جمل بقيمة 12...00 إثنى عشر مليون ! بالسعودية .. صورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ذهبت يوم الخميس الموافق 15/10/1423هـ إلى ميدان الهجن الواقع في الصمان بين محافظة الأرطاوية وحفر الباطن بالسعودية في مكان يقال له ( أم رقيبه ) ، وكان المكان مزدحماً بالسيارات التي أتت من أرجاء نجد ومن الكويت وقطر والامارات .
وقد شد إنتباهي هذا الجمل الذي سعره خيالي المسيوم بقيمة ( 12,,.00 ) إثنى عشر مليون ريال !! :
وبالاستفسار عن وصول قيمة الجمل لهذا السعر قالوا إن أهل الجمال أعلم بمواصفاته ... ؟؟؟ !!!!
وهذا تحقيق المصدر جريدة الرياض
تحقيق وتصوير سعود المطيري
(المزايين) هل تتحول إلى مشروع (سياحي) بحجم الجنادرية؟
المزاين مفردة عتيقة تجددت هذه الايام واستطاعت ان تفرض نفسها وترسخ في اذهان العديد من ابناء الخليج في زمن قياسي وهي اصطلاح واسع يقابله في اوروبا وامريكا عبارة عروض او انتخاب ملكات الجمال تقام هناك للبشر مثلما تقام للحيوانات كالكلاب والقطط وبعض انواع الطيور كالدجاج لها لجان تحكيم وقضاة ونقابات لكنهم لم يغفلوا الاطراف الاخرى في المعادلة حيث تقام على النقيض تماماً مسابقات لانتخاب اقبح الكلاب.. واقبح القطط وهناك اندية بشرية في اوروبا تسمى اندية اصحاب الوجوه الدميمة لا يدخلها الا المؤهلون الذين تنطبق عليهم جميع شروط ومواصفات القبح التي تقرها اللجان.
ولعل البعض منا يذكر ذلك الرجل الذي بكى قبل ان تخور قواه ويسقط على الارض عندما علم ان هناك من توج قبله كصاحب اقبح وجه ثم نقل بسيارة اسعاف الى المستشفى بينما منح الفائز تاج السبق وشيك الملايين.
امثال هؤلاء من جميع الفئات اكثر ما يرعاهم هي منظمات يهودية وتبشيرية وغيرها من اجل استقلال الفائزين وشهرتهم لنشر دعواتهم ومعتقداتهم في مختلف بقاع العالم وينجحوا كثيراً في بلوغ ما يريدون حتى ان عبدة الشيطان اتخذوا بعض ملكات الجمال ومشاهير الطب سفراء لنشر عقيدتهم وهم الذين طردوا من العالم الاسلامي في العصر الاموي. ثم عادوا اليه مؤخراً على شكل خلايا صغيرة بعيداً عن هذه الممارسات المعقدة والشائكة اعتقد اننا نجحنا نجاحاً كبيراً في الفترة الاخيرة بايجاد مشروع ترفيهي تراثي وثقافي حتى وان جاء على شكل صبغة تجارية او اقتصادية الا انه على مدى خمسة عشر يوماً استطاع ان يجتذب عشرات الآلاف من الجماهير وهو مهرجان مزاين.. او مزايين.. الابل الاصيلة في المملكة والخليج الذي يرعاه سنويا صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالعزيز واقيم هذا العام بصحراء ام رقيبة جنوب غرب حفر الباطن على جائزة الملك عبدالعزيز.
الذين قدر لهم حضور هذا المهرجان رأوا.. هذا التدفق الجماهيري غير المسبوق... شاهدوا كيف تحولت صحراء ام رقيبة الى مدينة تعج بالحركة والاسواق العامرة على مدار الساعة طوال فترة المهرجان حتي ان بعض التقديرات اشارت الى انه حضر في اليوم الأخير اكثر من ثلاثين ألف متفرج من جميع انحاء المملكة ودول الخليج ومن الجاليات العربية والاجنبية. مما يؤكد اننا نجحنا في ايجاد مهرجان سياحي لم تقتصر فوائده على المشاركين فقط. وانه متى ما ضم الى نادي الفروسية من ناحية تنظيمية او شكل له رابطة او لجنة دائمة بامكانات مناسبة سيكون بمستوى مهرجان الجنادرية ومهرجانات عالمية اخرى.
