شمس الإسلام في نهاية العالم .. في استراليا..؟؟
قليل من الرحالة العرب والمسلمين من كتب عن آخر نقطة على الخريطة في العالم، تلك البقعة التي تتكون من جزر متناثرة تمتد من الشمال إلى الجنوب، والتي منها جزيرة تسمانيا التي نحن بصدد الحديث عنها في رحلتنا اليوم، ترى ما هو كنه تلك البقعة؟ وهل يا أطلت شمس الإسلام عليها؟ هذا ما سنتعرف عليه في حديثنا في تلك الحلقات فهيا بنا.
تسمانيا، جزيرة تابعة لأستراليا من الناحية السياسية وتعتبر ولاية أسترالية وإن كانت منفصلة عنها جغرافيًا حيث تقع في الجهة الجنوبية منها وتقع على بعد 240 كم2 من الساحل الجنوب الشرقي لأستراليا جاءت بحق متأخرة في تاريخ الكشوف.وفي تسمانيا ثلاثة أنهار مشهورة: النهر الكبير "دارون ريفر"، و"جوردن ريفر"، "وغورة ريفر".
وعاصمة تسمانيا مدينة هوبارت، وقد اقيمت على مدينة هوبارت ثاني مستعمرة على مستوى أستراليا من قبل المستعمرين البريطانين في عام 1803 م.
أما اسم الجزيرة فهو أرض فان ديمين وسميت فيما بعد "تسمانيا" نسبة إلى الربان الهولندي " أبل تاسمان" الذي ارسى سفينته في 1ديسمبر 1642م في الشمالي الغربي من الجزيرة لاستكشافها.
ظل هذا الشعب يعيش في جزيرته الحصينة في أمان لآلاف من السنين حياته القبلية إلى أن حطت سفن المستعمرين الإنجليز على شواطئ تسمانيا، أثناء حمى الصراع الاستعماري في بداية القرن التاسع عشر لكي يتحدد مصير هذه الجزيرة على يد أساطين الاستعمار الإنجليزي القديم والعتيد بضمها للإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، وينتج عن هذا الضم إبادة الجنس التسماني.
ذلك الشعب الفريد في صفاته، خلال خمسة وسبعين عامًا من استعمار الجزيرة والقضاء عليه برمته، فكلهم ماتوا واحدًا وراء الآخر البعض اطلق عليه الرصاص، والبعض الآخر هشمت رؤوسهم بمؤخرات البنادق، وآخرون اصيبوا بالأمراض والأوبئة والاغتصاب، واعجزوا جنسيًا، وجلدوا، وأُلقوا في النار وهم أحياء.
أكثر سكان تسمانيا من الإنجليز، ثم اليونان، يليهم الإيطاليون، ثم اليوغسلاف، والسكان الأصليون هم من أبروجنز من ذوي البشرة السمراء، لا يوجد سود أو ملونون إلا عددًا لا يستحق الذكر، والسبب سياسة سارت عليها الحكومة الأسترالية منذ زمن بعدم السماح بهجرة السود إليها وشمل ذلك الملونين من القارة الهندية والصينيين وأشباههم، وذلك اتقاءً منها لمشكلات عرقية قد تحدث في المستقبل، ولكن يوجد من الملونين عدد من سكان البلاد الأصليين ويسميهم الأستراليون (أبو ريجنال) كما ذكرنا من قبل، وهؤلاء كانوا موجودين في تسمانيا عند وصول الرجل الأبيض إلىها من مائتي سنة ، فقضى عليهم الأوروبيون قضاءً تامًا وقتلوهم قتلًا ولم يبق في الجزيرة منهم أحد.
جزيرة تسمانيا:
• العاصمة:هوبارت وهي أكبر مدنها، ويبلغ عدد سكانها 200، نسمة.
• المساحة: 68332 كم².
• عدد السكان:يبلغ إجمالي عدد سكان الجزيرة500، نسمة.
• عدد المسلمين : 500 نسمة، وهم من ماليزيا والعرب والترك، والمقيمون من الماليزيين أربعة أو خمسة وبقيتهم طلاب والذين دخلوا في الإسلام من المسيحيين عشرة.
نبذة تاريخية:
تسمانيا هي جزيرة تقع جنوب أستراليا، وسكان تسمانيا الأصليين ينتمون الى عرق الأسترليود الموجود في أستراليا، وعند قدوم الانجليز كانت أعدادهم تقدر بـ 2 شخص، لكنهم منعزلون عن العالم لديهم نقص مناعة ضد الأمراض التنفسية الموجودة بين شعوب العالم ، وكانت هناك أيضًا حروب قبلية بين عامي 1803 م و1808 م وقعت هذه الحروب على مصادر الغذاء.
وكذلك وقامت حروب بين البيض والسكان الأصليين بين عامي 1808 م و1823 م وكانت هذه أحد أسباب تقلص عدد السكان. وفي عام 1833 م اقنع جورج أوغسطس روبنسن منصر مسيحي المتبقون من السكان الأصليين بإلانتِقال إلى مستوطنة جديدة على جزيرة فلينديس وتوفر لهم اطباء ولباس، وحصص الغذاء ومزارع وبيوت.
ظل هذا الشعب يعيش في جزيرته الحصينة في أمان لآلاف من السنين حياته القبلية إلى أن حطت سفن المستعمرين الإنجليز على شواطئ تسمانيا، أثناء حمى الصراع الاستعماري في بداية القرن التاسع عشر لكي يتحدد مصير هذه الجزيرة على يد أساطين الاستعمار الإنجليزي القديم والعتيد بضمها للإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، وينتج عن هذا الضم إبادة "الجنس التسماني" ذلك الشعب الفريد في صفاته، خلال خمسة وسبعين عامًا من استعمار الجزيرة والقضاء عليه برمته، فكلهم ماتوا واحدًا وراء الآخر البعض اطلق عليه الرصاص، والبعض الآخر هشمت رؤوسهم بمؤخرات البنادق، وآخرون اصيبوا بالأمراض والأوبئة والاغتصاب، وجلدوا، وأُلقوا في النار وهم أحياء.
دخول الإسلام:
جدير بالذكر أن أول وصول للإسلام إلى تسمانيا مرتبط بوصوله إلى استراليا حيث أن تسمانيا جزء منها برغم عدم ارتباطه جغرافيًا بها كما ذكرنا من قبل.
دخل الإسلام أستراليا سنة 1850م، ووراء قدوم الإسلام إلى هذه المنطقة قصة أساسها الإبل، ففي سنة 1849 م استقدمت السلطات الأسترالية 12 جمالًا و120 جملًا ، وكان هذا لاكتشاف مجاهل الصحراء الأسترالية، ولما كان الأفغان من أوائل القادمين لذا أطلق الأستراليون اسم (الأفغان) على كل من يأتي بإبل.وقد ورد أيضا أن أول مسلم قدم إلى هذه الجزيرة هو عبد الغفار قدم من روسيا منذ خمس وثلاثين سنة وهو عضو في الجمعية الإسلامية التي تأسست سنة1970م. وقد أسسها الطلبة المسلمون الماليزيون والباكستانيون.
نظرة على الحالة العامة للإسلام في تسمانيا:
ذكرنا من قبل أن عدد المسلمين 500نسمة، وبها مسجدان، وكذلك بها مركز إسلامي وهو الوحيد في تسمانيا، وهو من طابقين اشتروه عام 1980م، وهو يتألف من مصلى، وفيه غرفة للضيوف، ونظرًا لتزايد عدد المسلمين فهم يحتاجون لتوسعته، وأشار المسؤولون في المركز إلى أنهم لا يجدون أي مضايقة من جيرانهم غير المسلمين، ويؤدي صلاة الجمعة فيه 120 شخصًا، وينتظم في صلاة التراويح في رمضان قرابة 40 شخصًا. وأول من بدأ بتدريس الدين الإسلامي في المركز الشيخ فضل الدين بصفته إمامًا، وهناك أيضا تدرس اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي في يومي السبت والأحد، وعدد الطلاب الذين يحضرون إلى المركز خمسة وثلاثون تقريبًا.
هناك إقبال على الإسلام من جنسيات مختلفةكان أولهم دخولًا في الإسلام قبل خمس سنوات إيطالي، وآخر امرأة أسلمت كانت أسترالية وسبب إسلام من أسلم هو أنهم اطلعوا على كتب إسلامية فأحبوا الإسلام واقتنعوا به.
أما عن حالة الأسر الإسلامية من حيث التمسك بالدين والأخلاق الإسلامية فالهنود جيدون والماليزيون متمسكون ومن أهل السنة، والروس واليوغسلاف غير محافظين، والعرب عندهم نوع التزام. ويوجد شيعة من العرب اللبنانيين والسوريين، ولكن عددهم قليل ويصلون مع الناس.
أما عن الدعوة فتحتاج للكثير من الدعم المادي والعلمي والبشري من كل من يملك القدرة على الدعم سواء دول إسلامية أوهيئات رسمية أو خيرية وقد علمنا من قبل أنه لا يوجد سوى مسجدان ومركز إسلامي وحيد، فهلا امتدت الأيادي لنشر الإسلام في تلك البقعة النائية.
إخوتي أخواتي إلى هنا انتهت رحلتنا وقد كانت هذه المرة قصيرة وإلى الملتقى في رحلة أخرى إن شاء الله.
تحيات
ماجد البلوي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات