جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا التخريجولا بأس من زيادة بعض الفوائد:وجدت ثلاثة من تلامذة ابن إسحاق قد صرحوا بالتحديث :أما الأول فهو ما ذكرته في سند الروياني-ومن طريقه رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق(56 / 510) - وهو ابن أبي عدي ..وأما الثاني فهو إسماعيل بن عليه ، وخرج روايته الطوسي في مستخرجه على سنن الترمذي حيث قال: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ ، قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ به..وأما الثالث: فهو إبراهيم بن سعد الزهري، ومع كون روايته فيها التصريح بالتحديث إلا أنه أوقف الحديث على مالك، وزاد واسطة بين مرثد ومالك ..قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (56 / 512 ) : وأما حديث يعقوب بن إبراهيم عن أبيه الذي زاد فيه الحارث وهو الذي اشار إليه ابو عيسىفأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبدالواحد أنا شجاع أنا ابن مندة أنا محمد بن الحسين بن الحسن نا أحمد بن الأزهر نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن محمد ابن إسحاق حدثني يزيد بن ابي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن الحارث بن مالك عن مالك بن هبيرة السكوني وكانت له صحبة وكان على حمص أميرا لمعاوية ،وكان مالك إذا أتي بجنازة فتقال أهلها جزأهم صفوفا ثلاثة ثم صلى بهم عليها ثم قال ما صفت صفوف ثلاثة من المسلمين على ميت إلا أوجب.وقد قال ابن عساكر قبل ذلك بعد أن رواية من طريق أبي شهاب الحناط عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد عن مالك :هكذا رواه حماد بن زيد وجرير بن حازم ومحمد بن أبي عدي البصري وعبدالله ابن المبارك ويونس بن بكير ويزيد بن هارون عن ابن إسحاقوخالفهم يعقوب بن إبراهيم بن سعد فرواه عن أبيه عن ابن إسحاق وزاد في إسناده الحارث بن مالك بين أبي الخير ومالك بن هبيرة ووقف الحديثثم قال بعد صفحتين: ورواية هؤلاء أصح عندنا .وهو يوافق قول الترمذي رحمه الله: وَرِوَايَةُ هَؤُلَاءِ أَصَحُّ عِنْدَنَا.وأما بالنسبة لحديث شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه والذي ذكرته شاهداً، فالذي يظهر لي أنه معلول لأن شيبان في رواية عنه، وشعبة وأبا حمزة السكري رووه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: " مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مِائَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غُفِرَ لَهُ "وقد رواه هكذا عن شيبان: عبيد الله بن موسى العبسي.وخالفه عبدالصمد بن النعمان فرواه عن شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ: «مَا صُفَّ صُفُوفٌ ثَلَاثَةٌ عَلَى مَيِّتٍ، فَيَشْفَعُونَ لَهُ، إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ»ورواية عبيد الله بن موسى العبسي أصح، وعبدالصمد مع أنه صدوق إلا أنه ليس بالقوي مقابل عبيدالله ولا يحتمل هذه المخالفة فروايته شاذة أو منكرة ..وبعد كتابتي ما سبق وجدت الدارقطني حمل الوهم في هذه الرواية لتمتام حيث قال في العلل(10/ 98 ) : وأظنه حدث به تمتام من حفظه فوهم فيه .والله تعالى أعلم
أبو عمر أسامة العتيبي
المفضلات