الصوم الحقيقي

قال النبي صلي الله عليه وسلم
( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ) . رواه البخاري

لكي يقبل الصيام :
يجب علي كل مسلم أن يصون صيامه و قيامه عما حرم الله عليه من الأقوال و الأعمال لأن المقصود بالصيام هو طاعة الله سبحانه و تعظيم حرماته وجهاد النفس علي مخالفة هواها في طاعة مولاها و تعويدها الصبر عما حرم الله و ليس المقصود مجرد ترك الطعام و الشراب و سائر المفطرات .
إن الواجب علي الصائم الحذر من كل ما حرم الله عليه و المحافظة علي كل ما أوجب الله عليه و بذلك يرجي له المغفرة والعتق من النار و قبول الصيام و القيام .
( الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – فتاوى إسلامية ج2 ص 102)

الصوم الحقيقي :
فالصوم الحقيقي ليس مجرد الإمساك عن الأكل و الشرب و التمتع الجنسي فحسب , ولكنه مع ذلكم إمساك و كف عن اللغو و الرفث و الصخب و الجدال في غير حق ’ إمساك و كف عن الغيبة و النميمة و قول الزور و شهادة الزور , إمساك وكف عن الكذب والبهتان و الهمز و اللمز و الأيمان الكاذبة , إمساك عن السباب وعن قذف المحصنين و المحصنات , إمساك و كف عما لايحل سماعه من لهو و غيبة وغير هما , إمساك عن إرسال النظرإلي ما لا يحل .
( الشيخ عبد الله بن قعود حفظه الله – أحاديث الجمعة – 05 )

قال جابر رضي الله عنه :
( إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك عن الكذب والمحارم , ودع أذي الجار و ليكن عليك سكينة و وقار و لا تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء )

مقصود الصيام :
و اعلموا أن الصيام إنما شرع ليتحلي الإنسان بالتقوى و يمنع جوارحه من محارم الله فيترك كل فعل محرم من الغش والخداع و الظلم ونقص المكاييل و الموازين و منع الحقوق و النظر المحرم و سماع الأغاني المحرمة فإن سماع الأغاني ينقص أجر الصائم , و يترك الصائم كل قول محرم من الكذب و الغيبة و النميمة و السب والشتم و إن سآبه أحد أو شاتمه أحد فليقل إني صائم و لا يرد عليه بالمثل , فلا تجعل أيها المسلم يوم صومك و يوم فطرك سواء .

( الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – الضياء اللامع من الخطب الجوامع – 66)

احذر المعاصي :
فإن بعض الناس يزيد شرهم في رمضان عن غيره لأنهم لا يرفعون له حرمة و لا يقدرون له قيمة و لا يخافون مما يسجل عليهم فيه من مخالفات و آثام فنجد أحد هم جيفة في النهار مستغرقا في نومه لا يهتم بصلاة و لا غيرها من الأعمال الصالحة و في ليالي رمضان يسهر علي القيل و القال و الأكل و الشرب و مشاهدة المسلسلات و التمثيليات و الاستماع للأغاني و المزامير أو لعب الورق , لا يصلي فيه ركعة من النوافل , بل يترك صلاة الفريضة .
( الشيخ صالح الفوزان حفظه الله – كتاب فتاوى الدعوة (9) ص 110)

عن أنس بن مالك رضي الله عنه
( ما صام من ظل يأكل لحوم الناس )
قال تعالي :
( إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) (الإسراء 36) فالجوارح التي ائتمن عليها العباد هم مسئولون عنها و فيم استعملوها و قد اعتاد بعض الناس رؤية المنكرات أو سماعها كرؤية المتبرجات داعيات الفتنة أو سماع الملاهي بأنواعها , و هذا كله واجب الاجتناب في شهر الصيام و غيره و تأكده في شهر الصيام ظاهر , لحرمة و مكانة شهر الطاعة و الغفران , و ما أجمل أن يتخذ المسلم من شهر الصيام وسيلة لقطع العلائق و الصلة بالمحرمات المرئية أو المسموعة و سائر الشهوات .
(الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ) ( المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة- ص52-53)

يتأكد علي الصائم :
اجتناب المحرمات من الأقوال و الأفعال فلا يغتاب الناس و لا يكذب و لا يبيع بيعا محرما و يجتنب جميع المحرمات و إذا قام الإنسان بفعل المأمورات , و ترك المحرمات شهرا كاملا فإن نفسه سوف تستقيم بقيمة العام .
و منها أن يتجنب ما حرم الله عليه من الكذب و السب و الشتم و الغش و الخيانة و النظر المحرم و الاستماع إلي الشيء المحرم , و غير ذلك من المحرمات التي يجب علي الصائم و غيره أن يتجنبها و لكنها في حق الصائم أوكد .
( الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله – فتاوى أركان الإسلام )

جزاك الله خير ،وكتب لك الأجر من قبل ومن بعد على هذه الإضاءة المفيدة

أخي الكريم أبو عاصم البلوي
شكرا لطيب مرورك العطر
وكلماتك الراقية ودعواتك الطيبة
أسأل الله لي ولك الفردوس الأعلى
دمت بود والسلام

وفقك الله على هذه الكلمات المفيده وجعلنا واياك ممن يقوم ويصوم رمضان

ويتقبل الله منه

أخي الكريم الأستاذ
فالح عايض السميري
أشكر طيب مرورك
وصدق مشاعرك وجميل دعواتك
أجرك الله في الدارين