الله يكفينا شر الغيبه واصحابها
ياسر الناجي
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
الغِيبة:
تؤكد تعاليم الإسلام على هذا الجانب بصورة كبيرة، فاحترام أموال الناس وممتلكاتهم وأعراضهم وسمعتهم على حد سواء، تقول الآية الكريمة ﴿ولا يغتب بعضكم بعضا﴾ نهي صريح عن الاعتداء على شخصية الآخر بالتحدث عنه بما يسوء إليه ويشوه سمعته وهو ما يسمى بالغيبة.
من ضروريات الدين كما يتفق على ذلك جميع المسلمين حرمة الغيبة، والقول بأنها عمل محرم، وأنها من كبائر الذنوب والتي ورد التشديد على تركها، وتوعد من يقوم بها ويفعلها بالنار والعذاب الشديد، فالآية الكريمة تؤكد ﴿ولا يغتب بعضكم بعضا﴾ أي لا يمارس بعضكم هذا العدوان على الآخر، فالغيبة حرام في المجتمع المسلم، بل يمكن القول في المجتمع الإنساني بشكل عام، ثم تأتي الآية الكريمة بمثال يوضح بشاعة الغيبة، وهي تشبيه من يغتاب غيره بأكل لحم أخيه ميتاً، أرأيت الإنسان الذي يجلس أمام جنازة أخيه ثم يتناول منه لحماً ويأكله! هل تحس وتشعر ببشاعة هذا المنظر؟ هكذا هو حال من يذكر غيره بسوء في ظهر الغيب، والصورة واضحة لأن أكل لحم الميت هو اعتداء على من لا يقدر الدفاع عن نفسه، وذكر الغير بسوء في غير محضرهم حيث لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، يشبه ذلك تماماً. فالغيبة – باعتبار أنها مأخوذة من الغياب – هي التحدث عن عيوب الشخص في غيابه، وهنا لن يستطيع الدفاع عن نفسه. أي كأنها حالة انتهاز غياب الغير بالتحدث عنه بما يكره دون أن يدافع عن نفسه، كانتهاز جسد الميت وأكله وهو لا يستطيع المقاومة.
الآثار السيئة للغيبة:
ـ تعود الإنسان على هذا الأمر، إذا ذكرت شخصاً ما بسوء، ستذكر آخر، وهكذا سيكون الأمر مستساغاً عندك، وكما في تشبيه الآية الكريمة، لو أكلت لحم ميت مرة، سيكون أكله مستساغاً في غيرهن من المرات، يقول أمير المؤمنين علي : «لا تعود نفسك على الغيبة فإن معتادها عظيم الجرم»[2] .
ـ تلويث أجواء المجتمع بما هو سلبي، والمساعدة على انتشاره، فعندما تتحدث عن عيب فلان من الناس فإن حديثك عن عيبه يرسخ العيب في أسماع الناس فيتطبعوا به، حتى تسمع عمن يغتابك، كما ورد في الحديث عن الإمام الصادق : «لا تَغتب فتُغتب»[3] .
ـ التسبب في رد فعل الآخر، فمن يُغتب قد يصله الكلام بشكل أو بآخر، فيسعى للانتقام، أو الدفاع عن نفسه، مما يجعل المجتمع ساحة للصراع والعداوات وانتشار البغضاء.
ـ معصية الله، وحرق الحسنات بالسيئات، والتنازل عن أعمالك الحسنة لغيرك في يوم أنت بأشد الحاجة إلى تلك الأعمال لتثقل بها ميزان أعمالك، فقد ورد حديث عن رسول الله يقول: «يؤتى بأحد يوم القيامة، يوقف بين يدي الله، ويُدفع إليه كتابه فلا يرى حسناته! فيقول: إلهي ليس هذا كتابي فإني لا أرى فيه طاعتي! فيُقال له: إن ربك لا يضِل ولا ينسى، ذهب عملك باغتياب الناس، ثم يُؤتى بآخر ويُدفع إليه كتابه فيرى فيها طاعات كثيرة فيقول: إلهي ما هذا كتابي فإني ما عملت هذه الطاعات! فيُقال: لإن فلاناً اغتابك فدُفعت حسناته إليك»[4] ، وهذا ما يهون الأمر عند المستغاب، لأن حقه محفوظ عند الله. ولذلك إذا قيل لشخص أن فلاناً من الناس قال عنك كذا وكذا فإنه إن كان شخصاً عادياً يغضب، ولربما عامل بالمثل، ولكنه إذا كان مؤمناً لا يهتم بالأمر، ولربما صفح عمن أساء إليه.
