اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد وعلي اصحابه اجمعين
الف شكر اخي الغالي وجعلها الله في موازين حسناتك يوم القيامه
أبو الدرداء .
*اسمه : عامر ، وقيل : عويمر ، وقيل غير ذلك ، ورجح بعضهم أن اسمه عامر ، وعويمر لقبه.
*أما أبوه : فهو زيد ، وقيل : مالك ، وقيل : ثعلبة وقيل غير ذلك . وهو من ولد كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج .
*وأمه : محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة .
*وكنيته : أبو الدرداء وهو مشهور بكنيته .
أنصاري ، خزرجي ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إمام قدوة ، حكيم هذه الأمة ، وأحد عقلاء الصحابة – رضي الله عنهم – وهو قاضي دمشق وسيد قرائها ، وأول من سن فيها حلقات تدريس القرآن ، وكذا أول من تولى قضاءها .
*إسلامه : قصة إسلامه : كان أبو الدرداء – رضي الله عنه – آخر أهل داره إسلاماً . فكان متعلقاً بصنم له وقد وضع عليه منديلاً وكان عبــد الله بن رواحــة يدعوه إلى الإسلام فيــأبى ، فيجيئه عبد الله بن رواحة وكان له أخاً في الجاهلية والإسلام فلما رآه قد خرج من بيته خالفه فدخل بيته وأعجل امرأته وإنها لتمشط رأسها فقال : أين أبو الدرداء ؟ فقالت : خرج أخوك آنفاً ، فدخل بيته الذي كان فيه الصنم ومعه قدوم ، فأنزله وجعل يقدده فلذاً فلذاً وهو يرتجز :
تبرأ من أسماء الشياطين كلها ***ألا كل ما يدعى مع الله باطل
ثم خرج ، وسمعت المرأة صوت القدوم وهو يضرب ذلك الصنم فقالت : أهلكتني يا ابن رواحة . فخرج على ذلك ولم يكن شيء حتى أقبل أبو الدرداء إلى منزله فدخل فوجد المرأة قاعدة تبكي شفقاً منه ، فقال ما شأنك ؟ قالت : أخوك عبد الله بن رواحة دخل فصنع ما ترى ، فغضب غضباً شديداً ، ثم فكر في نفسه ، فقال : لو كان عند هذا خير لدفع عن نفسه فانطلق حتى أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومعه ابن رواحة فأسلم.( هكذا كما في المستدرك : 3/336و337 )
وزاد الذهبي في السير : 2/340 أن محمد بن مسلمة كان مع ابن رواحة وأنهما ذهبا إلى صنم أبي الدرداء، وأن أبا الدرداء قال لزوجته أعدي لي ماء في المغتسل ، فاغتسل ، ولبس حلته ، ثم ذهب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فنظر إليه ابن روحة مقبلاً ، فقال : يا رسول الله هذا أبو الدرداء ، وما أراه جاء إلا في طلبنا ، فقال : (( إنما جاء ليسلم ، إن ربي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم )).
وقيل : أن أبا الدرداء أسلم يوم بدر وشهد أحداً وفرض له عمر في أربع مئة – يعني في الشهر – ألحقه في البدريين . وقيل لم يشهد أحد .
كان أبو الدرداء تاجراً قبل إسلامه ، فلما أسلم أراد أن يجمع بينهما فلم يجتمعا له فترك التجارة.
قال : كنت تاجراً قبل المبعث ، فلما جاء الإسلام جمعت التجارة والعبادة ، فلم يجتمعا ، فتركت التجارة ولزمت العبادة .
قلت : لم ينه الإسلام عن التجارة ، وقد يظن بعضهم أن في طلبها نقصاً في العمل والأجر ، وليس بصحيح ، ولكن طبائع الناس تختلف عن بعضها ، وليأخذ المرء بما هو أليق بحاله ، ولما ذكر الذهبي في السير 2/337 كلام أبي الدرداء هذا علق عليه بكلام نفيس قال ( قلت : الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد ، وهذا الذي قاله ، هو طريق جماعة السلف والصوفية [ يعني الزهاد ] ولا ريب أن أمزجة الناس تختلف في ذلك ، فبعضهم يقوى على الجمع ، كالصديق وعبد الرحمن بن عوف ، وكما كان ابن المبارك ، وبعضهم يعجز ، ويقتصر على العبادة ، وبعضهم يقوى في بدايته ، ثم يعجز ، وبالعكس ، وكل سائغ ، ولكن لا بد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال)
أ هـ .
