الشيخ محمد بن صالح العثيمين / بلوغ المرام
شرح كتاب الصلاة-29
سؤال عن تعريف الكبائر ؟ حفظ
السائل : صغائر الذنوب يا شيخ ما هي ؟
الشيخ : هاه؟
السائل : صغائر الذنوب!
الشيخ : إيش؟
السائل : صغائر الذنوب؟
الشيخ : الصغائر الذنوب هي ما سوى الكبائر، وكأنك تقول وماهي الكبائر؟
نعم الكبائر يقول العلماء: كل ذنب رُتّب عليه عقوبة خاصة، كل ذنب يعني توعد عليه بعقوبة خاصة فهو كبيرة، فمثلا الزنا كبيرة، لأن فيه حدًا في الدنيا، شرب الخمر كبيرة لأنه ملعون شاربه، الربا كبيرة، القذف كبيرة، التولي يوم الزحف كبيرة، الغش كبيرة، كون الإنسان لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه كبيرة أيضا، وهذه مسألة يجب أن نشوف نفتش الذي ما يحب لأخيه ما يحب لنفسه هذا فاعل كبيرة، من هذا نعم؟
الغيبة من الكبائر، الغيبة من كبائر الذنوب الرسول يقول: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) : شف لا يؤمن ، قال شيخ الإسلام : " كل ذنب نفي الإيمان عن فاعله فهو من كبائر الذنوب " ، لأن أعظم عقوبة إنه ينفى عنك الإيمان، هذه فتّش عن قلبك يا الإنسان: هل أنت تحب لأخيك ما تحب لنفسك فسالم من هذه الكبيرة ، هل فيك شيء ما تحب لأخيك إن الله سبحانه وتعالى أن يعطيه مال أو يعطيه ولد أو يعطيه علم، إذا كنت ما تحب هذا فأنت مصر على كبيرة، مصر على كبيرة من كبائر الذنوب.
ولهذا مسألة القلوب من أصعب ما يكون تخليصها على الإنسان، يعني أعمال القلوب أشد من أعمال الجوارح، أعمال الجوارح كل واحد يزينه يقدر يزينه أليس كذلك؟
كل واحد يقدر يزيّن صلاة في ركوعها من أحسن شيء وفي سجودها وفي قيامها وفي قعودها ، نعم هذا ممكن ، لكن صلاح القلب هذا من أصعب ما يكون صعب جدًا ولهذا نسأل الله أن يعيننا وإياكم على صلاح القلوب، وإذا صلحت القلوب صلحت الأبدان. واحد يقول: إنه ينصح إنسان يقول له يا أخي لا تحلق لحيتك هذا حرام عليك، يقول: فقال لي التقوى ها هنا يشير إلى صدره، كلمة حق الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( التقوى ها هنا ، وأشار إلى صدره ) : لكنها كلمة حق من هذا الرجل الذي دافع بها عن نفسه عن حلق لحيته أريد بها باطل ، كلمة حق أريد بها باطل .
والجواب على كلامه سهل جداً وش نقول؟ نقول لو صلح ها هنا لصلح ها هنا ، لو صلح القلب لصلحت اللحية فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ): شف إذا صلحت صلح الجسد كله.
( وإذا فسدت فسد الجسد كله ): سبحان الله يعني بعض العلماء أبو هريرة رضي الله عنه شبّه القلب بالملك، والأعضاء بالجنود، وقال: " إن الأعضاء كجنود الملك " ، لكن هذا التشبيه ماهو مثل كلام الرسول عليه الصلاة والسلام، كلام الرسول شرط: ( إذا صلحت صلح ) هذا مرتب على هذا ترتيب لزومي، لكن الملك إذا أمر الجنود قد يتمرّدون، ولا لا ؟
بخلاف إذا صلح صلح الجسد، لكنه تشبيه تقريبي من أبي هريرة رضي الله عنه شف إذا صلحت صلح الجسد، وفي هذا دليل على أن محل التدبير للبدن كله هو القلب ماهو الدماغ، الدماغ يفكّر ويعدّل ويزين ويرسل إلى القلب والقلب يأمر، فالتفكير لا شك أنه في الدماغ، لكن يرسل إلى القلب، يرسل إلى القلب، والقلب يوجه أوامره، هو الذي يوجه الأوامر على الإرادات والقصد، ولهذا النية محلها القلب وليس الرأس .
وهذا أحد القولين في مسألة التقريب بين الواقع وبين ما دلت عليه النصوص من أن العقل بالقلب، يقول: التفكير في المخ والتوجيه في القلب، ففي المخ التصور والإدراك وفي القلب التدبير والتصريف والتوجيه، ولهذا : (( فتكون لهم قلوب يعقلون بها )) ، ما قال: يدركون، يعقلون، لأن العقل المدبر هو الذي يوجهك، نعم، وأما الإمام أحمد رحمه الله فقال : " إن العقل في القلب وله اتصال في الدماغ " ، وشبهه بعض المعاصرين بالدينمو المولّد للكهرباء في اللمبة، قال اللمبة هذا الدماغ والقلب الدينمو فالطاقة التي في القلب اللي في الدينمو ما تظهر إلا باللمبة كذلك الطاقة اللي في القلب ما تظهر إلا بالدماغ لكن في ظني أن التوجيه الأول أحسن أن التفكير في الدماغ والتدبير في القلب لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) .
المهم أننا نقول في هؤلاء الذين أحيانا يعارضون الإخوة الداعين إلى الله يعارضونهم إذا قيل لهم: اترك الربا قال: التقوى ها هنا، اترك الخمر قال: التقوى ها هنا، اترك حلق اللحية قال: التقوى ها هنا، اترك عقوق الوالدين قال التقوى ها هنا، ما بقي شيء، إذا كنت ما تتقي بجوارحك فلا تقوى عندك في قلبك، لو اتقى القلب لاتقت الجوارح بلا شك ، والله الموفق .
https://alathar.net/home/esound/inde...evi&coid=35087
المفضلات