متهمون نحن بالإرهاب
وإذا رمينا وردة
للقدس
للخليل
أو لغزة
والناصرة
إذا حملنا الخبز والماء
إلى طروادة المحاصرة
متهمون نحن بالإرهاب
إذا صوتنا
ضد الشعوبيين من قادتنا
وكل من قد غيروا سروجهم
وانتقلوا من وحدويين
إلى سماسرة !!
إذا اقترفنا مهنة الثقافة
إذا تمردنا على أوامر الخليفة
العظيم
والخلافة
إذا قرأنا كتبا في الفقه
إذا ذكرنا ربنا تعالى
إذا تلونا ( سورة الفتح )
وأصغينا إلى خطبة يوم الجمعة
فنحن ضالعون في الإرهاب !!
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا عن الأرض
وعن كرامة التراب
إذا تمردنا على اغتصاب الشعب
واغتصابنا
إذا حمينا آخر النخيل في آخر في
صحرائنا
وآخر النجوم في سمائنا
وآخر الحروف في أسمائنا
وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا
إن كان هذا ذنبنا
ما أروع الإرهاب !!
أنا مع الإرهاب
إن كان يستطيع أن ينقذني
من المهاجرين من روسيا
ورومانيا ، وهنغاريا ، وبولونيا
وحُطوا في
فلسطين على أكتافنا
ليسرقوا
مآذن القدس
وباب المسجد
الأقصى
ويسرقوا النقوش والقباب
أنا مع الإرهاب
إن كان يستطيع أن
يحرر المسيح
ومريم العذراء
والمدينة المقدسة
من سفراء الموت والخراب !!
بالأمس
كان الشارع القومي في بلادنا
يصهل كالحصان
وكانت الساحات أنهارا تفيض
عنفوان
وبعد أوسلو
لم يعد في فمنا أسنان
فهل تحولنا إلى شعب
من العميان والخرسان ؟؟
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا بكل قوة
عن إرثنا الشعري
عن حائطنا القومي
عن حضارة الوردة
عن ثقافة النايات في جبالنا
وعن مرايا الأعين السوداء
أنا مع الإرهاب
إن كان يستطيع أن يحرر الشعب
من الطغاة والطغيان
وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان
ويرجع الليمون ، والزيتون ،
والحسون ،
للجنوب من لبنان
ويرجع البسمة للجولان
أنا مع الإرهاب
بكل ما أملك من شعر ومن نثر
ومن أنياب
ما دام هذا العالم الجديد
بين يدي قصاب !!
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد
قد صنفنا
من فئة الذباب !!
أنا مع الإرهاب
إن كان مجلس الشيوخ في
أمريكا
هو الذي في يده الحساب
وهو الذي يقرر الثواب والعقاب !!
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد
يكره في أعماقه
رائحة الأعراب !!
أنا مع الإرهاب
ما دام هذا العالم الجديد
يريد أن يذبح أطفالي
ويرميهم إلى الكلاب !!
من أجل هذا كله
أرفع صوتي عاليا
أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب
أنا مع الإرهاب
لندن 15 نيسان (ابريل) 1997
نزار قباني
المفضلات