فيفهم من كلام الذهبي هذا أن الأمر فيه سعة ، ما لم يقصر في الواجبات التي يجب الوفاء بها وهي التي تتعلق بالزوجة والعيال من الأولاد والخدم ونحوهم .
وقد علل أبو الدرداء تركه التجارة وإيثاره الانشغال بالعبادة عليها بأن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تقدم إسلامهم فسبقوه أراد أن يلحق بهم فلم يكن له بد – فيما رأى – إلا في ترك التجارة .
وذكر أبو نعيم في الحليلة كلام أبي الدرداء هذا وفيه زيادة تبين ذلك وهي قوله : ( ما أقول إن الله عز وجل لم يحل البيع ويحرم الربا ، ولكن أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) . والله أعلم .
*مناقبه : كان أبو الدرداء ممن حفظ القرآن جميعه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - روى البخاري في صحيحه : كتاب فضائل القرآن : باب القرآن من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم -9/47 من الفتح عن أنس بن مالك - صلى الله عليه وسلم - قال : ( مات النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، قال ونحن ورثناه ) .
وكان أبو الدرداء - صلى الله عليه وسلم - حريصاً على سلامة عمله من الشرك والرياء ومن أي شيء يثلمه . فعنه أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (( لا ألفين ما نوزعت أحداً منكم عند الحوض ، فأقول هذا من أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك )) ، قال أبو الدرداء : يا رسول الله أدع الله أن لا يجعلني منهم قال( لست منهم )) – عزاه البيهقي إلى الطبراني في معجمه الأوسط ، وإلى البزار ، وقال : وقال : رجالهما ثقات . [وانظر المعجم الأوسط 1/252 رقم ( 399 )]
وعنه أيضاً : قال : قلت يا رسول الله بلغني أنك تقول : (( إن ناساً من أمتي سيكفرون بعد إيمانهم ))، قال : (( أجل يا أبا الدرداء ولست منهم )) قال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الأشعري وهو ثقة أ.هـ
وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق قال : لما هُزم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد كان أبو الدرداء فيمن فاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس ، فلما أظلهم المشركون من فوقهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (( اللهم ليس لهم أن يعلونا )) فثاب إليه يومئذ ناس ، وانتدبوا وفيهم عويمر أبو الدرداء حتى إذا حصرهم عن مكانهم الذي كانوا فيه وكان أبو الدرداء يومئذ حسن البلاء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( نعم الفارس عويمر )) .
وفيه أيضاً : أن أبا الدرداء كان يرمي نبله يوم الشعب حتى أنفذها ثم جعل يدهده عليهم الصخر والحجارة ، فحانت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه نظرة ، فقال : (( من هذا؟ )) فقالوا : أبو الدرداء ، فقال : (( نعم الفارس عويمر )) ثم حانت منه نظرة أخرى فقال : (( من هذا ؟ )) فقالوا : أبو الدرداء ، فقال : (( نعم الرجل أبو الدرداء )) .
وقال الواقدي : سمعت من يذكر أن أبا الدرداء لم يشهد أحداً ، وقد كان من عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل النية منهم ، وقد حدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة ، وشهد معه مشاهد كثيرة .
*أهم أعماله : تولى أبو الدرداء – رضي الله عنه - قضاء دمشق ، فكان أول قاض باشر أعمال القضاء فيها ، ولكنه قبل ذلك ما كان راغباً في تولي العمل ، فلما عزم عليه أمير المؤمنين عمر بن الحطاب – رضي الله عنه - ما كان أن يتخلف عن أمره فأجاب إلى طلبه ، ولكن عمر – رضي الله عنه - كان أكثر دهاء من أبي الدرداء – رضي الله عنه - فعهد إليه بإقراء الناس وتعليمهم أمور دينهم ثم ولاه القضاء بعد ذلك .
ففي تاريخ دمشق لابن عساكر 47/135 ما يفيد ذلك ، قال : ( دخل أبو الدرداء – رصي الله عنه - مالاً ومعه ناس من أصحابه ، فطافوا فيه ، فلما خرجوا قالوا ما رأينا كاليوم مالاً أحسن ، قال : فإني أشهدكم أن ما خلفت خلف ظهري في سبيل الله ، وأن ذلك إلى أمير المؤمنين يضعه حيث رأى ، ثم أتى عمر فاستأذن في أن يأتي الشام ، فقال لا آذن لك إلا أن تعمل ، قال : فإني لا أعمل ، قال : فإني لا آذن لك قال : فأنطلق فأعلم الناس سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - وأصلي بهم ، فأذن له ، فكان الناس في الصيف يتفرقون في المغازي فإذا كان الشتاء اجتمعوا في المشتا فصلى بهم أبو الدرداء – رضي الله عنه - ) أ . هـ
وفيه أيضاً (( جمع القرآن في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسة من الأنصار ، معاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وأبي بن كعب ، وأبو أيوب ، وأبو الدرداء ، فلما كان زمن عمر بن الخطاب كتب إليه يزيد بن أبي سفيان إن أهل الشام قد كثروا وربلوا ، وملأوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم ، فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم ، فدعا عمر أولئك الخمسة فقال لهم : إن إخوانكم من أهل الشام قد استعانوني بمن يعلهم القرآن ، ويفقههم في الدين ، فأعينوني – رحمكم الله –بثلاثة منكم إن أحببتم فاستهموا وإن انتدب منكم ثلاثة فليخرجوا ، فقالوا : ما كنا نستهم ، هذا شيخ كبير لأبي أيوب وأما هذا فسقيم لأبي بن كعب ، فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء ، فقال عمر ابدءوا بحمص ، فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة، منهم من يلقن فإذا رأيتم ذلك فوجهوا إليه طائفة من الناس ، فإذا رضيتم منهم فليقم بها واحد وليخرج واحد إلى دمشق والآخر إلى فلسطين ، فقدموا حمص ، فكانوا بها حتى إذا رضوا من الناس أقام بها عبادة ، وخرج أبو الدرداء إلى دمشق ومعاذ إلى فلسطين ، فأما معاذ فمات عام طاعون عمواس ، وأما عبادة فصار بعد إلى فلسطين فمات بها ، وأما أبو الدرداء فلم يزل بدمشق حتى مات بها.)أ.هـ
*اهتمامه بالعلم والتعليم : ذكر البخاري في تاريخه بإسناده قال : كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون : أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء ، وأعلمنا بالحلال والحرام معاذ .
وكان – رضي الله عنه - شغوفاً بتعلم القرآن وحفظه ، قال حسان بن عطية عنه : لو نسيت آية لم أجد أحداً يذكر فيها إلا رجلاً ينزل الغماد رحلت إليه .
قلت : قال هذا الكلام وهو في الشام وأين الشام من البرك برك الغماد جنوب مكة بما يقارب أربعمائة كيلو مترا .
الأمر الذي يدل على اهتمامه بحفظ القرآن وجمعه وبذل كل شيء في سبيل الوصول إليه ، وبمثل هذه الهمم خلد الله ذكر أولئك وأشباههم .
ولقد كان أبو الدرداء – رضي الله عنه - حريصاً على أداء هذه الأمانة أمانة العلم ، حريصاً على القيام بمهمة التعليم فقد كان يحث أصحابه وجلسائه على الأخذ منه ومساءلته قبل أن يفقده .
فقد ورد عنه قوله : سلوني فوالذي نفسي بيده لئن فقدتموني لتفقدن زملاً [ أي حملاً ] عظيماً من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - .
قلت : يعلم أبو الدرداء أن عنده من نبيه أمانة يلزمه إيصالها إلى مستحقيها فهو يستحثهم على مساءلته والتعلم منه قبل أن يموت .
وكان - صلى الله عليه وسلم - قائماً على هذا المنهج سائراً به إلى حين وفاته . فأخرج ابن المبارك في الزهد والرقائق عن أبي معشر المدني عن محمد بن قيس قال : جاء رجل إلى أبي الدرداء وهو في الموت فقال : يا أبا الدرداء عظني بشيء لعل الله أن ينفعني به ، وأذكرك به . قال : إنك في أمة مرحومة ، أقم الصلاة المكتوبة وآت الزكاة المفروضة ، وصم رمضان ، واجتنب الكبائر – أو قال المعاصي – وأبشر ، فكأن الرجل لم يرض بما قال حتى رجع الكلمات عليه مرات ، فغضب السائل ثم تلا قوله تعالى : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون }ثم خرج ، فقال أبو الدرداء : أجلسوني ، فأجلسوه ، فقال : ردوا علي الرجل ، فقال : ويحك ، كيف بك لو حفر لك أربع أذرع من الأرض ثم غرقت في ذلك الخرق الذي رأيته ، ثم جاء ملكان أسودان أزرقان ، منكر ونكير يعتبانك ويسألانك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن ثبت فنعم ما أنت فيه ، وإن كان غير ذلك فقد هلكت ثم قمت على الأرض ليس لك إلا موضع قدميك وليس ثم إلا ظل العرش ، فإن ظُلِّلت فنعم ما أنت فيه ، وإن ضحيت فقد هلكت ، ثم عرضت جهنم والذي نفسي بيده إنها لتملأ ما بين الخافقين وإن الجسر لعليها ، وإن الجنة وراءها فإن نجوت منها فنعم ما أنت فيه ، وإن وقعت فيها فقد هلكت ، ثم حلف له بالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لهو الحق المبين . أ.هـ
فانظر يا رعاك الله إلى هذا الجبل علماً ودعوة وإيماناً ، فقد أجاب هذا السائل بأهم شيء في الدين وهو الفرائض فلما طلب غيرها أعطاه من الرقائق ما تلين له الجلود وترتجف منه القلوب وهكذا يجمع الداعي بين الترغيب والترهيب .
ولم يكن أبو الدرداء قد قصر تعليمه على ما يتعلق بالتخويف من الآخرة بل بين أن الأمر يقوم على العمل بالعلم في الحياة اليومية وليست مجردة منه ، فكان يقول : من فقه الرجل ممشاه ، ومدخله ، ومجلسه ، ثم يقول : عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه ...
فيرى أن العلم والفقه هو ما امتثله الإنسان في نفسه ، وليتخذ من القرناء والخلان من كان متحلياً بذلك.
*صور من حياته : كان أبو الدرداء – رضي الله عنه - يحث على الرفق في المعيشة فقال : ( من فقه الرجل رفقه في معيشته ، ومن فقه المرء أن يعلم أمزداد هو أم منتقص ، ومن فقه الرجل أن يتعاهد إيمانه وما تغير منه ومن فقه المرء أن يعلم نزغات الشيطان أن تأتيه ، ومن فقه المرء أن تسره حسنته ، وتسوءه سيئته ).
ولم يكن أبو الدرداء مكتفياً بالتنظير في هذا بل يقرنه بالتطبيق العملي ، كيف وقد سبق قول الصحابة فيه : أتبعنا للعلم بالعمل أبو الدرداء .
فقد صعد رجل إليه وهو في داره أمام غرفة له وهو يلتقط حبات حنطة فلما رآه الرجل استحيا أن يصعد إليه ، فقال له : اصعد إن من فقهك رفقك في المعيشة .
ولقد كان أبو الدرداء زاهداً في الدنيا متجافياً عنها لكنه لم يكن مخالفاً نهج السنة في ذلك فلا يدع ما لا بد له منه من مسكن وملبس ونحوهما . فعن ثابت البناني قال : بنى أبو الدرداء مسكناً قدر بسطة ، فمر عليه أبو ذر فقال : ما هذا ؟ تعمر داراً أمرك الله بخرابها ، لأن أكون رأيتك متمرغاً في عذرة أحب إلي من أن أكون رأيتك في ما رأيتك فيه ، فلما فرغ أبو الدرداء من بنائه قال : إني قائل على بنائي هذا أشياء :
بنيت داراً ولست عامرها ***ولقد علمت إذ بنيت أين داري
ولذا كان أبو الدرداء معدوداً في العلماء الذين يوصى بمجالستهم والأخذ عنهم وذلك لغزارة علمه وتقواه ، وهكذا يكون العالم يقرن العلم بالعمل .
*ثناء العلماء عليه بالعلم والعمل :
قال معاذ بن جبل : التمسوا العلم عند عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن سلام فإنه عاشر عشرة في الجنة ، وسلمان الخير ، وعويمر أبو الدرداء .
قال ابن مسعود : علماء الناس ثلاثة، واحد بالعراق ، وآخر بالشام – يعني أبو الدرداء – يحتاج إلى الذي بالعراق – يعني نفسه – والذي بالشام والعراق يحتاجان إلى الذي بالمدينة – يعني علي بن أبي طالب – ولا يحتاج إلى واحد منهما .
وقال يزيد بن معاوية : كان أبو الدرداء من العلماء الذين يشفون من الداء .
وقال القاسم بن محمد : كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم .
*صفاته : كان أقنى [ أي طويل أنفه رقيقة أرنبتها مع حدب في الوسط ] أشهل [ أي في سواد عينيه حمرة ] يخضب شعره بالصفرة .
آخى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سلمان الفارسي – رضي الله عنه - وقد زاره مرة فرأى أم الدرداء متبذلة ، قال : ما شأنك ؟ قالت : إن أخاك ليس له حاجة في الدنيا ، فلما جاء أبو الدرداء رحب به ، وقرب إليه طعاماً ، فقال له سلمان : أطعم ، فقال : إني صائم ، قال أقسمت عيك إلا ما طعمت ، ما أنا بآكل حتى تأكل ، قال : فأكل معه ، وبات عنده ، فلما كان الليل قام أبو الدرداء فأجلسه سلمان ، ثم قال يا أبا الدرداء إن لربك عليك حقاً ، ولأهلك عليك حقاً ولجسدك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه ، صم وأفطر ، وقم ونم ، وائت أهلك .
فلما كان عند الصبح قال : قم الآن فقاما فصليا ثم خرجا إلى الصلاة ، فلما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قام إليه أبو الدرداء فأخبره بما قال سلمان فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثلما قال سلمان .
*صور من فقهه الدعوي :
- الاعتراف بالتقصير في جنب الله فمهما عمل الإنسان من عبادة فهي قليلة بجانب ما ينبغي أن يقوم به ، يوضح ذلك ما ورد عنه : ( إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهاً ، وإنك لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أشد مقتاً منك للناس )
فانظر إليه كيف يمقت الناس في جنب الله لكن لا يدعو ذلك إلى الغرور بل يرى نفسه أقل الناس وأحقهم بالمقت الشديد وهذا يدعو إلى البعد عن التعالي على الناس واستصغارهم بخلاف بعض متفقهة زماننا الواحد منهم يحتقر البشر وبالأخص العلماء الذين ذاع صيتهم وانتشر فضلهم ، ومما يؤكد هذا الفقه عنده – رضي الله عنه - قوله يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم ، كيف يعيبون سهر الحمقى وصيامهم ؟ ومثقال ذرة من بر صاحب تقوى ويقين ، أعظم وأفضل وأرجح من أمثال الجبال من عبادة المغترين ) أ.هـ
هذا الكلام يكتب بماء العيون فليس الفقه بكثرة العمل على غير هدى وبصيرة ، بل الفقه هو فهم الدين والتدين مجرداً عن هوى النفس وحماسها ، هذا الفقه كان هو السائد بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومما يبين ذلك أنك تجد في سير التابعين من بعدهم كثرة في جوانب من العبادة لم يفعلها الصحابة – رضي الله عنهم - الأمر الذي يدل – ولا شك – على عمق فهمهم أكثر ممن جاء بعدهم . والمسألة نسبية على كل حال فمثلاً كان أيوب بن أبي تميمة السختياني لا يصلي الناس خلفه لأنه كان يسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة في الركوع وفي السجود ، لكن سعداً كان يختصر في صلاته وكذا عمار وهما صحابيان فمن قرأ ذلك بدون فقه ظن أن أيوب أعبدهما وليس الأمر كذلك .
ورد عن ابن مسعود : ( من أفقه الناس ؟ أفقههم أعرفهم بالحق وأن كان مقصراً في العمل وإن كان يزحف على إسته ..)
وهناك جانب آخر طالما غفل الناس والصالحون عنه وهو غض الطرف عما بدر من الناس من تقصير في العمل دون احتمال الأعذار لهم ، فللناس حالاتهم وأعذارهم ، وغير ذلك مما يبرر لهم ترك العمل والتقصير فيه ، والتنقير عن ذلك والبحث ليس منهج الحق.
قال أبو الدرداء - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تكلفوا الناس ما لم يكلفوا ولا تحاسبوا الناس دون ربهم ، ابن آدم عليك نفسك ، فإنه من تتبع ما يرى في الناس يطل حزنه ، ولا يشف غيظه ) .
- بل كان أبو الدرداء - صلى الله عليه وسلم - يقدر معرفة الحق واحترام عارفيه بغض النظر عن العمل به فيقول : ( لا تزالون بخير ما أحببتم خياركم ، وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه ، فإن عارف الحق كعامله ). وليس معنى ذلك أن أبا الدرداء لا يهتم بالعمل كلا ، فهو الذي يقول : ( ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه ، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات ) .
ولقد كان أبو الدرداء ينعى على الأمة – في زمنه – تجافي الجهال عن التعلم ، وكان يرى أن الحياة إن لم تكن على علم وبعلم فلا فائدة منها ولا خير فيها ، فهو الذي قال : ( ما لي أرى علماء كم يذهبون ، وجهالكم لا يتعلمون ، فإن معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء ، ولا خير في سائر الناس بعدهما ). ويؤكد ذلك بقوله : ( الناس ثلاثة : عالم ، ومتعلم ، والثالث همج لا خير فيه )
وكان – رضي الله عنه – يدندن كثيراً على هذا الأمر وهو الاهتمام بالعلم ، فقال : ( لا يكون تقياً حتى يكون عالماً ، ولن يكون بالعلم جميلاً حتى يكون به عاملاً ) .
وكان - صلى الله عليه وسلم - يقدر للأخوة في الله قدرها فيبين لنا أن فقد الأخ أمر يصعب على المرء فيقول : ( معاتبة الأخ أهون من فقده ، ومن لك بأخيك كله ؟ أعط أخاك وهب له ، ولا تطع فيه كاشحاً فيكون مثله، غداً يأتيك الموت فيكفيك قبله ، كيف تبكيه في الممات وفي الحياة تركت وصله ؟ ) .
ويرى أبو الدرداء – رضي الله عنه - أن العاقل هو المتواضع الذي لا يزدري الناس ولا يكثر الكلام ، ويخالط الناس ويتخلق بأخلاقهم وقلبه عامر بالإيمان بحيث لا يرى عليه أثر النسك والعبادة فهذا هو الذي يألفه الناس ويخالطونه ويحبونه فيقول : ( يا أهل دمشق لا يغرنكم ظرف الرجل ودهاؤه وفصاحته ، وإن كان مع ذلك قائم الليل صائم النهار ، إذا رأيتم فيه ثلاث خصال : العجب ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن يجد على الناس فيما يأتي مثله ، فإن ذلك علامة الجهل وإن قيل أنه ظريف ، داهي ، لبيب ، فصيح ، عاقل .) ثم قال : ( ألا أنبئكم بعلامة العاقل ؟ يتواضع لمن فوقه ، ولا يزدري بمن دونه ، ويمسك الفضل من منطقه ، ويخالق الناس بأخلاقهم ، ويحتجز الإيمان فيما بينه وبين ربه جل وعز ، وهو يمشي في الدنيا بالتقية والكتمان ) .
- ولم يكن أبو الدرداء – رضي الله عنه - يرى الذنب يصيبه المرء سبباً لانتهاك عرضه بالسب أو نقضاً لعرى الأخوة ، بل يعيب العمل ويبغضه . وذلك أنه مر على رجل قد أصاب ذنباً ، وكانوا يسبونه ، فقال : ( أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه ) قالوا : بلى ، قال : ( فلا تسبوا أخاكم ، واحمدوا الله الذي عافاكم ) . قالوا : أفلا نبغضه ؟ ، قال : ( إنما أبغض العمل ، فإذا تركه فهو أخي ) .
فانظر – أخي – إلى هذا الفقه العجيب المتمثل في أن المعصية وحدها ليست مبرراً لنقض عرى الأخوة ، لكن بقاءها وثيقة قوية لا يمنع بغض المعصية من المعاصي ، وليس ذلك بمستغرب على مثل أبي الدرداء وهو أحد أوعية العلم الناقلين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
روى البخاري في صحيحه رقم ( 6780 ) بإسناده عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - أن رجلاً على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً ، وكان يضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جلده في الشراب ، فأتي به يوماً فأمر به فجلد فقال رجل من القوم : اللهم ألعنه ، ما أكثر ما يؤتى به !؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( لا تلعنوه ، فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله )) . وفي حديث آخر عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم )) . [ البخاري ، كتاب الحدود : باب ما يكره من لعن شارب الخمر ] .
ويجلي لنا أبو الدرداء – رضي الله عنه - هذا الفقه النبوي ألا فهل من يعي ؟
بل إنه يجلي لنا في ميدان آخر من ميادين الدعوة وهو الصبر على الأذى ، ينال المرء في عرضه بالذم والقدح فيقول : ( أدركت الناس ورقاً لا شوك فيه ، فأصبحوا شوكاً لا ورق فيه ، إن نقدتهم نقدوك وإن تركتهم لم يتركوك ) قالوا : وكيف نصنع ؟ قال : ( تقرضهم من عرضك ليوم فقرك ) .
وقال أيضاً : ( إن قارضت الناس قارضوك ، وإن تركتهم لم يتركوك ، وإن هربت منهم أدركوك ) قال الرجل فكيف نصنع ؟ قال : ( أقرض من عرضك ليوم فقرك ) .
وقال أيضاً : ( هب عرضك لله عز وجل فمن سبك أو شتمك أو قاتلك فدعه لله ، وإذا أسأت فأستغفر الله .
ومن اللطائف في حياته أنه كان له جمل يقال له [ دمون ] فكان إذا أعاره من أحد قال له : لا تحملوا عليه إلا كذا وكذا فإنه لا يطيق أكثر من ذلك ، فلما كان عند انقضاء هلاكه [ أي الجمل ] قال : دمون لا تخاصمني عند ربي فإني كنت لا أحمل عليك إلا طاقتك .
هكذا كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلاماً ورفقاً في الحياة بالناس والطيور والدواب ، كيف لا يكونون كذلك وهم قد صحبوا من جعله الله رحمة للعالمين .
وورد أن أبا الدرداء- رضي الله عنه - لما فتحت قبرص مر بالسبي فجعل يبكي فقال له جبير بن نفير : تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ قال يا جبير : بينا هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله فلقوا ما قد ترى ثم قال : ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه .
وهذا درس عظيم ينبغي أن ينتبه له دارسوا سير الجهاد والمجاهدين من الصحابة والتابعين أنهم لم يكونوا لتأخذهم نشوة النصر لأن يبطروا أو يبطشوا بمن انتصروا عليهم بل كانوا يعتبرون ذلك امتحاناً من الله لهم فيتعاملون معه تعامل الخائف الوجل المشفق يدعوهم إلى ذلك خوفهم من النفاق أن يقعوا فيه . فعن جبير بن نفير أنه قال : دخلت على أبي الدرداء منزله بحمص فإذا هو قائم يصلي في مسجده فلما جلس يتشهد جعل يتعوذ بالله من النفاق ، فلما انصرف قلت له : غفر الله يا أبا الدرداء ، أما أنت والنفاق ما شأنك وشأن النفاق ؟ فقال اللهم غفراً – ثلاثاً – لا يأمن البلاء من يأمن النفاق ، والله إن الرجل ليفتن عن ساعة واحدة فيقلب عن دينه . فكان شديد الخوف من النفاق كثير التحذير منه .
تقول أم الدرداء – زوجته - : كان أبو الدرداء إذا مات الرجل على الحال الصالحة قلت : هنيئاً له ، يا ليتني بدله ، قال : وما تعلمين يا حمقاء أن الرجل يصبح مؤمناً ويمسي فاسقاً ؟ قلت : وكيف ذلك ؟ قال : يسل إيمانه ولا يشعر ، لأنا لهذا بالموت أغبط مني بالبقاء في الصلاة والصيام .
ولذلك كان – رضي الله عنه - يحذر من أن يأمن الإنسان النفاق فلا يهتم ولا يستعيذ بالله منه فقد كان يقول : استعيذوا بالله من خشوع النفاق ، قيل وما خشوع النفاق ؟ قال : أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع.
*إقتداؤه بالرسول - صلى الله عليه وسلم - كان الصحابة – رضي الله عنهم – حريصين على التأسي بنبيهم عليه الصلاة والسلام في كل شيء ، وكان أبو الدرداء إحدى الصور الدالة على ذلك فكان – كما تقول عنه زوجته أم الدرداء – إذا حدث حديثاً يتبسم في حديثه ، فقلت : إني أخشى أن يحمقك الناس ، فقال ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث حديثاً إلا تبسم في حديثه .
وكان يمتثل في سلوكه ما سمعه من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد روت أم الدرداء قالت : كان لأبي الدرداء ستون وثلاثمائة خليل في الله يدعو لهم في الصلاة ، قالت أم الدرداء : فقلت له في ذلك فقال : إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله به ملكين يقولان ولك بمثل ، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة .
ولم يكن أبو الدرداء مجافياً الناس بل يخالطهم وإن كان يمقت أعمالهم بل يضحك معهم ، فيقول : إنا لنكشر في وجوه أقوام ونضحك إليهم وإن قلوبنا لتلعنهم .
قلت : هذا فقه ما أكثر الغافلين عنه فإن أبا الدرداء لم يكن ليقر هؤلاء المبغوضين على معاصيهم ولكن لو اعتزلهم هو وأمثاله فمن يجلس إليهم ويتألفهم إذن ؟ وقد ورد في الحديث خالطوا الناس وصافوهم بما يشتهون ودينكم فلا تثلمونه .
وكان أبو الدرداء – رضي الله عنه - يقدر للأخوة حقها وقد سبق في قصة إسلامه أن عبد الله بن رواحة – رضي الله عنه - كان أخاً له في الجاهلية والإسلام ، فكان أبو الدرداء يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تعرض على أخي عبد الله بن رواحة من عملي ما يستحيي منه .
*قطوف من أقواله في الرقائق : أبصر رجلاً في جنازة وهو يقول : من هذا ؟ فقال أبو الدرداء هذا أنت هذا أنت ، يقول الله تعالى : { إنك ميت وإنهم ميتون } .
وخرج مرة في جنازة فرأى أهل الميت يبكون عليه ، فقال : مساكين موتى غداً يبكون على ميت اليوم .
وقال أيضاً : ما أكثر عبد ذكر الموت إلا قل فرحه وقل حسده . كفى بالموت واعظاً ، كفى بالدهر مفرقاً ، اليوم في الدور ، وغداً في القبور .
ودخل عليه حبيب بن مسلمة يعوده في موته ، فقال : ما أراه إلا الفراق فجزاك الله من معلم خيراً ، فعظني بشي ينفعني الله به ، قال : يا حبيب بن مسلمة اتق دعوة المظلوم .
وعن أبي مسلم الخولاني أن أبا الدرداء مرض مرضه الذي مات فيه فكثر عليه العواد في منزله فأخرجوه إلى كنيسة النصارى فجعل الناس يعودونه أرسالاً فجاء أبو إدريس إلى أبي الدرداء وهو يجود بنفسه فتخطى الناس حتى جلس عند رأسه ، فقال أبو إدريس : الله أكبر ، فجعل يكبر ، فرفع أبو الدرداء رأسه فقال : إن الله إذا قضى قضاء أحب أن نرضى به . ثم قال : ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ ثم قضى .
وعن أبي عمران الجوني أن أبا الدرداء لما نزل به الموت دعا أم الدرداء ضمها إليه وبكى وقال : يا أم الدرداء قد ترين ما نزل بي من الموت ، إنه والله قد نزل بي أمر لم ينزل بي قط أمر أشد منه ، فإن كان لي عند الله خير فهو أهون ما بعده ، وإن تكن الأخرى فوالله ما هو فيها بعده إلا كحلاب ناقة ، ثم بكى وقال : يا أم الدرداء اعملي لمثل مصرعي هذا ، يا أم الدرداء اعملي لمثل ساعتي هذه ، ثم دعا ابنه بلالاً فقال : ويحك يا بلال اعمل لساعة الموت اعمل لمصرع أبيك واذكر به صرعتك وساعتك ، فكأن قد ، ثم قبض .
وهكذا كان أبو الدرداء يتحرى الفرص المواتية لاستجماع القلوب على الموعظة فيذكرها تذكيراً يربطها بربها عن طريق الإيمان باليوم الآخر وهذا كان منهج الإسلام في الدعوة أيامه الأولى وهو ذكر اليوم الآخر بما فيه الموت والقبر والعذاب والنعيم والجنة والنار . فكان أبو الدرداء حريصاً على السير في هذا المضمار في الدعوة إلى الله ويدل دعوته لزوجته وابنه في آخر رمق من حياته يدل ذلك على عنايته بأسرته وتوجيهها وعدم التفريط في ذلك إلى آخر ساعة في حياته .
*وفاته : توفي أبو الدرداء – رضي الله عنه - قبل قتل عثمان بن عفان – رضي الله عنه - لسنتين بقيتا من خلافته وقيل لست سنوات وقيل غير ذلك .رضي الله عنه ورحمه رحمة واسعة فقد كان زاهداً عابداً عالماً عاملاً .
ونسأل الله أن يجمعنا به مع نبينا في الفردوس الأعلى ..
والحمد لله رب العالمين .
اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد وعلي اصحابه اجمعين
الف شكر اخي الغالي وجعلها الله في موازين حسناتك يوم القيامه
.....................
بارك الله فيك لاطلاعنا على هذهـ السيرهـ ..
باركـ.الله،فيـكـ.ابوعاصمـ. على.اتحافنا.بهذهـ.السيرهـ. العطرهـ.
اللهّم أغفر لأبي وأسكنه فسيح جنّاتك : (
@yasser_almqbli
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات