سحــــــــــاب ..
كم هي جميله تلك الكلمات .. وكم أنت كريم لاتحافنا بها
سلمان العرادي
ذات مَرّة أثناءَرِحلةٍ في البَرِيّةأخبريني عن العراق
وَجَدتُ كُرَةً زجاجيةً سِحرية
قادرةً علىالإتصالاتِ الروحية
عَبْرَ المساحاتِ البَرِّيّةِ والبحرية
لتَنْقُلَأخبارَ الكون البشرية
في أيّ مكانٍ على الكُرةِ الأرضِية
لَمَسْتُها، فإذابوجهٍ لهُ بَعْضُ الشَفَافِيّة
قُلتُ لها أخبريني عن العراق
وعنْأهلي والرفاق
فقدْ طالَ البعد و الفُراق
قالتْ: ما سأقولُهُ قدْ لايُطاق
قلتُ: قولي ما عندَكِ
قالتْ: صِراعٌ على الكراسي ودَمٌمُراق
وخرابٌ في كُلِّ زُقاق
ودُخانٌ يملأُ الآفاق
وشعبٌأصابَهُ انشقاق
قلت لها: كذَبْتِ،
فليسَ هذا ما وُعِدْنا بهِ
ولا ماجَرى مِنْ إتّفاق
ضَحِكَتْ وقهقهَتْ ثمَّ قالَتْ: أفِقْأعلمتُهابقسوةِ أخبارِها
فأجابتْ: أفضلُ مِنَ النِّفاق
عُدْتُ وسألْتُ عنِالميناء
عنِ البصرةِ الفيحاء
ردَّت: يَمرَحُ فيهاالغُرَباء
عابثينَ بِكُلِّ فَناء
قلتُ: فَماذا عَن النجفِوكربلاء؟
قالتْ: سوقٌ لِتَصريفِ البضاعةِ السوداء
فقلتُ حائرا: والمَوصلِ الحدباء؟
قالتْ: المٌ ونحيبٌ وبُكاء
قلتُ: عسى خيراً فيالفلوجةِ أو سامراء
قالتْ: مَسرَحٌ لِقتْلِ الأبرياء
قلتُ: فأينَأهلنا النُجباء؟
قالتْ: إستقوى عليهِم العُمَلاء
أصابني الدوار،بهذهِ الأخبار
سرَحْتُ في الأفكار
أبحث عن إستقرار
سألتُ عنْ كركوكفجاءَني الجواب: كَشُعلةٍ منْ نار
قلوبٌ مستعرةٌ وعيونٌ يتطايرُمنْها الشرار
كلُّ من سارَ عليها إدّعى أنّ غيرَهُ غريبٌ عنالدار
قلتُ: لماذا لا تُحَلُّ خلافاتُنا بحِكْمةٍ ووَقار؟
من هوَصاحبُ القرار؟
قالتْ: إنهُ هوَ الواحدُ القهار
قلتُ: لمْ تَفْهميسؤالي
قالتْ: بلى، لكنَّ جوابَهُ عَصِيٌّ حتى على الأسْحار
حسِبتُهاتَهزأُ بِنا لِما جلَبَتْهُ لنا الأقدار
فأجبتُها بحَزْمٍ: لنْ يكونَ لكِإنتصار
نحنُ منْ تَحدّى الأخطار
نحنُ أناسٌ صامِدونَكالأحجار
صابرونَ كصَبْرِ الأشجار
نحنُ شعبٌ بنى حضارةً تشْهدُ عليهاكَثرةُ الآثار
نحنُ منْ بَنى بغدادَ وأحاطَها بالأسوار
نحنُ منْرَفَعَ الملويّةَ مِئذنةً للأنصار
نحنُ منْ وثَّقَ بالكتابةِ غزارةً منَالأفكار
نحنُ منْ بِحِبْرِ الكُتُبِ لوَّنَ الأنْهار
نحنُ منْ برَعَفي الرياضياتِ، نحنُ منْ فسَّرَكيفِيّةَ الإبصار
نحنُ منْ دَحَرَعدُوّهُ في حطّين، نحنُ منْ إنتصرَ في ذي قار
فقاطَعَتْني وقالتْ:
بلْهُمْ أجدادُكم كانوا منالأخيار
سألتُ: ماذا تغيَّرَ بعدَ ذاكَالإنهيار؟
قالتْ:
نَخَرَتْ قلوبَكُم الأنانيّةُ،واستَعْبَدَكُم الدينار
أخجلَني كلامُها كأنَّها تُوَجِّهُ لناالإنذار
ثمَّ عُدْتُ بصوتٍ خافتٍ ووجهٍ يميلُ الى الاحمرار
هلْ منْسبيلٍ لمحوِ هذا العار ؟
لإعادةِ الأمجاد لهذهِ الأمصار؟
هلْ منْ نهايةٍلهذا الليلِ، هلْ منْ مجيءٍ للنهار؟
فالشمسُ غائبةٌ منذُ كُنا صغار
وما عُدناقادرينَ على الإنتظار
أخبرينا عنْ سِرِّ أجدادِنا إنْ كُنتِ تعلمينَالأسرار
قالتْ: سِرُّهُمْ يعرِفُهُ الصغارُ والكبار
تضحيةٌ وثقةٌواتكالٌ على النفسِ
بعدَ الخالقِ الجبّار
فهل ينفع التذكار ؟
وهل فيكم صفة الابرار ؟
ما تبدلت الامصار
ولكن تبدلت الافكار
يا أمةً اضحت بلا أخيار
فأبتليت بغزوِ ودمار
وسلمت بجور للإستعمار
.
القائل مجهول
التعديل الأخير تم بواسطة سحاب ; 12-25-2005 الساعة 09:30 AM
سحــــــــــاب ..
كم هي جميله تلك الكلمات .. وكم أنت كريم لاتحافنا بها
سلمان العرادي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات