أفقدني الضوء المتسلل عبر النافذة رغبتي في شحذ النوم لـ معانقتي, وأنا التي أتقلب في سريري منذ الساعة
الثانية صبا ولم يحظر هذا المدعو !
خرجت من غرفتي . . وبتثاقل أمسكت بالهاتف وأتصلت بمها صديقتي , التي نتشارك انا وهي ذات المكتب في العمل , أتاني صوتها الغارق بالنوم : نعم
أنا : صباح الخير
هي : من ! رغد!
أنا : أعتذر لأزعاجكِ ولكن أردت أخباركِ فقط أنني لن أستطيع الحظور للعمل اليوم
لذاك هناك ملف أزرق في درج مكتبي أعطيه المدير في حال سأل عنه به أوراق العروض الأخيره.
يعتلي صوت مها التي كنت بالكاد اسمعها : رغد هل أنتِ بخير !
قلت وأنا أبتلع غصه بحلقي : لاشيء
مها : بما انكِ أجبتي بـ لاشيء فهذا يعني ان هناك شيء حقاً
وتتابع بهلع وصوتها ينخفض : رغد بربك تحدثي مابكِ !
قلت وأنا اشعر بقلبي ينقبض : عاد وائل
رغد مستفسره: أليس هذا وائل أبن عمكِ الذي سافر منذ سنوات !
رائع . . حمداً لله على السلامه
وقالت ضاحكه ألم أقل لك ِ الطيور ستعود لأعشاشها يوماً!
قلت وأنا أبكي : وائل عاد ولكنه تغير
ضحكت مها بسخرية : كيف تغير أأصبح كندي مثلاً وتابعت الضحك
أستفزتني طريقتها وصرخت بها ,ليس وقت سخريتكِ الآن يامها
هو فعلاً قد تغير فأنا لم أرى الحب في عيناه
لم أرى تلك اللهفة التي ودعني بها منذ خمس سنوات مضت
ظروف غيابه غامضه وعودته الآن مجدداً
قاطعتني :أهدئي . . فأنتِ دوماً هكذا متسرعه
قلت لها بحزن : ليتني أكون مخطئيه
ردت مها" أذن يارغد " على أن انهي المكالمة الأآن لم يتبقى كثير على بدء الدوام سأعاود الأتصال بكِ
فور عودتي
قلت لها وهوكذالك.
أغلقت السماعة, تناولت كرسي ووضعته امام البيانو,جلست,وثبت نظارتي على أنفي جيداً. . وقبل أن ابداء بالعزف
سمعت صوت باب الغرفة التي ينام بها وائل يفتح
آتجهت بنظري نحو الباب .آآووه وائل .
قفزت من مكاني . . تصافحنا . .أخذت أتأمله . .
قلت له صباحك سكر. . أبتسم وقال وصباحكِ
ثم قال ألا تزالين مولعة بالعزف صباحاً!
نظرت به وأبتسمت.. وقلت جميل أنك لم تنسى
نظر في بتأمل . . ثم تابع وهل يعقل ذاك!
صمتنا سوياً .
قطع صمتنا . عندما لوح لي بيده وهو يقول
رغد هل تذكرين قطع الشوكولاء هذه .!! التي كنتي تصرين على شرائها كل صباح قبل ذهابنا
للمدرسة ونحن صغار ! أتذكرين تلك الأيام !
تنهدت قليلاً . . وأنا أقول ليتها تعود
يكفيني أنك كنت إلى جانبي
رد على محاولاً قطع حبال الذكرى التي تثير الحزن في والحنين للطفوله
دعيكِ من هذا كله . . ألاتريدين الشوكولاء التي جلبتها لكِ
قفزت متجهة نحوه ولكنه أخذ يجري ويقول أذا أرديتها فعليك الأمساك بي أولاً
أخذ يختبىء خلف الكراسي . . وأنا أتبعه. .
وضحكاتنا تملىء أرجاء البيت . . وعمداً منه توقف يريد مني الأمساك به
أختطفت الشوكولاء وصرخت تعبيراً عن فرحي وبدون شعور قبلته أمتناناً له
تناول وائل الكرسي وجلس ثم قال
آآه ضحكاتكِ أثارت فيني الذكرى لقد كنا صغار في كل شيء . . حتى في أحلامنا!!
أتذكرين أحلامنا!!
أرتفع الدم إلى وجنتي . . وقلت أذكر.
آآه ماأغباني !! حتى في الأحلام !!لم أعلم بأن الزمن سيغتال حتى ألأحلام !!
أعتدل بجلسته وقال:حدثيني آيته المد.للـه . . الصغيره . . عن كل شيء عن دراستكِ. عملكِ
. . كل شيء . . كل شيء .. فأنا اتوق لأستمع لأحاديثك.
تنهدت بعمق . . ثم قلت . . متشوق لسماع أخباري !
لأظن . . فخمس سنوات ياوائل لم تكلف نفسك حتى بالسؤال عني ! أهانت عليك التي قضيناها
سويا
أم أن الغربة أفقدتني إياك !
قال /صدقيني لم أنسى
نظرت إليه وقلت بأنفعال : كل ماأصدقه أنك لم تكلف نفسك بالرد حتى على رسائلي ولو بكلمة أنا بخير
أو حتى أشتقت لكِ
شد أذني بيده . . وهو يبتسم محاولاً تلطيف الجو
_ وها أنا قد قد جئت لكم بنفسي آيته العنيده عدت لمن سلبوني عقلبي وقلبي معاً
سألته وانا امسح دمعة حاره . . قد أنسابت على وجنتي .
حدثني عن غربتك . . من كان يقوم بشؤونك! من يخدمك!
شعرت بملامح وجهه تتغير . . وهو يقول سأخبرك بكل ماتودين معرفته ! لاحقاً ! لاحقاً
حدثيني أنتي . .أليس عندك عمل ! هل أنهيتي دراستكِ
قلت له : دخلت الهندسه . . تخرجت ولله الحمد وتوظفت بشركة
لكني لم اذهب اليوم
قدمت على بعثه لأكمال دراستي وقبلت . .ولكنني تراجعت .
في هذه الأثناء . . انضم لنا كل من أبي وأمي القيا علينا التحية الصباحيه
واتخذ كل منهما مكاناً. .وأخذا يحملقان فينا بصمت
مما جعلني . .أرتاب
نزعت نظارتي . . والقيت على الطاولة التي أمامنا . . وقلت وأنا أحاول أن أخفي شيء من توتري
_ كيف كانت ليلتكما !
ردا سوياً : لابأس بها
قال وائل : وجدتها منذ وقت مبكر هنا يبدو أنها لم تنام جيداً
قال أبي محدثاً وائل: الان حدثني عن كل شيء بالأمس لم آشاء أزعاجك بالأحاديث فقط رائيتك متعب
والآن أرى وجهك مشرقاً.
حدثني ياوائل فوالله قد عادت الحياة لمنزلنا منذ وطء أقدامك لها فأنت تعرف مكانتك لدينا جيداً
قاطعه وائل بلا شك ياعماه
ولاذ بالصمت قليلاً . . ثم قال بصوتاً ,فيه شيء من التوسل , عمي لدي ماأتحدث به معك
فهل تسمح لي !
أزعجني طلبه !فليس هناك أحداً سواي أنا وامي معهما هذا يعني بأنه يخبيء أمراً لايريد مني معرفته أنا خصوصاً
المفضلات