\
/
\
تتشوه أقلامنا...حين نتحدث عن شيء سخيف..فتصبح به تلك الاقلام..وتلك الانامل التي تحملها..أكثر سخفا
تتشوه عقولنا...حين نفكر في اللاواقع..في المستحيل..فتصبح أفكارنا التي تميزنا عن باقي الخلق..هي السبب في إعدام ذلك التميز
تتشوه قلوبنا...حين تحب ...من لا يحب...وحين تهدي مشاعر هي على القلب أغلى من قطرة دم...ولكن يهديها إلى شخص..ليس عديم إحساس..فالاحساس واجب..ولكنه شخص غير مستعد لأن يحبك...
تتشوه حياتنا...حين نُغرق أنفسنا في بحر المتاهات...فتأخذنا الأمواج بعيدا...حيث لا نعلم...وحيث آتينا يصبح مجهولا...يصبح كتابا مغلقا..مقفلا..يصعب خلعه..ويصعب قراءة طلاسمه...
\
/
\
هكذا المسير ....ربما ليس مسير أغلبنا...ولكن صعود هذه الاجيال الجديده...هو صعود...نحو الهاويه!!!
تخيلوا معي. . .
هل كان من العيب أن تصرخ البنت في وجه أبيها؟
بالطبع. نعم ..على الأقل ظاهريا...فلربما تحمل البنت بعض مشاعر الثورة تجاه أبيها...ولكن بحكم العادة...وبحكم القوانين الوراثيه...فإن صراخها في وجهه...يعني الثأر...الثأر منه ومن نفسها...ومن أجيال سبقتها وستليها...
ولكن الآن...انقلبت الموازين...فما عادت الابنة...حملا وديعا...صارت مخلوقا شرسا..هوايته التعذيب...وتعذيب من؟ تعذيب مخلوقين كانت غلطتهما الوحيده هي إنجاب فتاة كانا يعتقدان أنها ستكون عونهما في المستقبل
ولكن الابنة...قتلت فرحة أمها التي كانت على مراحل...أولها عندما أحست بالجنين يتحرك في أحشائها...وتلك الفرحة التي غمرتها حين أخبرت زوجها أنها حامل
وتلك الأيادي الناعمه التي حاكت بمهارة ملابس المولود الجديد...
وفرحة الأب المسكين حين يشقى ويتعب...ويعلم أنه في النهاية لن يكون بمفرده مع زوجته...بل سيأتي مخلوق صغير...يكبر ويكبر...ليصبح سندا يتكآن عليه عند الكبر
ولكن تأتي الفتاة...تكبر...ولكن براءتها تختفي كلما زاد طولها وأنوثتها...
فتصبح تلك الأنوثة...وحشا فظيعا...يخيف الأبوين...ولكن يصبح ملاكا وديعا...حين يقابل الآخرين
هل سبق لك ورأيت طالبا يهين أستاذه أمام ملأ من الطلبه؟
لقد كان هذا التصرف بلا شك عيبا فادحا...لا يمكن لطالب شاب أن يقوم به أمام استاذه
فالمقولة تقول...قف للمعلم وأوفه تبجيلا...إن المعلم كان رسولا...
المعلم...ليس فقط رجلا يضع نظارات...جاد الملامح...يلقي الدرس ويذهب...
إنه أبوك الثاني...فهو يوفر لك عالما آخر...غير عالمك الذي تعيشه داخل أسرتك...
إنه المربي...والمؤدب...والمعلم...والمثقف
إنه سبيلك الوحيد نحو فتح النوافذ أمام عينيك لفهم هذا العالم المليء بالألغاز...
ولكن انكسرت الآنيه التي كانت مليئة بالاحترام...وانساب الاحترام تحت الأقدام...
هل سبق للفن أن كان مجالا للهو وعرض الاجساد بدل أن يكون مجالا للراحة والاسترخاء والطرب؟
ربما لم يسبق له أن كان كذلك...على الاقل في عهد موزارت وبتهوفن وباخ وغيرهم من الملحنين العباقره...الذين تفتقد حسهم أيامنا...وأسماعنا
لقد صار الفن الآن....حانة....مكانا خرافيا للهو...يعيد من يعيش فيه إلى عالم شهرزاد وشهريار والقصص الخرافية التي لا يصدقها إلا الاطفال...
ولكن العقول الجائعه...الباحثة عن الغريزه...صدقت هذا العالم...وباتت تحاول جاهدة تحقيقه...وبث سحر الواقعية فيه
حتى صار الفن...غناءا منعدم الأخلاقية...وملهما للرقص الاباحي...
\
/
\
::: يتبع :::
المفضلات