوسيم بمغادرة منزلها بينما رحبت بالقبيح وقبلته زوجًا لها، ومن هنا صار المثل متداولًا بين الناس.
الحكمة من وراء المثل:
قال الأجداد قديمًا ليس كل ما يلمع ذهبًا، والمقصود أن المظهر الأنيق والشكل الوسيم ليس بالضروري ينم عن معدن أصيل وأخلاق حميدة، فالذهب يستخرج من الطين والوحل قبلما يصبح ذهبًا..
لذلك ابحث دائمًا عن الأخلاق والدين قبل الشكل خاصة في النسب كما وصانا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه حين قال:
«تنكح المرأة لأربع: لمالها, ولجمالها, ولحسبها, ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك»..
وقال أيضًا: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».
ولكم تحيات
ماجد البلوي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات