بارك الله فيك أخي عبدربه وفي جهدك وحرصك على نشر الخير
تحريم الغناء في القرآن الكريم
1- قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} (لقمان:6)
ولهو الحديث هو الغناء
وقال العلماء: إنه هو الباطل
ولو توقفنا عند الآية القرآنية نمعن فيها نظر البصر والبصيرة لوجدنا قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} يبين أن العملية عملية مقايضة فهي ليست عملية لهو وحسب .. وإنما هي دفع ومقايضة .. بائع ومشتري .. ومن البائع هنا؟؟ الشيطان .. ومن المشتري؟؟ الإنسان بنوعيه والمرأة والرجل ثم ما هي النتيجة للهو الحديث إنها ليضل عن سبيل الله فيصرف الناس عن جادة الصواب والإيمان وبغير علم وهذه وصمة مجللة بالعار للذين يعشقون الصوت الأحمق -أي الغناء - لأنهم اشتروا اللهو وقدموا أبهظ الأثمان قدموا من حياتهم ووقتهم وصحتهم إذاً بالأمر معادلة طرفاها جهل وشراء ما يضر ويخزي فمثلهم
قال الشافعي : (ما هذه الآيات المفزعة -حينما سمع بهذه الآية- )
وإن فيها سخرية بهؤلاء الذين يعيشون بين ربوع الجهل كأنهم لا عقول لهم وهم يظنون أنهم سعداء بما يفعلون ثم بعد ذلك مباشرة يقرعهم سيف الوعيد والتهديد المخيف أولئك لهم عذاب مهين ومن الذي يقول إن لهم عذاب مهين إنه هو الله الذي لا يأتي كلامه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
قال تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (لقمان:7)
قال القرطبي بتفسيره (في المجلد الرابع 5): (هذه الآية هي إحدى الآيات الثلاث التي دلت على تحريم الغناء)..
والآية الثانية: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً} (الاسراء:64)
قال العلماء: الاستفزاز هو صوت الشيطان وصوت الشيطان هو الغناء .
قال ابن عباس: "هو صوت الشيطان وصوت الشيطان هو الغناء"
والآية تبين لنا حالة إبليس وقد طرد من الجنة فمن تشبث بصوت الشيطان فيخشى عليه أن يطرد من الجنة لأنه يصاحب المبعد عن الله عز وجل فيصيبه ما يصيبه
فهذه الآية دليل آخر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار على حرمة الغناء الذي سماه القرآن صوت الشيطان ..
كما سماه ابن القيم حينما قال: صوت الشيطان كل داع إلى معصية –ومن المعلوم أن الغناء من أعظم الدواعي إلى معصية ولهذا فسر صوت الشيطان به
وقال ابن أبي حاتم: (أي استنزل من استطعت منهم واستدرجهم وصوته الغناء).
الآية الثالثة: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} (الفرقان:72)
والزور هاهنا الغناء وقد رُوي عن عبد الله بن مسعود أنه مر بلهو –أي غناء- فأعرض عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أصبح ابن مسعود وأمسى كريماً.
ونقف هنا عند هذه الرواية لكي نذرف دمعة وننفث حرقة من نائحة ثكلى على المسلمين كيف ضيعوا الإسلام وهجروه وأعرضوا عن آدابه ونقول يا حسرة على المرأة المسلمة التي تهرع إلى أماكن الزور -أي الغناء واللهو والاستماع إلى مزمار الشيطان- بحجة حفلات العرس حيث يتم هناك التبرج والتباري بإظهار العورات والتسابق بإظهار الزينة وتغفل المرأة أو الشاب أو الأب المسلم أو الأم المسلمة عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم بخصوص ابن مسعود حينما أعرض عن اللهو والغناء فألبسه ثوب الكرامة وجعله محفوفاً بها وقد نال الكرم واستولى على ناصيته حين يصبح وحين يمسي فأين الذين يتلهفون إلى مثل هذه الكرامة في الاستجابة إلى تقاليد ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ونهانا عنه وما هي إلا أمور استحدثها لنا الشيطان ليشقينا وينزع عنا ثوب الحياء والإيمان وهل يراد العرس إلا للخلاص من المعاصي والآثام ولنكن صرحاء فإن كثيراً من الملتزمين والملتزمات ممن يدعون الالتزام بالإسلام تجدهم أسرى لتقاليد الأهل والبيئة التي ما أنزل الله بها من سلطان بل كأننا لا نكاد نجد امرأة تقف وقفة صالحة لله تعالى إلا من رحم ربي فتسن سنة حسنة بالبعد عن إقامة عرسها في أماكن الفجور بل تقيمه في بيتها بعيداً عن اللهو والغناء والترف والبزخ قال تعالى: {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) (الإسراء:26-27)
فواعجبي لمن يكونون بلهوهم وتبذيرهم إخواناً للشيطان وهم لا يشعرون يظنون أنهم ملتزمون بل لا أجدني ملازماً للصواب لو قلت أن الكثير من المسلمات يتذرعون أن الأمر للأهل والله يعلم أنهن أول المستأنسات بهذا الزخرف والبهرج الكاذب الخادع ولكنها لا تستطيع أن تكشف عن حقيقة مشاعرها ودخليه ما في نفسها فتظل تخادع ربها ظناً منها أن الله يخدع وحاشا لله فأين صاحبة الغضبة الإسلامية التي تغضب لله وتبدل هذا المنكر وتكون أو من تسن سنة حسنة لله ولدينه ولصاحباتها ليتأسين بها ليكون ذلك ذخراً لها في يوم يحتاج الناس إلى ما يدفع عنهم ويرفع أحمالهم وأوزارهم ولتعلم أيضاً أن الاجتماع على اللهو والرقص أول من أحدثه السامري فهو دين الكفار وعباد العجل
(كف الرعاع عن محرمات اللهو السماع لابن حجر الهيثمي ص76)
فنرى الكثير من الملتزمين يقيمون عرس الرجال على مرضاة الله وعرس النساء في الجانب الآخر يعج ويضج بالموسيقى والغناء والمعاصي وتكشف العورات وكأن لا علاقة لهذا بهذا ومن نظر إلى عرس النساء رأى الشيطان هناك يقفز ويدير ساحة العرس فينظر إلى عرس الرجال فيرى الطاعة وما هذا إلا انفصام عجيب وازدواجية غريبة ولا عذر لأحد حينما يحتج بالتقاليد والعادات .. أقاطع كل أهلي .. وكل عشيرتي .. وأقاطع الخلق أجمعين ولا أعصي الله وأأسس حياتي الزوجية على أساسس ينهار بي في جرف جهنم ويجعلني أنسب إلى أتباع الشيطان لا إلى أتباع الرحمن ..
قال ابن عباس حينما سأل عن غناء الأعراب الذي ليس فيه مدح الخمر والزنا والآلات المطربة فيقول ابن القيم ولو شاهدوا هذا الغناء ماذا يقول فيه فإن مضرته أعظم من مضرة الخمر بكثير
فسل ذا خبرة ينبيك عـنه لتعلم كم خبايا في الزوايا
وحاذر إن شغفت به سهاماً مغشية بأهداب المنايا
إذا ما خالطت قلباً كئيبـاً تمزق بين أطباق الرزايا
ويصبح بعد أن كان حـراً عفيف الفرج عبداً للصبايا
ابن عباس رضي الله عنه سأله أحد الأعراب عن الغناء فقال له إني سأسألك إذا جاء يوم القيامة وجيء بالغناء أويكون في ميزان الحق أو في ميزان الباطل فتفكر الأعرابي وقال في الباطل. فقال ابن عباس الباطل في الجنة أم في النار؟ .. فقال الأعرابي في النار، فقال له اذهب فقد أفتيت نفسك.
ولقد أصاب العلماء كبد الحقيقة حينما سموا الغناء بأسماء شتى
لهو الحديث .. الزور .. اللغو .. الباطل .. قرآن الشيطان .. المكاء .. التصدية .. رقية الزنا .. منبت النفاق .. الصوت الأحمق .. الصوت الفاجر .. صوت الشطان .. مزمور الشيطان .. الثمود .. وما استوحوا أكثر أسمائه إلا من خلال آيات القرآن وأحاديث الرسول وأقوال الصحابة والتابعين.
وأظن أن هذا الاستشهاد بالآيات القرآن كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
المفضلات