في اليوم الآخير من المهرجان كانت "الرياض" قد انتقلت الى هناك لتغطية الحفل الختامي لكننا حاولنا رصد جوانب اخرى من المهرجان. والتقينا بعض المواطنين والمشاركين واشقاء مشاركين جاءوا من دول الخليج تعرفنا على انطباعاتهم واقتراحاتهم. وعلى مواصفات ومعايير جمال الابل وعن توقعاتهم المستقبلية للمهرجان.
اثنان من الاشقاء من دولة الامارات الفائزين بمراكز متقدمة وهم سالمين المنصوري وعبيد العامري قالا بان هذا المهرجان فريد من نوعه في العالم وهو لا يخدم هواة ومحبي الابل العريقة بقدر ما يخدم وطنكم المملكة العربية السعودية والدول الخليجية عموماً بحكم انه فتح لدول الخليج هذا العام ويخدم تراثكم والثروة الحيوانية في هذا الوطن. لانه اعطى دافعاً للناس للاهتمام بهذه الثروات والحفاظ عليها وتنميتها. والجميع يعرف طبيعة ارض الجزيرة وما تشكله الثروة الحيوانية من توازن اقتصادي. وخلق فرص عمل اضافية لابناء المنطقة بالاعتماد على هذه الثروات.
وعن الاسباب اتي دعتهم للمشاركة وكيف علموا بها.. قالوا لم يكن هناك تغطية اعلامية كافية على مدار السنتين او الثلاث الماضية ولكننا استطعنا ان نعرف عنه بما يتناقله الناس عن هذا المهرجان المختلف والذي كان ضمن اهتماماتنا كملاك للابل في الامارات.
اما ما دعانا لذلك فهو من ناحية تشجيع لهذا المهرجان ومن ناحية اخرى فان الجوائز التي اعلنت للفائزين جوائز مغرية جداً وذات قيمة مادية ومعنوية.
وهذه السنة نعتبرها تجربة لنا الا اننا في السنوات القادمة سوف نأتي بشكل اقوى بمشيئة الله.
فنجال الشيباني وهو الفائز بمائة ألف وثلاث جوائز قيمة كل واحدة سيارة فارهة. قال مما لا شك فيه ان اقامة سباق المزاين اثبت نجاحه على مدى السنوات الماضية وكل عام افضل من الذي قبله وقد نجح جماهيرياً مثلما نجح في مضمونه وهذا هو غاية النجاح لان اي مهرجان يقاس نجاحه عادة بالنجاح الجماهيري وهو ما تحقق بتوفيق الله ولعلكم شاهدتم صحراء ام رقيبة على مدى عشرات الكيلو مترات التي افترشتها خيام المتنزهين والجماهير الغفيرة التي جاءت لمشاهدة العروض على مدى اكثر من عشرة ايام.
وكان مهرجان سياحي بالفعل وكان مغرياً خصوصاً وانه جاء في فترة مناسبة واجواء جميلة. ونجح صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالعزيز في ايجاد متنفس آخر لشبابنا واخواننا واقامة مهرجان ضم الاصالة والترفيه وشجع على الاحتفاظ بهذه الثروات الغالية وخصوصاً اصايل الإبل ذات السلالات العريقة للاحتفاظ بها داخل وطننا وتنميتها في بيئتها الحقيقية. حتى لا تضيع منا هذه السلالات ويتلقفها الغرب الذين يتمنون منا اي غفلة مثلها مثل الكثير من الاشياء المهمة حولنا والتي لها علاقة بأصالتنا وتراثنا وبيئتنا. ثم يحتفظون بها لديهم ونذهب للبحث عنها عندهم.
نواف العلي الجندي احد المتفرجين يقول جئت للمرة الثانية والحقيقة ان المهرجان مغرٍ من نواحٍ متعددة وهناك فرصة لرؤية اعرق سلالات الابل العربية. واجمل ما في هذا المهرجان هي الاجواء بشكل عام التي تبعدنا عن الرتابة المملكة بما فيها الابل التي تجوب المكان في كل لحظة وهي تحمل الاوسمة.. والاشرطة الملونة وألوان الحداء.. والصحراء التي تحولت الى مدينة واسواق واضواء وجماهير تتحرك في كل مكان.
وانا اؤيد ان عرض المزايين اصبح جزءاً وليس كل ما يعنيه هذا المهرجان. وهذا احد اسباب النجاح. فعلاً فلقد اوجدنا وجهة سياحية اذا استمررنا في توسيعها وتطويرها.. لابد ان يتحول الى مهرجان يرتقي الى مستوى العالمية. لان اقرب شيء واقل شيء تستطيع به ان تصل الى العالم ان تهتم بتراثك وتقدمه الى الآخرين بصورته الحقيقية واكثر ما يستهوي الشعوب الاخرى هو معرفتها للتراث.. والاستمتاع بمشاهدته.
الشيء الآخر ان نحتفظ بسلالات ابل الجزيرة العربية ونعود اليها بعد ان كادت ان تنسيناها سنوات الطفرة والابل بشكل عام لها علينا حقوق مثلما ادت حقوقنا عليها في مراحل الشدة فهي التي نقلتنا ونقلت الماء والغذاء وعلى ظهورها رفرفت رايات التوحيد في فتوحات مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
في الختام كان علينا ان نقدم للقارىء شيئاً من صفات.. ومعايير الجمال بالنسبة للابل.. وللمعلومية فان لأهلها لغتهم الخاصة في الوصف والمسميات يغضبون بشدة عندما تحرف او يلحن بها ويتقيدون بها ويعرفون من خلالها عما اذا كان هذا الشخص او ذاك... صاحب معرفة بالابل ومناهلها. لأن اي خطأ في الوصف او المسمى يعني انك دخيل على المهنة او جديد.
يقول جندي بن هاج الهاملي صاحب ابل مغاتير عن معايير الجمال وصفاته.. يقول وهنا لابد ان اتقيد بأدب المهنة.
البعير وجه.. ونحر.. وسنام.. ورقبة ومواصفات الجمال هي الرقبة الجرداء الطويلة.. وسيف اللحي (اي الخد) طويل.. ويرطم ضافي منهدل، ورثمة الخشم محولة - واسنام المنفهق.. والغارب الناسع - وعرض الجنب والوبر محلق (معكرش).
ويزيد في الجمل (الذكر) عرقوب الرجل عكف. ويعذرنا القراء عن تفسير المفردات اذا كانت غريبة عليهم او يسمعوا بها لأول مرة لأننا لا نريد ان نوضحها بالاسماء المعربة حتي لا يغضب منا احبتنا اهل الابل الذين نكن لهم كل تقدير وبالتالي يتهموننا بافساد وتشويه ذائقتهم التي يتلذذون بها كما يتلذذون بحليب (عطايا الله).
دغيم بن غيام الجبلي عندما سألناه عن معايير الزين في الابل اصر الا ان يجيبنا شعراً حيث لخصها في اربعة ابيات قال فيها:
يا صاح كان انك تحب المغاتير
عليك باللي يرغبونه هل الصنف
وساع النحور اللي وبرها دواوير
جرد الرقاب اللي عرانينها هنف
وضحى طفوح الراس سند الاباهير
ما هي بلالقفا لا هي من الجنف
طويلة النسنوس هزعا مواخير
من حول هذا الوصف ياصاح خذ وانف
تحياتي لكم
مصور من أجـــل قبيلة بلـــيموقع مصور بلي اضغط هناالموقع الاولالموقع الثاني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات