سمو الأمير.. لا تتعب نفسك!
يعلم الله أني حتى اللحظة، لم أطأ بقدميَّ بلداً خارج وطني، ولم أقتطع لنفسي جواز سفر أفتش به عن سياحة يضج بها العالم.
كنت أقرأ عن ثورة في ثقافة السياحة حولنا،كل الدول تستنفر وزاراتها من أجل موسم وحيد يجيء فيه كل الناس إليهم، لتأخذ ما تحمله جيوبهم،وتمنحهم كل راحة يبحثون عنها بين تفاصيل تضاريسهم.
اعترافي السابق أدونه أمامكم لأخبركم أني كنت ساذجاً ومتفائلاً حد اليقين.كنت أظن أننا سنستطيع في سنوات قليلة أن نصنع لأنفسنا سياحة نبهر بها كل مشكك في قدرتنا على خلق خصوصيتنا في كل شيء.
اليوم أتراجع عن اعتقادي ذلك حتى إشعار آخر. حتى يغيب منظر العائلة الخليجية التي رأيتها قبل يومين في أبها،وهي تحمل "جوالين" الماء من المسجد إلى شقتهم "الفارهة"،بعد أن طال انتظارهم لـ"وايت" ما زالت كل المدينة تعلق عليه آمال رمز الحياة: الماء!
أي سياحة نريدها،ونحن لا نملك حتى الآن "بنية تحتية" تكفل للمواطن حقه في الماء، فما بالكم حق السيّاح بذلك!
صدقوني حتى الرقم "الخليجي" الذي نتغنّى به سنوياً في سجل إنجازات السياحة، أخاف يوماً أن نفقده ونفقد أضعافه من أبناء الوطن.. سيّاحاً بعيداً عنّا!
أقول هذا بعد تصريح سمو الأمير سلطان بن سلمان، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة والآثار، والذي أكد أن القطاعين الحكومي والخاص شريكان في نجاح أهداف الهيئة.
اسمح لي يا سمو الأمير.. أنا مؤمن أنك تسعى لأن تحقق حلماً ننتظره واقعاً لهذا الوطن.وكلنا نحلم أن نصحو يوماً وما حولنا يغري بأخذ أوقات المتعة البريئة المحافظة.
اليوم يا سمو الأمير.. قطاع واحد فقط ممن أشرت إليهم، ينسف -ببرود-كل جهد صببته عملاً وفكرة في أرض السياحة الوطنية. لقد فشل ومسؤوليه في وضع حد لمشكلة الماء.و"فضحونا" أمام ضيوفنا من دول الجوار!
فماذا سننتظر من باقي القطاعات إذا يوماً عج وطننا بالسيّاح؟
سمو الأمير.. لا تتعب نفسك، فقطاعاتنا لا تزال تعيش في عالم آخر،غير ذلك الذي تتمناه ونحن معك. هم في عالم السياحة بـ"الجالون"!
محمد الصالحي
جريدة الوطن
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات