شكرا لك و لو أنك ذكرت المصدر /
لعل آلاء فرج مجاهد -أشهر طالبة فى مصر الآن- كان لديها وعى ناضج يدعو للإعجاب فى ربطها بين موضوع تعبير عن "تعمير الصحراء" وانتقادها للسياسة والدول الكبرى والرئيس بوش نفسه، حيث لم يستوعب جهابذه البيروقراطية بوزارة التعليم هذا الربط وكان جزاء آلاء هو حجب النتيجة وحرمانها من الدراسة لمدة عام لولا تدخل أعلى سلطة بمصر ممثلة بالرئيس مبارك وإصداره أمراً باعادة تصحيح أوراقها مرة ثانية.
لقد تم تحليل الموقف من منظور حرية التعبير حيث انبرى لهذا الأمر الكثير من الصحف والفضائيات ولكن التساؤل المنطقى الآن هل آلاء ذات الخمسة عشر ربيعا كانت محقةً عندما ربطت بين تعمير الصحراء والتنمية وبين السياسة؟
تزامنت تلك الضجة الإعلامية لموضوع آلاء مع مؤتمر الرأى العام العربى والبيئة والذى تم عقده فى لبنان وما صاحبه من استفتاء شمل عدة دول عربية، حيث خرجت نتائج الاستفتاء لتؤكد أن هناك علاقة ما بين البيئة والتنمية والإرادة السياسية فى منطقتنا العربية والتى برمتها تدور فى فلك ووفق أهواء السياسة الأمريكية، ولكن نتائج تلك الاستفتاء لم تحظ بمثل هذا الزخم الإعلامى كما حظي موضوع تعبير الطالبة آلاء.
الصحراء وتعميرها موضوع قديم متجدد يثير الكثير من التساؤلات، فالغالبية العظمى من الأراضي العربية هى أرض صحراوية، ولابد من تعميرها للخروج من الأزمات الاقتصادية التى تعصف ببلادنا وتكسر إرادتها السياسية، فنجد أن الجهد المبذول لتعمير الصحراء متواضع جداً ولا يرقى لمستوى التحديات الخاصة بالتنمية الاقتصادية فى بلادنا حيث لا مناص عن الاتجاه لتلك الصحارى الشاسعة كسبيل وحيد لتنمية حقيقية لبلادنا العربية.
إن كثيرا من مشروعات تنمية وتعمير الصحراء قد توقفت وتعثرت بدون أسباب واضحة أو مفهومة؛ على سبيل المثال مشروع الصالحية ومديرية التحرير، أو كمثل إصرار الدول الغربية على عدم مساعدة مصر على إزالة الألغام من الصحراء الغربية بمنطقة العلمين حيث توجد أجود الأراضي لزراعة الحبوب والتى كانت تعتبر سلة غلال أوروبا أيام الاحتلال الروماني، رغم أن تلك الدول هى التى وضعت تلك الألغام خلال حرب ليس لنا فيها ناقة ولا جمل.
نعود لمؤتمر الرأى العام العربي والبيئة وما صاحبه من تخصيص قناة الجزيرة لحلقتين متتاليتين من البرنامج الشهير "بلا حدود" للإعلامى اللامع أحمد منصور والذى ناقش فيه د/ مصطفى كمال طلبه (رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة سابقا) والأستاذ/ نجيب صعب (رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية) حيث أكدا على وجود علاقة بين الأنطمة السياسية وتدهور البيئة والتنمية فى بلادنا، كما أكد الاستفتاء بأن التشريعات البيئية فى معظم بلادنا العربية غير ملزمة ويتم تجاهلها ولا تدخل حيز التنفيذ مما يضفى عليها صفة السلبية.
حيث قال أستاذ نجيب صعب فى إجابة على سؤال إذا ما كانت الحكومات تساهم بشكل مباشر في قضية تخريب البيئة العربية وتخريب بيئة الإنسان العربي مع منظومة التخريب الشاملة في السياسية وفي غيرها:
"إن موضوع البيئة هو موضوع سياسي بامتياز .. أنا أزعم أنه لا يمكن أن نحل المشاكل البيئية ما لم نعالج هذا الموضوع في الإطار السياسي .. في إطار السياسات الحكومية، وفي إطار دفع المسؤولين السياسيين إلى تغيير نظرتهم العشوائية إلى البيئة".
أعتقد أن آلاء كانت محقة عندما ربطت تعمير الصحراء بالسياسة وأن هناك من يستهدفنا بايقاف عملية التنمية والتعمير وإن كان هو الرئيس بوش نفسه!!
شكرا لك و لو أنك ذكرت المصدر /
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات