النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لو ألنت لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    677

    افتراضي لو ألنت لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر

    4- باب لين الكلام لوالديه - 5
    6/8 -( صحيح الإسناد.) عن طيسلة بن ميّاس(1) قال: كنت مع النجدات(2)، فأصبت ذنوبا لا أراها إلا من الكبائر، فذكرت ذلك لابن عمر. قال: ما هى؟ قلت: كذا وكذا. قال: ليست هذه من الكبائر، هن تسع: الإشراك بالله، وقتل نسمة، والفرار من الزحف، وقذف المحصنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وإلحاد في المسجد، والذي يستسخر(3)، وبكاء الوالدين من العقوق، قال: لي ابن عمر: أتفرق(4) النار، وتحب أن تدخل الجنة؟ قلت: إي، والله! قال: أحيٌّ والداك؟ قلت: عندي أمى. قال: فوالله! لو ألنت لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر.


    __________
    (1) كما في "تبصير المنتبه" (4/1332) لابن حجر، و"طبقات الأسماء المفردة"(رقنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي56) للبرديجي، وهو لقبه، واسمه:"علي" كما حققه الحافظ، انظر المقدمة(ص:18).
    (2) النجدات: أصحاب نجدة بن عامر الخارجي، وهم قومٌ من الحرورية.
    (3) يستسخر : الاستسخار من السخرية .
    (4) أتفرق النار: الفَرَق؛ الخوف والفزع.

    الكتاب : صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري
    المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني

  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    677

    افتراضي رد: لو ألنت لها الكلام، وأطعمتها الطعام، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر

    حَثَّ الشَّرعُ المُطهَّرُ على اجتِنابِ كبائرِ الذُّنوبِ والابتِعادِ عنها؛ لأنَّها مُوبِقةٌ تُهلِكُ صاحِبَها، وتُعرِّضُه لغضَبِ اللهِ تعالى.
    وفي هذا الحديثِ: أنَّ رجلًا يُقال له: طَيْسَلةُ، واسمُه عليُّ بنُ مَيَّاسٍ قال: "كنتُ مع النَّجداتِ"، أي: كنتُ أُقاتِلُ معهم، وهم فِرقةٌ مِن الخوارجِ أصحابُ نَجْدَةَ بنِ عامرٍ الحنفيِّ الخارجيِّ، "فأصَبْتُ"، أي: ارتكَبْتُ، "ذُنوبًا لا أراها إلَّا مِن الكبائرِ"، أي: فيما أظنُّ أنَّها مِن الكبائرِ المُحرَّمةِ، "فذكرْتُ ذلك لابنِ عمَرَ"، أي: أخبَرَه بذُنوبِه ليَعرِفَ حكْمَها، فقال ابنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "ما هي؟ قلْتُ: كذا وكذا" فعدَّدها وأعْلَمها لابنِ عمَرَ، "قال: ليست هذه مِن الكبائرِ"، أي: إنَّ تلك الذُّنوبَ ليست على ما ظنَنْتَ أنَّها مِن الكبائرِ، "هنَّ تسْعٌ، أي: الكبائرُ تِسعٌ، والمَقصودُ بها الذُّنوبُ العَظيمةُ، وهي كلُّ ذَنبٍ أُطْلِقَ عليه -في القُرآنِ، أو السُّنَّةِ الصَّحيحةِ، أو الإجماعِ- أنَّه كَبيرةٌ، أو أنَّه ذنْبٌ عَظيمٌ، أو أُخْبِرَ فيه بشِدَّةِ العِقابِ، أو كانَ فيه حَدٌّ، أو شُدِّدَ النَّكيرُ على فاعلِه، أو ورَدَ فيه لَعْنُ فاعلِه، وقيل: الكبائِرُ هي كلُّ فِعلٍ قَبيحٍ شَدَّدَ الشَّرْعُ في النَّهيِ عنه، وأعْظَمَ أمْرَه. ثمَّ بيَّنَ ابنُ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما هؤلاء التِّسعَ: "الإشراكُ باللهِ،"، أي: أنْ يَجعَلَ الإنسانُ مع اللهِ إلهًا آخَرَ، "وقتْلُ نَسمةٍ"، أي: قتْلُ النَّفسِ الَّتي حرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ قَتلَها وهي غيرُ مُستحِقَّةٍ للقَتلِ، "والفرارُ مِن الزَّحفِ"، أي: الهُروبُ عندَ لِقاءِ العَدوِّ، "وقذْفُ المُحصَنةِ"، أي: رمْيُ العَفيفاتِ البريئاتِ مِن الفاحشةِ بالزِّنا والفاحشةِ دونَ بيِّنةٍ، "وأكْلُ الرِّبا" وهو التَّعامُلُ بينَ النَّاسِ بالزِّيادَةِ على أصلِ الدُّيونِ والإقراضِ، "وأكْلُ مالِ اليتيمِ"، وهو الاعتِداءُ الظَّالمُ والآثمُ على أموالِ الْيتامى بإضاعتِها وتبْذيرِها، "وإلحادٌ في المسجِدِ"، يعني: أنْ يُفعَلَ في البيتِ الحرامِ ما لا يَكونُ حلالًا؛ مِنَ الاصطِيَادِ وقَطعِ الأشجارِ، أو استِحْلالِه بالتَّخريبِ والتَّرويعِ والقتلِ وسائرِ المحرَّماتِ، "والذي يَستسخِرُ" والاستسخارُ مِن السُّخريةِ مِن النَّاسِ، وفي نُسخةٍ: "الذي يَستسحِرُ"، أي: يَطلُبُ السِّحرَ، أي: تَعلُّمَ السِّحرِ والعَملَ به، والسِّحرُ قِسمانِ؛ الأوَّلُ: عُقَدٌ ورُقًى، أي: قِراءاتٌ وطلاسِمُ يَتَوصَّلُ بها السَّاحرُ إلى اسْتِخدامِ الشَّياطينِ فيما يُرِيدُ به ضَرَرَ المَسحورِ. والثَّاني: أَدوِيةٌ وعَقاقيرُ تُؤثِّرُ في بَدَنِ المَسحورِ وعَقْلِه، وإرادتِه ومَيْلِه، فيَنصرِفُ أو يَمِيلُ، وهو ما يُسمَّى عِنْدَهم بالصَّرْفِ والعَطْفِ، "وبكاءُ الوالدينِ مِن العُقوقِ"، يَعني: التَّسبُّبُ في بُكائِهما، ومعصيةُ الأبِ والأمِّ المُسلِمَين ومُخالَفةُ أمْرِهما في الطَّاعةِ مِن الكبائرِ.
    قال طَيْسَلةُ: "قال لي ابنُ عمَرَ: أتَفْرَقُ مِن النَّارِ"، أي: أتخافُ مِن دُخولِ النَّارِ يومَ القيامةِ، "وتُحِبُّ أنْ تَدْخُلَ الجنَّةَ؟ قلْتُ: إيْ واللهِ" وهذا قسَمٌ باللهِ أنَّه يخافُ مِن النَّارِ ويُحِبُّ أنْ يَدخُلَ الجنَّةَ، "قال: أحيٌّ والِدَك؟ قلْتُ: عندي أُمِّي، قال: فواللهِ لو ألَنْتَ لها الكلامَ"، وذلك بالتَّرقُّقِ لها في الكلامِ وعدَمِ الغِلظةِ، "وأطْعَمْتَها الطَّعامَ" بأنْ تُعْطِيَها ممَّا تأكُلُه وتَتكفَّلَ بطعامِها، "لَتدخُلَنَّ الجنَّةَ ما اجتنَبْتَ الكبائرَ"، أي: سيكونُ ذلك سببًا في دُخولِك الجنَّةَ ما لم تقَعْ في كبيرةٍ مِن الكبائرِ المذكورةِ.
    والكبائرُ لا بُدَّ لها مِن التَّوبةِ وعَدمِ العَودةِ، وغيرِ ذلك مِن الشُّروطِ.
    وفي الحديثِ: بيانُ ما ذُكِرَ مِن الكَبائرِ الَّتي يجِبُ أنْ يَتجنَّبَها المسلِمُ.
    وفيه: أنَّ مَن جاء يومَ القيامَةِ مُوحِّدًا، وملْتزِمًا بأحكامِ الإسلامِ، ومُجتنِبًا لكبائرِ الذُّنوبِ دخَلَ الجنَّةَ .



    https://dorar.net/hadith/sharh/122755

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا