خرجت ذات يوم بعد إنتهاء درسي وقد أنهكني التعب , تهافتن نحوي طالبات الصف الثالث الإبتدائي
إحداهن : ابله شوفي شوق ضربتني . وأخرى : ابلة : تعالي عندنا والثالثة : ابلة الله يخليك تعالي نبغى أنشد أناشيد . ورابعة : أبلة شوفي رغد تطلع فوق الطاولة .
سبقتني ضحكاتي نحو طالباتي , بالرغم إنه ليس لي سوى أيام قليلة في المدرسة لظروف الإنتداب إلا إنهن يتكلمن معي وكأنهن يعرفنني من زمان قديم .
كن حولي كخلية نحل ( ما أجمل براءة الأطفال وعفويتهم ).
دخلت معهن الفصل وبدأن بالجلوس في مقاعدهن جلست أمامهن في ركن الفصل .
أصواتهن كالنحل يتجاذبن الحديث بصوت عالي ويتشاجرن مع بعضهن وكأن الفصل يخلو من معلمة
وبكل عفوية وبراءة يسألنني بصوت واحد ابلة متى راح أنشّد ؟
لفتت انتباهي ( طالبة في الصف الأول من المقاعد , شدني هدوءها و حزنها الذي أراه بعينيها وصمتها مقارنة برفيقاتها اللاتي يصرخن مطالبات برغبتهن بالإنشاد .
أصبحت أخرج واحدة تلو الأخرى لتسمعنا من أهازيجها الطفولية
تخرج أحداهن وتنشد ( يابابا أسناني واوا ) والأخرى ( ياما حلا دلة أمي تسويها ) وغيرها من أهازيج الطفولة .
جاء دور آمال وطلبت مني أن تخرج رفيقتها للإنشاد معها وكانت أنشودتها ( مين بتحبوا أكثر بابا وإلا ماما )فجأة توقفت آمال عن الإنشاد أما رفيقتها أكملت وكأن شيئأ لم يكن .
وبعد أن انتهت الأخرى من الإنشاد , سألتها : لما لم تكملي الإنشودة ؟!!!
نظرت إلي بنظرة (لن أنساها ماحييت ) ولم تجاوبني إلا بصمتها .
عاودت سؤالي : آمال أنت حافظة الإنشودة ؟ هزت راسها بالموافقة
سألتها مداعبة لها وليتني لم أسألها : طيب قولي لي مين تحبي أكثر بابا وإلا ماما ؟!!
صمتت ولم تجبني بالوقت التي أجابتني رفيقتها : أبلة شفتي آمال ماعندها أبو لأنه مات .
أنزلت آمال رأسها ولم تنطق بكلمة اقتربت منها ورفعت رأسها فوجدت دموعاً تتراقص في محجر عينيها .
بالرغم إني صاحبة موقف دائماً إلا إنني لم استطيع التصرف بهذا الموقف المحزن .
لم أتمالك نفسي خرجت مسرعة من الفصل واغلقت الباب خلفي وجعلت أبكي بحرقة .......
نعم تلميذتي الصغيرة لقد أبكيتيني !!!
وأنت لا تدرين
أبكاني يتمك المبكر
أبكاني مستقبلك المجهول
أعرف إنه قضاء وقدر ولكن
مالذي ينتظرك قادماً لك في دنياك
*****
همسة لك تلميذتي الصغيرة
تلميذتي وفقك الله
وأعانك على دنياك
******
بقلمي
أختكم / خيالة بلي
المفضلات