المطلب الثاني : الرجوع للعلماء الربانيين :
يوجد لدى نسبة غير قليلة من الناشئة فراغ ذهني خطير ناتج فيما نتج عن وجود هوة عميقة بين العلماء من جهة، وبين بعض الشباب من جهة أخرى. وإن كثيراً ممن اتسمت تصرفاتهم بالغلو والتطرف لم يتلقوا العلم من أهله وشيوخه المختصين بمعرفته وإنما تلقوه من مصادر غير مصادره.ولقد غفلوا أن علم الشريعة وفقهها لا بد أن يرجعوا فيه إلى أهله الثقات لأنهم لا يستطيعون أن يخوضوا هذا الخضم الزاخر وحدهم دون مرشد يأخذ بأيديهم ويفسر لهم النواقض والمصطلحات ويرد الفروع إلى أصولها..
فمن واجبنا كمربين احتضان الناشئة ومد جسور المحبة بما يقضي على الفجوة القائمة بين كثير من الشباب وبعض العلماء، والتقارب سوف يؤدي بلا شك لإفساح المجال أمام الشباب، لاستيعاب أحكام الدين على أسس صحيحة دون مزيد يدعو للغلو ولا نقص يدعو للتهاون حتى لا يكون الشباب فريسة سهلة لأدعياء العلم المزور، الذين يتربصون بهم، فيتحولون في أيديهم إلى ما يشبه الأداة اللينة، التي يكيفونها كيف شاءوا .
وعلينا تفنيد الادعاءات الزائفة، وكشف زيف أهل الباطل، وإرشاد الشباب الحائر والأخذ بأيديهم إلى المسلك الحسن والمنهج الوسط،وتوثيق صلتهم بالعلماء ليتسنى انتفاع الشباب بعلم العلماء بما يحصنهم ضد نزعات الانحراف ودواعي الفتن، فيحذرون من الذين يحسّنون لهم السيئ ويدفعونهم لارتكاب المحظورات تحت مظلة الدين، فلا بد من الصبر على تعليمهم وإفهامهم حتى يمكن حفظهم من الضياع بالعمل على تنقية عقولهم من السموم، وتطهير أفكارهم من جميع المؤثرات الخارجية لضمان مسارهم في طريق الاعتدال.
المطلب الثالث:واجب المواطن نحو الأمن :
النعمة التي نعيشها ليست لمواطن دون مواطن ... إنما هي نعمة للجميع، من هنا كان على كل مواطن أن يؤدي واجبه، ويبذل جهده، للمحافظة على استقرار بلده وتقدمها ورخائها في كل موقع وفي كل مكان.
فعلى الفلاح في مزرعته أن يكون رجل أمن، وعلى التاجر في تجارته أن يكون رجل أمن، وعلى المعلم في فصله والطالب في جامعته أو مدرسته أن يكون كل منهم رجل أمن، وأن يحذروا جميعاً من الإشاعات التي تهدف إلى تفتيت وحدتنا وتكدير أمننا وانتهاب خيرات بلادنا، ومصدر تلك الحملات هو الحقد والحسد على النعمة التي نعيشها، حيث نعيش في وطننا آمنين على عقيدتنا الإسلامية وعلى أنفسنا وأعراضنا وأموالنا وعقولنا.
إن الواجب على كل مواطن أن يحذر من الشائعات المغرضة ويرد عليها باعتبارها معول هدم في تيار الجماعة، تفرق كلمتها وتوهن عزمها وتفيد أعداءها، إن الشائعات كادت أن تقضي على المسلمين في " أحد " عندما أشاع الكفار مقتل الرسول الأمين r.
وعلى كل مواطن أن يحذر من إتباع الهوى لأنه يقود إلى الهلاك، فالعدل كل العدل أن نعدل مع أنفسنا، ونعطيها حقها من الحفاظ على نعمة الاستقرار في بلدنا، فلا مكان لمغرض بين قوم واعين ولا مكان لمخرب بين شعب يدرك معنى البناء ويقف حارساً أميناً ساهراً عليه. فنحن نعيش بحمد الله في بلدنا على أرض صلبة، أمورنا واضحة لكل ذي عينين.
يتبع ..........
المفضلات