يخطئ من يظن عدم تأثير القنوات الفضائية في عقول الناس وأفكارهم ، بل في معتقداتهم, لآن معظم هذه القنوات لها أهداف فكرية وعقدية تحرص عليها أشد الحرص وتحشد لتحصيلها كل الوسائل والأساليب، وتقدمها للمتلقين مغلفة في أطر زاهية تسميها تعمية للحقائق، وضحكاً على الناس : المتعة البريئة، أو الإفادة الثقافية. وحتى تلك التي ليس لها أهداف فكرية وإنما دافعها الربح التجاري البحت تكون معول هدم للخلق القويم لأنها تبحث عن الربح التجاري عن طريق جذب المتلقي وليس هناك طريق أقرب لجذبه من شهوته .
فإذا أضفنا لذلك القدرات المادية والبشرية الهائلة لتلك القنوات أدركنا جسامة خطورتها وأن عمل غالبها مثل عمل مردة الشياطين ينقلون كلمة صحيحة ويضيفون إليها عشر كذبات ومسئولو هذه القنوات يتعبون للسبق إلى خبر صحيح ثم ينثرون عليه أهدافهم وسمومهم بدعوى التحليل والتفصيل وإعادة الصياغة يحدث هذا دون أن يشعر المتلقي بزيف هذه الأهداف لأنه واقع في دائرة الانبهار من جدة الخبر وصحته غافل عما يحاك له في صناعة الخبر ذاته وفي جانب آخر نجد أن إغراء الشهوات مخيف جداً حذرنا منه القرآن الكريم في عدة مواضع وأكد المصطفي صلى الله عليه وسلم على خطره أكثر من مرة .
المفضلات