مجالس الغيبة:
ما هو واجب المؤمن عندما يحضر مجلساً يسمع فيه غيبة للآخرين؟
هناك مجالس سمتها غيبة الآخرين، كأن شغلهم الشاغل تتبع عثرات الغير، ومع الأسف أنك تجد مثل هذا الأمر في الأوساط الدينية وذلك بسبب اختلافاتهم في الرأي، أو تضارب مصالحهم، فيقوم البعض بذكر معايب الآخرين وكأنما غاب عن بالهم أن هذا الأمر من أعظم المحرمات.
بعض المتدينين يرى في نفسه زهواً لأنه لا يشرب الخمر، ولا يزني، ولا يمارس أياً من الكبائر، وعندما يرى أو يسمع عن غيره أنه ابتلى بمثل هذه المعاصي، يحمد الله أن نجاه منها، ولكنه يذكر مساوئ الآخرين ويشبعُ غيبة لهم، وما كأن هذا الأمر من الكبائر، وأنه لا يقل عن الذنوب الأخرى، بل كما يقول رسول الله في الحديث الذي ذكرناه سابقاً: «الغيبة أشد من الزنا».
إذا حضرت مجلساً كهذا فما هو واجبك؟
قد تكون منزهاً عن ممارسة الغيبة، ولكنك الآن تعرضت لاستماع الغيبة من الغير، فما يكون موقفك؟
الفقهاء يؤكدون أن استماع الغيبة إثم كقولها، إذا استمعت إلى من يستغيب شخصاً ما، وسكت على ذلك، ولم تدافع عن أخيك المؤمن، كنت شريكاً في هذه الغيبة.
وبعضهم من يتستر في الدين من أعفاء الذقن وتقصير الثوب .
ولذا يتوجب عليك أن ترد الغيبة، وأن لا تقبل بها، البعض يتعذر بالحياء، وهو عذر غير مقبول، إذا دعيت على شرب كأس من الخمر، فهل يكون الحياء مبرراً لك لشربه؟ وإذا ما رأيت من يأكل لحم ميت ودعاك لمشاركته، فهل يكون الحياء مبرراً لك لتشاركه، أو تسكت عنه؟
البعض إذا نهيته عن ذكر الآخرين بسوء، ودفعت الغيبة التي يلهج بها، يقول لك: إن ما أقوله صحيح! وهذا ليس مبرراً للغيبة، فالغيبة ذكر الشخص بما هو فيه، في ظهر الغيب.
جاء في الحديث عن رسول الله أنه قال: «من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة»[10] وعنه قال: «إذا وُقع في الرجل وأنت في ملأ فكن للرجل ناصراً وللقوم زاجراً وقم عنهم»[11] . لا ترض لنفسك أن تجلس في مجلس الغيبة، لأنه مجلس منكر.
حكى لي بعض الأصدقاء أنه كان قبل أيام في مجلس أحد العلماء الأجلاء، فتحدث أحد الحاضرين عن عالم من العلماء بسوء، فغضب ذلك العالم، ونهره عن مثل هذا الحديث، وقال له: إذا كنت تتحمل عقاب مثل هذا الأمر فأنت حر، لكنا لا نتحمل ذلك، فلا تعد إلى مثل هذا الأمر في مجلسنا. وهذا هو الموقف الصحيح.
نسأل الله تعالى أن يجملنا بالخلق الحسن، وأن يمّن علينا باحترام حقوق الآخرين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
فتح فتح فتح عينك زين زين
ولاتغتاب أخيك المسلم ياشاطر
( الله يهديك )
أدعيلك بالهدايه لكل مغتاب
التعديل الأخير تم بواسطة ياسر الناجي ; 10-14-2011 الساعة 02:55 PM
الوقت يمشي والضروف لها أشغال
وكل(ن) يمشي بضروف الوقت ومحتار
ومن ديرة لديرت(ن) والبعض رحال
علــى راحــة نــفسة فيــــــها بيــختــار
وعند الحبايب نتذوق الفنجال
ويالله عليك بالستر وأعطنا الأستار
ويزين الخلان الي دايم على البال
وجلسة معهم أحلى من جلسة الأوتار
كلماتي الشعرية
الله يكفينا شر الغيبه واصحابها
ياسر الناجي
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
جزاك الله كل خير أخوي ياسر الناجي ................
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات